مشعل الحميدان من الرياض - - 25/10/1429هـ (الاقتصادية)
في زمن من الأزمان اشتكى مواطنو إحدى القرى النمساوية مجموعة مجهولة تقوم بسرقة المنازل في منتصف الليل، يقوم السارقون بلبس زي من اللون الأسود يخفي تحركاتهم ليلاً ثم يقومون بدخول المنزل أمام صاحبه وهو لا يعلم لخفة وزنهم وسرعة حركتهم والسواد أمامه.
هكذا بدأ حال سارقي البريد الإلكتروني لأكثر مستخدمي الإنترنت في الفترات الأخيرة، ولكن يفرق أن السرقة تأتي في وضح النهار وجهاراً أيضا وعلى مدار الساعة.
انتشرت في الآونة الأخير كثرة طرق سرقة عدد كبير من الإيميلات الإلكترونية التابعة لكبرى الشركات وأصغرها كـ "هوت ميل - الجوجل – ياهو"، ولاسيما أن سهولة الطريقة وعدم وعي المستخدمين ينتج عند سرقتها في كثير من الأحيان.
برامج تساعد على الاختراق
بدأ مسلسل السرقات عندما كثرت برامج الاختراق السهلة ( كبرنامج SUB 7) الذي يعتمد على جزأين مهمين، الأول عن طريق رقم "الإنترنت بروتوكول" IP الخاص بمستخدم الإنترنت وهذا ما يتوجب على السارق البحث عن رقم الضحية، ويأتي الجزء الثاني والذي هو من مهام البرنامج وهو برنامج مصغر يسمى PATCH يرسل للضحية، فمن خلال هذين الجزءين يمكن للسارق التحكم بجهاز الضحية واستخراج المعلومات المهمة أياً كان نوعها ومنها معلومات البريد الإلكتروني كونها أسهل المعلومات سيطرة ويسهل الرجوع إليها لكون البريد الإلكتروني لا يخزن في جهاز الضحية ويمكن الرجوع إليه سريعا.
إذا من خلال هذا السيناريو نجد أن السارق هو مخترق وقد يكون محترفا، إذا المخترق اضطر للدخول إلى جهاز الضحية بخطوتين، إذا هو بالعامية "هاكر" استطاع الاختراق.
ولكن المحزن في الأمر أن ما انتشر في الآونة الأخيرة هو احتراف في فن السرقة وليس الاختراق, حيث يتحايل السارق بطريقة أو بأخرى من أجل إقناع الضحية بإرسال معلوماته بنفسه وهذا للأسف ما ينتشر كثيرا في الآونة الأخيرة لعدم وعي وقراءة المستخدم للتعليمات والتحذيرات التي تصدرها الشركات.
فخ دعم تحديث البيانات
في إحدى الطرق يعمل السارق على برامج بإمكانها إرسال اسم بريد إلكتروني يحمل اسم الشركة ومن خلال هذا البرنامج يقوم بإرسال رسالة بريدية إلى الضحية توضح أن عليه إرسال معلوماته المدونة في الرسالة والذي يتخللها كلمة المرور للبريد الإلكتروني منوها بالرسالة بالضغط على روابط معينة أو من خلال خيار "الرد" متذيلاً رسالته بأن بريده سيلغى في حال دعم تحديث بياناته، وإذا بالضحية خوفا على بريده الإلكتروني من الضياع يقوم بإرسال بياناته فورا والتي تحتوي على الرقم السري للبريد الإلكتروني.
وفورا يقوم السارق بدخول بريد الضحية ويغير معلومات البريد وكلمة السر من الضحية إلى السارق ليصبح ملك السارق.
وكما هي الطريقة هنا في البريد الإلكتروني من الهواة أو المحترفين فهناك أيضا طرق انتشرت في البنوك بحيث يقوم السارق بتصميم صفحة مطابقة للبنك تحمل التصميم والمحتوى نفسيهما مثال: البنك العام والذي يحمل عنوان generalbank.com وبمجرد الدخول على الوصلة الإلكترونية إذا بصفحة الخدمات البنكية للبنك تظهر على شكل صفحة إلكترونية من خلال هذه الصفحة يقوم العميل بإدخال كلمة المرور واسم المستخدم وهذا السيناريو الطبيعي.
