عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 39 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: قصيدة البردة للبوصيري والمولد النبوي

كُتب : [ 06 - 03 - 2009 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

إرهاصات المولد النبوى الشريف بقلم ‬د / أحمد عمر هاشم :-

‬كتب السيرة النبوية العطرة العديد من إرهاصات المولد ‬النبوي الشريف ‬مثل تصدع ‬إيوان كسرى ومثل جفاف بحيرة ساوة ‬وإخماد نار فارس ‬وجاء لنا في القرآن الكريم بإرهاص عظيم في سورة من سوره ألا وهي سورة ( الفيل ) ‬وفيها خاطب رب العزة سبحانه وتعالى رسوله ومصطفاه عليه الصلاة والسلام : ‬( ‬ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ألم يجعل كيدهم في تضليل وأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول ).‬ إن هذه السورة الكريمة تطلعنا على رعاية الله تعالى للبلد الحرام والبيت الحرام ‬وكيف أنه سبحانه رد جيش أبرهة الذي كان يريد هدم الكعبة ‬ويستولي على مكة وعلى البلد الحرام والبيت الحرام ‬مع إنه في هذا العام ‬وهو عام الفيل سيولد خاتم الأنبياء والمرسلين ‬عليه الصلاة والسلام ‬فهل من المعقول أن يولد في بلد استولى عليه الظالمون ليقع كل من في البلد أسري ؟ !!‬ لقد نزل على مشارف مكة وتم اللقاء بين أبرهة وبين عبدالمطلب ‬وعندما رأي أبرهة عبدالمطلب وجيها وسيما جسيما عليه المهابة والوقار أجلسه بجواره على البساط ونزل أبرهة من مكانه ولكن عبدالمطلب كلم أبرهة في شأن مائتي بعير أخذها هي مِلك عبدالمطلب فقال له أبرهة : ‬لقد أعجبتني حين رأيتك وتزهدت فيك حين تحدثت ‬أتكلمني في مائتي بعير ‬وتترك البيت الذي هو مجدك ومجد أبائك وقد علمت أنني جئت لأهدمه ؟ فأجابه عبدالمطلب بكلمته المشهورة قائلا : ( ‬أما الإبل فهي لي وأما البيت فله رب يحميه ) ‬وخرج الناس إلى أعلى الجبال ليروا ماذا سيتم وأخذ عبدالمطلب بحلق البيت وأنشد قائلا :‬-

لاهم إن العبد يمنع رحله فامنع رحالك
وانصر على آل الصليب وعابديه اليوم آلك
إن كنت تاركهم وقبلتنا فأمر ما بدالك

وبدأ أبرهة وقومه يوجهون الفيل الذي سيربطون به سلاسل تحزم الكعبة ليقتلعوها ‬فكان الفيل كلما وجهوه لا يتوجه ويقع على الأرض وإذا وجهوه قِبلَ ‬اليمن أو الشام جرى وظل الحال على ذلك حتى أرسل الله على أبرهة وجيشه طيرا أبابيل أي جماعات جماعات ترميهم بحجارة من سجيل أي من الطين المحروق الصلب فجعلهم كعصف مأكول أي كأوراق الشجر التي أكلتها البهائم وظلت تتناثر اعضاء كل واحد من أبرهة وجيشه وتتساقط جوارحهم إربا إربا ‬وكانت هزيمة هذا الجيش والقضاء عليه ‬ليس من الناس ولا من أهل الحرم بل كان هذا القضاء من رب العالمين ‬القادر علي كل شيء فقد أهلكهم ودمرهم ولم يمكنهم أن يناولا شيئا من البيت الحرام ولا من البلد الحرام‬ وفي هذا العام الذي ولد فيه رسول الله صلي الله عليه وسلم حمى الله مكة وحمى البيت ‬من عدوان المعتدين كرامة لبيت الله وإرهاصا لميلاد خير خلق الله وخاتم الأنبياء والمرسلين عليه أفضل الصلاة ‬وأتم السلام وفي هذا دلالة على أن الله تعالى يحمي بيته الحرام ويعصم رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام‬ وليعلم بعض أهل الكفر والطغيان الذين أساءوا إلى سيد ولد عدنان ، ‬وإلى دينه وإلى القرآن أن الله تعالى لهم بالمرصاد ( ولا تحسبن الله ‬غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ) ‬لقد كانت الإرهاصات التي سبقت ميلاد أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم نذرا لعُبّاد الأصنام ‬والنار بنهاية دولة الشرك والكفر والعدوان وإقامة الحق والعدل والإيمان كما قال البوصيري :-

