Untitled 1
 
  ما هو بنك سيتي جروب النصاب في السعودية؟ (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 126 )           »          شركة أديس القابضة (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 324 )           »          اختيار افضل شركة تداول (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 295 )           »          رسوم الحساب الاستثماري في تداول الراجحي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 577 )           »          كيف اعرف اسهمي القديمه برقم الهوية (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 346 )           »          تريد فيو (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2453 )           »          كيفية شراء الاسهم الامريكية الحلال (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2466 )           »          افضل شركة توزع أرباح في السوق السعودي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2666 )           »          حساب سعر الصرف (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2868 )           »          قصيدة رثاء في حمد الحضبي السبيعي (اخر مشاركة : عبدالله الحضبي - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2838 )           »         
 

 
العودة   منتديات سبيع الغلباء > المنتديات الـعـامـة > المنتدى المـفـتـوح
 

المنتدى المـفـتـوح منتدى شامل للمتفرقات وستجد فيه الكثير من الموضوعات التي تهم أبناء قبيلة سبيع أو القبائل العربية أو المتصفح العربي


قبل البدء .. كلمتين في نقطتين

منتدى شامل للمتفرقات وستجد فيه الكثير من الموضوعات التي تهم أبناء قبيلة سبيع أو القبائل العربية أو المتصفح العربي


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
metab
عضو
رقم العضوية : 4011
تاريخ التسجيل : 25 - 09 - 2005
الدولة :
العمر : 42
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 11 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : metab is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
قبل البدء .. كلمتين في نقطتين

كُتب : [ 06 - 10 - 2005 ]

قبل البدء .. كلمتين في نقطتين


:: نجران وقبائله تعني لأهلها الشيء الكثير والكثير ولكن هذا البحث لا يعني نكوص على ما تحقق في المسيرة الحضارية لبلادنا المعطاءة بل هو من باب حفظ التاريخ وهذا ما يجب ان ننتبه له جميعنا حيث ان المملكة العربية السعودية هي المنجز الذي نفتخر به كأعظم مشروع عربي وحدوي في القرن الماضي.


تمهيد








في زمن حكمت فيه القبائل الجزيرة العربية حيث أصبحت الحرب سمة من سمات ذلك الوقت فإن لم تكن غازيا فأنت مغزو لا محالة ،وفي زمن الفقر والقحط وصعوبة المعيشة والتعصب القبلي الذي كان في الغالب يحل نزاعاته بالقوة ولغة السلاح لقد كان زمان شعاره البقاء للأقوى .

وفي الواقع لم تكن الصورة قاتمة كما قد توحي إليه هذه الكلمات فقد كانت خصال البادية الحميدة أيضا من سمات ذلك العصر من شجاعة وكرم ومروءة ونصرة المظلوم.
هذا المزيج الفريد يجسد واقع سكان شبه الجزيرة العربية.



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


التحالف بين رجال يام وأولاد عبد الله والمكارمة


كان بين قبيلة يام والمكارمة وأولاد عبد الله تحالف وثيق وتعاون مستمر منذ قرون واستطاعوا أن يكونوا جيش من رجال يام وأولاد عبد الله والمكارمة وغزوا وصدوا غزوات .
وقد غلب أسم يام عليهم فيقال غزوات يام وحروب يام وهم يعنون (يام والمكارمة وأولاد عبد الله ).
فأصبح أسم يام هو أسم الشهرة كما سترى في كتب التاريخ.


تاريخ قبائل نجران


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الذين اهتدوا بهداه.
أما بعد ..



لم يسبق لأحد أن ُكتب عن تاريخ قبائل نجران كتاب مستقل بل أن ما سطره التاريخ هو مقتطفات في كتب عدة كشواهد على أحداث من جاورهم من الدول والقبائل وهنا تكمن صعوبة العمل الذي عقدنا العزم على إنجازه وتطلب ذلك منا جمع اكبر قدر من هذه المصادر وجمعها وترتيبها وتنقيحها من بعض المغالطات مع الإشارة إلى ذلك طبعاً كما قمنا بعمل حواشي لهذا العمل وشرح ما يلزم شرحه محاولين الإيجاز قدر المستطاع في موضع الاختصار والاسترسال في موضع التفصيل كما قمنا بربط الأحداث مع بعضها البعض وقد راعينا أصول التحقيق في بيان مكان التعديل والإضافة والاختصار مقتصرين قدر المستطاع على إيراد الأحداث المتعلقة بتاريخ قبائل نجران فقط دون الإسهاب في التفاصيل الخارجة عن الموضوع كما راعينا إبقاء النصوص كما أخذناها من مصادرها لتكون شاهد على الحوادث ومساهمة منا في تسهيل مهمة من أراد أن يكمل المشوار الذي بدأناه.

وقسمنا هذا الكتاب إلى ستة أبواب :
في الباب الأول :


تكلمنا عن ديار يام وقصة أصحاب الأخدود وأول من عمر نجران ونبذة عن المجتمع النجراني قديماً وذكرنا نماذج من أبرز شخصيات التاريخ النجراني ممثلة في عبد الله بن ثامر وقس بن ساعدة ويزيد بن عبد المدان واوردنا كتب النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأهل نجران ونبذة عن تاريخ يام في الجاهلية ثم عرجنا على تاريخ دولتي بنو زريع وبني حاتم اليامية وفي آخر هذا الباب تكلمنا عن علاقة يام بالمكارمة وأولاد عبد الله تاريخياً.

وفي الباب الثاني :
حصرنا كل الأحداث التاريخية الهامة في الفترة الزمنية من عام 294هـ إلى عام 965هـ.

الباب الثالث :
الأحداث التاريخية الهامة في الفترة الزمنية من عام 1127هـ إلى عام 1168هـ .

الباب الرابع :
الأحداث التاريخية الهامة في الفترة الزمنية من عام 1174هـ إلى 1211هـ .

الباب الخامس:
الأحداث التاريخية الهامة في الفترة الزمنية من عام 1220هـ إلى عام 1255هـ.

وفي الباب السادس :


الأحداث التاريخية الهامة في الفترة الزمنية من عام 1256هـ إلى 1352هـ ، وختمنا هذا الباب بدخول نجران تحت لواء الحكم السعودي وعندها أصبحت قبائل نجران جزء من هذه الدولة الفتية تاريخاً وانتماءً .


رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 2 )
metab
عضو
رقم العضوية : 4011
تاريخ التسجيل : 25 - 09 - 2005
الدولة :
العمر : 42
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 11 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : metab is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : قبل البدء .. كلمتين في نقطتين

كُتب : [ 06 - 10 - 2005 ]






شرح الرموز

ماسوف تراه بين هذه الاقواس [ ] هو كـلام مــضـاف أو أنه قد تم استبدال لفظة غير محببة بلفظة اخرى .
وهذه النقط ... تعني كـلام مـحـذوف :
لجــمـلـة تــضـــمـنـــت كــلام بــــذئ.
او لجـــمـــلــة تــســــــئ إلـى طـــائــفـة.
او لسـرد مـطـول لا يفيد الـقـضية.




ديــــار يـــــــام



من أهم الذين اعتنوا بمنازل القبائل في اليمن : لسان اليمن الحسن بن احمد بن يعقوب الهمداني ، وقد ركز في كتابه ( صفت جزيرة العرب ) على ذكر كثير من منازل قبائل اليمن ومن جاورها ، بل كثير من أصقاع الجزيرة العربية . وإذا تتبعنا ما ذكره عن يام نجده في موضعين متباعدين : أحدهما قرب مأرب ، والآخر في نجران وحبونن، فقال في وصف ما حول مأرب : ثم بعد مأرب أودية لطاف إلى الجوف أي متجهاً شمالاً مشاربها من شرفات ذي جره، ومن شرقي مخلاف خولان العالية ومنها العواهل الأسفل وحمص ، ويكون على هذه الأودية بنو حارث بن كعب يسيمون النعم ، إلى أن يقول ومساقط بلد عذر مطره وبلد يام وهيلان ثم يعلق على ذلك الأستاذ محمد الاكوع محقق الكتاب ، قائلاً يام ، قبيلة من حاشد ، ولا وجود لها اليوم في هذا الحيز ، وانما يوجد جبلها الذي يدعى جبل يام . قال عاتق بن غيث : والذي أراه أن يام هذه يام عنس المذحجية لا يام حاشد الهمدانية والهمداني هذا لم ينسبها . ويقول الهمداني وهو يصف سيل نجران : ويتقدم في شوكان من أعلى وادي نجران فيسقيه وينتهي في الغائط (1) ثم يعترض بين نجران وتثليث أودية مثل حبونن (2) وغيره (3) من بلاد وادعة وبلد يام وزبيد وبلد سنحان وبلد جنب (4) . وفي مكان يتحدث عن وادي المنبج فيقول : أن فروعه من بلد يام القديمة وبلد مرهبة، وكلاهما من همدان وهذا صريح بأن يام كانت في الجنوب ثم تحركت شمالاً في زمن لم أر من حدده . وفي مكان أخر يصرح الهمداني بان يام الجنوب هي يام عنس ، إذ يقول : بلاد مذحج بعد أن تخرج من ذمار متوجهاً نحو المشرق بقدر فرسخين أرض عنس وهي واسعة ، حدودها من ناحية الشمال الثنية إلى بيكلي والطيبار وجيرة ، إلى أن يقول : ومن ناحية المشرق ثات وبها اليوم من بطون عنس : النهديون، والقريون،والهيسيون،والياميون وهم رهط أبي العشيرة اليامي هذه الديار هي عند التقاء اليمن بحضرموت ، أي ما نسميه بالزاوية الجبلية حيث يلتقي السراة الممتدة جنوباً بالأخرى الممتدة غربا . ثم يصرح بوجود يام في نجران ، على انهم ليسوا سكانه الرئيسيين ، فيقول ليام وطن في نجران نصف ما مع همدان منها ثم بلدهم يطرد عليها ناحية الحجاز إلى حدود زبيد ونهد من ناحية حارة (5) وما يليها وهي حارة وملاح وسنحان فإلى ما يصالي خليف دكم وأعالي حبونن ، والحظيرة وبدر وصيحان وقابل نجران وهدادة . وهذا صريح بقدم ديارهم الحالية ، فكل من بدر وهدادة وسنحان روافد لحبونن ، وكلها ليام ، ثم يقول : عاتق بن غيث : تمكنت يام من نجران حتى اصبح قريناً لاسمها . فلا يذكر نجران إلا وتذكر معه، وكل من فيه وما فيه لها ومنظم إليها بالجوار والتبعية (6).
_______________________________________
1- الغائط حيث تنتهي سيول وادي نجران ، ويسمى اليوم (القاع).
2 - يقولون اليوم حبونا ، وحبونه.
3- هما حبونا ويدمه ، وجميع الاودية الاخرى فروع لها .
4- وادعة ، وسنحان وجنب ، هي اليوم فروع من قحطان .
5- لعلها (راحة) وكثير ما يحدث سبق القلم تغيرات في مثل هذه الأسماء وراحة اليوم لقحطان قرب ظهران الجنوب .
6- كتاب بين مكة وحضرموت صـ 130/131/132ــ .

[وسيبين لنا – كما سيأتي- حمد الجاسر بأن يام الهمدانية هي التي كانت تسكن الجوف قبل أن تتجه إلى نجران وليس يام عنس كما قال عاتق بن غيث ] :

قال : الهمداني في كتاب الجوهرتين ( ومنها -يعني معادن الفضة - معدن الرضراض باليمن وهو نظير معدن شمام وخير منه ... قال معدنو الفضة ليس بخرسان ولا بغيرها لمعدن اليمن - وهو معدن الرضراض - وهو في حد نهم ومخلاف يام من ارض همدان ........ وكانت همدان ساكن هذا الموضع في حربه،........ وهذا هو الذي ذكره النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في كتابه مع ابن نمط الهمداني إلى آهل مخلاف يام وخارف فهناك جبل (يام) الاصحر وفيه أثار الجاهلي . ثم انتقلت يام من هذا الموضع فسكنت ما بين جوف الحيقه ونجران . فصار لهم قابل نجران القبلي فيه حاضرتهم وباديتهم بملاح وحاره فما يليها من حلال فسروم (1) .
قال البكري (الرضراض ) : ارض في ديار نهم ، من همدان وفيه معدن فضة . ويقول الجاسر هذا المعدن واقع في شرق اليمن وجنوب نجران يميل نحو الغرب وجبل يام - الاصحر - يدعه المتوجه الى الجوف ( جوف مراد) عن يمينه، بحيث يقع الغيل شماله بمسافة تقارب خمسة أكيال (ك.م) ويسمى الجبل الآن ( الاسحر ) بالسين بدل الصاد . ويقع بين 20ْ-15ْ و 10ْ-16ْ ( شمال خط الاستواء ) 30ْ-44ْ و 45ْ خط الطول - على وجه التقريب . ويقع جنوب وادي الخارد (2).
__ ______________________________
1- العرب ج9 صـ 840ـــ،ـــ841ــ عام 1388هـ 1968م.
2- العرب ج9 صـ 842ـــ عام 1388هـ 1968م.

رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 3 )
metab
عضو
رقم العضوية : 4011
تاريخ التسجيل : 25 - 09 - 2005
الدولة :
العمر : 42
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 11 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : metab is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : قبل البدء .. كلمتين في نقطتين

كُتب : [ 06 - 10 - 2005 ]

أن أول خبر يدخل التاريخ لنجران هو ما تناقلته المصادر العربية عن قصة أبناء نزار بن معد بن عدنان مع الأفعى بن الأفعى ملك نجران . نقول : أول خبر لان ما لدينا من مصادر تشير إلى أن عدنان كان حياً في القرن السادس (ق.م) ، وهذا يعني أن أحفاد ابنه كانوا موجودين بين القرن الخامس والرابع (ق.م) ولم يصل إلينا قبل ذلك التاريخ ما يركن إليه من أخبار العرب. تقول القصة . كان لنزار بن معد أربعة أبناء : إياد وبه يكنى ،وانمار، وربيعة ، ومضر ، فلما حضرت نزاراً الوفاة دعا بجارية شمطاء ، فقال لإياد : هذه الجارية وما أشبهها من مالي فلك ، ثم اخذ بيد مضر فادخله قبة حمراء ، ثم قال هذه القبة وما أشبهها من مالي فلك ،- ولذا قيل مضر الحمراء- ثم اخذ بيد ربيعة وقال له : هذه الفرس الأدهم والخبأ الأسود وما أشبهها من مالي فلك ،- ولذ قيل : ربيعة الفرس - ثم اخذ بيد انمار وقال : هذه البدرة والمجلس وما أشبهها من مالي فلك ، فان أشكل عليكم هذه القسمة فأتوا الأفعى الجرهمي - وكان ملك نجران- حتى يقسم بينكم وترضوا بقسمته، فلم يلبث نزار حتى هلك ، وشكلت القسمة على ولده فركبوا قاصدين الأفعى ، حتى إذا كانوا منه على يوم وليلة من ارض نجران ، وهم في مفازة ، إذا هم بأثر بعير ، فقال إياد أن هذا البعير الذي ترون أثره لاعور ، فقال انمار : وانه أبتر ، وقال ربيعة وانه لازور قال مضر وانه لشرود ، فلم يلبثوا أن أتي صاحب البعير فسألهم قائلاً : هل رأيتم بعيراً ضالاً في وجودكم (وجوهكم) ؟ قال إياد : بعيرك اعور؟ قال فإنه لاعور، قال انمار بعيرك أبتر ؟ قال فإنه لأبتر، قال ربيعة بعيرك ازور ؟ قال فإنه لازور ،وقال مضر : كان بعيرك شرود ؟ قال فإنه لشرود ، فأين بعيري؟ دلوني عليه ، قالوا والله ما حسسنا لك بعير ولا رأيناه، قال انتم والله أصحاب بعيري وما أخطأتم من نعته شيئاً، قالوا ما رأينا لك بعير ، فتبعهم حتى قدموا نجران، فلما اناخوا بباب الأفعى استأذنوا عليه ، فأذن لهم ، فلما دخلوا صاح الرجل من وراء الباب : أيها الملك هؤلاء اخذوا بعيري ، فدعا به الأفعى فسأله عن شأنه ، فقال: أن هؤلاء ذهبوا ببعيري ،فقال لهم الأفعى : ما تقولون؟ قالوا رأينا اثر بعير ، فقال إياد : انه اعور ، فقال ما يدريك انه أعور؟ قال رأيته يرعى الكلأ من شق واحد ويترك الآخر ، وقال انمار رأيته يرمي بعره مجتمعاً فلو كان أهلب لمصع به فتفرق بعره ، وقال ربيعة رأيت اثر إحدى يديه ثابت والآخر فاسدا فعلمت إنه ازور، وقال مضر : رأيته يرعى الشق من الأرض يتعداها فيمر بالكلأ الملتق الغض فلا ينهش منه حتى يأتي ما هو ارق منه فيرعى فيه ، فعلمت انه شرود ، فقال الأفعى : صدقوا قد أصابوا أثر بعيرك وليسوا بأصحابه ، التمس بعيرك . ثم قال الأفعى للقوم من انتم ؟ فاخبروه بما لهم ، فرحب بهم ثم قال: ما خطبكم؟ فقصوا عليه قصة أبيهم فقال الأفعى : فكيف تحتاجون إلي وانتم ما أرى؟ قالوا امرنا بذلك أبونا ثم أمر بهم ، فنزلوا ، وأمر خادما له على دار الضيافة أن يحسن إليهم ويكرم مثواهم والطافهم بأفضل ما يقدر عليه ، ثم أمر وصيفاً له أن ينظر كل كلمة تخرج من أفواههم فيأتيه بها ، فاتاهم القهرمان بقرص من شهد فأكلوا وقالوا : ما رأينا شهد أعذب من (هذا) ولا احسن ولا اشد حلاوة منه ، فقال إياد : صدقتم لولا أن نحله ألقاه في هامة جبار ، فلما حضر غدائهم وجيء بالشواء فإذا بشاة شوية فأكلوا وقالوا: ما رأينا شواء أجود ولا ارخص لحماً ولا أسمن منه ،فقال انمار : صدقتم لولا انه غذي بلبن كلبة .
________________
(1) - بين مكة وحضرموت صــ222ـ.


ثم جاءهم بالشراب فلما شربوا قالوا : ما رأينا شراباً أعذب ولا أصفى ولا أطيب من رائحته ، فقال ربيعة : صدقتم لو لا أن كرمه نبت على قبر ، ثم قالوا ما رأينا ملك اكرم قرى ولا اخصب رحلا من هذا الملك قال مضر: صدقتم لو لا انه لغير أبيه . فذهب الغلام الموكل بهم إلى الأفعى فاخبره بما سمع منهم ، فدخل الأفعى على أمه ، فقال أقسمت عليك إلا خبرتني ، فصدقته الخبر ، ثم دعا القهرمان وسأله عن الشهد ، فقال انه وجد في جمجمة ،ثم سأل صاحب المائدة عن الشاة ، فقال لقد ماتت أمها وهي صغيرة فرضعت كلبة مع جرائها ، فبعث إلى صاحب الشراب وسأله عن الكرمة ، فقال حبة كرم غرستها على قبر أبيك . فقال الأفعى : ما هؤلاء القوم إلا شياطين . ثم أحضرهم ، فقال إياد: أبى جعل لي خادمة شمطاء وما أشبهها من ماله فقال: أن لأباك غنماً برشاء فهي لك ورعاؤها. وقال انمار : أن أبى جعل لي بدرة ومجلسه وما أشبهها من ماله ، قال فلك ما ترك أبوك من الرق والحرث والأرض ، فقال ربيعة: أن أبى جعل لي فرس ادهماً وبيتا أسود وما شابهها من ماله . قال أن أباك ترك خيلاً دهماً وسلاحاً فهي لك وما فيها من عبيد . ( فسمي ربيعة الفرس ) . فقال مضر : أن أبى جعل لي قبة حمراء من أدم وما أشبهها من ماله . فقال أن أباك ترك إبلا حمراء فهي لك وما شابهها من ماله ، فصارت لمضر الإبل والقبة الحمراء والذهب . فسمي ( مضر الحمراء) وأنما أتينا بهذه القصة على طولها لسببين أولهما لعلاقتهما بالأفعى ملك نجران وهو كما قدمنا أول خبر يصل إلينا مكتوبا يذكر فيه أن نجران مملكة ذات كيان ،وثانيهما لطرافة قصة أبناء نزار وما اشتملت عليه من فراسة وقيافة لا زالت لها بقايا في عرب الصحراء.

ويقص لنا الأخباريون قصة اعتناق آهل نجران الدين المسيحي ، وهي قصة ، (يشوبها ) وان كانت مشوبة ببعض الأساطير في مجملها ، وهي صحيحة في جوهرها إذ جاء الإسلام وآهل نجران نصارى ، وظلوا كذلك حتى أخرجهم عمر . (1) قال (ابن إسحاق ) فملك حمّير ذا نواس ،وكان آخر ملوك حمّير ، وهو صاحب الأخدود-بنجران- وتسمى بيوسف،و بنجران بقايا من آهل دين عيسى بن مريم عليه السلام وكانوا آهل فضل واستقامة ، ولهم رأس يقال له : عبد الله بن ثامر ، وكان موقع ذلك الدين بنجران ( أي من جزيرة العرب ) وهي بأوسط ارض العرب في ذلك الزمان أهلها آهل أوثان ، وذلك أن رجل من بقايا الملك يقال له : فيمون وقع بين ظهرانيهم فحملهم عليه فدانوا به ، وكان فيمون رجلا صالحاً مجتهداً ، زاهداً في الدنيا ، مجاب الدعوة ، وكان سائحا ينزل بين القرى ، فلا يعرف بقرية إلا خرج منها ، وكان لا يأكل إلا من كسب يديه ، وكان بناء ، فإذا كان يوم الأحد لم يعمل شيئا، وخرج إلى فلاة من الأرض يصلي بها حتى يمسي . وكان في قرية من قرى الشام يعمل عمله مستخفياً ، ففطن لشأنه رجل من أهلها يقال له صالح ، فاحبه حباً لم يحبه قبله، فكان يتبعه حيث ذهب ، ولا يفطن فيمون له ، حتى خرج مرة في يوم أحد إلى فلاة كما كان يصنع ، وقد تبعه صالح وفيمون لا يدري ، فجلس صالح منه منظر العين مستخفياً ، وقام فيمون يصلي ، فبينما هو يصلي اقبل نحوه التنين (2) ، فلما رآها فيمون دعا عليها فماتت وصرخ صالح يا فيمون ، التنين اقبل نحوك . فلم يلتفت إليه ، واقبل على صلاته حتى فرغ منها ، وعرف أنه عرف ، وعرف صالح انه قد رأى مكانه فقال: يا فيمون، تعلم والله أني ما أحببت شيئاً قط حبك ، وقد أردت صحبتك والكينونة معك حيث كنت ، فقال فيمون: الآمر كما ترى ، فإن علمت انك تقوى عليه فنعم، فلزمه صالح ، وكان إذا ما جاء العبد الضر دعا له فشفى ، وإذا دعي لأحد به ضر لم يأته ، وكان لرجل من أهل القرية ابن ضرير فسأل عن شان فيمون فقيل له: انه لا يأتي أحداً دعاه، ولكنه رجل يعمل البناء، فعمد الرجل إلى أبنه ، فوضعه في حجره وألقى عليه ثوباً ، ثم جاءه فقال : يا فيمون ، أني أردت أن اعمل في بيتي عملا ، فانطلق معي إليه،
_________________
1-قال البلادي (كان أهل نجران نصارى وظلوا...)
إذا وضعنا قول البلادي في كفة وأقوال كبار المؤرخين في كفة فأي الكفتين ترجح؟
( روي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعث علي بن أبي طالب كرم الله وجهه إلى اليمن فسار إليها وقرأ كتاب رسول صلى الله عليه وآله وسلم على أهل اليمن فأسلمت همدان في يوم واحد وكتب بذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسجد شكرا لله ثم أمر عليا بأخذ صدقات أهل نجران وجزيتهم ففعل وعاد فلقي رسول الله صلى الله عليه وآله بمكة في حجة الوداع .)( مختصر أخبار البشر ج1 ص 150.)

( قلنا هناك أن نجران فتحت صلحا على يد خالد بن الوليد ، ثم أرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا عليه السلام إلى أهل نجران يجمع صدقاتهم وجزيتهم، أي جزية من لم يسلم منهم .( طبقات ابن سعد ج1 ص 266.) [وهي فئة قليلة وظلت محافظة على دينها ومتمسكة بوطنيتها حتى القرن السادس الهجري ] أنظر سيرة الهادي بن حسين وكتاب نجران الحديثة. وذكر بعث علي (ع م) إلى نجران ابن الأثير ج 2 ص205.
وذكر إسلام بنو الحارث بن كعب ابن هشام ص281.
وكذلك ابن كثير ذكر إسلام بنو الحارث بن كعب نقلا عن ابن إسحاق البداية والنهاية ج5 ص 98/99. وقال د.محمد حسين هيكل في كتاب حياة محمد ص 488.
"على أن جماعة من نصارى نجران احتفظوا بدينهم ، مخالفين في ذلك الأكثرية من قومهم بني الحارث الذين اسلموا من قبل . إلى هؤلاء وجه النبي خالد بن الوليد يدعوهم إلى الإسلام كي يسلموا من مهاجمته ولم يلبثوا حين نادى فيهم خالد أن اسلموا أ فبعث خالدا وفد منهم إلى المدينة لقيه النبي فيها بالترحيب والمودة"
2 - الثعبان .


