منصور البقمي - تربة
تجمع أكثر من 5 آلاف شخص يتقدمهم مشايخ وأعيان القبائل على مدى الأيام الثلاثة الماضية في مركز رضوان (150 كم شمال الطائف) ولازالت حشودهم تتوافد إلى الموقع من جميع مناطق المملكة، وقد نصبوا الخيام وافترشوا الأرض أمام منزل أسرة المقتول منير بن فيصل وهم يناشدون والده الشيخ فيصل سند السمي البقمي بالعفو وعتق رقبة فهد وسعود السهلي وهما ابنا عمومة وذلك قبل تنفيذ حكم القصاص بهما لقتلهما فيصل قبل 3 سنوات في مدينة الرياض إثر مشاجرة بينهم.
وناشد عدد من مشايخ القبائل والد القتيل العفو عن القاتلين احتسابا للأجر والثواب من عند الله سبحانه وتعالى، وأبدوا أملهم الكبير في استجابة والد القتيل إلى طلبهم وعتق رقبة القاتلين لوجه الله تعالى. وتمنوا عبر (المدينة) أن يسفر هذا التجمع الخيّر عن إنقاذ رقبة القاتلين من حد السيف. وكان مشايخ وأعيان ووجهاء القبائل قد وصلوا سيرا على الأقدام إلى المخيم الذي نصب بالقرب من منزل والد وأسرة القتيل، وتناول المتحدثون ولأكثر من ساعتين فضائل العفو ومن أعظم أنواع العفو أن يمن الله على عبده بالعفو عن أخيه المسلم وعتق رقبته، واستدلوا بقوله تعالى (وسَارِعُوا إلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ والأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ والضَّرَّاءِ والْكَاظِمِينَ الغَيْظَ والْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ واللَّهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ) وقوله سبحان وتعالى: (وأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى)، وقوله تعالى (ومَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا)، كما استشهدوا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم «إن الله عفوٌ يحب العفو». وحثوا والد القتيل على العفو وأن يعتق رقبة الجانيين.
ورغم أن محاولاتهم لم تسفر عن شيء حتى الآن. إلا أن مشايخ القبائل أكدوا أن محاولاتهم ستستمر لمدة 3 أيام ولن ينقطع الأمل في الله ثم في ذوي القتيل بأن يتنازلوا ويعفوا ويصفحوا عن فهد وسعود السهلي احتسابا للأجر والثواب.
حيث أكد الشيخ فيصل الغرمول (شيخ قبيلة الرحامين) أنه ومنذ وقوع حادث القتل وهو يقوم بمساعٍ حثيثة لحل القضية، مشيرا إلى أنه حضر هذه المرة مع مشايخ القبائل للتوجه إلى الشيخ فيصل السمي بطلب عتق رقبتي القاتلين، وقال: الأمل كبير في الله ثم في أسرة القتيل بالعفو والصفح فهم أصحاب أيادٍ بيضاء ومشهود لهم بحب الخير. وأضاف: اليوم ومن هذا الموقع أناشد باسمي واسم جميع أفراد القبيلة والد وأشقاء وأسرة القتيل الصفح وعتق رقبتي فهد وسعود. وأكد أن المخيم سيستمر لعدة أيام ولن نفقد الأمل بأن تتكلل مساعي أهل الخير من جميع القبائل بالتوفيق لعتق رقبة القاتلين. وحث الغرمول جميع من يأنس في نفسه الكفاءة والقدرة على المساعدة الحضور واحتساب الأجر والثواب من الله.
وقال الشيخ عايض بن ذيب (شيخ قبيلة آل عبيدة قحطان): إن هذا المخيم واحد من المخيمات التي نصبت لطلب العفو من الشيخ فيصل عن قاتلي ابنه منير داعيا والد وأشقاء القتيل إلى احتساب الأجر والثواب من الله تعالى والعتق من النار بعتق رقبتي القاتلين من القصاص.
فيما تقدم الشيخ ابن جلعود (شيخ قبيلة السهول) بالشكر والعرفان لجميع مشايخ وأعيان وأفراد القبائل والذين لم تثنهم ظروفهم عن المشاركة في هذا التجمع الخيري وتوافدوا إلى المنطقة من جميع أنحاء المملكة. وأضاف: لن أنسى لهم موقفهم النبيل فقد حضروا معنا اليوم في رضوان من كل مكان ونصبوا الخيام أمام منزل والد القتيل لإقناع ذوية بالتنازل وطلب العفو عن سعود وفهد ويبقى الأمل في الله ثم في ذوي القتيل بالصفح والعفو عنهما وأسأل الله جلّت قدرته أن تلين قلوبهم وأن يعفوا عنهما لوجهه الكريم.
غير متصل
