[مسلط 22]

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ / عابر عرق سبيع السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فإن هذه القصيدة في تحديرة كون السبية والإهتمام بتاريخ البارزين من قبيلة سبيع بن عامر الغلباء واجب على كل الباحثين وهذا الشاعر الفارس / منصور بن رجبان المديري السبيعي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته من أبطال وكرام قبيلة سبيع الغلباء عاش معاصرا لتحديرة سبيع الثانية أو الثالثة وهو شاعر مجيد من الذين برزوا في القصائد الحماسية وقصائد الطيب والكرم ويقول الشاعر / منصور بن رجبان المديري السبيعي راع الغريف يوم خرجت قبائل بني عمر من الغريف إلى العارض متوجدا على خروجهم بقيادة الشيخ / دغيم بن شرفي اّل علي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ويذكر في قصيدته عدود سبيع الغلباء مثل الرخام بالحرة شرق الغريف :

يا عد ياللي كل ما ورد زادي
= لا ترتهب يا مارد الفطـــــــــــر الشيب

تسعين نقال التفق والزنادي
= ذالا على جالك وذالا مــــــــــراقيب

لو حدّر دغيم بجمع الشدادي
= جمع يهابونه جميع الأجــــــــــانيب

عليك من يدقم شبات المعادي
= دون القليب ودون حرش العراقيب

إنا ذيابة مقرعات التوادي
= لا حذفن بيدينهن للمغـــــــــــــــاريب

بني عمر اللي كما سيل وادي
= يصفق إلى صكت عليــــه المحانيب

كم عيطموس لبسوها الحدادي
= عقب الطرب شقت على شوقها الجيب

ومن شعر قوله :

طوارف الحرة موارث عزيزي
= ما بين الأصفر والعدود القدايم

شدوا وخلوا عيلم مدلهمه
= يتلون قطعان شمال اليعايـم

الأصفر : من جبال حرة سبيع الغلباء مما يلي الجوهرية
واّبار الجوهرية : كانت للعزة واشتراها منهم الصملة
اليعايم : جبال في الطرف ما بين الخرمة ورنية

وأقدم قبائل سبيع حدورا إلى العارض العزة ومليح ومنهم الفارس / شليل المليحي الذي أنزل قائد الجيش التركي حيا يصيح وسلمه إلى ابن حميد شيخ قبيلة بني خالد حيث قال فيه / شاعر بني خالد :

الفعل يا ابن حميد فعل المليحي
= اللي عزل بين الخوالد والأتراك

حول بشيخ الروم حي يصيحي
= ينخى ولا فكوه فرسان الأتراك

وقد أقطعه ابن حميد / أبو رشيد أعظم نخل في القطيف كما أقطعه أملاك في الأحساء وقد ذكر الشيخ / عاتق البلادي في كتابه ( معجم قبائل الحجاز ) : أن سبيع تنتسب إلى عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن وأن منازلها الأصلية الخرمة ورنية ثم حدثت حرب بين بني عامر والقريشات وكلاهما من سبيع فاستنجدت القريشات وحلفاؤها بشريف مكة / عبدالمعين بن عون وانضم قسم من بني عمر بن سبيع أيضاً إلى بني عامر وبعد وقائع جلت بنو عامر ومن ساندها إلى أواسط نجد فنزلوا على بني خالد هناك وعاش الحيان في جوار وتآخ ثم دارت حروب بينهما جلت بنو خالد على أثرها إلى الأحساء ( 1207 هـ )، وتملكت بنو عامر وأحياء من بني عمر من ديار بني خالد ثم صارت سبيع نجد تضرب دائرة حول الرياض أما القبيلة الأم فلا زالت في ديارها الأصلية وذكر يوم شقة الشريف / محمد بن عبدالمعين بن عون وهو في عرق سبيع وأوقعت فيه سبيع بذلك الجيش فتراجع عنها والشيخ / عاتق بن غيث البلادي في كتابه معجم قبائل الحجاز ( ص 385 ) سمى معركة السبية بيوم الدهناء وأخطأ في تاريخها والسبية موقع في الدهناء معروف إلى وقتنا هذا . وأقول أن هذا الكلام في التحديرة الأخيرة لأن عصر الشريف / عبدالمعين بن عون وابنه محمد متأخرة عن التحديرة الأولى بدهور إذ أن العزة تسكن حائر سبيع الغلباء من عام 800 هجري ولها معارك على رماح ضد قبيلة عنزة قبل أن تتمكن قبيلة بني خالد من بسط نفوذها على بعض نجد بل وأخذت الرياض من مقرن الجبري في القرن الثامن والظاهر أن تحديرتهم في العقد الرابع من القرن الثامن وكلام البلادي ليس على إطلاقه كما يتوهم بعض عوام الثقافة بالتاريخ والله أعلم . منقول بتصرف مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .