Untitled 1
 
  الباحه تداول تجريبي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 753 )           »          ما هو بنك سيتي جروب النصاب في السعودية؟ (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1371 )           »          شركة أديس القابضة (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5966 )           »          اختيار افضل شركة تداول (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5965 )           »          رسوم الحساب الاستثماري في تداول الراجحي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6313 )           »          كيف اعرف اسهمي القديمه برقم الهوية (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5763 )           »          تريد فيو (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10930 )           »          كيفية شراء الاسهم الامريكية الحلال (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10723 )           »          افضل شركة توزع أرباح في السوق السعودي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10941 )           »          حساب سعر الصرف (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11099 )           »         
 

 
العودة   منتديات سبيع الغلباء > المنتديات الـعـامـة > المنتدى المـفـتـوح
 

المنتدى المـفـتـوح منتدى شامل للمتفرقات وستجد فيه الكثير من الموضوعات التي تهم أبناء قبيلة سبيع أو القبائل العربية أو المتصفح العربي


هام جدا - ثلاثة مشاهد - ارجو التثبيت

منتدى شامل للمتفرقات وستجد فيه الكثير من الموضوعات التي تهم أبناء قبيلة سبيع أو القبائل العربية أو المتصفح العربي


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
العزم
عضو نشط
رقم العضوية : 1622
تاريخ التسجيل : 27 - 10 - 2004
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 39 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : العزم is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
هام جدا - ثلاثة مشاهد - ارجو التثبيت

كُتب : [ 11 - 02 - 2009 ]

المشهد الأول في عالمنا العربي قبل مذبحة غزة


- فيديو كليبات عارية لفنانات خليعات تقاضين أجورهن بالدولار كي يقمن بدورهن في تضييع الشباب
- فراغ في كل شيء . في المواضيع المطروحة .في الأهداف المرسومة إن كان هناك أهداف
- متابعة مستمرة لمباريات كرة القدم من البطولة الايطالية الى الاسبانية ثم الانجليزية ناهيك عن "البطولات" العربية
- إدمان على المسلسلات الطويلة وآخرها التركية فما إن ينتهي مسلسل حتى يسلسلك مسلسل آخر بل أصبحت مسلسلا بعدة مسلسلات في وقت واحد .
- شباب همهم كيفية اصطياد الفتيات وإيقاع اكبر عدد منهن في شباكهم لإشباع رغباتهم المجنونة وفتيات همهن متابعة آخر صيحات الموضة وآخر تسريحات الشعر .
-آباء وأمهات تائهون عن أبنائهم مشغولون بتحصيل لقمة العيش وربح اكبر قدر ممكن من المال .
- خلاصة القول - فراغ .ضياع .تفاهة .

- المشهد في غزة قبل المذبحة -

- جدية وعمل .دراسة واجتهاد رغم الحصار
- رجوع إلى التدين واستمساك بالقران الكريم حفظا وتطبيقا
- شباب ملؤوا أوقاتهم بالتحصيل العلمي والتقرب إلى الله فهم رهبان بالليل فرسان بالنهار
- فتيات التزمن بمنهج الله فارتدين لباسهن المحتشم وأغلقن باب الفتنة على الشباب وكفى الله المومنين الفتن



المشهد الثاني - أثناء المذبحة في عالمنا العربي

- صدمة وذهول من هول الكارثة
- متابعة واهتمام بما يقع في غزة من مذابح
- تفاعل وتأثر وخروج إلى المظاهرات والمسيرات
- ظهر المعدن الأصيل للشباب فهجر أكثرهم الفيديو كليبات وتوقفوا عن متابعة المسلسلات وفارقوا الفتيات من هول ما رأوا من مناظر الأموات من أطفال ونساء وارتدوا الكوفيات الفلسطينية التي أصبحت موضة بدل القمصان التي تحمل عبارات تافهة او تسريحات غريبة .
- خفت موجة العري والأغاني المائعة واختفت المغنيات العاريات التي عراهن الحدث الجلل فحاولن الركوب على الأحداث بإصدار أغاني تضامنية مع غزة وهن اللائي طالما حاربن غزة بأغانيهن الهابطة وخلاعتهن الماجنة .فاردن ان يبيضن وجوههن التي أنهكتها الأصباغ ببضع كلمات باردة فارغة عن تضامن "مزعوم" مع غزة
- رجعنا جميعا إلى أصل المسالة .إلى صلب القضية .إلى جوهر الموضوع .رجعنا الى فلسطين ورجعنا الى غزة لنرى الكارثة ونتساءل كيف يتجرأ هذا العدو المجرم على القتل بهذه الطريقة البشعة وأمام أنظار الكاميرات بل وبالمباشر.... ألهذه الدرجة يستهين بحياة الإنسان .ألهذه الدرجة يستهين بمليار ونصف مليار مسلم كي يقتل ويذبح ويفعل كل شيء بمليون ونصف مليون مسلم.

ااااه نعم لقد فهم العدو واستوعب جيدا المشهد الأول فاطمأن إلى أن المسلمين في غيبوبة وضياع وفقدوا القدرة على فعل اي شيء يمكنه ان يهدده او يشكل له خطرا كيف لا والمسلسلات الطويييييييييلة والفيديوكليبات الخليييييييعة والجري وراء الماديات فقط قد فعلت فعلها في عقولهم وارواحهم فصيرتهم اجسادا بلا ارواح وعقولا بلا افكار .لذا تشجع - وهو الجبان- على التنكيل بالابرياء العزل من اطفال ونساء وشيوخ فلا بأس بالذبح والقتل على مراى ومسمع من العالم فسرعان ما سينسى العرب والمسلمون هذه المناظر المروعة وسيعودون حسب اعتقاده الى مسلسلاتهم واغانيهم و همومهم اليومية الصغيرة .....

المشهد الثالث - بعد مذبحة غزة


إن مصيبة هذه الأمة أنها لا تعيش ل"قضية" مع أن قضيتها وااااااااااضحة
لقد آن الأوان أن يعيش شبابنا ونساؤنا لقضية هي قضية رفع الظلم الحاصل على فلسطين

ان المقاومة وحدها لن تقدر على ذلك ...لذا وجب انضمام الامة باسرها الى هذا المشروع الكبير
مشروع تحرير فلسطين كل فلسطين

- نعم ان العدو شاهد هذه الهبة من المسلمين وشاهد تفاعلهم الغير منتظر مع اهلهم في غزة وهو الذي ظن ان روح الاخوة الاسلامية قد ماتت في المسلمين خصوصا الشباب منهم لكنه في الوقت نفسه يراهن على النسيان بعد انقضاء المذبحة .
نعم فهو يعلم جيدا اننا سرعان ما ننسى ونعود فننشغل بتفاهاتنا و انانياتنا .

فهل سننسى فعلا ونصدق ظن عدونا فينا
هل سننسى اننا في مواجهة عدو لا يرحم
هل سننسى ان من يذبح - بضم الياء- الآن هم نحن
هل سننسى كل هذا القتل والهمجية لأهلنا
هل سننسى ونعود إلى إدمان المسلسلات والكليبات ومصاحبة الفتيات و متابعات المباريات ووووووووو.......
ألن نستوعب الدرس وننضم إلى غزة في عزتها وجديتها
في تدينها و التزامها وإقبالها على ربها
في انكبابها على العلم والدراسة - نسبة الامية في فلسطين 6.5% - .


