مؤشر داو جونز يدخل منطقة الربح للمرة الأولى منذ عام

[ماجد الشماسي]

تواصل تحسن المؤشرات الاقتصادية الأمريكية:
مؤشر داو جونز يدخل منطقة الربح للمرة الأولى منذ عام

واشنطن، (خاص بالرياض الاقتصادي):

واصلت مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية أمس الأول التقدم الذي أحرزته الأسبوع الماضي بعد أن تمكنت الشركة المصرفية الأمريكية "سي آي تي" من الحصول على قرض من حاملي السندات فيها بقيمة ثلاثة مليارات دولار لتمكينها من مواصلة العمل وعدم إعلانها الإفلاس. وفي الأثناء، سجل مؤشر داو جونز الرئيسي للأسهم الأمريكية الإثنين ارتفاعا بلغ 104 نقاط، وهو ما أدخله للمرة الأولى منطقة الربح منذ عام. وأقفل المؤشر يوم الإثنين بوصوله إلى 8848 نقطة، فيما ارتفع مؤشر ستاندرد أند بورز الأوسع بعشر نقاط وصولا إلى 951 نقطة ومؤشر نازداك الصناعي سجل ارتفاعا بلغ 22 نقطة وصولا إلى 1909 نقطة.

وعزا المحللون الاقتصاديون ارتفاع سوق الأسهم إلى تمكن شركة الأقراض التجارية للأعمال الصغيرة سي آي تي من إقناع دائنيها بمنحها نوعا من صفقة الإنقاذ الاقتصادي بما في ذلك قرض جديد بقيمة 3 مليارات دولارات، وهو ما منح الشركة متسعا من الوقت لتدبر أمورها المالية الأعقد. وكان المستثمرون يخشون من انهيار الشركة المذكورة خصوصا مع اقتراب موعد الأعياد في الولايات المتحدة في نوفمبر وديسمبر القادمين، حيث إن الشركة المذكورة هي التي توفر القروض للكثير من شركات الأعمال الصغيرة والمحلات التجارية التي تتحول إلى محرك للاقتصاد الأمريكي في مواسم الأعياد.

وفي الأثناء، شعر المستثمرون في وول ستريت بصورة عامة بالارتياح إزاء تقرير جديد لمجلس المؤتمر، وهو مجموعة أبحاث تجارية خاصة، قال فيه إن 7 من بين المؤشرات الأساسية ال 10 في مؤشرها العام قد سجلت ارتفاعا في الشهر الماضي. وكانت مؤشرات رخص البناء وأسعار الأسهم ومعلومات سوق السندات هي الأكثر ارتفاعا حسب تقرير المجلس.

وكذلك فإن أسواق أسهم السلع سجلت هي الأخرى ارتفاعات مهمة بلغت أكثر من 13 نقطة الإثنين، وارتفعت أسعار أسهم الشركات المنتجة للسلع بنسبة 2.8 بالمائة. أسعار البترول هي الأخرى سجلت ارتفاعا طفيفا بلغ 42 سنتا للبرميل وصولا إلى ما يرقب من 64 دولارا للبرميل. كما أن قطاع الطاقة بصورة عامة حقق ارتفاعا في أرباحه بلغ قدرها 2.4 بالمئة.

وكان الأسبوع الماضي قد شهد واحدا من أكبر الارتفاعات التي حققتها الأسواق المالية الأمريكية على مدى العام المنصرم، إذ ارتفعت المؤشرات الرئيسية بنسبة 7 بالمائة. جدير بالذكر أن مؤشرات الأسهم الأمريكية هبطت إلى أدنى مستوى لها منذ 12 عاما في مارس الماضي، إذ هبط مؤشر داو إلى ما يقرب من 6,500 نقطة.

غير أن الأرباح الكبيرة التي بدأت كبريات البنوك الأمريكية في الإعلان عنها الأسبوع الماضي، مثل جي بي مورغان وغولدمان ساكس وشركة الإنترنت العملاقة إنتل، أعادت الثقة إلى المستثمرين مؤخرا. ورغم أن المحللين لا يستبعدون حدوث هبوط في أسعار الأسهم في الأيام والأسابيع القليلة القادمة، فإنهم يقولون إن المؤشرات حتى الآن "تبشر بالخير."

لكن المحللين، ومع تفاؤلهم من إمكانية أن تكون فترة الكساد الاقتصادي الأمريكي ربما قد بلغت قاعها وأن الأمور بدأت تعود تدريجيا إلى سابق عهدها، فإنهم يقولون إن "الحذر هو المعيار الأفضل في مثل هذه الأوقات الاقتصادية العصيبة."