المحرومون من نظر الله تعالى
النظر إلى الله تعالى يوم القيامة نعمة عظيمة, والحرمان من هذا النظر من أعظم الغبن, وهناك أقوام محرومون من نظر الله تعالى يوم القيامة, وهم كثير نسأل الله تعالى أن يقينا وإياكم الحرمان , وأن يجنبنا أسبابه, ومن هؤلاء الحرومون:
أولا: الشيخ الزاني, والملك الكذَاب, والعائل المستكبر.
ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة, ولا ينظر إليهم ولا يزكَيهم ولهم عذاب أليم, شيخ زان, وملك كذاب, وعائل مستكبر".
والسبب في كون هؤلاء محرومون من نظر الله إليهم: أن الزنا من الشيخ الكبير أشنع لأن إقدامه عليه مع كبر سنه دليل على فساد طبعه ورقَة دينه. والكذب من الملك أشنع لسلطانه فهو غير مضطر إليه فإذا كذب دل على قلة مروءته وفساد دينه, والكبر مع الفقر أشنع لأنه ليس لديه ما يدعوه إلى الكبر والتَرفع فلا يكون استكباره إلا استخفافا بأمر الدين.
ثانيا: من المحرومين من نظر الله تعالى صاحب اليمين الكاذبة, ومانع فضل الماء, ومن بايع إمامه للدنيا,
ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكَيهم, رجل حلف على سلعة لقد أعطي بها أكثر مما أعطي وهو كاذب, ورجل حلف على يمين كاذبة بعد العصر ليقتطع بها مال رجل مسلم, ورجل منع فضل ماء" وفي رواية " ورجل بايع إماما لا يبايعه إلا للدنيا, فإن أعطاها منها وفَىله, وإن لم يُعطى لم يف له".
ثالثا: من المحرومين من نظر الله إليهم المنَان, والمنفق سلعته بالحلف الكاذب, والمسبل إزاره.
ثبت في صحيح مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم-قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا, فقال أبو ذر رضي الله عنه: خابوا وخسروا, من هم يا رسول الله؟ قال: " المسبل, والمنان, والمنفق سلعته بالحلف الكاذب".
رابعا من المحرومين من نظر الله تعالى: سارق الصلاة.
ثبت في المسند بسند صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا ينظر الله تعالى إلى صلاة رجل لا يقيم صلبه بين ركوعه وسجوده".
خامسا: من المحرومون من نظر الله تعالى : المختال في مشيته.
ثبت في الصحيحين عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا ينظر اله إلى من جرَ ثوبه خيلاء", والخيلاء: البطر والزهو والكبر والتبختر كلها بمعنى واحد وهي حرام.
سلسلة قضايا وأحكام للشيخ عبود بن علي بن درع (1- 399).