فلنتب توبة نصوحا نصلح بها علاقتنا بربنا وناصرنا
فلنعد الى مساجدنا ولنصل الصلوات في وقتها وخاصة صلاة الفجر
فلنتبن قضية فلسطين ولندرسها لابنائنا ونرضعهم حبها وليشتر كل واحد منا خريطة فلسطين ولنتعرف على مدنها وقراها ولنقرا تاريخها - تصوروا سالت احدهم متى احتلت فلسطين من طرف الصهاينة فلم يعرف -
فلنتعلم ولندرس
فلنصبح اكثر جدية
فلنقاطع البضائع الصهيونية والامريكية

فلننبذ الفيديوكليبات العارية والمسلسلات التافهة ولا نشغل بها انفسنا لان حياتنا ووقتنا اهم منها ولان وراءنا وامامنا "قضية"
وما اجمل الحياة اذا كرست ل"قضية"

قادة أوربا زاروا الصهاينة وضحكوا مع المجرم اولمرت بملء أفواههم كأن شيئا لم يقع .نعم فدماؤنا وأشلاؤنا لا تساوي لحظة حزن عندهم .

فلنتوقف عن تقليدهم والبحث عن آخر موضاتهم

لانهم هم ونحن نحن


و"لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم "


إن ما يراد لغزة الآن هو ان تصبح مثلنا .خانعة -ذليلة -مستسلمة .
فإما ان تنضم غزة إلينا أو ان ننضم نحن لغزة
فان أصبحت غزة مثلنا فيا لهوان الأمة ويا لموتها
وان أصبحنا مثل غزة فيا لعزة المسلمين وهيبتهم بين الامم

فليأخذ كل منا القرار
إنها لحظة حاسمة في حياتنا
لحظة ستحدد مسارين
- مسار تنازلي يتمثل في رجوع الامة الى ما كانت عليه بل والامعان فيه وبه استطيع ان اقول اننا امة لا تستحق الحياة
- ومسار تصاعدي تقوم به من غفلتها وتعود الى سابق عهدها من العزة والمجد والرفعة

غزة بهذه المذابح والتضحيات تنادي فينا باعلى صوتها

أفيقوووووووووووا .....استيقظوووووووووا ... ارجعوووووووووووووا ....لا تخونوا دمائي

فهل سنلبي النداء

فهل سنلبي النداء


كل واحد منا مطالب بالجواب


رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 2 )
المثري
وسام التميز
رقم العضوية : 33513
تاريخ التسجيل : 26 - 12 - 2008
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 2,212 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : المثري is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : هام جدا - ثلاثة مشاهد - ارجو التثبيت

كُتب : [ 11 - 02 - 2009 ]

الله يجزاك بالخير عسى ان نكون في يقضة لا مستسلمين لأهواء الغير والا يعيد على اخواننا في غزة ما اصابهم وان يجعل الحياة السعيدة لهم والجنة مآلهم وان يرحم موتانا وموتاهم وشكرا لك اخي على هذا الطرح القيم

رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 3 )
العزم
عضو نشط
رقم العضوية : 1622
تاريخ التسجيل : 27 - 10 - 2004
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 39 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : العزم is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: هام جدا - ثلاثة مشاهد - ارجو التثبيت

كُتب : [ 12 - 02 - 2009 ]

جزاك الله خيرا على الرد الطيب وتفاعلك الرائع

وأنا أومن أن هذه الأمة فيها الخير الكثير بإذن الله

رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 4 )
العزم
عضو نشط
رقم العضوية : 1622
تاريخ التسجيل : 27 - 10 - 2004
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 39 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : العزم is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: هام جدا - ثلاثة مشاهد - ارجو التثبيت

كُتب : [ 17 - 02 - 2009 ]

بقلم - الشيخ علوي بن عبدالقادر السَّقَّاف

المشرف على موقع الدرر السنية http://www.dorar.net/


الحمد لله الواحد القهار، والصلاة والسلام على النبي المختار، وعلى آله وصحبه الأخيار.

أما بعد:

فلقد أظهرت أحداث غزة المؤمنة، غزة الصابرة، كثيراً من المعاني والمفاهيم العقدية التي تكلم عنها العلماء قديماً وحديثاً، فكانت ابتلاءً وامتحاناً للمسلمين وتمحيصاً لهم: ﴿وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ﴾ [العنكبوت:11]، فأظهر الله حقائق الإيمان وأثرها على أرض الواقع وهذا مما يزيد المؤمن يقيناً ويزيد أهل هذه المعاني ثباتاً على دينهم وجهادهم.

