أعظم قصيده رثاء على مر التاريخ
كيف لا تكون و قد رثي بها خير الخلق
محمد صلى الله عليه وسلم
و من الذي رثاه
رثاه شاعره وصاحبه وحبيبه
رثاه من أُيد بروح القدس (( اهجهم وروح القدس يؤيدك )) صدق رسول الله
رثاه حسان بن ثابت رضي الله عنه وأرضاه
رثاه و دمع القلب يسبق دمع العين
بطيـبـةَ رَسْــمٌ لـلـرّسُـول وَ مَـعْـهَـدُ
= مُنِيـرٌ و َقَـد تَعْفُـو الرُّسُـومُ و تَهْمَـدُ
و لا تَنْمَحي الآياتُ مِـن دَارِ حُرْمَـةٍ
= بها مِنْبَرُ الهادي الـذي كـانَ يَصْعَـدُ
ووَاضِــح ُآيــاتٍ وَبَـاقـي مَـعَـالِـمٍ ،
= وَرَبْــعٌ لَــهُ فـيـهِ مُصَـلَّـى وَمَسْـجِـدُ
بِهـا حُجُـرَاتٌ كـانَ يَـنْـزِلُ وَسْطَـهـا
= مِــنَ الله نــورٌ يُسْـتَـضَـاءُ وَيُـوقَــدُ
مَعالِمُ لمْ تُطْمَـسْ علـى العَهْـدِ آيُهـا
= أتَـاهَـا البِـلَـى فــالآيُ منـهـا تَـجَـدَّدُ
عرَفْتُ بِهَا رَسْمَ الرّسُولِ و عَهْـدَهُ ،
= وَقَبْـرَاً بِـهِ وَارَاهُ فـي التُّـرْبِ مُلْـحِـدُ
ظَلِلْتُ بها أبكـي الرّسـولَ فأسْعَـدَتْ
= عُيون وَ مِثْلاها مِـنَ الجَفْـن ِ تُسعـدُ
تَـذَكَّــرُ آلاءَ الــرّســولِ وَمَــــا أرَى
= لهَـا مُحصِيـاً نَفْسـي فنَفـسـي تبـلَّـدُ
مُفجَّـعَـةٌ قَـــدْ شَـفّـهَـا فَـقْــدُ أحْـمَــدٍ
= فَـظَـلّــتْ لآلاءِ الــرّسُـــولِ تُــعَـــدِّدُ
وَمَـا بَلَغَـتْ مـنْ كـلّ أمْـرٍ عَشِـيـرَهُ ،
= وَلكِنّ نَفسـي بَعْـضَ مـا فيـهِ تحمَـد
أطالتْ وُقوفاً تَـذْرِفُ العَيـنُ جُهْدَهـا
= عَلـى طَلَـلِ القَبْـرِ الّـذي فِيـهِ أحْـمَـدُ
فَبُورِكتَ يا قبرَ الرّسولِ ، و بورِكتْ
= بِـلاَدٌ ثَـوَى فيـهَـا الرّشِـيـدُ المُـسَـدَّدُ
وَبُـورِكَ لَحْـد ٌمنـكَ ضُـمّـنَ طَيّـبـاً ،
= عَلـيـهِ بـنـاءُ مــن صفـيـحٍ مُـنَـضَّـدُ
تَهِـيـلُ عَلَـيْـهِ الـتَـرْبَ أيْــدٍ وأعْـيُـنٌ
= علـيـهِ وقــدْ غــارَتْ بـذلِـكَ أسْـعُــدُ
لقـد غَيّبـوا حِلْمـاً وعِلْـمـاً وَرَحـمـةً
= عَشِـيّـةَ عَـلّــوْهُ الـثّــرَى لا يُـوَسَّــدُ
وَرَاحُـوا بحُـزْنٍ ليـس فيهِـمْ نَبيُّهُـمْ
= وَقَـدْ وَهَنَـتْ منهُـمْ ظهـورٌ وأعضُـدُ
يُبكّون مَنْ تَبكـي السَّمـاوات يَوْمَـهُ
= وَمَنْ قدْ بَكَتْهُ الأرْضُ فالناس أكمَـدُ
وَهَــلْ عَـدَلَـتْ يَـوْمـاً رَزِيّــةُ هَـالِـكٍ
= رَزِيّـــةَ يَـــوْمٍ مَـــاتَ فِـيــهِ مُـحَـمّـدُ
تَقَطَّـعَ فـيـهِ مـنـزِلُ الـوَحْـيِ عَنـهُـمُ
= وَقَــد كــان ذا نــورٍ يَـغـورُ ويُنْـجِـدُ
يَـدُلُّ علـى الرّحمـنِ مَـنْ يقتَـدي بِـهِ
= وَيُنْقِـذُ مِـنْ هَـوْلِ الخَزَايَـا و يُـرْشِـدُ
إمـامٌ لَـهُـمْ يَهْدِيـهِـمُ الـحـقَّ جَـاهِـداً
= مُعلِّـمُ صـدْقٍ إنْ يُطِيـعـوهُ يَسـعَـدوا
عَفُـوٌّ عــن الــزّلاّتِ يَقـبـلُ عُـذْرَهـمْ
