مسنين يحتفلون بالعيد الماسي لأول دار للعجزة
هاني اللحياني ـ مكة المكرمة
يستعيد 106 مسنين غدا عافيتهم ومقاعدهم الأمامية، ليحظوا بالتكريم بمناسبة العيد الماسي ـ مرور 75 عاما ـ، على إنشاء أول دار لرعاية المسنين في المملكة والتي أقيمت في عهد الملك عبد العزيز، وفكر فيها لأول مرة في مكة المكرمة مدير الأمن السابق مهدي بيك. ويحظى الحفل برعاية أمير منطقة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز، ويحضره وكيل الإمارة الدكتور عبد العزيز الخضيري، كما يحضره وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية عوض الردادي ومديرو دور الرعاية في المملكة والبالغ عددها 10 دور. وتكرم وزارة الشؤون الاجتماعية في الحفل 11 شخصية ساهمت في إدارة الدار منذ تأسيسها عام 1353هـ، بالإضافة إلى مؤسس دار الرعاية في مكة المكرمة، حيث تتسلم التكريم حفيدته نورة بيك. وكانت «عكاظ» دلت الشؤون الاجتماعية على أحفاد مؤسس الدار، بعد أن انفردت بنشر خبر بحث الوزارة عنهم ( «عكاظ» 8-10/2/1430 هـ). وتبين أن لمهدي بيك الذي توفي في عام 1373 هـ، أحفادا وبنات يقيمون في لبنان والقاهرة وجدة. ويسكن الدار حاليا 107 مسنين، منهم 62 من الذكور و45 من الإناث، وسيتم في الحفل توزيع 2000 نسخة من الإصدار الخاص بهذه المناسبة، والذي يحمل العنوان رعاية الإنسان في أغلى مكان، و2000 نسخة من الأقراص المدمجة. وأوضح مدير الدار الحالي عبيد الله دخيل الله المسعودي أن الدار كانت تعرف بدار باخطمة، وتقع خلف درج الصفا وجوار مطبعة أم القرى، وكان مهدي بيك يخطط لأن تستوعب الدار 1500 عاجز ومسن، وأطلق عليها “دار العجزة الخيرية”، وقد تم افتتاحها في الثاني من شهر ذي القعدة عام 1353هـ، ولكي نتصور قيمة هذه الدار وفائدتها لابد أن نعرف أنه في الأسبوع الأول من افتتاحها آوت إليها 200 شخص. وأضاف فقد أنشئت صناديق للتبرع كتب عليها (دار العجزة) وعلقت تلك الصناديق على أبواب الحرم، ولم تكن تلك التبرعات تقتصر على الأموال فقط، بل امتدت لتشمل كافة أنواع التبرعات العينية الأخرى من ثياب أو طاقات قماش أو ذبائح أو غيرها ..
وأضاف أن مهدي بيك لم يشأ أن تكون تلك الدار مجرد دار للإيواء فقط، ولكنه أرادها أن تفرخ رجالا يسهمون في تنمية الوطن، وأن يكونوا في المستقبل رجالا قادرين على رعاية وإعالة أنفسهم، فأنشأ في الدار ورشا مختلفة تعلم هؤلاء الأطفال والعاجزين بعض الحرف الصناعية، مثل دباغة الجلود (وقد كانت حديثة النشأة) والنجارة والخياطة وصناعة الكمر ويقوم بالتدريب في هذه الورش معلمون متطوعون، ولم يكتف بذلك بل أنشأ كذلك في الدور الأرضي منها معرضا لبيع منتجات تلك الورش، حيث خصص الريع الناتج عن ذلك في تحسين ظروف المعيشة بالدار، وكان يطمع أن تصبح الدار وحدة اقتصادية متكاملة مستقلة وقادرة على الاستمرار الذاتي ودون انتظار لتبرعات قد تأتي أو لا تأتي، ولم يكتف الرجل بذلك بل أنشأ مدرسة ليلية داخل الدار أيضا تعلم الصغار وتمحو أمية الكبار وكان يدرس في هذه المدرسة العلوم الدينية واللغة العربية ومبادئ الحساب والجغرافيا.
وفي عام 1363 هـ انتقلت الدار إلى موقع جديد استأجرت على نفقة الملك عبد العزيز.
تعليقي على هذا الخبر
هل يوجد لنا اعياد غير العيدين الذي امرنا ان نفرح بهما بعد رمضان شهر الصوم وبعد الحج اترك التعليق لكم
غير متصل