فانطلق، حتى دخل حجرته ، فانتشط الرجل الثوب عن الصبي، ثم قال : عبد من عباد الله أصابه ما ترى ، فادع له ، فدعا له فقام الصبي ليس به بأس وعرف فيمون انه قد عرف ، فخرج من القرية وتبعه صالح ، فبينما هو يمشي إذ مر بشجرة فناداه منها رجل فقال : يا فيمون ، قال نعم . قال : مازلت انتظرك وأقول متى جاء ، حتى سمعت صوتك ، لا ترح حتى تقوم علي ، فأني ميت الآن ، فمات وقام عليه حتى واراه ، ثم انصرف وتبعه صالح ، حتى وطئ ارض العرب فعدوا عليهما فاختطفتهما سيارة من بعض العرب ، فخرجوا بهما حتى باعوهما بنجران وآهل نجران يومئذ على دين العرب ، يعبدون نخلة طويلة لها عيد كل سنة ، إذا كان العيد علقوا عليها كل ثوب حسن وجدوه ، وحلى النساء ، فابتاع فيمون رجل من أشرافهم ، وابتاع صالحاً رجل آخر . فكان فيمون إذا قام من الليل يتهجد في بيت اسكنه سيده إياه ، واسرج له البيت نوراً حتى يصبح من غير مصباح فرأى سيده ذلك فأعجبه فسأله عن دينه فاخبره به ، وقال له فيمون : إنما انتم في باطل إن هذه النخلة لا تضر ولا تنفع ، ولو دعوت عليها الهي الذي اعبده لأهلكها وهو الله وحده لا شريك له، فقال له سيده : فافعل ، فإنك إن فعلت دخلنا في دينك وتركنا ما نحن عليه ، قال فقام فيمون فتطهر وصلى ركعتين ، ثم دعا الله عليها فأرسل الله ريحاً جحفتها من أصلها فألقتها ، فاتبعه آهل نجران على دين النصرانية فحملهم على دين الشريعة من دين عيسى بن مريم ، ثم دخلت عليهم الاحداث التي دخلت على دينهم بكل ارض، فمن هناك كانت النصرانية بنجران في ارض العرب ( قال ابن إسحاق ) فهذا حديث بن وهب بن منبه من أهل نجران.

رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 4 )
metab
عضو
رقم العضوية : 4011
تاريخ التسجيل : 25 - 09 - 2005
الدولة :
العمر : 42
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 11 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : metab is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : قبل البدء .. كلمتين في نقطتين

كُتب : [ 06 - 10 - 2005 ]

شخصيات من تاريخ نجران 1
قصة عبدالله بن ثامر (1) :


قال ابن إسحاق : وحدثني يزيد عن محمد بن كعب القرظي، وحدثني أيضا بعض أهل نجران عن أهلها : أن أهل نجران كانوا أهل شرك ، يعبدون الأوثان ، وكان في قرية من قراها قريباً من نجران - ( نجران : القرية العظمى التي إليها جماع أهل تلك البلاد ) ساحراً يعلم الغلمان آهل نجران السحر ، فلما نزلها فيمون ولم يسموه لي باسمه الذي سماه به وهب بن منبه، قالوا : رجل نزلها- ابتنى خيمة بين نجران وبين تلك القرية التي بها الساحر ، فجعل أهل نجران يرسلون غلمانهم إلى الساحر يعلمهم السحر ، فبعث إليه الثامر أبنه عبد الله بن الثامر مع غلمان أهل نجران ، فكان إذا مر بصاحب الخيمة أعجبه ما يرى من صلاته وعبادته، فجعل يجلس إليه ، ويسمع منه ، حتى اسلم فوحد الله وعبده ، وجعل يسأله من الشرائع، حتى إذا فقه جعل يسأل عن الاسم الأعظم، وكان يعلمه ، فكتمه إياه ، وقال له : يا ابن أخي، انك لا تحتمل أخشى عليك ضعفك عنه ، والثامر أبو عبد الله لا يظن إلا أن ابنه يختلف إلى الساحر كما يختلف الغلمان ، فلما رأى عبد الله أن صاحبه قد ضن به عنه، وتخوف ضعفه فيه ، عمد إلى الأقداح فجمعها، ثم لم يبق لله أسماً يعلمه إلا كتبه في قداح سماهم - ولكل قدح اسم- حتى إذا أحصاها أوقد ناراً ثم جعل يقذفها فيها قدحاً قدحاً ، حتى إذا مر بالاسم الأعظم قذف فيها بقدحه، فوثب القدح منها حتى خرج منها لم يضره شيئاً ، فأخذه ثم أتى به صاحبه فاخبره قد علم الاسم الذي كتمه . فقال :قد أصبته فامسك على نفسك ، وما أظن أن تفعل فجعل عبد الله بن ثامر إذا دخل نجران لم يلق أحد به ضرر إلا قال له : يا عبد الله أتوحد الله وتدخل في ديني أدعو الله فيعافيك مما أنت فيه؟ فيقول نعم، فيوحد الله ويسلم، ويدعو له فيشفى . حتى لم يبق بنجران أحد به ضر إلا أتاه فاتبعه ودعا له فعوفي حتى رفع شأنه إلى ملك نجران ، فدعاه وقال له :أفسدت علي أهل قريتي ، وخالفت ديني ودين آبائي، لا مثلن بك . قال لا تقدر على ذلك ، قال : فجعل يرسل به إلى الجبل الطويل فيطرح على رأسه فيقع إلى الأرض ليس به بأس ، ثم جعل يبعث به إلى مياه نجران ، بحور لا يقع فيها شيء إلا هلك، فيلقى فيها فيخرج ليس به بأس ، فلما غلبه قال له عبد الله بن ثامر : انك والله - لن تقدر على قتلي حتى توحد الله فتؤمن بما أمنت ، فإنك أن فعلت ذلك سُلطت على قتلي قال: فوحد الله ، وشهد شهادة عبد الله بن ثامر ، ثم ضربه بعصا في يده شجه شجة غير كبيرة فقتله، ثم هلك الملك مكانه. واستجمع أهل نجران على دين عبد الله، وكان ما جاء به عيسى بن مريم من الإنجيل وحكمه، فمن هناك كان أصل النصرانية بنجران . ثم يعقب ابن إسحاق قائلاً : فهذا حديث محمد بن كعب القرُظي، وبعض أهل نجران عن عبد الله بن ثامر والله اعلم أي ذلك كان . ونقول بصرف النظر عن القصص فإن في هذه الرواية عنصرين لا شك في صدقهما . وجود النصرانية هناك التي بقيت حتى جاء الإسلام ، ووجود شخص اسمه عبد الله بن ثامر، وأن له دوراً كبيراً في نشر النصرانية هناك.



قصة أصحاب الأخدود :


فلما صار عهد ذي نواس ، وهو آخر ملوك حمّير ، وكان يهودياً ، فسار إليهم بجنوده ، فدعاهم إلى اليهودية ، وخيرهم بين ذلك والقتل ، فاختاروا القتل فخدّ لهم الأخدود فحرق من حرق بالنار ، وقتل من قتل ومثل بهم حتى قتل منهم قريباً من عشرين ألفا ، ففي ذي نواس وجنده أنزل الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود .......الآية) (1) . وقد كانوا على دين النصرانية الحقة فنعتهم الله بالمؤمنين في سورة البروج (2) .


أول من سكن نجران


يحدثنا ياقوت في معجم البلدان فيقول : قالوا ، سمي بنجران بن زيدان بن سبأ ، كان أول من عمرها ونزلها ، ، وهو المرعف إنما صار إلى نجران لأنه رأى رؤيا فهالته فخرج رائدا حتى انتهى إلى واد فنزل به فسمي نجران به ، (أي سمي وادي نجران ) وبعد ان يروي لنا قصة فيمون وابن ثامر ، وخبر تحريق ذي نواس لأهل نجران ، يقول وأما خبر الترمذي أن الملك كان كافراً وأن أصحاب الأخدود مؤمنين فصح إذا والله اعلم . ثم يقول : وفتح نجران في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في سنة عشر صلحاً على الفي (حلة) وعلى أن يقاسموا العشر ونصف العشر (3) . قال : أول من نزل نجران من بني الحارث بن كعب ، يزيد بن عبد المدان ، وذلك أن عبد المسيح زوجه ابنته، دهيمه، فولدت له عبد الله بن يزيد، فمات عبد الله فانتقل ماله إلى (أبيه) يزيد ، فكان أول حارثي حل في نجران . وروي عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : القرى المحفوظة أربع: مكة والمدينة وإليا (4) ونجران، وما من ليلة إلا وينزل على نجران سبعون ألف ملك يسلمون على أصحاب الأخدود ولا يرجعون إليها بعد هذا أبدا ...
__________________
1- بين مكة وحضرموت صــ 329ـ.
2- مروج الذهب للمسعودي وبين مكة وحضرموت صـ 352ـ.
3- رسائل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أهل نجران تشير إلى انهم لا يعشرون.
4- اليا - أي بيت المقدس.
شخصيات من تاريخ نجران2
قس بن ساعدة الإيادي (1)
حكيم العرب


يعد من الشخصيات الشهيرة في تاريخ الأدب العربي.
يقول صاحب كتاب البداية والنهاية (ابن كثير) كان الجارود بن المعلى بن حنش بن معلى العبدي نصرانيا حسن المعرفة بتفسير الكتب وتأويلها عالما بسير الفرس وأقاويلها بصيرا بالفلسفة والطب ظاهر الدهاء والأدب كامل الجمال ذا ثروة ومال وأنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وافدا في رجال من عبد القيس ذوي آراء وأسنان وبيان فأسلم وأسلم معه أناس من قومه فسر النبي صلى الله عليه وسلم بإسلامهم وأظهر من إكرامهم ما سروا به وابتهجوا ثم أقبل عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أفيكم من يعرف قس بن ساعدة الإيادي فقال: الجارود فداك أبي وأمي كلنا نعرفه وإني من بينهم لعالم بخبره واقف على أمره. كان قس يا رسول الله سبطا من أسباط العرب عمر ستمائة سنة تقفر منها خمسة أعمار في البراري والقفار يضج بالتسبيح على مثال المسيح لا يقره قرار ولا تكنه دار ولا يستمتع به جار كان يلبس الأمساح ويفوق السياح ويفر من رهبانيته يحتسي في سياحته بيض النعام ويأنس بالهوام، ويستمتع بالظلام ، يبصر فيعتبر، ويفكر فيختبر،فصار لذلك واحدا تضرب بحكمته الأمثال ، وتكشف به الأهوال أدرك رأس الحواريين سمعان. وهو أول رجل تأله من العرب ووحد ، وأقر وتعبد. أيقن بالبعث والحساب، حذر سوء المآب ، وأمر بالعمل قبل الفوت ، ووعظ بالموت وسلم بالقضاء ، على السخط والرضا ، وزار القبور، وذكر النشور، وندب بالأشعار، وفكر في الأقدار، أنبأ عن السماء والنماء، وذكر النجوم، وكشف الماء ووصف البحار وعرف ثار وخطب راكبا ، ووعظ دائبا ، وحذر من الكرب، ومن شدة الغضب ورسل الرسائل، وذكر كل هائل أرغم في خطبه، وبين في كتبه، وخوف الدهر، وحذر الأزر، وعظم الأمر، وجنب الكفر يشوق إلى الحنيفية ، ودعا إلى اللاهوتية. وهو القائل في يوم عكاظ شرق وغرب، يتم وحزب، ويابس ورطب ، وأجاج وعذب، وشموس وأقمار، ورياح وأمطار، وليل ونهار، وإناث وذكور، وبرار وبحور، وحب ونبات، وآباء وأمهات، وجمع وأشتات، وآيات في أثرها آيات، ونور وظلام، ويسر وإعدام ، ورب وأصنام، لقد ظل الآنام ، نشو مولود ووأد مفقود، وتربية محصود وفقير وغني، ومحسن ومسئ- تبا لأرباب الغفلة، ليصلحن العامل عمله وليفقدن الآمل أمله، كلا بل هو إله واحد ليس مولود ولا والد، أعاد وأبدى وأمات وأحيا، وخلق الذكر والأنثى، رب الآخرة والأولى.

