دعوى ضد صحيفة بريطانية يكسبها سعودي

[راجح مسفرعون]

السعودي خالد بن محفوظ يكسب دعوى قضائية ضد صحيفة بريطانية

جدة: جمال بنون
كسب رجل الاعمال السعودي خالد بن محفوظ واحدة من القضايا المرفوعة في المحاكم البريطانية والبلجيكية ضد صحافيين وكتاب اتهموا بالقذف والتشهير بحقه. وأعلنت أمس المحكمة العليا في لندن عن التعويض المالي والاعتذار الكامل المقدمين من ناشر صحيفة «ميل أون صنداي» البريطانية ومسؤول التحرير بيتر رايت، والصحافي جيرمي بيتون، وذلك كتسوية نهائية للدعوى القضائية المرفوعة ضد الصحيفة بالقذف والتشهير بحق بن محفوظ، اضافة الى نشر اعتذار رسمي في الصحيفة الاحد المقبل.
وقد قرر خالد بن محفـوظ التبرع بمبلغ التعويض الى صندوق رعاية الطفولة التابع للأمم المتحدة (يونيسف)». وكانت صحيفة «ميل أون صنداي» قد نشرت مقالة صحافية في أكتوبر (تشرين الاول) من عام 2002 بعنوان «مصرفي من تكساس تابع لابن لادن يطارد بوش» في ملحق «فايننشال ميل اون صنداي»، زعمت فيه وجود علاقة مصاهرة بين خالد بن محفوظ وأسامة بن لادن، وان بن محفوظ شارك في تمويل أنشطة بن لادن الارهابية. وفي ردة فعل عن القرار، قال عبد الرحمن بن خالد بن محفوظ نجل خالد بن محفوظ لـ«الشرق الأوسط»: «ان قرار المحكمة البريطانية جاء كردة فعل عادلة للهجمات التي تعرضت لها الكثير من الاسر والشخصيات السعودية بعد احداث 11 سبتمبر (ايلول)، وان قرار المحكمة بتقديم الاعتذار وايضا التعويض المادي، الذي يعد مبلغا ماليا كبيرا في العرف البريطاني جاء نتيجة المغالطات التي نشرت وأساءت للسعوديين ولنا كعائلة بن محفوظ». وأضاف عبد الرحمن بن محفوظ «نحن كعائلة نشجب ونستنكر كل الاعمال الارهابية وندعو جميع هؤلاء الناس ان يراجعوا انفسهم»، معتبرا ان ادعاء الاعلام البريطاني بأن والده صهر لاسامة بن لادن، هي معلومات غير صحيحة». وقال: «ان عائلة بن لادن عائلة كريمة ومرموقة وان افترضنا ما كان قد قيل عن الوالد صحيح فلنا الشرف ان نصاهرهم ولا نخشى من ذلك»، واعتبر الحكم «انتصارا للسعوديين والعرب».

وأكد نجل رجل الاعمال السعودي خالد بن محفوظ، ان بقية القضايا المرفوعة في المحاكم ستتم متابعتها سواء أكانوا كتّابا أو صحافيين غربيين لتصحيح الصورة الخاطئة.

من ناحيتها، قبلت صحيفة «ميل أون صنداي» البريطانية الاقرار بأن جميع المعلومات الواردة في المقال عارية تماماً عن الصحة، وأن خالد بن محفوظ لم يكن صهراً لأسامة بن لادن وأنه لم يقم في أي وقت من الأوقات بتمويل أية أنشطة ارهابية. كما أقرت الصحيفة ان خالد بن محفوظ قد استقال من مهام منصبه في البنك الأهلي التجاري لأسباب صحية.

وحسب مصادر تقدم دفاع الصحيفة بخالص الاعتذار عن كافة الأضرار الأدبية والمعنوية التي لحقت بخالد بن محفوظ وعائلته من جراء هذه الادعاءات الكاذبة. كما أكد الدفاع أن كلا من الصحيفة والصحافي صاحب المقال يتعهدان أمام هيئة المحكمة بعدم تكرار أو ترديد تلك الادعاءات. ومن هذا المنطلق ستقوم الصحيفة بنشر اعتذار رسمي الى خالد بن محفوظ في عددها الصادر الأحد المقبل، مع تقديم تعويض مالي عن الأضرار، بالاضافة الى دفع جزء من قيمة أتعاب الدعوى، حيث اتفق الطرفان على عدم افصاح المعلومات عن قيم التعويض المالي وكذلك تكاليف الاتعاب.

وتركز الخلاف حول بعض النقاط التي وردت في المقالة حيث لمح الكاتب الى ان خالد بن محفوظ «هو صهر اسـامة بن لادن»، وانه «دعم أنشطة ارهابية من خلال تمويل بن لادن». و«كان يشغل منصب مدير بنك الاعتماد والتجارة الدولي»، وأنه «متورط» في «عمليات البنك غير المشروعة في الأسواق»، و«تهريب الأسلحة» و«دعم الارهاب الدولي». وزعم ايضا انه «تم فصله من البنك الأهلي التجاري في المملكة العربية السعودية للاشتباه بتورطه في عمليات التمويل غير المشروع للمنظمات الخيرية الاسلامية التي تدعم الارهاب».

وقال فريق الدفاع عن خالد بن محفوظ، ان كل ما ورد في هذا المقال من ادعاءات خطيرة عار عن الصحة تماماً وأضر بسمعة موكله ضرراً بالغاً، حيث ان خالد ليس صهراً لأسامة بن لادن، ولم يقم على الاطلاق بتمويل أنشطة بن لادن الارهابية. كما ان كافة أفراد عائلته يشجبون الارهاب بكل أشكاله. و لم يكن يوماً على الاطلاق مديراً لبنك الاعتماد والتجارة الدولي، وانه استقال من منصبه كرئيس لمجلس ادارة البنك الأهلي التجاري في السعودية لأسباب صحية. ولم يحدث أن أظهرت اية عملية لتدقيق حسابات البنك الأهلي التجاري وجود مخالفات مالية أو تحويلات غير مشروعة.

من جهته، قال شريف صدقي كبير المحامين لعائلة خالد بن محفوظ لـ« الشرق الأوسط»، ان القضية استغرقت زهاء العام عقدت خلاله جلستان فقط.

وتعليقاً على ذلك صرح لورنس هاريس، أحد الشركاء في مكتب كيندال فريمان للمحاماة، وممثل هيئة الدفاع عن خالد بن محفوظ، قائلاً: «لقد أبدى خالد بن محفوظ ترحيبه بهذه التسوية». وأضاف: «عندما نشرت المقالة الصحافية المشار اليها لم يكن أمام خالد أي خيار آخر سوى رفع الأمر الى القضاء للبت فيه ودحض هذه المزاعم الكاذبة. وانه ليشعر الآن بسعادة كبيرة لتبرئة ساحته من تلك المزاعم الخطيرة بعد اعتراف صحيفة «ميل أون صنداي» بأن كافة ما ورد في هذه الادعاءات عار عن الحقيقة تماماً».

يشار الى ان خالد بن محفوظ ما زال يلاحق بعض المدعى عليهم بالقذف والتشهير بحقه في قضيتين ممثالتين أمام القضاء البريطاني، الأولى رفعها ونجله ضد المؤلفين جان تشارلز بريسار وجولوم داسك. وقد صدر الحكم بالفعل ضد داسك في حين ما زالت الدعوى مستمرة ضد بريسار الذي أدلى بشهادته لصالح صحيفة «ميل اون صنداي» في القضية التي كسبها بن محفوظ. أما الدعوى الثانية فقد رفعها خالد بن محفوظ ضد بريسار واثنتين من الشركات التي يمتلكهما.

[خيَّال الغلباء]

راجح بن مسفر جزاك الله خيراً ولا هنت

[ماهرأل سويلم]

وأخيرا بعد سبع سنين ؟؟؟