فما حصل في غزة ليس شراً محضاً بل فيه خيرٌ كثير يعرفه من نوَّر الله بصيرته بالإيمان، قال الله تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُون﴾ [البقرة:216]

ومن تابع الأحداثَ، ومجرياتِ الأمور، وشاهدَ ما حصل لأهل غزة، وما تبع ذلك من تصريحاتٍ، وبياناتٍ، وفتاوى، ومظاهراتٍ، ظهر له جلياً الفرقُ بين دراسة مسائل الإيمان والعقيدة نظرياً في المساجد والفصول الدراسية، وبين تطبيق مقتضياتها في ميادين الجهاد وعلى أرض الواقع، حيث تُمحَّص القَناعات، ويظهر أثرُ اليقين على النفوس، ويثبِّتُ الله من أراد به خيراً من أهل الصدق وحسن التوكل عليه، ويوفقه للعمل بمقتضيات الإيمان والتقوى، و أسُّ هذا الأمر: المعتقد الصحيح الذي من تمسَّك به علماً واستدلالاً كان أقرب للتحقق به عملاً، فجمع الله لأهل الثغر بين الفضيلتين، ومن هذه المعاني التي تجلت بوضوح سواءً لأهالي غزة أو لغيرهم من المؤمنين الصادقين والتي دلت على ثباتهم ورسوخ عقيدتهم: الإيمانُ بالقضاء والقدر، وصدقُ اللجوء إلى الله عز وجل والتوكلُ عليه، ومعاني الأخوة الإيمانية، وحُسْنُ الظن بالله، واليقينُ بموعودِ الله ونصره، وفي المقابل: هناك قوم سقطوا في الفتنة وخدشوا توحيدهم أو نقضوا إيمانهم بمظاهرة الكافرين على المسلمين وإخلالهم بعقيدة الولاء والبراء وسوء ظنهم بالله تعالى.

ومن هنا كان لابد من إيضاح هذه المعاني لأن أحداث غزة باتت امتحاناً عملياً اجتازه من وفقه الله وسقط فيه من لم يرد الله به خيراً ﴿ألا في الفتنة سقطوا﴾ [التوبة:49]

أمّا الإيمانُ بقضاءِ الله وقدرِه: فهو ركنٌ من أركان الإيمان، كما في الحديث الصحيح: (وأن تؤمن بالقدر خيره وشره) فلا يستقيم إيمانُ العبد إلا به، وقد تجلَّى هذا واضحاً في أحداث غزة، حيث شاهد كثيرٌ من الناس على الشاشات الإعلامية مرات عديدة من فقدوا جميع أهليهم وذويهم أو أكثرهم والطائرات فوق رؤوسهم وهم يرددون: الحمد لله، الحمد لله على قدر الله. ومنهم من يقول: نحسبهم شهداء عند الله، وغيرها من العبارات الإيمانية، فلله درُّهم!. أمَّا المجاهدون فقد ضربوا أروع المثل بإيمانهم بقضاء الله وقدره، صبرٌ بلا جزع، ورضىً بلا هلع، ونحن بدورنا علينا أن نؤمن بأن ما يصيب أهل غزة اليوم من قتلٍ وتدميرٍ وجرحٍ وألمٍ وجوعٍ هو قضاء الله في عباده المؤمنين، ﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ (التوبة:51) ، وأن تكالب الأعداء من اليهود والنصارى والمنافقين على إخواننا المسلمين في غزة وحصارهم وقتلهم إنما هو من قدر الله، وقدر الله نافذ وهو موافق لحكمته ولا يكون قدر الله إلا خيراً. ﴿وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ﴾ [محمد:4]