أما بعد: فيا معشر إياد، أين ثمود وعاد؟ أين الآباء والأجداد؟ وأين العليل والعواد كل له معاد يقسم قس برب العباد، وساطع المهاد، لتحشرن على انفراد في يوم التناد، إذا نفخ في الصور ونقر في الناقور، وأشرقت الأرض ووعظ الواعظ فانتبذ القانط وأبصر اللاحظ ، فويل لمن صدف عن الحق الأشهر ، والنور الأزهر، والعرض الأكبر في يوم الفصل، وميزان العدل، إذا حكم القدير، وشهد النذير، وبعد النصير، وظهر التقصير، ففريق في الجنة وفريق في السعير وهو القائل:

________________________
1 – نجران الواحة والأنسان صـ 71 ـ نقلاً عن البداية والنهاية لأبن كثير .

ذكر القلب في جواه إوكـــــــار

وليـــال خـــلالهن نــهار

وسجال هواطل من غمـــــــام


ثـرن مـاء وفـي جـواهـن نار

ضوءهـا يـطمـس العيون وارعـاد


شـداد فـي الخـافـقـين تـطار

وقـصور مشيدة حوت الخــــيـر


وأخـرى خــلـت بهـن قـفـار

وجبال شوامـــــخ راســـيات


وبحـار مـيـــــاههـن غزار


ونجوم تلوح في ظــــــلم الليل


تراهـا في كــــل يـوم تـدار

ثم شمس يحثها قـمـر اللـــــيل


وكــل مــتابـــع مـــوار

وصغير واشمــــط كــبـــير كلهـم فـي الـمعيـد يوم مــزار


وكبير مما يقـــصر عـــــنه


حـدســة الـخاطـر الـذي يحار

فالـذي قـد ذكرت دل علـــى الله


نفوسـا لـهـا هـدى واعـتـبـار





قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مهما نسيت فلا أنساه بسوق عكاظ واقفا على جمل أحمر يخطب الناس : اجتمعوا فاسمعوا، وإذا سمعتم فعوا، وإذا وعيتم فانتفعوا، وقولوا وإذا قلتم فاصدقوا، من عاش مات ، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت، مطر ونبات وأحياء وأموات، ليل داج وسماء ذات أبراج، ونجوم تزهر، وبحار تزخر، وضوء وظلام، وليل وأيام، وبرد وآثام، إن في السماء خبرا وإن في الأرض عبرا يحار فيهن البصر، مهاد موضوع، وسقف مرفوع، ونجوم تغور، وبحار لا تفور، ومنايا دوان، ودهر خوان، كحوس الفسطاس، ووزن القسطاس.

أقسم قس قسما لا كاذبا فيه ولا آثما لأن كان في هذا الأمر رضى، ليكونن سخط ثم قال:
أيها الناس إن لله دينا هو أحب إليه من دينكم هذا الذي أنتم عليه وهذا زمانه وأوانه ثم قال:

مالي أرى الناس يذهبون فلا يرجعون أرضوا بالمقام فأقاموا أم تركوا فناموا والتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بعض أصحابه فقال: أيكم يرؤى شعره لنا فقال أبو بكر الصديق:
فداك أبي وأمي أنا شاهد له في ذلك اليوم حيث يقول:






في الـذاهـبـيـن الأولـين


من الـــــــــقرون لنا بصائر

لما رأيت مــــــواردا


للمـــــــوت ليـس لها مصادر

ورأيت قـومـي نحـوهـا


تـمشـي الأصــــــاغر والأكابر

لا يـرجـع الماضـي إلي


ولا من الــــــــــباقين غابر

أيـقـنت أني لا محــالة


حيث صار القوم صــــــــائر




كتاب رسول الله صلوات الله عليه لأهل نجران

بسم الله الرحمن الرحيم ، هــذا مـا كتب محمد النبي الأمي رسول الله لنجران أن كان عليهم حكمه في كل ثمــرة وكـل صفـــراء وبيــضــاء ورقيق فافضل عليهم وترك ذلك كله على ألفي حلة ، في كل رجب ألف حلة ، وفي كل صفر ألف حلة و ذكر شروطــه إلــى أن أشـهد أبو سـفيان بن حرب وغيلان بن عمر ومالك بن عوف من بني نصر و الأقرع بن حابس الحنظلي و المغيرة (1)


وكتب للأسقف هذا الكتاب ولأساقفة نجران بعده


بسم الله الرحمن الرحيم من محمد النبي للأسـقـف أبي الحارث وأساقفة نجران وكهنتهم و رهبانهم و كل ما تحت أيديهم من قليل وكثير جوار الله ورسوله لا يغير أسقف من اسقفيته و لا راهب من رهبانيته ولا كاهن من كهانته ولا يغير حق من حقوقهم ولا سلطانهم ولا ما كانوا عليه من ذلك ، جوار الله ورسوله أبدا ما أصلحوا ونصحوا عليهم غير مبتلين بظلم ولا ظالمين وكتب المغيرة بن شعبه (2) .


كتاب رسول الله لأهل نجران [وهو أطول و اكثر تفصيلا من سابقة]


بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما كتب النبي " صلوات الله عليه " لنجران أن كان عليهم حكمه في كل ثمرة وصفراء وبيضاء وسوداء ورقيق فافضل عليهم وترك ذلك كله ألفي حلة حلل الأواقي في كل رجب ألف حلة وفي كل صفر ألف حلة كل حلة اوقية وما زادة حلل الخراج أو نقصت عن الاواقي فبالحساب وقصوا من درع أو خيل أو ركاب أو عرض أخذ منهم بالحساب وعلى نجران مثواة رسلي شهر فدونه ولا يحبس رسلي فوق شهر وعليهم عارية ثلاثين درعا وثلاثين فرسا وثلاثين بعيرا ، اذا كان كيد اليمن ذو معذره ، وما هلك مما أعاروا رسلي من خيل او ركاب فهم ضمن حتى يردون اليهم ولنجران وحاشيتها جوار الله وذمه محمد رسول الله على انفسهم وملتهم وارضهم واموالهم وغائبهم وشاهدهم وعيرهم وبعثهم وأمثلتهم لا يغير ما كانوا عليهم ولا يغير حق من حقوقهم وأمثلتهم ولا يفتن أسقف عن أسقفيته ولا راهب عن رهبانيته ولا واقه عن وقاهيته على ما تحت أيديهم من قليل و كثير وليس عليهم رهق ولا دم جاهليه ولا يحشرون ولا يعشرون ولا يطأ أرضهم جيش ، ومن سأل منهم حقا بينهم النصف غير مظلومين ولا ظالمين ومن أكل منهم ربا من ذي قبل فذمتي منه بريئه ، ولا يؤخذ منهم رجل بظلم رجل آخر ، ولهم على ما في هذه الصحيفة جوار الله وذمة محمد النبي رسول الله [صلى الله عليه و اله وسلم ] أبدا حتى يأتي أمر الله ما نصحوا وأصلحوا فيها عليهم غير مكلفين شيئا بظلم .
شهد أبو سفيان بن حرب وغيلان بن عمر ومالك بن عوف من بني نصر والأقرع بن حابس الحنظلي و المغيرة ... كتب كتاب رسول الله " صلى الله عليه وسلم " إلى أهل نجران . (3)
_______________________
(1) ص 55 ابن كثير ج 5 .
(2) ص 55 ابن كثير ج 5 .
(3) متحف نجران .



شخصيات من تاريخ نجران 3
دريد ويزيد بن عبد المدان


جاء رجل من ثاملة عبدالله بن الصمت وهلك عبدالله وقام الرجل في جوار دريد(1).
وأغار أنس بن مدركة الخثعميي على بني جشم فأصاب مال الثمالي وجيرانا لدريد آخرين . فتراخى دريد عن طلب القوم . لانشغاله بحرب من يليه ولما ألح عليه جاره قال : أمهلني عامي هذا ، خرج ليلة فسمع الثمالي يترنم بشعر فأنصت فإذا هو يقول :





كساك لدريد الدهر ثوب خزايـــة


وجدعك الحامي حقيقة أنــــس

دع الخيل والسمر الطوال لخثعــم



فما أنت والرمح الطويل وما الفرس

وما أنت والغزو المتابع للعــــدا



وهمك سوق العود والدلو والمـرس

فلو كان عبدالله حياً لردهـــــا



واما أصبحت ابلي بنجران تحبــس

ولا أصبحت عرسي بأشقى معيشـة



وشيخ كبير من ثاملة في تعـــس

يراعي نوم الليل من بعد هجــعته



إلى الصبح محزونا يطاوله النفـس

وكنت وعبد الله حيا ومـــا أرى



أبالي من الأحياء من قام أو جلـس

وأصبحت محزونا هضيما لفــقده



وهل من نكير بعد حولين تلتمــس


فلم ينته إلى سماع آخر الابيات إلا وكأن الارض قد ساخت به . وبات دريد لم يغمض له جفن إلى الصباح . واراد الغارة لاسترداد ما فقد على جاره فإذا الوقت لا يؤاتيه فشاور ذوي الرأي من قومه فقالوا له : ارحل إلى يزيد بن عبدالمدان فان أنساً قد خلف المال والعيال بنجران . فقال دريد. سابعث اليه بمدحة ثم انظر مكانتي من الرجال فانشا هذه الابيات وبعثها إلى يزيد





بني الديان ردوا مال جـاري


وأسرى في كـبـولهـم الـثقـال

وردوا السبي ان أشئتم بـمن


وأن شئتم مفادات بمــــــال

فانتم آهل عائذة وفضـــل


وأيد في مواهبكم طــــــوال

متى ما تمنعوا شيئا فليسـت


حـبائل أخذه غيـر الســــؤال

فأولوني بني الديان خيــراً


اقـر لـكـم به أخرى الليالـــي







فلما بلغ يزيد شعره قال : وجب حق الرجل فسار إليه دريد فأكرمه يزيد واحسن مثواه . وفي أثناء وجود دريد بنجران وفي مجلس من مجالس يزيد خيم عليه الصفاء بين الرجلين قال دريد : أبا النضر - كنية يزيد - رأيت منكم خصالا لم أرها من أحد قومكم؟ منها تفرق أبياتكم. قال يزيد : تفرق أبياتنا للغيرة على النساء . فقال دريد :و رأيت أن إنتاج خيلكم قليل ، قال يزيد : أما قلت نتاجنا من الخيل فنتاج هوازن يكفينا. قال دريد : ورأيت سرحكم يجيء متأخرا، قال يزيد : فينا الغرائب والأرامل فتخرج المرأة إلى ما تريد فلا يراه أحد. قال دريد : اسمع صبيانكم يتناغون في الليل ، قال يزيد : أننا نبدأ نسقي الخيل المحض قبل الصبيان .



______________________
1 – دريد بن الصمة من جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن.




قال دريد: - أقبلت طلائعهم - فقلت يا يزيد : من أين جاء هؤلاء فقال يزيد : هذه طلائعنا، لا نسرح ولانبطح حتى يرجعوا إلينا قلت ما ظلمكم من جعلكم جمرة العرب. وقال دريد يمدح:






مدحت يزيد بن عبد الــمدان

فاكرم به فتى ممتـــدح

حللت به دون أصحابــــه


فأروى زنادي لما قــدح

ورد النساء بأطهارهـــــا


ولو غير يزيد فضـــح

فقلت له بعد عتق النســـاء


وفك الرجال ورد اللقــح

أجر لي فوارس من عامــر


فاكرم بنفحته إذا نفـــح

وما زلت اعرف في وجـهه


بكرى السؤال ظهور الفرح






هذه بعض أحوال أهل نجران في الجاهلية الجهلاء وحروبهم مع أخواتهم من العرب وبعض المثاليات التي كانوا يتصفون بها . وهي نمط رفيع من المثاليات العربية الصميمة . والقيم الأخلاقية الرفيعة . إن نجران كانت تدين بالنصرانية - حين ذاك - ومع مثالياتها العربية وتقاليدها القبلية . فكان لها نظامها الكهنوتي وشرعتها الدينية . فكان لها ( نظامها ) ونهجها الخاص في الأحوال الشخصية وفوق كل ذلك فهناك هيئة دينية عليا تدبر أمورهم ....... وبما أن الإنسان صورة حية لمعتقده وتجسيد لدينه ، فقد كان لأهل نجران مع تقاليدهم العربية نظامهم الديني يحكم سلوكهم ويضبط تصرفاتهم ويحدد واجباتهم بالنسبة إلى الفرد إزاء أسرته أو مجتمعه
(1).


