اخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : اليكم لامية الشاعر الكبير / محسن بن عثمان الهزاني رحمه الله في الاستسقاء المشهورة وهو من أسرة الهزازنة أمراء بلدة الحريق في جنوب نجد ويرجح أن وفاته عام 1245 هجرية لأنه مع ابن لعبون والقاضي أثافي التجديد في الشعر النجدي إذ هم أول من رسخ تقفية الصدر والعجز في القصيدة النبطية التقليدية وللقصيدة قصة وهي أن الجفاف أصاب بلدان نجد بما فيها بلدته الحريق فاستغاثوا ولم يغاثوا فنظم قصيدته الإبتهالية في الإستسقاء وخرج معه عامة الناس من كبار السن رجالا ونساءا والعباد والزهاد ثم مر على معلم كتاتيب قريته واختار له من الأطفال الصغار الذين لم يبلغوا الحلم من ضعاف الطلاب ومحتاجيهم المعوزين الى مصلى العيد فقام بهم خطيبا بعدما أحضروا بهائمهم معهم عند مصلى العيد فوعظهم وأمرهم بتقوى الله وتطهير النفس وأن يصدقوا في التضرع إلى الله عز وجل وأن يجتنبوا محارمه وأن لا يأكلوا ويلبسوا الا من الكسب الحلال وأن يجتنبوا الغيبة والنميمة وغيرها من المواعظ المعتادة في مثل هذا الموقف ثم ألقى قصيدته وهم يؤمنون فما أتمها الا وقد مطروا بفضل الله ورحمته قال الشاعر الكبير / محسن بن عثمان الهزاني في قصيدته :
رد : = (( لامية الشاعر الكبير / محسن الهزاني في الاستسقاء )) =
كُتب : [ 01 - 02 - 2008 ]
أخي الكريم / حزم الجلاميد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على مرورك الكريم برائعة المجدد الشاعر الكبير / محسن الهزاني رحمه الله وأسكنه الجنة ولا شكر على واجب والله يعافيك ويجزاك خيرا هذا وتقبل فائق شكري وامتناني مقرونا بجزيل محبتي واحترامي مع أطيب الأمنيات واسلم وسلم والسلام .
سبيع ضد (ن) للحريب المعادي = أهل الرماح المرهفات الحدادي
مروين حد مصقلات الهنادي = سقم الحريب وقربهم عز للجار
]مدلهة الغريب - موردة الشريب - مكرمة الضيوف - مروية السيوف
رد : = (( لامية الشاعر الكبير / محسن الهزاني في الاستسقاء )) =
كُتب : [ 01 - 02 - 2008 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فإن / محسن بن عثمان الهزاني رحمه الله شاعر نبطي ، من أشهر شعراء الغزل في الجزيرة العربية و يلقب بأمير الشعر الغزلي . ولد في الحريق ، جنوب مدينة الرياض ، في أواخر القرن الثاني عشر الهجري ، وهو من احفاد رشيد بن مسعود الهزاني الذي استولى على الحريق عام 1040هجرية . تولى امارة الحريق لفترة ثم تنحى و تفرغ للشعر والأدب حيث كان شاعراً أديباً باحثاً مطلعاً أما عن شاعريته فهو شاعر الغزل الكبير اشتهر شعره بين الناس وأصبح شعره مضرباً للمثل في كل زمان ومكان . وينتمي الى أسرة الهزازنه أمراء الحريق وتدلنا قصصه على مكانتة التي وصل إليها وبرع الهزاني بالغزل ووصل إلى مكانة كبيرة فيه لدرجه لم يصلها شاعر قبله فقد امتاز الهزاني عن غيره من شعراء النبط بالتصريح بغزلياته