منتديات الـمـشـاهـيـر والقصص البطوليةشامل القصص والروايات البطولية لمشاهير وفرسان قبيلة سبيع الغلباء وبعض المشاهير من القبائل العربية معلومات و توثيق لتاريخ مجد اشهر رجال قبيلة سبيع
إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : إليكم هذا الطرح المفيد عن تاريخ خصم أهل العشر المردف الشيخ الشريف / حمود بن ثامر السعدون رحمه الله وأسكنه فسيح جناته والذي يجب أن تحفظه وتعيه قلوب الرجال وكي لا يضيع في غياهب الزمن وهذا نص خطاب ألقاه الشيخ الشريف / حمود بن ثامر السعدون شيخ مشايخ المنتفق أمام عدد من شيوخ عشائر المنتفق قبيل مواجهته للجيش العثماني ولوالي بغداد / عبدالله باشا سنة 1227هـ بعد قصة العشر المردف بسنوات وفي معركة ( غليوين ) التي انتهت بانتصار المنتفق, ومقتل الوالي, ودخول جيش المنتفق شوارع بغداد ظافراً, وتسليمه مقاليد الولاية لــ / سعيد باشا بن سليمان باشا الذي لجأ إليهم محتمياً من بطش الوالي السابق / عبدالله باشا ومساعده / طاهر آغا وقد تجمعت في هذه المعركة قبائل ربيعة والجشعم وبني لام وقوات عقيل المتحضرة من أهل نجد والمرافقين لوالي بغداد بالإضافة إلى عسكر الدوله العثمانية والكثير من أبناء الحاضرة لحرب المنتفق وقد رد نص الخطاب في كتاب تاريخ المنتفق لــ / سليمان فائق :-
أيها الأمراء والرؤساء والمشايخ : أخاطبكم اليوم لعلمي أنكم الممثلون للعرب، وأعلم أيضاً أن قد تجسمت فيكم الشهامة والغيرة والحمية، وبما أنكم أمراء ورؤساء القبائل أخاطبكم بخطاب يليق بكم، فليكن معلومكم أيها الأجلاء العظام والسادة الكرام إن دخيلنا / سعيد بك لما علم أن حياته بخطر، وأن الداعي كنت المتفق الخاص لوالده التجأ إلينا كي يتمكن من المحافظة على حياته المهددة بالخطر، ووقع دخيلاً عندنا، وها هو هذا : تعرفونه وتعرفون أباه، وتعرفون منزلة أبيه وهو من ذوي البيوت لا من العتقاء والسوقة، وإني قد تعهدت وتكفلت بحمايته حماية مطلقة، وأنه الدخيل عندي، ولم تظهر له أدنى مظاهرة تشغل الحكومة بل ولم يتحرك بحركة مخالفة لرضاء الدولة، وكررت هذه الكيفية للولاية مراراً فلم تفد جميع مراجعاتي واسترحاماتي ولذا لم يبق للحكومة حق إن خالفتها وعصيتها لأني قد اخترت جواب السلب، وأمرتنا الولاية بهذا الأمر الذي قرأته عليكم بتسليم الدخيل، فإن لم نسلمه تأخذه الحكومة من عندنا قسراً بقوة السلاح، وهذا تهديدهم كما سمعتموه وقد حاكمت نفسي مراراً بكيفية تسليم الدخيل، فأبت نفسي وشيمتي العربية تسليم الدخيل كتسليم الشاة إلى القصاب، وجزمت وعزمت على أن أقاوم وأدافع الحكومة بكل مجهودي وقوتي لآخر نفس، فإن عجزت عن المقاومة أكون مجبوراً على ترك أولادي وعيالي وآخذ دخيلي، وأهرب به إلى الديار النجدية حفظاً لناموسي وشرفي، فمن كان منكم يكره هذه الحالة فليعتزل إلى جنب، واعتقدوا أني لا أجبر ولا أكره أحداً على أن يكون معي فكل منكم مختار برأيه حيث أن هذه المسألة خاصة بنفسي، وعائدة علي، ولا شك أن هذا ناموسي وشرفي، ولا أقبل أن يدنس أو يكون فيه العار، وتسليم الدخيل هو أكبر عار علينا، ولهذا لا بد أن أهرق آخر قطرة من دمي للمحافظة على الناموس، واعلموا جميعاً أني لا أكلف أحداً منكم بتكليف لا يطيقه .