______________________
1 - نجران في أطوار التاريخ صـــ 67ـفحه .




المجتمع النجراني (1)


كان السراة النجرانيون يتمتعون بجانب من الرفاهية والحضارة . والترف المدني . اما السواد فخال انهم بعيدون عن ذلك الجو. ومن هذه القطعة الشعرية المترفة التي تعبق باريج الزهور وانغام الاوتار ، للشاعر الاعْشى من قصيدة يمدح بها بني عبدالمدان:





فكعبة (2) نجران حتم عليـك

حـتى تنـاخي بأبوابها

تزور يزيداً وعبد المسيــح


وقيسا وهــم أربابها

وشاهد(الفل) ( والياسميـن )


والمسمعات بقصابهـا(3)

وبربطنا(4) دائم معمــــل


فأي الثلاثة أزرى بها

إذا الحبرات(5) تلوثْ بهــم


وجروا أسافـل هدابهـا






لقد كان الشاعر يزور في كل سنة (نجران) مادحاً (آل عبد المدان) ويقيم عندهم على الشراب المعتق في المجالس المعطرة بأريج الزهور.وتطربهم رفات العيدان وشدو القيان .

__________________________
1 - نجران في أطوار التاريخ صــــ67ـــ.
2- عن أبي الكلبي : أنها كانت قبة من أدم من ثلاثمائة جلد، كان إذا جاءها الخائف أمن ، أو طالب حاجة قــُضية ، أو مسترفد أرفد ، وكان لعظمها عندهم يسمّونها كعبة نجران ، وكانت لعبد المسيح بن دارس بن عدي بن معقل ، وكان يستغل من نهر نجران عشرة آلاف دينار ، وكانت القبة تستغرقها ، وتقع شرق نجران على مسافة (40) كيلاً من مدينة الأخدود ، وفيها عن مدينة الأخدود انحراف إلى الشمال ، في أسفل وادي نجران حين يتسع حتى يصبح خبتاً أفيح تنداح عنه الجبال وتأخذ في الانخفاض حتى تتلاشى عند المنقطع ، فيفضي إلى السهول الواسعة التي كانت تسمى " الغائط " ويبدو أن نهر نجران كان يسقي هذه السهول ، وأنها هي التي كانت تغل عشرة آلاف دينار . وآثارها رموس لا تدل على عظمة بناء ، وتقع في سفح جبل صخري في جَلــَـد من الأرض ، ويسمى جبلها ( تصــْــلاَل ) وهو يشرف عليها من الشمال وفيه وقور كالقدور لمسك الماء . ( من بين مكة وحضرموت ) ص 352 .


3- القصاب – الناي.
4- بربط – عود الغناء.
5- الحبرات – البرود نوع من اللباس.

رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 5 )
metab
عضو
رقم العضوية : 4011
تاريخ التسجيل : 25 - 09 - 2005
الدولة :
العمر : 42
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 11 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : metab is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : قبل البدء .. كلمتين في نقطتين

كُتب : [ 06 - 10 - 2005 ]

يام في الجاهلية –1- جشم


أولد يام بن ( أصبا ) جشم ومذكر، فولد جشم دؤول( ويخفف فيقال الدول ) وصعباً. فأولد دؤل سلمة، فوّلد سلمة ذهلاً والنمر ، وسلمه بن سلمه ، فمن ذهل الحكم بن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الكريم بن جحدب بن ذهل بن الحارث بن ذهل -كان من فرسان الجماجم ، وزبيد بن الحارث بن عبد الكريم الفقيه، وطلحة بن عمرو بن كعب بن جحدب بن معاوية بن سعد بن الحارث بن ذهل الفقيه وكان من أئمة القراءة، وعبد العزى بن سبع بن النمر بن ذهل شاعر جاهلي، وابنه مدرك بن عبد العزى شاعر ايضاً وهو القائل :






وأني لكم أن تبلغوا مجد يامنــا


وأرحب حتى ينفذ الترب ناقلــه

فهم اصل همدان الوثيق وفرعها


قــديمـاً وأعلى هضبها وأطاوله




ومن يام العقار بن سليل بن ذهل بن مالك بن الحارث بن ذهل بن سلمة بن دؤل بن جشم بن يام قاتل مشجعة الجعفي،وكان بين جعف ويام ولث (1) وصلت فكانت إذا أجدبت رعت بلد يام ، وإذا أجدبت يام رعت بلاد جعف ، فلما نزل العقار بلاد جعف حال مشجعة بن المجمع بن مالك بن كعب بن عوف بن خريم بن جعفي بن سعد بينه وبين الرعي فقال العقار: فأين العهد بيننا ؟ قال له مشجعه : لجفنة من حيس بارد احب إلى من عهد يام ... فقال له : إلا جعلته سخنا! ثم انطلق إلى امرأة رجل من جعفي كانت تبيع الخمر، وكان يقال لزوجها ذيبان بن باديه وكان له عندها فرس مرهون على أربعة أبعرة، فضمن أن يبعث إليها بالأبعرة وسألها أن تعطيه الفرس ، ففعلت فاخذ الفرس فركبه، وقد كان بعث بماله مع خدمه ، ثم أتى مشجعة ومعه حربة فطعنه بها وأخرجها من بين كتفيه فقتله ، فتبادرت إليه جعفي فسبقهم ركضاً ، فقال في ذلك العقار شعراً:







لم يبقى من خبر الجعفي باقيــــه


الا الماثر والاقطاع والـــــــــدرس

ردي إليك جمال الحي فاحتملـــوا


فانهم من نفـوس الـقـوم قـد يــئســوا

لما رأونا نمشي في ديارهـــــم


كـمـا تـمـشـي الجمال الجملة الشمــس

مثل الليوث عدت يوم لمعتــــرك


عند اللقـاء وتقـصير القنا حــــــرس

لا يـسمع الصـوت منا غير غمغمة


بالبيض تضرب هـامـا فـوقهـا الــقنس

أما حليلة ذبيان فقد كرمـــــت


في الفعـل مـنـهـا فـلـم تدنس كما دنسوا

جاءت بمـا سئلـت لمارأت جزعـي


من فـوق أعيـط فـي لحظاته شــــوس

منحت مشجعة الـجعـفي مرهقــة


كأنهـا حين جازت صدره قبـــــــس

ظلت كرائم جعفي تطيف بهــــا


هيهـات من طالبـيه ذاك مـا التمســــوا





وقال أيضا :



نحن بنو يام ونحن الدفــــق


سائل بنا مقاعساً وصعصعة

وسيد الحي الرأس مشـجعــة


منحته ذات غرار مردعــة

جادت له منية مفجعة






وقد يدعي بنو نهد قتل مشجعة ، والخبر ما ذكرنا وأنما سمي العقار لأنه شهد وقعة لهمدان وبعض أعدائهم ، فحلف ألا يقتل في ذلك اليوم أحدا ، فجعل كلما لقي فارساً ضربه ضربة خفيفة حتى عقر نحو من ثلاثين فارساً فسمي من ذلك اليوم بالعقار (2).

____________________


1- ولث – أي عهد .
2- الإكليل في معارف همدان وأنسابها من صـ75ــ، إلى صــ 78ـــ ، ( الجزء العاشر).




يام في الجاهلية –2- مذكر


أولد مذكر بن يام هبرة ومواجد ( وهم أحلاف) والغز- تحالفا (هبرة ومواجد) على الغز. فولد مواجد للاسلوم وبغيضة وجحدباً ورفده ، منهم عبيد الأجدع من بني سلمان بن حبيب بن مواجد الفقيه، وحبيب بن مواجد ممن شهد حرب خولان ، والوازع بن معاوية مالك بن أحزم بن هبرة بن مذكر الشاعر . ومنهم الحارث بن موزع كان شريفاً. والاسلومي اليامي الشاعر قال :






وتركة شرب الراح وهي ايثرة


والموسمات وترك ذلك اشـــرف

وعففت عنه تكــــــرما


وكـذلك يفعـل ذو الـحجر المتعفف






وكان الابتداء بقوله :




سالـمت بعـد طول فظاظة


والسلـم أبـقى فـي الأمـور واعرف





ومن يام بيت يقال لهم آل ذي الحاجة، وبني مقاحف ( بطن من حبب) ومن يام سمير الفرسان وهو مختلس حباشة عمر بن معدي كرب ، وذلك أن عمرو بن معدي كرب لما غزا خولان فدخل الحقل وفض حصن غنم وجل الأموال واجتاح الضنين قدم تلك الغنائم مع عميه سعد وشهاب ، فعرض لهما سمير في جمع من يام فقتلهما وعدة معهما من بني زبيد واخذ ما كان في أيديهما، فبعث عمرو إلي سمير يتوعده، فقال سمير في ذلك شعراً :








أيرسل عمر بالــوعيد سفاهـــــــة


إلي بظهر الغيب قولاً مرجما

ليسمع أقواما ما ليس مقدمـــــــــا


عليه وقد رام اللقاء فأحجمــا

فأن شئت سمير فلاقـــــــــــه


وعجل ولا تجعل منك تهممـا

فسوف تلاقيه كميّا مدججـــــــــا


حميا إذا ماهم بالأمر حسمــا

فإن لقيتني أصبحك موتا معجلــــــاً


كفعلي بعميك اللذين تقدمـــا

وسوف أريك الموت يا عـمرو جهــرة


فتنظر يوما ذا صواعق فطلمـا



ومن يام أيضا أبو جسيس الجواد ، ومن شعراء يام عاصم ابن الاسفع ، والشرقي ابن عمرو وكانت يام تدعى في الجاهلية " قتلة جبانها" وفي الإسلام "يام القرى" وكان فيهم جبان في الجاهلية يقال له أنيب فحلفوا إلا يولد له ولد فيهم أبدا وحلفوا على قتله .فقال لهم رجل : ويحكم أخصوه ولا تقتلوه ، فأنه لا يولد له ولد إذا كان خصياً، فلا تحنثوا في أيمانكم. فشاع في همدان ، فكرهت أن تذهب يام بهذا الذكر دونهم ، فقالوا لهم : خذوا من كل قبيلة سهماً فارموه بجميع السهام، وإلا حلنا بينكم وبينه فأجابوهم إلي ذلك فبعث إليهم من كل قبيلة بسهم، ثم صيروه هدفاً وجعلوا يرمونه ويقولون: لله سهماً ما نبا عن أنيب حتى يوارى نصله في منشبِ . ومر فتى من أهل الكوفة بالحجاج وهو يعرض الجند، فأعجبه فقال : ممن أنت يا فتى؟ قال : أنا من قوم لم يكن فيهم جبان. وقال: الحجاج أنت إذا من يام. قال أنا منهم (1).
_______________________

1- الإكليل في معارف همدان وأنسابها من صـ 78 إلى 80 ــ ( الجزء العاشر).


زبيد بن الحارث اليامي
راوي الحديث الثقة الزاهد


زبيد بن الحارث اليامي وصفه ابن حزم في جمهرة أنساب العرب ص 394 فقال عند ذكر بني يام وهم رهط الرجل الصالح زبيد اليامي وهو زبيد بن الحارث بن عبد الكريم بن جخدب بن ذهل بن سلمة بن دؤل بن جشم بن يام بن أصبى وكان ابن أخيه الحكم بن عبد الرحمن من فرسان يوم دير الجماجم وطلحة بن مصرف بن عمرو بن كعب الرجل الصالح أيضاً وهو ابن عم زبيد وكانا متعاقبين وكان طلحة عثمانياً وكان زبيد علوياً ولم يجر قط بينهما في ذلك كلمة خشنة إلى أن ماتا رحمهما الله. ولطلحة ابن يسمى محمد ضعيفاً في الحديث وأما طلحة وزبيد ففي غاية الثقة والزهد والفضل.


وتحدث عنه الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله في المجلد الخامس ص 29- 39 من كتابه ( حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ) فقال : ومنهم ذو الخشية والمهابة والتوكل والقناعة كان بالدنيا وعروضها مستهيناً، وللقرآن وفروضه مستبيناً، أبو عبد الرحمن زبيد بن الحارث اليامي. قال إسماعيل بن حماد كنت إذا رأيت زبيداً مقبلاً من السوق وجف قلبي. وعن قراد بن نوح قال سمعت شعبة يقول ما رأيت رجلاً خيراً وأفضل من زبيد وقال عبدالله بن أحمد بن حنبل وجدت في كتاب أبي بخط يده أخبرت عن سفيان قال : كانت جارية أعجمية لزبيد. فكان زبيد إذا فرغ من صلاته قال سبحان الملك القدوس فتقول الجارية روزماد- تعني جاء النهار... وعن فضيل قال دخلت على زبيد اليامي وهو مريض فقلت شفاك الله فقال أستخير الله.

