عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 24 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
Post رد: البحث التاريخي وأخلاقيات المنهج

كُتب : [ 11 - 11 - 2009 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فإنه مما يسر الباحث الاهتمامك بمنهج المؤرخين، وهناك كتاب قيم في هذا المجال، يُفترض ألا تخلو منه مكتبة كل باحث في التاريخ، وخاصة المهتمين بمناهج البحث التاريخي وإليكم معلومات عن الكتاب : منهج كتابة التاريخ الإسلامي : لفضيلة الدكتور / محمد بن صامل السلمي،الطبعة الثانية، 1418هـ - 1998م، دار الرسالة العلمية وتزيد عدد صفحاته عن 600 صفحة أرجو أن تجدوه، وأنا على ثقة - بعون الله - أنكم ستجدون فيه ما يسركم، ويفيدكم .

وقد كتب أحد الإخوة عن مدارس المؤرخين في التحليل والاستنتاج، ودوافعهم !!! حيث قال : التاريخ هو قصة الإنسان على الأرض وهو قصة الصراع بين الخير والشر والبحث في العبر منه هو لبه فهو تحري وجمع معلومات، وتحليلها والخروج باستنتاجات، لهذه المعلومات ولدى بعض المؤرخين خلل في المفاهيم لهذه النتائج فهو يرى أن الحاضر أفضل من الماضي، وأن المستقبل يجب أن يفوق الحاضر !! وسبب الخلل من فلسفته التاريخية أو نظرته للمعطيات المادية فقط وهذه نظرة أحادية إن لم نقل انحراف عن الغاية العظمى التي خلق من أجلها الجن والإنس !! وهي ( عبادة الله وحده ) فبتحققها على الوجه المراد فإن كل نعيم دنيوي مادي أو أخروي غيبي متحقق لا محالة تبعا، اقرأ إن شئت : ( استغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ) وقوله صلى الله عليه وسلم : ( لو توكلتم على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا وتروح بطانا ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام وحديث ما تقرب إلي عبدي بأحب مما افترضته عليه ثم يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ... الخ، فما ذا تساوي المنجزات التقنية الحديثة التي يتفاخر بها المعاصرون مع هذا لفضل الرباني الذي حباه لأوليائه من رسله وتابعيهم وهو متحقق لمن سار على نهج خاتمهم عليه الصلاة والسلام إلى يوم الدين قال تعالى : ( ما عندكم ينفد وما عند الله باق ) والنعيم الأخروي مجموع في قوله تعالى : ( لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد ) أي في الجنة أما الخطأ في هذه النظرة الشاملة لجميع المعطيات فإن الماضي كان فيه ارتباط السماء بالأرض، بالوحي على الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وخاتمهم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام فلا وجه للمقارنة فضلا عن الأفضلية لأنه لن يتساوى في الفضل أمم كانت فيهم الرسل والحواريون والصديقون بمن سواهم ومدارس المؤرخين في التحليل والاستنتاج، ودوافعهم :-

1- دوافع عقدية
2- دوافع نفسية

وهما مكملتان لبعضهما البعض فالأولى قطب الرحى لجميع التصورات والاستنتاجات, والثانية هي المحرك والقوة الدافعة لذلك ومن هاتين المدرستين تزخر مؤلفات اليوم بذلك مع تفاوت ملحوظ قربا وبعدا من طرفي الوسط وقد قال أهل العلم : ( إن أهل العدل يذكرون مالهم وما عليهم بكل حيادية وتجرد وقليل ما هم، وأن أهل الهوى والعياذ بالله يذكرون ما لهم ويكتمون ما عليهم ) وصاحب الهوى ليس سويا لأن العدل قامت به السماوات والأرض وما كان خلافه فلا خير فيه .

الهوى من سمات الجاهلية السلوكية, والجاهلية ظهر مفهومها بعد ظهور الإسلام وقد وردت في الوحيين ولها معنيان في اللغة ( إما عدم العلم، وإما السفه والطيش ) وفي المفهوم التاريخي تطلق على أحوال العرب حتى بداية البعثة النبوية الشريفة قال صلى الله عليه وسلم : ( الناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا ) فهي هنا مباينة للإسلام فكل فعل خالف تعاليم الدين فهو من أعمال الجاهلية بمعنى ( السفه والطيش ) أي ليس فقها وفهما على تعاليم الوحيين وحينما يشوب تصرفات المسلم شيئا مخالفا للتعاليم ففيه من الجاهلية ( السفه والطيش ) بقدر الشائبة فذلك الرجل من الصحابة رضوان الله عليهم جميعا عندما عاب الآخر بقوله يا ابن السوداء !!! قال له صلى الله عليه وسلم : ( إنك امرؤ فيك جاهلية ) !!! وعندما اختصم المهاجرون والأنصار، وتنادى كل منهما بمسماه ( يال الأنصار وقال الآخرون يال المهاجرة ) قال لهم صلى الله عليه وسلم : ( أبدعوى الجاهلية وأنا بين ظهرانيكم ) !!! مع أن كلمة أنصاري، مهاجري من استخدامات الاسلام وفي كل منهما منقبة ولكن استعمالهما بطريقة الحمية الجاهلية أفسدهما في هذا الاستعمال الجاهلي، ففقه الإسلام انصر أخاك ظالما أو مظلوما معلوم في الأول بمنعه من الظلم لا بإعانته عليه !!! ( بتصرف من كتابي مدخل إلى تاريخ التربية الاسلامية، للدكتور / مصطفى محمد متولي وكتاب إقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة أصحاب الجحيم تحقيق العقل ) هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول بتصرف مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس