رد: قصة مثل / مع الخيــــــــــــــــــــــــــل يا شقراء
كُتب : [ 05 - 02 - 2009 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم / أبو عبدالله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فإن أمير ثرمداء / بداح بن ناصر العنقري قتل عام ألف ومئة وتسع وثلاثون للهجرة على يد أبناء عمه ولا تنطلي مثل تلك الحيل على أعظم فرسان الحضر في زمنه وصاحب الشيمة العنقريه والمثل ( مع الخيل يا شقراء ) أقدم من ذلك وهو مثل مشهور ودارج بين الناس بكثره ، وخاصة في ديار نجد وذلك لأن الفروسية من الصفات التي اكتسبها ( ابن الصحراء ) في ممارسته لحياة الخشونة في الصحراء وجبل عليها منذ أمد بعيد وقصة هذا المثل عندما كانت جزيرة العرب تحيا حياة السلب والنهب وعدم الإستقرار وقعت حوادث هذه القصة وكان من عادة القوم حينذاك شن الغارات على بعضهم للكسب أو أخذ الثأر بينهم وقد حدث أن أغارت قبيلة على قبيلة أخرى ، وهجم فرسان القبيلة الأولى على القبيلة الثانية دفاعا عن أنفسهم وعن مواشيهم وحدث أن تأخر عن الفرسان أحـدهم الذي يمـتلك الفـرس الأصـيلة المـعروفة بـاسـم - شقراء - وكان خيّالها محتقرا في القبيلة ويوصف بأنه جبان وأنه ليس بكفء لهذه الفرس الأصيلة التي كانت من أجود خيل قومه في السباق والحروب وسرعة العدو , وصادف أن ركب هذا الخيّال فرسه بعد مدة من غارة قومه على الأعداء وشاهده أحد كبار المسنين من القبيلة فقال : (( مع الخيل يا شقراء )) وذهبت كلمته مثلا . والمعنى أنك ذهبت أيها الفارس مع الفرسان لتكون في المؤخرة ولست أهلا لأن تقاتل معهم وأن فرسك لو حملت فوق صهوتها غيرك لكانت الفائدة أعم وأنفع للقبيلة وقد أطلق الفارس العنان لفرسه حتى تمكن من اللحاق بالأعداء والقضاء عليهم فكبر في نظر قومه عندما أثبت البطولة والإقدام وهو : ( مثل نجدي ). وقيل : أن قصة المثل أن فلاحا يملك مجموعة من الخيول الأصيلة وكان الفلاح يدرب خيوله يوميا فيفتح لها الإصطبلات ويطلق لها العنان في أرجاء المزرعة وكان لهذا الفلاح بقرة ( شقراء ) عزيزة على قلبه فكلما أطلق الخيل انطلقت البقرة رافعة ذيلها وتركض بأقصى سرعتها والفلاح مندهش من فعل تلك البقرة وكان كلما انطلقت الخيول ورأى ما رأى قال : ( مع الخيل يا شقراء ) فذهبت هذه العبارة مثلا يضرب لمن يحاكي ويقلد كل شيء ويندفع فيما لم يخلق له وجعله الله لغيره ولا يصلح له . منقول بتصرف يسير مع خالص التحية وأطيب الأمنيات واسلم وسلم والسلام .
|