أن المنذر أبا عبد الله من أهل الكوفة قال:
قال لي محمد بن سوقة لو رأيت طلحة وزبيداً لعلمت أن وجودهما قد أخلفنا سهر الليل وطول القيام كانا والله ممن لا يتوسد الفراش . قال المؤلف أدرك زبيد اليامي جماعة من الصحابة منهم ابن عمر وأنس توفي سنة اثنتين وعشرين ومائة وقيل في سنة ثلاث وعشرين في أولها. حنبل قال سمعت أبا نعيم يقول مات زبيد سنة اثنتين وعشرين ومائة وكان طلحة أكبر من زبيد بعشر سنين واستوفى زبيد عشر سنين قبل أن يموت.
وجعله ابن سعد صاحب الطبقات الكبرى في الطبقة الثالثة حيث ذكر في المجلد السادس ص 309 عن دار الفكر كلاماً منه:

" قال يحيى بن أبي بكير عن نعيم بن ميسرة قال: قال سعيد بن جبير: لو خيرت عبداً ألقى الله في صلاحه اخترت زبيداً اليامي.

وقال أبو نوح قراد سمعت شعبة يقول: ما رأيت بالكوفة شيخاً خيراً من زبيد ".

رحم الله زبيداً،،،




طلحة بن مصرف اليامي
إمام قراء الكوفة


هو طلحة بن مصرف بن عمرو بن كعب، بن جخدب بن معاوية بن سعد بن الحارث بن ذهل بن سلمة بن دؤل بن جشم بن يام من همدان، ويكني أبا عبد الله. وكان قارئ أهل الكوفة يقرأون عليه القرآن، فلما رأى كثرتهم عليه كأنه كره ذلك لنفسه فمشى إلى الأعمش فقرأ عليه فمال الناس إلى الأعمش. . قال أخبرنا علي بن عبد الله بن جعفر حدثنا سفيان قال: قلت لابن أبجر من أفضل من رأيت؟ فسكت هنيهة ثم قال: يرحم الله طلحة. وأخبرنا طلق بن غنام النخعي قال: حدثنا مالك بن مغول عن طلحة فقال: انتهيت أنا وهو إلى زقاق فتقدمني فيه ثم التفت إلى فقال: لو أعلم أنك أكبر مني بساعة أو قال بيوم ما تقدمتك. قال موسى بن قيس: كان الياميون ينبهون صبيانهم ليلة سبع وعشرين، يعني طلحة وزبيداً، أي في شهر رمضان. وعن الحسن بن عمرو قال: قال وخرج طلحة مع من خرج من قراء الكوفة إلى الجماجم أيام الحجاج. وتوفي بعد ذلك. قال يحيى بن أبي بكير: سمعت شعبة يقول كنت في جنازة طلحة فقال أبو معشر زياد بن كليب وأثنى عليه: ما ترك بعده مثله وكان ثقة له أحاديث صالحة. وذكر الذهبي قال: قال ابن عيينة عن أبي جناب، سمعت طلحة بن مصرف يقول شهدت الجماجم فما رميت، ولا طعنت ولا ضربت . ولو وددت أن هذه سقطت هاهنا ولم أكن شهدتها. (1)
_____________________

1- طبقات بن سعد 6/ 308، حلية الأولياء 5/14، سير أعلام النبلاء 5/191.

رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 6 )
metab
عضو
رقم العضوية : 4011
تاريخ التسجيل : 25 - 09 - 2005
الدولة :
العمر : 42
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 11 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : metab is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : قبل البدء .. كلمتين في نقطتين

كُتب : [ 06 - 10 - 2005 ]

" دولة بنو الزريع في عدن"


لما قتل الصليحي تغلّب بني معن على عدن فحاربهم المكرم وأخرجهم منها وولاها العباس ومسعود بني الكرم بن زريع بن جشم بن يام الهمداني فجعل للعباس باب التعكر وباب البر وما يدخل منه وجعل لمسعود حصن الخضراء وباب البحر وما يدخل منه (1) واستخلفهما للسيدة أروى [على] أن يسوق كل منهما إليها خمسين ألف دينار كل عام (2) ثم كانا واليا عدن من قبل الحُرة وقد قتلا على باب زبيد [في واقعة الكظائم] .وتولى أمر عدن بعدهما أبو السعود بن زريع بن العباس وأبو الغارات بن مسعود بن سمع (3) فلما فكرا في التغلب على ارتفاع عدن حاربها المفضل واستخلص نصف ارتفاع عدن، ولما مات المفضل تغلب أهل عدن على النصف الثاني ، فصار إليهم أسعد بن أبي الفتوح وصالحهم على الربع ، ثم تغلب أهل عدن على الربع الباقي بعد ثورة الفقهاء (4) ، وكان بنو زريع رؤساء همدان وهم من جشم ثم من يام ابن اصبا وكانت لجدهم زريع بن العباس جهاد واجتهاد في قيام الدعوة الفاطمية في بلاد اليمن في عهد علي بن محمد الصليحي وابنه المكرم واليهم يرجع الفضل في مساعدتهم ضد الدولة النجاحية (5) وكان منصور ابن المفضل ابن أبي البركات الحميري مستولي على ذي جبلة وملك بني المظفر في اشيح وحصونهم بعد وفاة أبيه وكان يدين بالطاعة إلى الملكة الحرة حتى وفاتها . وبعد ذلك استولى على ما كان تحت يدها من حصون وذخائر وأموال . ولما تقدمت به السن وصار لا يقدر على حماية هذه الحصون من الطامعين ، واعيته الشيخوخة عن التحرك ، باع حصون بني الصليحي ومدنهم سنة سبعة وأربعين وخمسمائة ، وهي ثمانية وعشرون حصناً ومدائن ، منها مدينة ذي جبلة وحصن التعكر وذي اشرق واب ، وقد ابتاعها المتوج محمد ابن سبأ ابن أبي السعود الزريعي (الجشمي) بمئة ألف دينار . وطلق منصور زوجته الصليحية الأميرة اروى [وهي أروى الصغرى ] (6) فتزوجها الملك محمد بن سبأ فانتقلت حصون آل الصليحي وذخائرهم وما ورثت الأميرة أروى الصليحية من الثروة إلى محمد بن سبأ الزريعي ثم إلى أبنه عمران بن محمد بعد وفاة أبيه في سنة ستين وخمسمائة. فقوى نفوذ الملك محمد بن سبأ الزريعي تبعاً لذلك وطاش فرحاً لما صار إليه من المال والمعاقل والعقائل (7) "....ولم تقف عرقلة الحافظ عبد المجيد للدعوة اليمنية عند هذا الحد ، بل اتصل ببني زريع في عدن واستعان بهم في نشر الدعوة باسمه. وكان القائم منهم في هذا الوقت هو سبأ بن أبي السعود الزريعي الجشمي (اليامي) الذي نصبه داعياً له في اليمن (8) . وكان السلطان سبأ بن أبي السعود يظهر الدعوة إلى الحافظ . وقد ذكر انه لم يجب عبد المجيد ويدعو إليه إلا تقية وخوفاً فخاف سطوته وعدوانه، وأنه كان باقياً على طاعة الإمام الطيب أبي القاسم (9) . - ولكنه ( أي الحافظ حرص على أن تكون له دعوة في اليمن فكتب إلى السلطان سبأ ابن أبي السعود الزريعي صاحب عدن أن يقيم له الدعوة فأجابه إلى ذلك ومعه الهمدانيون في صنعا [وهم ملوك صنعاء بني حاتم ] وان كانوا يظهرون ذلك تقية بينما هم يأتمرون بأمر السيدة الحرة (10) .كما أستمال الحافظ الزريعي للدعوة له أطلق عليه لقب الداعي ، وظل هذا اللقب ملازماً لخلفائه من بعده (11)
___________________________
1- الصليحيون والحركة الفاطمية في اليمن ص 164 ،(حاشية ).
2- اليمن عبر التاريخ ص 204 .
3- الصليحيون والحركة الفاطمية في اليمن ص164،(حاشية ).
4- تاريخ المذاهب الديننية في اليمن ص 187.
5- الصليحيون والحركة الفاطمية في اليمن ص191 ،(حاشية ).
6- )الأميرة اروى بنت علي بن عبدالله بن محمد الصليحي ) اما الملكة فهي اروى بنت احمد بن محمد بن القاسم الصليحي .
7- الصليحيون والحركة الفاطمية في اليمن صــ 240/241ـــ ،(حاشية ).
8- الصليحيون والحركة الفاطمية في اليمن ص191،(حاشية ).
9- الصليحيون والحركة الفاطمية في اليمن ص191 ،(حاشية ).
10- المذاهب الدينية في اليمن ص186.
11- تاريخ المذاهب الدينية في اليمن ص187.



قائمة سلاطين آل الزريع (1).


العباس بن الكـــــــرم ( 470-477) [أ] .
المسعود بن الكــــــرم ( 470-480) [ب] .
زريع بن العبــــــاس (477-480) [جـ] .
أبو الغارات بن مســـــعود ( 480-485).
أبو السعود بن زريـــــــع ( 480-494).
محمد بن أبو الغــــــارات ( 485-488).
علي بن محمد بن أبو الـغارات (488-489) [د] .
سبأ بن أبي الســــعود ( 489-533) [هـ] .
محمد بن سبــــــــــأ (533-550) .
عمران بن محمـــد بن سبأ (550-560) [و] .

===================

[أ] ولاه المكرم حصن التعكر وما يليه من البر وتعاقب على ذلك أولاده من بعده .
[ب] ولاه المكرم حصن الخضراء وما يليه من البحر ومدينة عدن وتعاقب على ذلك أولاده من بعده . ( وقد سبق للعباس أن اشترك في حملة المكرم على بني نجاح بزبيد لإنقاذ أمه ) .
[جـ] قاتل مع المفضل ابن أبي البركات قائد جيش المكرم ومعه عمه المسعود ابن الكرم الزريعي في غزوة زبيد وقتلا في المعركة عام 480هـ .
[ د] هو أخر أولاد المسعود بن الكرم الزريعي وقد اختط مدينة الزعازع بلحج (2) .
[هـ] تحارب مع ابن عمه علي بن محمد ابن أبي الغارات قرابة عامين وانتهت الحرب بانتصار سبأ واستيلائه على كامل المنطقة ، وقد قلده الخليفة الفاطمي بمصر الدعوة وسمي بالداعي سبأ المعظم ، وقد أحاط بمن بقي من أبناء علي بن محمد بن أبي الغارات وقتلهم جميعاً ، وقد قال عماره أن مكارم سبأ اكثر من أن تحصى وقد توفى على السيرة المرضية بحصن الدملوه عام 533هـ.
[و] لقب المكرم وكان ذا كرم فياض ويقول الخبري أن مكارمه اكثر من أن تحصى ، ومن آثاره الباقية المنبر بجامع عدن واسمه مكتوب عليه ، وقد توفى عن ثلاثة أولاد كلهم صغار هم محمد وأبو السعود ومنصور - كفلهم الأستاذ أبو الدّر جوهر المعظمي القائم بحصن الدملوه حيث دفن عمران وأبوه محمد بن سبأ ، وقد بقي هذا الحصن بيد جوهر حتى باعه من السلطان شمس الدولة توران شاه الأيوبي.
__________________________________
1- اليمن عبرالتاريخ ص 205/206.
2- … ومن الاتفاقات العجيبة أن بلال بن جرير الحمدي ( قائد جيش الداعي سبأ ) افتتح الحصن بعدن في اليوم الذي افتتح فيه سبأ ( حصن) الزعازع فأرسل كل منهما بشير إلي الآخر.
قلت وفي ذلك يقول علي بن زياد المازني :






خلّت الزعازع من بني مسعود

فعهودهم عنها كغير عهود

حلت بها آل الزريع وإنــما


حلت أسود في مقام أسود

هدية الزمن في أخبار ملوك لحج وعدن ص 57.

وكان السبب في استيلاء الداعي سبأ بن أبي السعود وزوال ابن أبي الغارات أن نواب علي بن ابن الغارات انبسطت أيديهم على نواب الداعي سبأ وعاثوا وافسدوا ولم ينههم مولاهم عن ذلك ولم يزالوا يتكلمون بما يوجب الغيظ ... (1) ." ولم يلبث سبأ أن جمع جموعاً من همدان وجنب وأسعد ، وعنس ، وخولان ، وحمير ، ومذحج وغيرهم وهبط من الجبال ، ( من الدملوه ) فنازل القوم بوادي لحج . وللداعي بهذا الوادي قرية ، مسورة ، يقال لها بني آبه ونزلها ، ولبني عمه مسعود بهذا الوادي مدينة كبيرة يقال لها الزعازع ،مسورة أيضاً فخيم كل منهم بمدينته ثم اقتتلوا أشد القتال .