= وإنْ يُحسِـنُـوا فالله بالخَـيـرِ أجْــوَد
وإنْ نَـابَ أمْـرٌ لـم يَقومـوا بحَـمْـدِهِ
= فَـمِـنْ عِـنْـدِهِ تَيْسِـيـرُ مَـــا يَـتَـشَـدّدُ
فَبَيْـنَـا هُــمُ فــي نِعْـمَـةِ الله بيْـنَـهُـمْ
= دليـلٌ بــه نَـهْـجُ الطّريـقَـة ِيُقْـصَـدُ
عزيزٌ عليْهِ أنْ يَحِيدُوا عـن الهُـدَى
= حَريصٌ على أن يَستقِيموا ويَهْتَدوا
عَطُـوفٌ عَليـهِـمْ لا يُثَـنّـي جَنـاحَـهُ
= إلـى كَـنَـفٍ يَحْـنـو عليـهـم وَيَمْـهِـدُ
فَبَيْنَـا هُـمُ فـي ذلـكَ النّـو رِ، إذْ غَــدَا
= إلى نُورِهِمْ سَهْمٌ من المَوْتِ مُقصِـدُ
فأصْبَـحَ محـمُـوداً إلــى الله رَاجِـعـاً
= يُبَكّـيـهِ جَـفْـنُ المُـرسَـلاتِ وَيَحـمَـدُ
وأمستْ بِلادُ الحَرْم وَحشـاً بقاعُهـا
= لِغَيْبَـةِ مـا كانَـتْ مـنَ الوَحْـيِ تعهـدُ
قِفاراً سِوَى مَعْمورَةِ اللَّحْـدِ ضَافَهـا
= فَـقِـيــدٌ يُـبَـكّـيـهِ بَـــــلاطٌ وغَــرْقـــدُ
وَمَـسْـجِـدُهُ فالـمـوحِـشـاتُ لِـفَـقْــدِهِ
= خــلاءٌ لَـــه ُ فِـيــهِ مَـقــامٌ وَمَـقْـعَـدُ
وبِالجَمْرَةِ الكُبْـرَى لـهُ ثَـمّ أوْحشـتْ
= دِيــارٌ وعَـرْصَـاتٌ وَرَبْـــعٌ وَمـوْلِــدُ
فَبَكّـي رَسـولَ الله يــا عَـيـنُ عَـبْـرَةً
= ولا أعرِفَـنْـكِ الـدّهْـرَ دمـعَـكِ يَجْـمَـدُ
وَمَـا لـكِ لا تَبْكِيـنَ ذا النّعْمَـةِ الّـتـي
= علـى النّـاسِ مِنْـهـا سـابـغٌ يَتَغَـمَّـدُ
فَجُـودي عَلَيْـهِ بالـدّمـوعِ وأعْـوِلـي
= لِفَقْـدِ الـذي لا مِثْـلُـهُ الـدّهـرَ يُـوجَـدُ
وَمَـا فَـقَـدَ المـاضُـونَ مِـثْـلَ مُحَـمّـدٍ
= ولا مِثْـلُـهُ ، حـتّــى القِـيَـامَـةِ يُـفْـقَـدُ
أعَــفَّ وأوْفَـــى ذِمّـــةً بَـعْــدَ ذِمّـــةٍ
= وأقْــــرَبَ مِــنْــهُ نــائِــلاً لا يُـنَـكَّــدُ
وأبْـــذَلَ مِــنــهُ لـلـطّـريـفِ وَتَــالِــدٍ
= إذا ضَــنّ معـطـاءٌ بـمـا كــانَ يُتْـلِـدُ
وأكـرَمَ حَيَّـاً فـي البُيُـوتِ إذا انتمـى
= وأكْــــرَمَ جَــــدَّاً أبْـطَـحِـيَّـاً يُــسَــوَّد
وأمْنَـعَ ذِرْوَات وأثْـبَـتَ فــي العُـلـى
= دَعَـائِــمَ عِـــزٍّ شـاهِـقــات ٍ تُـشـيَّــدُ
وأثْبَـتَ فَرْعـاً فـي الفُـرُوعِ وَمَنْبِـتـاً
= وَعُـوداً غَـداةَ المُـزْنِ فالعُـودُ أغـيَـدُ
رَبَــــاهُ وَلِــيــداً فَـاسْـتَـتَـمَّ تَـمـامَــهُ
= عـلـى أكْــرَمِ الخـيـرَاتِ رَبٌّ مُمـجَّـدُ
تَنَـاهَـتْ وَصَــاةُ المُسْلِمِـيـنَ بِـكَـفّـهِ
= فَلا العِلْمُ محْبـوسٌ ولا الـرّأيُ يُفْنَـدُ
أقُــولُ ولا يُـلْـفَـى لِـقَـوْلـي عَـائِــبٌ
= مـنَ النّـاسِ إلاّ عـازِبُ العقـلِ مُبعَـدُ
وَلَيْـسَ هَوَائـي نازِعـاً عَــنْ ثَنـائِـهِ
= لَعَلّـي بِــهِ فــي جَـنّـةِ الخُـلْـدِ أخْـلُـدُ
مَعَ المُصْطَفَـى أرْجـو بـذاكَ جِـوَارَهُ
= وفي نَيْلِ ذاك اليَـوْمِ أسْعَـى وأجْهَـدُ