الإنسان الذي يقضي اكثر حياته في الطعام والشراب والرغبات الجسدية - لا يعيش في الحقيقة حياةً إنسانيةً. والمعرفة تعني قدرةَ الإنسان على أن يدير ظهرَه لهذه الرغبات التي تُحْدِق به من كل جانب وهو على قيد الحياة، لأن هذه المطالبَ والرغبات، تحمل في نفسها من الطاقة الكامنة، ما تجعلها عبئًا عليه وغمًّا، وهي لا تستطيع أن تشكل خطرًا عند الأموات، لأنها في الأصل غيرُ موجودة عندهم. وفي هذه الحال، ينبغي على الإنسان أن يختار موتًا إراديًّا ومجازيًا، ليتمكّن من الخلاص من همومها .