وظلم ذوي القربى أشد مضاضة


على المرء من وقع الحسام المهند



وحدثني الداعي محمد بن سبأ قال كنت في طلائع الداعي ( سبأ ) فظهر لنا علي بن الغارات ، وعمه منيع بن مسعود ، ولم تحمل الخيل افرس من الاثنين ولا أشجع . فانهزمنا فأدركنا منيع بن مسعود . فقال لي : يا صبي قل لأبيك يثبت فلا بد اليوم عشية من تقبيل الجشميات اللاتي في مضاربه فلما أخبرت والدي بذلك ركب بنفسه ، وقال لمن حضر من آل الذئب وهم بنو عمه الأدنون : أن العرب المستأجرة لا تقدر على حر الطعان ، ولا يمسك النار إلا موقدها فألقوا بني عمكم ، فأصطلوها بأنفسكم ، وإلا فهي الهزيمة ، فالتقى القوم فحمل منا فارس ، على منيع بن مسعود فطعنه طعنة شرم بها شفته العلياء، وأرنبة انفه . وكثر الطعن بين الفريقين ،والجلاد بالسيوف ، و عقر الخيل ، والعرب المحشودة ناظرة ، ثم حملت همدان ، ففرقت بين الناس ، وتحاجز القوم . لان وادي لحج اقبل دافعا بالسيل ، فوقفوا على عدوتي الوادي يتحدثون فقال الداعي أو غيره لمنيع بن مسعود : كيف رأيت تقبيل الجشميا ت ،يا أبا مرافع ؟ فقال منيع وجدته كما قال المتنبي :

والطعن عند محبيهن كالقبل

فلم يزال الناس يستحسنون هذا الجواب من منيع لأن الشاهد وافق الحال (2) . ...ثم غزا آل زريع إلى الجوه فالتقى معه المفضل بن زريع يحمى بني سلمه . فطعن ابن (النجيب) نجيب الدولة ، وكان جعد الفراسة ، سقط إلى الأرض ، فطعنه عبد لمسعود بن زريع ، يقال له مسافر، وحمل الطوق الهمداني على مسافر فقتله ... وكان جوشنه قد سقط ، ووقع على الارض في هذه المعركة ، فقال مفضل بن زريع لأبن (النجيب) نجيب الدولة لما سقط جوشنة :




مضى هارباً ناسياً جوشنــه


مخافة يام بأن تطعنـــه

وليس من الموت ينجي الفرار


كذلك ترى الأنفس المؤمنة. (3)

وبقية عدن في ملك بني زريع الياميين حتى ازالهم عنها ( توران شاه ) بن أيوب ولم يبقى بعد ذلك بأيدي ( بني زريع ) إلا حصون ( حب ) و(الدملوه ) . إلى أن حاصرهم فيها الملك العزيز ( طغطكين ) وكان فيها ( جوهر المعظمي ) مولى ( لبني زريع ) وولدي سيده ( عمران بن محمد بن سبأ ) .
ولما ضاق بجوهر الخناق من طول الحصار وتأكد أنه لا بقاء له وراء الحصن الذي هو بداخله، اتفق مع (العزيز) وباعه له بعشرة آلاف دينار من الذهب ثم ركب البحر الى الحبشة ومعه حريم مواليه بني (زريع) .



أضغط هنا لتشاهد المسكوكات النقدية لدولة بني زريع في عدن. ______________________________
1- هدية الزمان في أخبار ملوك لحج وعدن ص55.
2- تاريخ اليمن لعمارة ص 67/68.
3- تاريخ اليمن لعمارة ص 59.


دولة بنو حاتم في صنعاء


وكان الملك المكرم قد ولى على صنعاء القاضي عمران بن الفضل اليامي الهمداني أحد أقطاب الدولة الصليحية " كان يلقب بقاضي همدان" أيام سكون المكرم بذي جيلة ، ثم عزله عنها ، وكان ذلك من الأسباب التي كانت المباعدة بينه وبين القاضي عمران ، وفي ذلك يقول القاضي عمران يخاطب المكرم و سبأ أبني أحمد الصليحيان :




ولا تجرحا بالعزل أكباد معشر


إذا اغضبوا على القنا وتكســـرا

فلو أن مولانا معداً أتاكما بعزل


تولى الكل منا وأدبــــــــرا

فلا تفرقا من لفه والداكـــما


وعودا إلي عقليكما وتدبـــــرا

فإن أنتما أنكرتما ما نظمتــه


فصدقي غداً من طلعة الشمس أزهرا



ولكن ما لبث أن عادت المياه إلى مجاريها مرة أخرى بعد وفاة المكرم لأن القاضي عمران حارب النجاحيين في عهد الملكة الحرة وقتل في معركة الكظائم (1) . وبعد وفاة سبأ بن أحمد الصليحي خرجت صنعاء من الدولة الصليحية .... واستولي عليها السلطان حاتم بن الغشيم المغلسي الهمداني وناصرته قبائل همدان وصارت بعده إلى ابنه عبد الله بن حاتم . ثم خلعته همدان وولت مكانه كل من هشام وحماس ابني القبيب الهمداني . ثم اختارت همدان السلطان حاتم بن أحمد (المجيدي ) بن عمران بن فضل اليامي الهمداني بأمر صنعاء وأعمالها. وملكها بعده ابنه علي بن حاتم اليامي .... فاتسعت رقعة دولة الهمدانيين على معظم اليمن الأعلى في عهد السلطان علي بن حاتم اليامي حتى أزاله وأخيه السلطان بشر بن حاتم اليامي الملك العزيز سيف الإسلام طغتكين بن أيوب (2) فلما رأى السلطان علي بن حاتم اليامي صاحب صنعاء وما يليها ميل الناس إلى الداعي حاتم بن إبراهيم الحامدي الهمداني وإقبالهم عليه ، دخلت المنافسة وخاف على ملكه واخذ يستميل همدان ببذل المال وضاعف إليهم العطاء حتى دخل في طاعته احمد بن الحبير الهبري ، وكان ممن يثق فيهم الداعي حاتم ، وممن اخذ عليه أكيد أيمانه وعهده ، فطلب أن يقدمه على همدان وتمكن علي بن حاتم من جلب كثيرين ممن كان مع الداعي حاتم في كوكبان ، فخرج من الحصن بمشايخ هبرة في لولوة وريعان ، فقصدهم الملك علي بن حاتم اليامي لمحاربة الداعي وأنصاره من بني هبرة وكتب إلى الداعي حاتم في نفس الوقت " يعاتبه ويلاطفه " ويقول : اظهر دينك ، واجمع أهل دعوتك ، ولا تفرق همدان وتحملهم على العداوة والشنان ، وضمن ذلك شعراً ، فأجابه الداعي حاتم بقصيدة جاء فيها :



أتاني من أبي زيد كتـــاب


تضمنه من العتبى فنــون

فكن في امرنا حكم وعــدلاٌ


فأنت لكل مكرمة خديـــن

مقالك فيما تصدع عود يــام


وأنت بلم شملهم قميـــن

أما والمصطفى أني ليـــام


بمالي والذي احوي أصـون

فانتم ياغطارف شم يـــام


مكانكم من العلياء مكيــن

لكم في الدعوة الغراء قدمـاً


سوابق كلما نشرت تزيــن

ولكن حلتم عنها فمنكـــم


لها الضد المعاند والقريــن

فإذا انتم رجعتم واستقلتــم


فقد لاح الصباح المستبـين

وواليتم إمام العصر حقا صفا


ما بيننا الماء المعيــــن. (3)


__________________________
1- الصليحيون والحركة الفاطمية في اليمن ص 137138/239.
2- الصليحيون والحركة الفاطمية في اليمن ص 239.
3-الصليحيون والحركة الفاطمية في اليمن ص 273.


قائمة سلاطين بني حاتم " . (1)


حاتم بن علي الهمــداني ( 492-502) .
عبد الله بن حـــــاتم ( 502-505) .
معد بن حــــــاتم [أ] (505-510) .
هشام بن القبــــــيب ( 510-518) .
حماس بن القـــــبيب ( 518-527).
حاتم بن أحمد عـمران [ب] ( 533-556).
علي بن حاتم بن احمد [جـ] (556-569) .
=============

[أ] - خلعه احمد بن عمران الفضل اليامي بعد أن جمع قبائل همدان في محل يدعى ( مصب الدروع ) بهمدان ، وجعل الأمارة في بني القبيب وهم هشام وحمّاس فتقدما إلى صنعاء وحاصرا معن بن حاتم في الدرب الذي كان يعرف بـ ( درب القطيع ) بأعلى صنعاء حتى خرج على يد القاضي احمد بن عمران إلى حصن براش .
وكان حمّاس أميراً مطاعاً وفارساً شجاعاً وهو الذي غزا بلاد جنب بذمار فقتل منهم مقتلة عظيمة ، ولما حضرته الوفاة جمع اخوته وهم أبو الغارات وعامر ومحمد وحثهم على الألفة وجمع الكلمة ، وأوصاهم بان يجعلوا أميرهم أبا الغارات بن أبي الفتوح ، وان يعاهدوه على الطاعات فخانوا ذلك وتفرقوا واختلفوا فيما بينهم حتى عزلهم أهل صنعاء ( .... أنباء الزمن ) .
[ب] - أقامه أهل همدان سلطانا بعد موت حمّاس بن القبيب بست سنوات وبقي ( بصنعاء ) حتى جاء الإمام احمد بن سليمان فغادرها إلى الروضة ، ثم سعى المغرضين بينه وبين الإمام حتى بدأ الخلاف من جديد وناصرته همدان في معركة الرحبة - شمال صنعاء بينه وبين أصحاب الإمام ودخل حاتم صنعاء فكان الإمام غائب بذمار فأسرع بالعودة ، وكانت معركة ( القليس ) في صنعاء أسفرت عن هزيمة الإمام ، لتصدع حدث في صفوف جيشه ، ومنها توجه إلى صعدة سنة 546 هـ ثم عاد في سنة 550 هـ وتمكن من احتلال صنعاء . بعد معركة عظيمة .... أسفرت عن هزيمة حاتم وأصحابه .(وكان قد قال حاتم قبل ذلك مخاطباً الإمام احمد بن سليمان )





أبا الورق الطلحي تأخذ أرضـنا

ولم تستحر تحت العجاج رماح

وتأخذ صنعاء وهي كرسي ملكنا


ونحن بأطراف البلاد شحـاح




ثم لما عرف السلطان حاتم عجزه عن المقاومة طلب الأمان نفسه وانشد يقول :




غلبنا بني حوى باساً وشدة


ولكننا لم نستطع غلب الدهـر

فلا لوم فيما لا يطاق وإنمـا


يلام الفتى فيما يطاق من الأمر



_______________________
1- اليمن عبر التاريخ ص210.

ولما احتدم الأمر بينهما خرج السلطان المذكور لمحاربة المتوكل فلقيه في مكان يقال له (الشزرة) ودارت بينهما معركة حامية وعنيفة . قتل فيها عدد ضخم من همدان من كل الجانبين في سنة 552هـ دخل على آثرها احمد بن سليمان صنعاء في شهر رمضان من نفس السنة . حتى استعادها السلطان ثانياً عام 553هـ بعد أن انظم إليه معظم أهل همدان . وبعد أن ساعده آل ( زريع) الياميون بعدن. (1)
[جـ] - بايعته همدان بعد والده وأقام بحصنه ( بوادي ظهر) ثم ثارت ضده بعض القبائل من (همدان ) بزعامة رجل من آل القبيب يدعى علي بن محمد بن حمّاس بصنعاء فاتجه إليهم معه جمع كثير من القبائل فاخمد ثورتهم وسيطر على الدرب . (2)
وفي عام 554هـ غزت جيوش عبد النبي بن علي بن مهدي الرعيني الحميري ) بعض الحصون والمعامل التابعة لسلاطين ( آل زريع ) الياميين بعدن . فطلب هؤلاء السلاطين من السلطان ( حاتم بن احمد اليامي ) الذي يحكم صنعاء في ذلك الوقت النجدة والمساعدة . فجمع السلطان ( علي بن حاتم ) جيشاً ضخما من (همدان) من ( سنحان ) وبعض من الحقل ، ونحصب ، ورعين ، وخرج بهم في شهر صفر سنة 569هـ حتى تقابل مع جيوش عبد النبي في تعز واستطاع أن يستولي على كل جنود (عبد النبي) تقريباً بعد أن هزمه هزيمة ساحقة .
وفي هذا انشأ عبد النبي متمثلا بقول الشاعر :




واعلم بنّي بأن كل قبيلة

ستذل أن نهضت لها قحطان





أما عن ابن السلطان على بن حاتم اليامي وهو السلطان حاتم فقد اخذ الحكم في صنعاء عن والده المذكور . لكن الملك (العزيز) الأيوبي لم يتركه يهنا بحكمه كثيرا ، فقد دخل الملك العزيز الأيوبي إلى اليمن وتمركز بجيشه في تعز استعداد لغزو صنعاء وكان مقيدا باتفاقية وقعها مع والده السلطان قبل ذلك ، فانتظر حتى انتهى ميعاد الهدنة ، فأحس السلطان حاتم اليامي بما يدبره الملك العزيز الأيوبي ، فأرسل وفدا لتجديد الهدنة ومدها ، فقبل الملك ذلك وربطها بشروط خاصة رفضها السلطان بشر بن حاتم الذي كان على رأس الوفد المفاوض ، وقال للملك : ( أيها الملك أن اختلفت على أخي أتأمن اختلافي عليك ) فاسترجعه الملك لقوله الحكيم ورد عليه " لو أن بشر ساعدني على الحلفة لملكته صنعاء وبلاد همدان " ولكن الملك العزيز الأيوبي غضب بعد ذلك غضبا شديدا عندما علم أن بعض من في الوفد قال : " كيف تملكه شيئا هو يرى انه له .. وانتظر سنة هي مدة الهدنة ثم زحف بجيوشه الجرارة فاخذ ( ذمار) و ( جهران ) ودانت له قبائلها ، وملك الحصون والمدن وجميع اليمن الأسفل ، ثم زحف ناحية صنعاء فاخذ حصن ( الشيح) ثم استولى على (صنعاء) في شهر شوال عام 585هـ ، وظل يطارد السلاطين آل حاتم حتى قصدوا حصونهم ( بذي مرمر) ونواحيها ، فلحقهم الملك وحاصرهم في هذه الحصون مدة طولية لكنه تركهم بعد أن يئس من الحصار الغير مجدي ثم زحف فاستولى على حصن ( عزان بن شهاب ) وقتل فيه


___________________


1- نجران الحديث ص 33 .
2-اليمن عبر التاريخ ص210 .