يقوم السارق بتصميم صفحة مشابهة 100 في المائة لصفحة البنك الفعلية ويقوم بوضعها في وصلة إلكترونية أخرى مشابهة تماما للبنك العام مثل Generalbank.net أو Geneta1bank.com أي قام بتغيير حرف أو مسار وصول العميل إلى البنك وإذا بالعميل يصبح ضحية بإدخاله كلمة المرور ومن ثم اسم المستخدم ما يجعل السارق يذهب بسرعة إلى حساب الضحية للتحكم به. وجهان مختلفان ولكن بعملة السرقة، فكلا الطريقين احتاج فيهما السارق إلى الضحية للدفع بمعلوماته.
وعوداً إلى البريد الإلكتروني ومن يمتلك بريدا إلكترونيا في الهوت ميل لا بد أنه أستقبل رسالة تحمل اسم مرسل من MSN support بعنوان Re- register your account وهي رسائل الدعم من إدارة الهوت ميل، ولكن في هذه المرة بدأ برنامج في الانتشار باستطاعته الإرسال من هذا العنوان وبالاسم نفسه، تفيد الرسالة بضرورة دعم الإدارة باسم المستخدم وكلمة المرور وإعادة إرساله ثانية بحجة إعادة تسجيل البريد الإلكتروني وما أن يقوم بإعادة إرساله وإذا بالسارق ينتظر معلوماته.
وفي السياق نفسه حذر خبراء الحماية والأمن الإلكتروني في شركة تريند مايكرو من انتشار رسائل مخادعة تستهدف المشتركين في برنامج جوجل الإعلاني google adwords وترمي لسرقة بياناتهم الخاصة بالدفع عن طريق الإنترنت بحيث يتلقى الضحية رسالة إلكترونية تبلغه أن آخر عملية دفع لحسابهم في برنامج adwords الإعلاني لم تنجح وتطالبهم بتحديث بيانات الدفع الخاصة بهم عبر رابط يظهر في نص الرسالة كأنه حقيقي وتابع لشركة جوجل، إلا أنه في الواقع عبارة عن موقع مزيف مستضاف في أكثر من بلد مختلف بما في ذلك ألمانيا والبرازيل وكندا.
طرق أسهل للحماية
لابد على ممتلك البريد الإلكتروني حفظ المعلومات الرئيسة التي قام بإدخالها عند إنشاء الحساب، فالجنس والعمر وصندوق البريد جميعها مهمة لإمكانية إعادة البريد الإلكتروني عند سرقته بإحدى الطرق المذكورة، وأيضا هناك سؤال مهم لا بد من إدخاله والجواب عنه ليكون مفتاح التخاطب فيما بعد مع إدارة الموقع وهذا ما يغفله الكثيرون على أنه يعد أو يصنف كلمة المرور الثانية للبريد الإلكتروني.
لا يختلف اثنان على أنه لا يوجد برنامج في العالم بإمكانه استخراج كلمة المرور الخاصة بالبريد الإلكتروني، ولكن أكثر البرامج تقوم بتخمين كلمات المرور وهو ما يحتاج إلى وقت كبير لتتمكن من الوصول إلى كلمة المرور في حال كونه أرقاما فقط، في المقابل لا يوجد هناك أي برنامج بإمكانك تحميله للحفاظ على حماية بريدك من سرقة البريد الإلكتروني، إذا كل ما في الأمر الوقاية التي تكمن بطرق سهلة.
البحث عن كلمات مرور صعبه بالزج بالأحرف والرموز بالضغط على Shift للحفاظ على كلمة المرور من السرقة عبر تلك البرامج لأنه في الأساس تلك البرامج لا يمكنها تخمين الرموز والأحرف بالضغط على Shift.
وبهذا يمكنك وقاية بريدك الإلكتروني ومعلوماته السرية وحمايته من المخترقين والسارقين، وفي المقابل عدم زيارة المواقع الإلكترونية من خلال مواقع أخرى إلا بعد التأكد من الوصلة الإلكترونية أو العنوان الإلكتروني للموقع بأنه هو الصحيح.
غير متصل