وأمَّا صدق اللجوء إلى الله والتوكل عليه: فمن فوائد هذه الأحداث انقطاع حبل التوكّل بين المجاهدين في غزة وبين الخلق أجمعين، فالله لا يرضى أن يصرف عبدُه قلبَه إلى غيره، وقد رأينا هذا وسمعناه مراراً في تصريحاتِ عددٍ من مسؤوليهم وقادتهم، ونحسبهم –والله حسيبهم- من الصادقين والمتوكلين على ربهم وقد أخذوا بكافة الأسباب الممكنة عسكرياً وسياسياً، ثم فوضوا أمرهم إلى الله ولم يركنوا لسواه مع علمهم بأن كبرى دول العالم ضدَّهم، يخوفونهم ويهددونهم، والله تعالى يقول في كتابه ﴿أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ، وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ﴾ (الزمر:36)، وبهذا يكونون قد ضربوا للعالم أروع معاني التوكل على الله، وقد فطن لهذا المعنى كثيرٌ من علماء المسلمين ودعاتهم الذين سعوا لتثبيت إخوانهم في بياناتهم وخطاباتهم عندما أكَّدوا على هذا المعنى ونصحوا إخوانهم في غزة بأن لا يلجأوا إلا إلى الله، ولا يؤمِّلوا خيراً في مجلس الأمن، ولا الأمم المتحدة، ولا منظمات حقوق الإنسان ولا يستجدوا فلاناً أوفلاناً، فكلُّ هؤلاء لا يُغنون عنهم من الله شيئاً، فالتوكُّلُ يكون عليه وحده دون سواه، قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير قوله تعالى في سورة (التوبة): ﴿لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25) ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ﴾: (يذكر تعالى للمؤمنين فضله عليهم وإحسانه لديهم في نصره إياهم في مواطن كثيرة من غزواتهم مع رسوله وأن ذلك من عنده تعالى، وبتأييده وتقديره، لا بِعَددهم ولا بِعُددهم، ونبههم على أن النصر من عنده، سواء قل الجمع أو كثر، فإن يوم حنين أعجبتهم كثرتهم ومع هذا ما أجدى ذلك عنهم شيئاً فولّوا مدبرين إلا القليل منهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أنزل الله نصره وتأييده على رسوله وعلى المؤمنين الذين معه ... ليعلمهم أن النصر من عنده تعالى وحده، وبإمداده، وإن قلّ الجمع، فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين)أ.هـ، وفي انقطاع ما بينهم وبين الخلق كما هو حالهم الآن ما يفضي إلى مزيدِ تعلُّقٍ بالله عز وجل، مع يأسهم مما في أيدي الناس وهو مُؤْذِنٌ إن شاء الله بعاجل نصر الله.

وفي المقابل: كان هذا الأمر امتحاناً وفتنة سقط فيها كثيرٌ من الزعماء والعلمانيين والإعلاميين، كما أوجدت خَدْشاً في بعض البيانات والخطابات والتحركات التي كان من ضمنها مناشدة هذه المنظمات بوضع حدٍّ للحرب وكأنه خافٍ عليهم قول الله تعالى: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾ [البقرة:120]

أمَّا الأخوة الإيمانية والولاء للمؤمنين: فقد ظهرت أسمى معانيها في أحداث غزة ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ [التوبة:71]، فما أن اندلعت الحرب حتى هُرِعَ المسلمون من جميع أقطار المعمورة - عرباً وعجماً- يجأرون إلى الله تعالى بالدعاء في صلاتهم إحياءً لسنة قنوت النازلة، ثم تتابعت البيانات والفتاوى التي تدعو لنصرة إخواننا في غزة، وخرج كثيرٌ من الناس بشتى أجناسهم وأعمارهم وطبقاتهم إلى الشوارع يطالبون بإيقاف الحرب، بل طالب كثيرٌ منهم بفتح باب الجهاد ليجاهدوا في سبيل الله معهم، لكن حيل بينهم وبين ذلك! فلله الأمر من قبلُ ومن بعد، كما أنه ما أن أعلنت بعضُ الجهات المختصة بجمع التبرعات لمنكوبي غزة حتى قام كثيرٌ من الناس رجالاً ونساءً بالإنفاق في سبيل الله، وكلُّ ذلك دليلٌ على الأخوةِ الإيمانية وولائهم للمؤمنين.