يوم تفرس فيه الفرس أنهمو
= قد أنذروا بحلول البؤسُ ‬والنقم

وبات إيوان كسري وهو منصدع
= كشمل أصحاب كسرى ‬غير ملتئم

والنار خامدة الأنفاس من أسف
= عليه والنهر ساهي العين من سِدِم

وساء ساوة أن ‬غاضت بحيرتها
= ورُدَّ ‬واردها بالغيظ حين ظمي

كأن بالنار ما بالماء من بلل
= حُزْ ‬وبالماء ما بالنار من ضَرَم

وإذا كانت هذه الإرهاصات جاءت قبل المولد النبوي الشريف ‬فإن الله تعالى منذ الأزل أخذ العهد والميثاق على جميع الرسل والنبيين أن يؤمنوا بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ووصوا أتباعهم عبر العصور والأزمان إن عاشوا وإن عاشروا وعاصروا زمانه أن يؤمنوا به ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال : ‬أقررتم وأخذتم على ذلك إصري قالوا : ‬أقررنا قال : ‬فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين ).‬ وقضت الإرادة الإلهية من قديم وقبل خلق آدم أن يختم الله سبحانه رسله بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال : ( كنت نبيا وآدم بين الماء والطين ) ‬وقال : ( ‬كنت نبيا وآدم منجدل في طينته ).‬ وصان الله سبحانه وتعالى النطفة المباركة التي خلق منها رسول الله صلى الله عليه وسلم ‬وجعله يتقلب في الساجدين ‬فبرغم ما كان يعج به المجتمع آنئذ من نظم فاسدة وعلاقات مُسفّة مثل السفاح ونظام الأخدان ونظام الإستبضاع إلى ‬غير ذلك من النظم والعلاقات المتردية ‬برغم كل هذه العلاقات وغيرها ‬فإن الله سبحانه وتعالي صان رسوله صلى الله عليه وسلم ‬وحفظ النطفة التي خلق منها من أي دنس ‬لأنه كان يوجد إلى جانب تلك النظم والعلاقات السابقة كان يوجد نظام شريف عفيف نظيف هو ما عليه المسلمون الاّن من زواج بولي وشهود وصداق ‬ومن هذا النظام الشريف العفيف كانت تنقلب نطفة أشرف الخلق عليه الصلاة والسلام ‬وقد تحدث عن فضل الله تعالى عليه في ذلك حين قال رسول الله صلوات الله وسلامه عليه :‬ ( خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي لم يصبني من سفاح الجاهلية شيء ).‬ وهكذا نرى أن الله تعالى نشر نبأ رسوله صلى الله عليه وسلم منذ الأزل ‬فرفضت الإدارة الإلهية إلا أن يختم به الأنبياء والمرسلين ‬وأخذ العهد والميثاق ‬على الرسل أن يؤمنوا به وينصروه ‬وأثنى عليه رب العزة حين قال : ‬( ‬وإنك لعلي خلق عظيم ) ‬وأقسم بحياته حيث قال : ( ‬لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون ) ‬كل ذلك من أجل أن يعرف الخلق جميعا قدره ومنزلته ‬وليؤمنوا به ‬لأنه خاتم الأنبياء والمرسلين ‬ولأن دعوته عامة وخالدة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها فمن أجل ذلك خص الله تعالى سيدنا محمدا صلي الله عليه وسلم ‬بتلك الخصائص ‬فهو رحمة ربنا المهداة ونعمته المسداة ‬كما قال الله تعالى : ( ‬وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ). منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس