والحقيقةُ أنَّ صاحبنا الشابَ إن أحسنَ التأمُّل لَفَهِمَ أنه ليسَ نِفاقاً، كلا بل هو
الخوفُ منَ الله
ولكنَّ الذي حَصَلَ أنَّ الشابَ أهملَ بشدةٍ الشِقَ الثاني، وهو نَهيُ النفسِ عنِ الهوى أو بعبارةٍ أُخرى،
إهمالِ التربية الإيمانية، فيصيرُ سلطانُ النفسِ عليهِ شديداً،
لذلك لابُد من تقييدِها (أي النفس) بلِجَامِ الشرعِ لا إطلاقِها للهَوى، وهذا يَحصُل بالمحاولاتِ المستمرةِ لبناءِ الحياءِ
وكسرِ الحلقاتِ المفرغةِ التي يدفعُنَا إليها الشيطانُ حتى تَتَحَقَقُ مقولة الخنساء ـ رضي الله عنها ـ
"عوّدوا جوارِحَكُم الطاعة تستوحِشُ المعصية"
إنّ تحديدَ مكمنِ الداءِ هو نصفُ الطريق إلى العلاجِ الصحيحِ، وأعظمُ سعيٍ للشيطانِ إنما يكون في رسمِ أوهامٍ لأسبابِ الداءِ فيدفعُ الشخصَ إلى التعلُقِ بِها،
كما أنَّ طريقَ النارِ دركاتٍ بعضها تحتَ بعضٍ لِمَن أرادَ الهبوط.
إنَّ الآيةَ الكريمةَ تُوضِحُ لنا بِمَا لا يدعُ مَجَالاً للتَوهُمِ أوالترددِ أنه لا بدَ من حاجزٍ بينِ العبدِ وبينَ المعصيةِ
ومن ثَمَّ تُوضح لنا مكوناته أو شقيه الأساسيين وهما:
الشق الأول خوفٌ من مقامِ الله تعالى يؤدي إلى نهي النفسَ وزجرِها عن هواها متى خالفت أمر الله تعالى.
والشق الثاني يكون عن طريقِ زراعةِ موانع ومعوقات وبناءِ حواجزَ وسدود داخلَ النفسِ
ترفعُ مُستوى تحكم وسيطرةَ الإنسانِ على نفسِه بما يحققُ قيادتَه لها حيثما شاء.
هذا المانعُ والحاجزُ لابدَ أن يكونَ داخليًا، نُنمّيه بالتعرُّف على عظمةِ اللهِ، وتذّكر نعيمِ الجنة، ولهيبِ النار..
ومما يؤكد لنا أهمية الحاجز الإيماني بين العبدِ والمعصية
الحديث الذي رواه ابن ماجه في سننه وحسنه الألباني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن لكل دين خلقًا وخلق الإسلام الحياء".
إن الحياء كما عرّفه أهلُ العلمِ في اللغةِ أنَّهُ انقباضٌ وانزواءٌ وانكِسارٌ في النفسِ يصيبُ الإنسانَ عند الخوفِ من فعلِ شيءٍ يعيبهُ وهو مشتقٌ منَ الحياة،
ولذا قال بعض الفُصحاء: حياةُ الوجهِ بحيائِه كما أن حياة الغرسِ بمائهِ.
وعرّفه علماءُ الشريعةِ بأنهُ صفة وخلق يكون في النفسِ يبعثُ على اجتنابِ القبيحِ ويمنعُ من التقصيرِ في حقِ صاحبِ الحقِ.
وهو مرادُنا الذي نسعى إليهِ، وهو خُلُقٌ نزرعهُ في نفوسِنا ليقوم بالدورِ المطلوبِ وهو نَهيُ هذه النفس عنِ القبيحِ الذي هو كل ما يُغضبُ الله تباركَ وتعالى.
لكن تبقى أسئلة،،
ماذا أفعلُ إن أغلقت المعاصي القلبَ عن التأثُرِ بالنصيحةِ والموعظةِ؟؟
ماذا أفعلُ إن جافى الدمعُ عينيَّ ؟؟ كيف أُزيل القساوةَ عن قلبي؟
نحاولُ الإجابة على هذه التساؤلات وغيرها، معاً في الموضوعِ القادمِ بإذنِ الله.
الخُلاصة:
خطوات لاستعادةِ الحياء:
حُسنُ الظنِ باللهِ –الصدقُ والإخلاص – اتخاذ خطوات عملية نحو التوبة – الدعاء أن يفتحَ الله مغاليقَ القلوب،
ورد في تفسير الجلالين:
64 - (وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع) فيما يأمر به ويحكم (بإذن الله) بأمره لا ليعصى ويخالف (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم) بتحاكُمِهِم إلى الطاغوتِ (جاؤوك) تائبين (فاستغفَروا الله واستغفرَ لهم الرسولُ) فيه التفات عن الخطاب تفخيماً لشأنِهِ (لوَجَدُوا الله تواباً) عليهِم (رحيماً) بِهِم.
-------
منقول بتصرُّف، مع الاعتذار لصاحبِ الموضوع،،
-------
وتفضلوا هذه النشيدة الجميلة،، أنا العبد
للاستماع اضغط على أي رابط أدناه.
للتحميل اختر أي من الرابطين التاليين، واضغط حفظ باسم.
ملحوظة: ربما يتأخر الموضوع القادم قليلاً بسبب ظروف الاختبارات، فانتظروا عودتنا بقوة، بإذن الله.
-=-=-=-=-=-=-
ربّنا لا تُزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا و هَب لنا مِن لدُنك رحمة إنّك أنت الوهّاب
ربّنا إنّك جامِع الناسِ ليومٍ لا ريبَ فيه، إنّ اللهَ لا يُخلف الميعاد
ربنا إنّك من تُدخِل النار فقد أخزيَته، وما للظالمين مِن أنصار.
احبتنا في الله , اتشرف بمروركم الكريم على هذا الموضوع ووضع ارائكم بما جاء به مضمونه هل ترون ما يقترح من حلول كافية ام لكم راي اخر ...تفضلوا بابداء رايكم حفظكم الله و نفع بكم دائما في الخير