وفي المقابل: سقط آخرون وأصبحوا يتحدثون عن أخطاء حماس وأنها سبب كل ما يحدث، بل إن أحدهم كتب في إحدى الصحف العربية: اضربيهم إسرائيل ولا تبقي منهم أحداً!! فأين هذا من الأخوة الإيمانية؟!

ومما يؤسف له أن بعض أهل العلم والفضل لا تجد لهم أثراً رغم كل هذه الأحداث العصيبة، وكأن الأمر لا يعنيهم! وهم من أفقه الناس –نظرياً- بحديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه في (صحيح البخاري) مرفوعاً: (وذِمَّة المسلمين واحدة ، يسعى بها أدناهم)

وأمَّا عقيدة البراء من الكافرين وعدم مظاهرتهم على المسلمين: فهذه أصبحت من النظريات، ولا علاقة لها بالواقع مع أن الله عزَّ وجلَّ يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [المائدة:51] وقد عدَّ علماءُ الإسلام مظاهرة المشركين على المسلمين من نواقض الإسلام.

ألا فليحذر كلُّ من أعان اليهود أو النصارى أو غيرهم من الكفار على قتال المسلمين من مقت الجبَّار وغضبه وعقابه.

وأما حسن الظن بالله: فينبغي للمسلم أن لا يسيء الظن بالله تعالى فمن ظنَّ أنَّ الله ينصر اليهود أو النصارى أو غيرهم من الكفار على المسلمين نصراً دائماً، أو أن الحق سيظل مغلوباً من قبل الباطل، أو أن ما يجري لا حكمة فيه، أو أنه يحصل عبثاً، فقد أساء الظنَّ بالله ، والله تعالى يقول محذراً من سوء الظن به ﴿يظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ﴾ [آل عمران:154] فهذه الأمور المؤلمة التي نراها إنما تحدث لحكمة يعلمها الله، فَالله تعالى مَا قدَّرها سُدًى، ولا أنشأها عبثاً، ولا خلقها باطلاً، فهذا من حسن الظن بالله تعالى.

أما اليقين بموعود الله ونصره: فهذا من مقتضيات الإيمان بالله والتصديق برسوله صلى الله عليه وسلم فقد جاء عن أبى هريرة رضي الله عنه أَنَّ رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- قال: (لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِىُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِىٌّ خَلْفِى فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ. إِلاَّ الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ) فمن مقتضيات الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم تصديق هذا الوعد بأن نهاية اليهود على أيدي المسلمين، فابشروا أيها المسلمون، وأمِّلوا، وأحسنوا الظنَّ بربكم، فالنصر آت، وانصروا الله ينصركم ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [الحج:40]

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

رد مع اقتباس
 
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دعاء بسيط ارجو التثبيت حب ضايع المنتدى الإسلامي 6 08 - 11 - 2008 13:47
فوائد الرياضه ( ارجو التثبيت ) ماجد الشماسي منتدى الرياضة والمسابقات 7 24 - 09 - 2008 00:31
ارقام وايميلات المشايخ ارجو التثبيت محمد التواما المنتدى الإسلامي 7 14 - 08 - 2008 15:16
. . . ( قـوانين قسم الرياضة ) . . . ارجو التثبيت سعود الصميلي منتدى الرياضة والمسابقات 0 12 - 01 - 2007 09:58


الساعة الآن 04:29.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. www.sobe3.com
جميع المشاركات تعبر عن وجهة كاتبها ،، ولا تتحمل ادارة شبكة سبيع الغلباء أدنى مسئولية تجاهها