الرياض: سعد السبيعي
برز عدد من الإشكاليات التي شكلت حالات سلبية في مسيرة تحضيرات أندية العاصمة الرياض للموسم الكروي المقبل الذي يتوقع له أن يكون ساخناً ومختلفاً ليس من خلال المنافسات المحلية وحسب وإنما كذلك لعهد جديد للأندية السعودية مع دوري المحترفين الآسيوي وكذلك البطولة الخليجية، وذلك من خلال مشاركة أندية الرياض الثلاثة الهلال والشباب والنصر. ومن هذا المنطلق جاءت استعدادات رباعي العاصمة أكثر جدية وارتفاعا في درجة الاستعداد عما كانت عليه المواسم السابقة، وتجلت في مسألة الاستعانة المبكرة بمدربين جدد (النصر والشباب)، وكذا جلب لاعبين غير محليين جدد لمراكز تعاني منها خطوط هذه الفرق.
"الوطن" ستتوقف عند بعض المحطات التي برزت في هذه المرحلة الإعدادية التحضيرية لهذه الأندية الأربعة إن كان من حيث الإيجاب أو السلب.
إشكالية الدعيع
طغت على أحداث معسكر الهلال المقام بإيطاليا إشكالية الخلاف الذي وقع بين قائد الفريق محمد الدعيع والمشرف على الفريق سامي الجابر على خلفية اتصال الأخير بمقر النادي ومطالبته بضرورة اتصال الدعيع به بإيطاليا، وهو الأمر الذي فسر بشكل مخالف أحدث شرخاً كاد يعمق الخلاف المبكر بين العنصرين الأهم بالفريق داخل الميدان وفي خارجه.
وتناول الإعلام الرياضي السعودي هذه الإشكالية بصورة تعبر عن اختلاف واضح بين هذه الوسيلة وتلك وغياب واضح كذلك عن المعلومة الصحيحة التي تعطي الموضوع حجمه الطبيعي وهو تكرار لفشل لطالما وقع فيه هذا الإعلام في كثير من المواقف المشابهة السابقة، وهي إن دلت على شيء فإنما تدل على ما يعانيه من تأثير الانحياز وفقدان المصداقية وتغييب للمهنية.
وهذا جانب سلبي كاد يلون بتأثيراته طريق النادي الأزرق لهذا الموسم لكن تم احتواؤه بسرعة، لكن الجانب المضيء الذي تحقق للنادي خلال هذه الفترة يتمثل في الشراكة الاستراتيجية مع شركة موبايلي، بعدما تمت تسوية الخلاف المادي بين الطرفين وإعادة صياغة العقد الاستثماري بين الطرفين بما يعود على الجانبين بالنفع والفائدة.
ويعد هذا النجاح نتاج مجهود وخبرة المشرف على الشؤون الاستثمارية بالنادي الأمير عبدالله بن مساعد الذي تمكن بخبرته وحنكته من إقناع الشريك الاستراتيجي بتعديل بنود العقد لمصلحة الطرفين.
واقعة الإسكندرية
كادت إشكالية حارس مرمى النصر محمد شريفي تعرقل سير معسكر الفريق المقام بالإسكندرية المصرية، وذلك بعد رفضه الجلوس حارساً احتياطياً لزميله العائد محمد الخوجلي، وحاولت الإدارة المرافقة للفريق تدارك الإشكالية قبل أن تطغى على المعسكر وأحداثه وتحوله من مرحلة استعداد وتحضير إلى مرحلة خلافات بين اللاعبين قبل بداية الموسم الكروي.
وهي مفارقة غريبة بأن يكون حراس المرمى هم محور إشكالية الناديين العاصميين ( الهلال والنصر).
ويبقى العقد الاستثماري الكبير الذي وقعه النادي مع شركة الاتصالات السعودية بداية مرحلة جديدة للنادي ستدفعه للأمام، ويسهم في تصحيح ومعالجة كثير من أوجه القصور على المستوى التنظيمي والفني والعناصري بالنسبة لفرق النادي الرياضية وعلى رأسها الفريق الكروي بدرجاته المختلفة وتعزيز مواقع هذه الفرق الكروية بمدربين ولاعبين وأجهزة فنية وطبية مؤهلة، فضلاً عن إمكانية النادي إقامة معسكرات لهذه الفرق متى تطلب الأمر، إضافة لأن خطط النادي لم تعد ترزح تحت رحمة النقص المادي الذي أصاب النصر كغيره من الأندية في السنوات الماضية.
كما أن خطوة النادي بتكليف كوادر مؤهلة علمياً ومهنياً وإعلاميا وذات علاقة وتواصل بالهيئات والاتحادات الرياضية الدولية ممثلة بالخبير علي حمدان الذي تم تكليفه كأمين عام للنادي، والإداري الخبير سلمان القريني في إدارة الكرة تؤكد حرص إدارة النصر برئاسة الأمير فيصل بن عبدالرحمن على السير بالنادي وفرقه الكروية على وجه التحديد بمسار مختلف وبنظرة شبه احترافية على الأقل في المرحلة الحالية على أن تتطور مع مرور الوقت.
احتراف عطيف
أوقع نادي الشباب وعلى غير العادة نفسه في إشكالية وذلك بموقفه المستغرب تجاه نجمه الأبرز عبده عطيف، بأن وقف حائلاً بين احترافه خارجياً واللعب بالملاعب البرتغالية من خلال فريق أكاديميكا.
ومرد استغراب المتابعين للخطوة الشبابية أن تزامن مع الحدث ردود أفعال من مسؤولين شبابيين سعوا إلى تقزيم الطلب واللاعب معاً، فضلاً عن خطوتهم مساومة اللاعب على مستقبله مقابل السماح له بالاحتراف مع أن المتبقي من عقده مع النادي لا يتجاوز موسماً ونصف الموسم، وهو ما عد تصرفا لا يليق بناد لطالما وصف بالنادي الراقي في كل شيء. والقائمون على النادي قد أعطوا اللاعب مبرراً لترك النادي من دون رجعة لمجرد انتهاء هذه المدة.
مدرسة الوسطى
قررت إدارة نادي الرياض الاستعانة بخبرة تدريبية عربية للإشراف على الفريق الكروي الأول، ووقع الاختيار على مدرب فريق الوطني المصري عبود الخضري ليحل محل الخبرة البرازيلية في الموسم الماضي التي لم تقدم العلاج الناجع لمدرسة الوسطى وتسهم في عودته مجدداً إلى مصاف أندية الدرجة الممتازة التي اعتاد عليها سنوات طويلة، وإن كانت خطوة اختيار المدرب الجديد مهمة فإن الإشكالية الأهم هي مشكلة نقص العناصر التي تستطيع أن تحقق الآمال لهذا الفريق العريق، إذ يحتاج إلى عدد كبير من العناصر المؤهلة والقادرة على تمثيل الفريق والمنافسة الحقيقية على ورقة الصعود للممتاز هذا الموسم، وهو ما يعني ضرورة توفير المبالغ المادية الكافية لتعزيز الفريق بعدد من هؤلاء اللاعبين الذين يمكن أن يتم الاستعانة بهم من خلال فرق الدرجة الأولى والثانية والمناطق التي تزخر صفوفها بالكثير من هؤلاء اللاعبين المتحمسين والراغبين في تحقيق طموحاتهم الكروية
غير متصل