فردوا عليه بالموافقة، ومما قالوا له : ألم نكن نحن مثلك عرب ومن العرب ؟ أما نحن الذين قبلناك رئيساً علينا لعلمنا أنك الرجل الوحيد بل الشريف الغيور الفريد المنصف بهذه الديار ؟ فكما أن شيمتك العربية تأبى تسليم الدخيل فشيمتنا وغيرتنا العربية تأبى أيضاً أن نعتزل عنك بمثل هذا اليوم الأسود، وكيف تقبل شيمتنا الاعتزال عنك فلا نبقيك أنت ودخيلك ما دام فينا دم الحياة ؟ وها نحن حاضرون نفدي أنفسنا وأرواحنا ومالنا في سبيل تخليص دخيلك . وهذي قصيدة الشيخ الشريف / علي بن ثامر السعدون في رثاء أخيه الشيخ الشريف / عبد المحسن بن ثامر السعدون, وذكر انتصارهم في معركة ( غليوين ) على والي بغداد / عبدالله باشا سنة 1228هـ حماية لدخيلهم / سعيد باشا, وقد قامت المنتفق بقتل الوالي القديم, واحتلوا بغداد, ونصبوا / سعيد باشا والياً عليها ويقول في قصيدته :-
الورق يلعي فوق عالي قــــــصورها=حمايمٍ يطربن الغنا من فجورها
تغنّت بصافي النوح عندي وأنا الذي=من البعد والفرقا أصالي مرورها
أيا أيها الورق الذي أنت ساهر=لك النوح شطرٍ من معالم شطورها
آه وا عضيدي الـلي راح ما عاد يرجع=باللحد ثاوي في مطاوي قبورها
أبا براك زبن الجاذيات ابن ثامر=وإن همّلوا عصمان الأيدي سيورها
أيا ليت أبو براك بالكون حاضر=به صولةٍ جتنا كفى الله شرورها
لفتنا ربيعة وابن جشعم ولامها=معا عسكر الدولة وجملة حضورها
ومعهم عقيلٍ والقبايل جميعها=واللي بقلبه حسفةٍ جاء يدورها
وأشاروا علينا بالقطيعة وذبحنا=والأطواب تكفي في ملاهي زمورها
دعونا الصبح واحنا نلملم جموعنا=وحاروا وداروا كيف حالٍ ندورها
وصالح نهار الكون زيزوم حربنا=عزنا وزبن رجالنا عن عقورها
وأنا على قبّاً قحومٍ وعندلٍ=شعوى رفوع إليا تمثنت وعورها
ركضنا عليهم ركضةٍ هاشميّة=وراحت تناحي بالعوالي صدورها
غدا ذاك مذبوح ٍ والاّخر مخلاّ=وهذاك حقٍّ للحدا مع نسورها
وليناهم وطابت بهم نفس لابتي=إليا عاد أبو برغش حماها وسورها
ولمن خاب ذاك اليوم منّا ومنهم=رايات سودٍ تنتشر في نشورها
وأخيراً بمثل هذه القيم النبيلة قامت مشيخة المنتفق قرابة أربعة قرون من الزمان وسبب المعركة هو التجاء / سعيد بك إلى ديار المنتفق التي كانت تحت مشيخة الشيخ الشريف / حمود بن ثامر في الفترة ( 1797 – 1826) بعد تأكده من نيات والي بغداد / عبد الله التوتنجي لقتله و / سعيد بك هو بن سليمان باشا الكبير الذي كان والياً على العراق للفترة من 1780 – 1802 والذي كان مشهوراً بحسن إدارته وطيب علاقته مع العشائر والقبائل العربية وخاصة المنتفق وامتناع الشيخ الشريف / حمود بن ثامر من تسليم الدخيل إليه على عادة وطبيعة العروبة والإسلام وقد حشد والي بغداد قواته العثمانية وأسندها بالعشائر العربية ( ربيعة وعقيل والجشعم والخزاعل ) الموالية آنذاك له والطامعة بنهب خيرات ومواشي وابل المنتفق فوقعت المعركة في 10 كانون الثاني 1813 قرب نهر صغير بين الناصرية وسوق الشيوخ يسمى [ اغليوين ] قاد المنتفق فيها الشيخ الشريف / برغش بن حمود الثامر الذي جرح في المعركة وتوفي بعدها بيومين من أثار الجراح رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وانتهت المعركة بانتصار قبائل المنتفق بعد الصمود البطولي الذي لا يوصف بوجه مدفعية وقوات جيش الوالي وتمكنت خيالة المنتفق بقيادة الشيخ الشريف / علي بن ثامر من أسر الوالي / عبدالله التوتنجي وكبار قادة جيشه فنقلوا إلى سوق الشيوخ كأسرى ثم تم قتلهم تحت أقدام / سعيد بك وبعد المعركة توجهت قوات المنتفق إلى بغداد لتعيد تنصيب / سعيد بك والياً على بغداد بالقوة وهذا مالم تتمكن من فعله أي قبيلة عربية طيلة حكم الدولة العثمانية أن تقيل وتقتل والياً معين بفرمان " مرسوم " عثماني وتعين أخر بالقوة وحسب رغبتها وبعد المعركة لم تتجرا أي قبيلة أو قوات نظامية من الاقتراب من ديار المنتفق والأهم من ذلك هو عودة الشيخ الشريف / حمود بن ثامر السعدون ومعه مقاتليه من بغداد إلى ديارهم وبكل تواضع المنتصرين ليعيشوا حياتهم في بوادي المنتفق ولم تغرهم قصور بغداد وجمال وترف العيش الباذخ فيها رحمهم الله فقد ضحوا كثيراً من أجل الأرض والوجه والعرض وتركوا تاريخاً مرصعاً بالمآثر كالنجوم المسفرة في الليل الأظلم علما أن من ادعى أن قصة أهل العشر المردف في عام 1247هـ يرده أن الشيخ / مطلق المصخ رحمه الله وأسكنه فسيح جناته قد قتل أحد قاتها رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وهو المقتول في معركة السبية عام 1245هـ ويؤيد ذلك معطيات التأريخ . هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول بتصرف مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .