عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 30 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: رئيــس مجــلس القبيـــــــــلة والحاكم الفيدرلي .. مـــن ؟!!

كُتب : [ 20 - 09 - 2009 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الكريم الفاضل / الحر النبيطي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : كل عام وأنتم بخير وصحة وسلامة وعافية ومن العايدين الفايزين المقبولين والله يعيده علينا وعليكم وعلى الأمة الإسلامية باليمن والخيرات والبركة والمسرات والعز والتمكين ومشاركة بهذا الموضوح الجميل والحساس في نفس الوقت والذي لن يكون إلا مع حرية التفكير والتي ومع شديد الأسف أننا لم نبلغها حتى الاّن سأنقل لك رأي أحد الكتاب إذ يقول : يكاد يعاني الجميع من غياب الحريات السياسية للأفراد ومن ثم غياب الديمقراطية في نظم الحكم ويمكن علاج هذا الغياب بمزيد من الحريات السياسية عن طريق حرية الصحافة، وحرية الانتخابات وغيرها مع ذلك يئن الجميع من غياب الحريات الفكرية وهي الشرط الأساسي للحريات السياسية ولا يمكن سن القوانين دفاعا عن الحرية الفكرية لأن حرية التفكير نشاط ذهني خالص قبل التحقق في موضوعات تخضع للتشريعات الاجتماعية فموانع حرية التفكير داخلية قبل أن تكون خارجية، في النفس قبل أن تكون في الواقع، في الضمير قبل أن تكون في المجتمع .

الخروج على التقاليد والأعراف :-

ــ وما يمنع من حرية التفكير هو المجتمع والتقاليد والأعراف وما تربي عليه الناس من المهد إلى اللحد من إتباع التقاليد ومراعاة الأعراف وما يعتبره المجتمع ( عيبا ) وكل من خرج عليه فإنه ناقص التربية، قليل الأدب، وقح السلوك، منحرف الأخلاق والناس وما تعودوا وألفوا مع أن الأنبياء من قبل قد ثاروا ضد تقاليد وأعراف أقوامهم كما فعل إبراهيم في نقد أبيه وقومه عن عبادة الأصنام والتقاليد والأعراف من وضع الإنسان والمجتمع وهي متجددة متغيرة لا تبقي على حال لا يوجد فيها معيار للصواب والخطأ بل هي ممارسات أقرب إلى الفولكلور والعادات الشعبية هي جزء من الثقافة الشعبية كالاحتفالات والأزياء والأطعمة والطقوس منها ما قد يعارض الشرع ومنها ما يتفق الشرع معه فقد أتي الشرع وقضي على عادة وأد البنات عند العرب ( وإذا الموؤودة سئلت بأي ذنب قتلت ) وسوء معاملة العبيد فالناس إخوة، والمؤمنون أمة، ولا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوي والعمل الصالح، وشرب الخمر لأنها مذهبة للعقل، وفقد للقدرة للسيطرة على الأفعال، والزنا لأنه كان فاحشة وساء سبيلا، واعتداءً على الحرمات وخلَط الأنساب وأقر عادات أخري مثل الضيف والعاقلة ومناسك الحج وكل ما يتعلق بدين إبراهيم مثل السعي بين الصفا والمروة، والطواف حول الكعبة وصوم عاشوراء وغيرها .

ــ والتعامل مع السلطة السياسية أو الدينية، مانع لحرية التفكير فالسلطة قاهرة تفرض رأيها على الناس، وتجبرهم على تبنيها تفرض الرقابة على أجهزة الإعلام وعلى دور النشر وعلى التدريس في الجامعات واستمرت الدولة الأيديولوجية حتى الآن دولا بوليسية تقبض على المخالفين في الرأي ولا تقبل المعارضة الفكرية والرأي الأخر أو المعارضة السياسية والاختيارات السياسية البديلة وقد أدى ذلك إلى اللامبالاة السياسية وعدم اشتغال الناس بالسياسة ( لعن الله ساس ويسوس ) ( والباب اللي يجيك منه الريح سده واستريح ) ومع ذلك يستطيع المواطن أن يعارض سياسيا عن طريق المجاهرة بالرأي في القنوات الشرعية، ومقارعة الحجة بالحجة، والرأي بالرأي، والبرهان بالبرهان فالساكت عن الحق شيطان أخرس كما يقال والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصل من أصول الإسلام والدين النصيحة لأولي الأمر ولعامة الناس وتلك وظيفة المحتسب، وهي الوظيفة الرئيسية للحكومة الإسلامية أي الرقابة على ما يحدث في المجتمع من فساد وغش وتدليس .

والخوف من السلطة الدينية أيضا يمنع التفكير الحر فالسلطة الدينية تعتبر نفسها وريثة الدين، والمفسرة الوحيدة لنصوصه، والحارس عليه، والأمين على تطبيقه والقائمين عليه بشر في النهاية وهم موظفون في الدولة، ويأتمرون بأمرها يبررون للسلطان قراراته، ويشرعون له أفعاله سلما أو حربا، وتستعملها السلطة السياسية للسيطرة من خلالها على الرأي العام وإضفاء الشرعية عليها .

الخوف مانع لحرية الفكر :-

ــ وقد يمنع الخوف من المحافظة الشعبية التقليدية من حرية التفكير ويظهر فكر ممالئ للناس، يدغدغ عواطفهم الدينية، وتشددهم في الممارسة الحرفية وسلطة الناس لا تقل رهبة عن السلطة السياسية والسلطة الدينية هي سلطة التقليدية والمحافظة الموروثة منذ القدم والتي تحولت إلى ثقافة شعبية ترتكن على جانب واحد هو المحافظة ثم أصبحت المحافظة هي الدين وكل خروج عليها فهو ردة وكفر وإلحاد حتى فيما كان يعتبره القدماء من صلب الدين مثل العقل والحرية والمصالح العامة وجمع القرآن ونقد الرواية والتأويل وحق الاختلاف وشرعيته ولا غضاضة أن تمالئ السلطتان السياسية والدينية هذه المحافظة الدينية فهي خير سند لهما في السيطرة على الناس مع أن الناس قادرة أيضا على التمييز بين الغث والسمين، بين النافع والضار، بين من يبغي الصالح العام ومن يسعي إلى مصلحة شخصية فالخوف من العامة ليس له ما يبرره ( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ) وقد سجد سحرة فرعون لموسي لما رأوا برهانه علي نبوته قبل أن يأذن لهم فرعون والوعي الفردي له استقلاله عن الوعي الجماعي ( وإذ قال رجل مؤمن من آل فرعون أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم ) وطالما استطاع الخطباء والزعماء السيطرة على العامة .

ــ وأخيرا الخوف من النفس مانع من حرية التفكير إذ يتوهم المفكر أن حرية التفكير خطر عليه ستلحق به الأذي والضرر له ولأسرته لمكانته ووظيفته وتمنعه مما يتطلع إليه من مناصب وحظوة يخشي من الرقابة والاضطهاد فيضع رقابة على رقابة، واضطهاداً فوق اضطهاد حتى يفقد الصدق في القول والتعبير ويصبح الكلام خطابا أجوفا بلا معني أو قصد ( وتخشون الناس والله أحق أن تخشوه ) ومن ثم كانت البداية في حرية التفكير نزع الخوف من النفس، والثقة بها، والصدق في القول والتعبير ( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم ) ( وحقت كلمة ربك صدقا وعدلا ) فمتي تزيل الأمة عن نفسها موانع حرية التفكير ؟ منقول بتصرف واسلم وسلم والسلام .



رد مع اقتباس