وعذوبتها ولم يكن هذا اللون معروفاً قبلة في نجد فصبغ العصر بصبغته فسمي بعصر الهزاني لأن تأثيره كان قوياً على شعراء وقته ويرجع الفضل للهزاني بإدخال الغزل كعرض أساسي للشعر النبطي بعد أن كان عرضاً ثانوياً يحاول أكثر الشعراء الابتعاد عنه وللهزاني أيضاً فضل على الشعر النبطي فقد أدخل الأوزان السامرية كما أنه من أول من أدخل نظام القافيتين على الشعر النبطي خارجاً بذلك القاعدة الهلالية بالنظم حيث كان الشعراء قبلة يعتمدون طريقة بني هلال بالنظم على قافية واحدة فأدخل الهزاني بحر المسحوب ذا القافيتين الملزمتين وأصبح الشكل معتمداً فأثر على الشعراء الذين عاصروه فنهجوا نهجه وأثر على من جاء بعده فسار على طريقته وللهزاني مع الشعر قصة طريفة تروى له في بداياته الأولى حينما أرسله والده لمعلم الكتاتيب في قريته ليتعلم مبادئ الكتابة والقراءة فأراد الأستاذ تدريسه فقال له ألف فقال : الهزاني
ألف وليف الروح قبل أمس زرناه
= غروٍ يسلي عن جميـع المعانـي
فقال له الأستاذ قل : باء وهو يريد تحفيظه فقال : الهزاني
البا بقلبي شيّد القصر مبنـاه
= وادعى مباني غيرهم مرمهاني
فقال : له تاء فقال : الهزاني
التاء تراني كل ما أوحيت طرياه
= أفز لو حلو الكرى قد غشانـي
وهذا المطوع ينطق الحروف وهو يجيب لكل حرف ببيت من الشعر يبدأ به المطوع حتى انتهى المطوع من حروف الهجاء وفرغ الهزاني من نظم القصيدة فقال المطوع للهزاني ارجع لوالدك فلست بحاجة إلى الدراسة ومن شعره قوله :
من ناظري دمعي على الخد مسكـوب
= ومن الحوادث شاب راسي وأنا شـاب
لا لـذ لـي زادٍ ولاحلـو مشـروب
= ولا لموق العين طيب الكـرى طـاب
لا شك ما يجري على العبـد مكتـوب
= طول الزمان وكل شـيٍّ لـه أسبـاب
وأنا سبب قتلي ضحى شفت رعبـوب
= يضحك ويومي لي وهو من ورى الباب
من قبل شوفي له وأنـا كـان أبتـوب
= ومتركٍ عنـي هـوى تلـع الأرقـاب
وهو من أول من أدخل على الشعر النبطي النظم المروبع لكل بيت أربع أشطر مستخدماً فيه الجناس اللفظي تلويناً للشعر النبطي وزخرفةٍ له ورغم أن بعض النقاد عابوا عليه ذلك على أساس أنه أفسد بساطة هذا الأدب إلاَّ أن الهزاني نجح نجاحاً كبيراً وعظيماً بهذا التلوين وسار على نهجه الكثيرون من شعراء عصره وكل من جاء بعدهم يقول : محسن الهزاني بإحدى مروبعاته
لاأهوى حدن غيره ولاأرضا ولاأقبل
= لو كان عن عيني لذيذ الكـرى انـزاح
وبالرغم من التزام الهزاني بلزوم ما لايلزم حين بحث عن الكلمات المرادفات والتي تعطي معنى مغايراً إلاَّ أن ذلك لم يغير أو يؤثر على مستوى القصيدة فقد صدرت عنه قوية معبرة وهو بذلك ينافس زهيريات ابن لعبون أما بالنسبة لغزله الصريح الإباحي الذي تميز فيه وأبدع حيث لم يسبقه إليه أحد ولم يقلد فيه أحداً من الشعراء فهو مبتدعه ورغم إباحته إلاَّ أنه تجنب الكلمات الشاذة وغير مقبولة السماع بالشعر فكانت كلماته عذبة رغم صراحتها كقوله : في إحدى قصائده الإباحية
