م يحظ رئيس أمريكي قبل بوش الابن بمثل هذا الكم من النقد بل السب من شعبه فضلا عن باقي شعوب الأرض، فلو رُصدت جائزة (عند من يدينون بالديمقراطية) لأكثر الحكام كذبا لنالها بوش بلا منافسة.
وقد صُنف في كذب بوش وإدارته كتاب "كذبات بوش الخمس الكبيرة"
بل أحصى له إعلاميون أمريكيون وسياسيون عشرات الكذبات.
وأخيرا سعي أهالي سان فرانسيسكو لإطلاق اسم بوش على أكبر محطة "للصرف الصحي" هناك تخليدا لأعماله الخبيثة.
والكذب مذموم في الشرائع كلها وخاصة كذب الحكام و الملوك، لما يترتب عليه من الفساد العريض، فقد صح عن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أنه من الثلاثة الذين لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم (ملك كذاب).
وأكبر جرائم بوش وإدارته – المترتبة على كذبه – ارتكبت في أفغانستان والعراق.
وقد رصد المراقبون للانتخابات الأمريكية حرص المرشحين على عدم ظهور بوش معهم خلال حملاتهم، وأظهر المرشحان من الحزب الديمقراطي (أوباما وكلينتون) الخُلف لبوش.
إلا على الإسلام
لكن أوباما ظهر بالأمس في أفغانستان ليعلن أنها – أي أفغانستان - الخط الأول لمحاربة ما يسميه الإرهاب وأنه يؤيد زيادة عدد القوات هناك.
فما هذا التوافق الديمقراطي الجمهوري على هذه المسألة؟!
وما الذي يغري جيوش الصليبية (أمريكا وأوروبا) بأفغانستان: أهو النفط الأفغاني؟
فقد صدع المحللون رؤوسنا بأن قصد أمريكا من غزواتها وتحرشاتها في بلاد المسلمين (العراق والسودان، مثلاً) هو السيطرة على منابع النفط، فما يغريهم ببلد خرجت مدمرة بعد طرد الروس منها ليصب عليها "حلف الناتو" ألوانا من الأسلحة المحرمة كالقنابل الفراغية التي بتفجيرها تحدث موجة ضغط تمتص الهواء من الضحايا وتمزق أحشاءهم وتسحق أجسامهم.
أم يغريهم بأفغانستان كونها صارت أكبر مصدر للهيروين في العالم بعد الاحتلال، بينما كاد يقضى على المخدرات إبان حكم طالبان؟!
لا يوجد في أفغانستان غير أنها بلد كانت تُحكم بالشريعة، ولا يخفى على متابع للأحداث شن الصليبية العالمية واليهودية الحرب على أي بقعة في العالم تحاول العودة للحكم بالشريعة إما مباشرة وإما عن طريق الوكلاء، ولمن لا تسعفه الذاكرة عليه مراجعة التاريخ الحديث لـ (نيجريا والجزائر والسودان وأفغانستان والصومال ودونكم غزة المحاصرة).
قرن الدين
والعجيب أن قادة الصليبية في حربهم على كل من رفع لواء الشريعة - وهم الذين فرضوا العلمانية على بلاد المسلمين - ينطلقون في حربهم الصليبية من منطلقات دينية، فقد سارت الركبان بتدين (بوش وبلير) فبوش صرح بأنها حرب صليبية، وزعم أنه أوحي إليه بشأن غزو واحتلال العراق، ولا يخجل من استشارة مرشده الديني في الأمور السياسية، بل أشار المستشار الألماني السابق جيرهارد شرودر في مذكراته إلى أنه حينما جلس مع بوش أخبره بوش أنه يتحدث مع الله، وأن أغلب ما يقوم به يتم بوحي من الله. ونشرت "صنداي تايمز" وغيرها من الصحف البريطانية اعتراف توني بلير بتدينه وتأثير الدين في حياته وقراراته، وخشيته من التصريح بذلك وقت أن كان رئيسا للحكومة. كما أكد بيتر مندلسون حليفه السياسي "إيمان" بلير وقال إن الكتاب المقدس لا يفارقه فهو يأخذه معه أينما ذهب، ويحرص على قراءة مقتطفات منه قبل نومه، وقد أسس بلير أخيرا مؤسسة دينية سماها "مؤسسة الإيمان" وصرح في حفل افتتاحها أن القرن الحالي هو "قرن الدين".
غير متصل
الحميدي