السلطان ( حاتم بن سعيد اليامي ) ابن عم سلاطين بني آل حاتم ثم استولى بعد ذلك على ( الغصين ) وصعد إلى جبل الظلمة وتمركز بقوته هناك فنصب المنجنيق وشد الخيام ، وعندما استولى على ( الفصين الكبير) و (الفصين الصغير ) كان فيهما أولاد السلطان ( بشر بن حاتم اليامي ) عمر وعلوان فاعتقلهما وأرسل ما معهما من حريم إلى حصن ( ذي مرمر ) ، كما انه اعتقل أخاهما الثالث ( علي بن بشر ) عندما غار على صنعا مع مجموعة من فرسان آل حاتم فلقيته خيول الأيوبيين فقاتلوه حتى أسروه . وظل الثلاثة سجناء عند الملك الأيوبي المذكور حتى تعبوا تعبا شديداً فكتب ( علي بن بشر ) إلى أبيه يخاطبه : كي يفعل أي شي لفك أسرهم :




أمولاي ما أسري بديع فلم يـزل

كذا الناس مأسور وآخر آسر

فان ظفر المولى بنا وبحصــننا


فلله منظور ولله ظافـــر

مليك عزيز لا يعيرنا بـــــه


لسان مذل للجبار قاهـــر

فلا غرو كم مليك قهرنا وماجد


أسرنا وأعطتنا المقاد العشائر

على ذا ممر الدهر عسر ومبدل


بيسر قضته حكمة ومقــادر

فلا تحسبن أني جزوع لما جرى


وحقك أني صادق العزم صابر

وما أنا أخشى غير قـول أراذل


أولِدُهُمْ عن فكهم متقاصــر

وما شعروا أن العظائم كـلهـا


كبار وأن هالت إليك صغائـر

بسعد ك عليِّ ملك همدان ترتجي


وسعدك أن تنجاب عنا الدياجر

فما أن لنا الا كما يعد ربنـــا


وعطفا من المولى معين وناصر





وواصل الملك العزيز حملاته فحاصر حصن كوكبان وكان فيه السلطان عمرو بن علي بن حاتم اليامي . ويقول في ذلك صاحب ( نموذج ملوك اليمن ) : أن قوة الملك العزيز الأيوبي التي هاجم بها حصن كوكبان فقط كان قوامها حوالي آلف وخمسمائة مقاتل ومائة فارس خيال ، وقد بلغت خسائر جنود الملك العزيز الأيوبي في هذا الحصن فقط حوالي آلف قتيل ، أما من داخل الحصن من همدان واتباع آل حاتم الياميين حوالي خمسمائة قتيل أنهار الحصن بكامله عليهم فدفنهم تحت الأنقاض . أما حصن ( ذي مرمر) فيقال أن جيوش الملك العزيز الأيوبي ظلت محاصرة له حوالي أربع سنوات ، وكان فيه السلطان علي بن حاتم نفسه لكن الملك العزيز تركه بعد أن عرف انه لا فائدة من الحصار خاصة انه كان يكلفه الكثير . ولم تنته حروب يام وهمدان مع الملك الأيوبي ألا بعد أن مات هذا الملك سنة 593هـ ، وأتحد آل حاتم وكان مقرهم ( ذي مرمر ) مع الإمام المنصور ( عبد الله بن حمزة الزيدي ) الذي كان مقيما في الجوف وأصر على مناصرة آل حاتم ، وقال في أحدهم وهو السلطان ( بشر بن حاتم اليامي ) يخاطبه عندما قاتل جنود الأيوبيين بشجاعة نادرة بعد أن فر كل من معه وتركوه يقاتل وحده ، حتى نجاه الله من بين أوار ولهيب الأيوبيين .. قال هذه الأبيات :





أسلطان قحطان بن هود وتاجهـا


وفارسها المشهور أن عظم الذعر

واضربها بالسيف برعد هيبــة


وأطعنها والسمهري به قصـــر

من يلتقي الجيش العرمرم ضحاكا


كان مخوف الثغر في عينه ثغــر

تيقن بأني لا أخونك والـــذي


له في منى خرت لأذقانها الـجزر

ومخضبة السيقان قد عقدت لهـا


من الخوف في اللبات اردية حمـر

وهل يقطعن بيني وبينك قاطــع


وحلمك طود شامخ شاهق وعــر

وأنت الذي نهنهت عن جانب العلا


بسيفك والأبطال كالحة حـــزر

غداة ليقت الألف لا القلب واجـم


ولا الباع مقبوض ولا الجنب مزور

وكم لك من يوم أغرٌّ مجمـــل


وأيام صدق حشوها البأس والبـر

ألستم بني عمران جودكم بـحر


وطعنكم شزر وضربكم هبـــر




ويقال بعد ذلك : أن آل حاتم أنهار مجدهم عند الصراع الحاد مع أقوى الدول الأجنبية من حولهم (الأيوبيين ) ومع معظم المناطق ذات القوة والعزة العسكرية ، وذلك لما اختلف أمرهم وانشق بعضهم على بعض عندما توفى السلطان علي بن حاتم اليامي وخلفه أولاده وأولاد أخيه (بشر) على السلطان ، حيث أساء الجميع إلى السلطان محمد بن حاتم ابن عمهم فالحقوا به الإهانات وعذبوه تعذيباً جسدياً قاسيا فكتم حقده في نفسه ، حتى أغار آل حاتم الياميون على مزارع ( الملك المظفر ) فاحرقوها ، وكان هو في ذلك الوقت في صنعاء ، ففر ابن عم السلطان محمد بن حاتم اليامي حتى وصل إلى الملك المظفر ، واتفق معه على محاربة أولاد عمه ، وخرج إليهم في قوة ضخمة ، وحاصرهم وهم في حصن (ذي مرمر) مدة طويلة ، وكان يعلم انهم لابد أن يسلموه الحصن في اقل وقت ممكن نظراً لسوء حالتهم وقلة الطعام لديهم ، وصدق حدسه بعد ذلك إذ سلموا له الحصن بعد ذلك ، وكان حصنا منيعاً يذكره التاريخ بكل إجلال . وكان يعتبر آخر شيء في أيديهم ، وقد قال في ذلك أحد الشعراء وهو (سالم بن عزان الحاتمي اليامي ) في قصيدته التالية :




ولا شك أن الدهر احدث بينهــــم


حوادث عقباها تبيد وتتلــف

وأصبحت الغوغاء الرعاع من الورى


تحكم في رائيهم وتصـــرف

لعمري لقد شدوا هناك شـــــدة


تكاد لها الشناخيب ترجـــف

وذلك الأمر قدٌّر الله كونــــــه


وليس لما قد قدر الله مـصرف

إذا ما قضى الله الزوال فليس عــن


قضأه في الورى متخلـــف

وعز علينا أن يفرق شملهــــم


حسود وكذاب سعي ومزخـرف

سعى بينهم بالزور والكذب معشـر


لهم قدم في الشر والبعض يحرف

جهارا لما قد كان منهم خفيــــة


ومنوا أماني الظلال وسوفـــوا

إلى أن جرت أولى وأخرى كلاهمـا


ظلال ولم يحنوا هناك ويــرأف

وما هي إلا سخطة الله ما رمـــى


بها الله إلا من يسيء ويسـرف

فأعقب ذلك المجد ذلــــــــة


أزيل بها الطود الأشم المنفنــف

فأعقبني حزن طويل ولوعــــة


بقلبي منه حرقة وتأســـــف

نحنٌّ وما يجدي الحنين ولوغــدت


مدامعنا مثل السحائب تــذرف


ولو قبلوا رأي الحسين ورشـــده (1)



هنالك لم يرجف بما كان مرجف

إذا لهداهم للصلح وللهـــــدى


وأعلن فيهم بالتي هي أحــرف

ومازال من إخوانهم زاجر لهـــم


وهم من أولى الشحنا احن وارأف

ولكنهم الغوا كلام صديقهـــــم


فكان من التأنيب ما ليس يوصف

يقولون لا يقبل فلان ورأيــــه


ومازال يصلهم ودادا وينصــف

غضبوا فأمر الله لابد نافــــــد


عساه علينا بالمراحم يعطــف

فلله رب الخلق من عطفاتـــــه


عواطف لا تحصى ولا تتكيــف




___________________
1- هو الداعي الحسين بن عـلي بن محمـد بن الوليد. وقد اراد اخماد الفتنة فيما بينهم ، فاهانه علي بن سعد بن حاتم بقولـه ( اقصر قيلك واعرف قبيلك ) فغضب ( عزان الحاتمي) وقال فيهما قصيد طويلا ينصحهم فيها بالاتحاد والرجوع الى الصواب وهو والد الشاعر صاحب القصيدة المذكورة.

وكان والد الشاعر السابق( عزان بن اسعد بن بشر بن حاتم ) قد أرسل لهم خطابا يعاتبهم وينصحهم فيه.وذلك قبل أن تتفاقم المصائب وينحسر ملكهم نهائيا. على شكل قصيدة قال لهم فيها :




ألا ابلغا ابنا علي بن حاتــــم

مقال له شم الـشنـاخيـب تـرجف

صناديد همدان بن زيد وسيدهــا


ومن مجدهم بـين الـبريـة يـعرف

أولئك أخواني وقومي ومعشـري


ومن بهم أسمو فخارا واشــــرف

وقولا لهم اني وان كنت مقعـدا (1)


فقلبي مما نالهم يتخطـــــــف

أيصبح أرذال الرعاع بأسرهــا


تحكم في أعرافكم وتنصـــــف

وتمشي على البطحاء تريق دمائكم


وتهتك أعراض تعز وتشــــرف

ألم تعلموا أن الحوامل عطلــت


وريعت نساء في المحـاريب عكـف

أبى الله أن ترضى بذلك عـزوة


بيام التي تأبى الدنايا وتأنـــــف

أعيذكم من عثرة الرأي أنهـــا


لمن عثرة الأقدام أشقى واتلـــتف

فلا ترخصوا ما كان بالأمس غاليا


ولا تسعدوا من بات بالشر يهتـــف

ولا تهدموا ما شاده الملك حاتــم


فبنيانه سامي على المجد مشـــرف

ولا تخذلوا في الرأي أبناء عمكـم


فما منهم ألا ودود ومنصـــــف

فإن تسمعوا وتقبلوا نصح ناصـح


يحن عليكم ما حييتم ويـــــراف

و إلا ففي سعي الحسين ودأبــه


لكم بركات عدها لا تتكيـــــف

فقد زادكم في نفعكم متشفعـــا


وكل شفيع بالشفاعة ينصـــــف

و إلا ففي (حدان) متسع لكــم


وارض التقاضي فهي بيضاء صفصف

ولا تتعبوا أن كان الرأي غلطـة


فلا كبد حرا على العز تأســـــف

ومني سلام كالرياض تبسمــت


وصاب عليها صيب المزن يـــذرف





____________________________

1-لقد كان في ذلك الوقت يقارب التسعين من العمر.

رد مع اقتباس
 
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 23:46.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. www.sobe3.com
جميع المشاركات تعبر عن وجهة كاتبها ،، ولا تتحمل ادارة شبكة سبيع الغلباء أدنى مسئولية تجاهها