فالى جو باركان بيتـه يطوفـون
= والتجوا الحجاج بمـوادع البيـت
وادعت من دارة حجاجه كما النون
= وأبكي وبأطراف الجدايل تلويـت
ولا جو للكعبـة بنصـحٍ يحبـون
= أنا لثغـر مـورد الخـد حبيـت
أحرمت يوم الفوز ألبـي لمزيـون
= صافي البياض وغفر ما كان زليت
ورغم صراحة الهزاني إلى الحد الذي ذكر به مناسك الحج كاملة وكيف أنه أدى هذه المناسك في بيت محبوبته وكأنه يحج إليها إلاَّ أن بعض الثقاة الرواة يؤكدون حكاية تتنافى تماماً مع واقع شعره وإباحيته يقولون إن أحدهم كان يصلي بمسجد الحريق فجراً وبعد الفراغ من الصلاة التفت فإذا بالهزاني على يمينه يدعي ويبتهل رافعاً كفيه للخالق عز وجل ودموعه تنهمر خشوعاً فدقق الرجل النظر فإذا هو الهزاني فانتظر حتى خرج من المسجد فتبعه وبادره بالقول ألست الهزاني ؟ فأجابه الهزاني بلى فقال الرجل ألست أنت الذي تقول بشعرك كذا وكذا وذكر بعض إباحيته فقال الهزاني بلى فقال الرجل وما الذي رأيته ؟ فقال الهزاني يعلم الله أنني لم أفعل مما قلت شيئاً يسألني الله عنه إنما هي روحي والخيال وكثير من الشعراء يقولون ما لا يفعلون وقد أكد الكثيرون هذه الرواية كما أكد الهزاني نفسه بإحدى قصائده حين قال
ذا قول من لاشيف وسط الزلايب
= ولا مشى في ساحة الجار كالذيـب
ابن الذي ما داس بالعمر عايـب
= شم العرانين العصات الشخانيـب
وهذا دليل عفته وتساميه وترفعه عن كل ما يجرح العرض رغم صراحة غزلياته الإباحية وكثرة لهوه في قصائده فقط ولم تكن تنقص الهزاني الحكمة والموعظة في شعره الذي لا يخلو من لمسات إيمان راسخ يدل على أن صاحبه يخاف خالقه كقوله :
غني النفس معروفٍ بترك المطامع
= وليـس لمـن لا يجمـع الله جامـع
ولا مانـعٍ لمـا يعطـي الله حاسـد
= ولا صاحـبٍ يعطيـك والله مانـع
ولا للفتى أرجا مـن الديـن والتقـى
= وحلمٍ على المجرم وحسن التواضـع
وصبرٍ على الفايت ولو راس ما غلا
= فما فات من الأفوات ماهو براجـع
فشاعرنا هو امير شعراء الغزل والمجدد المطور في نمط القصيدة النبطية . ولا يذكر الغزل في الشعر النبطي الا ويبايع محسن الهزاني اميرا له وعميدا لشعرائة الكثر واسرته الهزازنة من قبيلة عنزة وهي اسرة عريقة وقديمة التحظر من عنزة . وذكرها ابن حزم الاندلسي في القرن الرابع الهجري في كتابة جمهرة انساب العرب فقال : ( هم بنو هزان بن صباح بن عتيك بن اسلم بن يذكر بن عنزة بن اسد بن ربيعة بن نزار ). وفيهم يقول الأعشى مخاطبا امرأته :
لقد كان فتيان قومك منكحٌ
= وفتيان هزان الطوال الغرانقة
وقد سكنوا نعام والحريق في نجد عام 1040هـ بعد اخذها من القواودة من سبيع وبنى رشيد بن مسعود بن سعد بن سعيدان بن فاضل الهزاني بلدة الحريق وتداول امراتها من بعده ذريته من ابنه حمد . وولد محسن في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري ورجح المؤلف انه ولد مابين (1160 - 1170) لانه كتب شعر التوبة في شيخوخته بعد السبعين وقد توفي عام 1240 هـ على اصح ماذكر او 1248هـ على القول الثاني ولانه رثا مسلط الرعوجي المتوفى عام 1185 هـ . فيكون مولده على هذا مقاربا لترجيح المؤلف . اما وفاته فيرجح المؤلف انها عام 1240هـ على ماذكر مطلق المطلق في مخطوطته ( شذى الند في تاريخ نجد ) ورجح هذا التاريخ لان الشاعر محمد بن لعبون المتوفى عام 1246هـ ذكره بصيغة الماضي قبل وفاته فيرجح هذا التاريخ على انه توفي عام 1248هـ . وربما يكون موته مابين 1240 و 1246 لان الغالب في تأريخ المواليد والوفيات في تلك الازمنة هو التقريب وليس التحديد الدقيق . ومن قصائده / من ناظري دمعي:
من ناظري دمعي على الخد مسكوب
= وَمِنَ الحوادث شَابْ رأسي وأنا شَابْ
لا لَذَّ لي زادٌ ولا حلوِ مشروب
= ولا لموق العين طيب الكرى طاب
لا شكّ ما يجري على العبد مكتوب
= طول الزمان وكل شيء له اسباب
وانا سبب قتلى ضُحَا شفت رعبوب
= يضحك ويومي لي وهو من ورا الباب
من قبل شوفي له وانا كان ابا توب
= وامترَّكٍ غَنيَّ هَوَا تلع الأرقاب
قالوا تتوب مـن الهـوى قلـت لا لا
= الا ان تتوب رماح علوى عن الـزرق
قالوا تتوب مـن الهـوى قلـت لالا
= الا ان يتوبون الحناشل عـن السـرق
قالوا تتـوب عـن الهـوى قلـت لالا
= الا ان تتوب الشمس عن مطلع الشرق
وهذه النبذة المنقولة عن الشاعر الكبير / محسن بن عثمان الهزاني سلطت الضوء على تاريخه الشعري ومكانته في بلدته الحريق وقد خالف بشعره من سبقه فاستحق اسم المجدد على القافيتين مع أخويه الشاعر الكبير / محمد بن عبدالله القاضي والشاعر الكبير / محمد بن لعبون وانا مع القول انه كان عفيفا لان أعذب الشعر أكذبه ولذلك نظائر بعده فالشاعر الامير / عبدالله بن سبيل الباهلي راع نفي ممن اخذوا نفس الخط الذي سار عليه قبله الشاعر محسن الهزاني ومع ذلك كان عفيفا وأميرا في قريته نفي واماما للمصلين فيها اذا غاب الامام وهو القائل :
يوم الركايب عقبن خشم ابانات
= ذكرت ملهوف الحشا من عنايه
ليته رديف لي على الهجن هيهات
= اما معي والا رديف اخويايه
اخذت لي في ماضي العمر سجات
= يوم الهوى يتبع وانا اتبع هوايه
واليوم شبت وتبت عن طرد ما فات
= وراع التمني مثل زراع طايه
ومع ذلك فقد قال لي بعض الرواة العارفين ببواطن الامور والذين سبروا غورها أنه سئل عن الغزل فقال ما يسالني الله عن الحرام وزاد لي ذلك الراوية المعاصر له أنه ناقم على النساء لان شكله في شبابه كان متواضعا ولم يلتفتن اليه فسل سيف الشعر عليهن نكاية بهن وهو الرجل الامير العاقل المجرب والمقدم في امامة الصلاة . منقول بتصرف مع أطيب الامنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
سبيع ضد (ن) للحريب المعادي = أهل الرماح المرهفات الحدادي
مروين حد مصقلات الهنادي = سقم الحريب وقربهم عز للجار
]مدلهة الغريب - موردة الشريب - مكرمة الضيوف - مروية السيوف