إن الليلة السابقة للاختبار ليلة هامة نفسيا وجسميا وتعليميا. فبعض الطلبة يستبد بهم الخوف والقلق فلا ينام تلك الليلة ، وبعضهم يسهرون ويسهرون حتى بزوغ الفجر أو طلوع الشمس وبعضهم يذاكر ويذاكر و يذاكر تلك الليلة حتى لا يعود يذاكر شيء . وفي الواقع ، على الطالب أن يعطي العقل حقه وجسمه حقه وربه حقه ، لا في ليلة الاختبار فقط ، بل في كل الليالي والأيام . وهنا لابد من التذكير بما يلي :
1- إن الإفراط في المذاكرة ليلة الإختبار يضر من عدة وجوه . هذا الإفراط يرهق العقل والجسم معاً ، وبدلا من أن ينهض المرء نشيطا صبيحة يوم التالي نراه ينهض متثاقلا يأخذ كسله معه إلى قاعة الاختبار . كما أن هذا الإفراط يضر بالتذكر إذ تتداخل أجزاء المادة بعضها في بعض تتداخلا يفسد الحفظ والتذاكر . وعلى الطالب في ليلة الإختبار أن يكتفي بالمراجعة الخفيفة دون إفراط أو تفريط لأن المراجعة المركزة يجب أن تكون قد تمت قبل ليلة الاختبار .
2- لا بد من النوم المبكر ليلة الاختبار . والطالب الذي يسهر حتى ساعة متأخرة في تلك الليلة يهدم بيديه كل ما بنى , لأن النتيجة ستكون الإرهاق الذي يمتد إلى وقت الجلوس للإختبار . وكم من طالب سهر وسهر ليلة الاختبار ، ثم نام ونام ، فصحا حين صحا فإذا وقت الاختبار قد فاته أو ذهب للإختبار ليغفوا أثناْءه . إن الطالب الذي كان يستعد على دروسه بإنتظام , ويقوم بواجباته ، في موعدها ، لا يحتاج إلى سهر إضافي ليلة الاختبار . وهناك طلاب كثيرون ينامون ليلة الاختبار أبكر مما ينامون في الليالي الأخرى ، لأنهم استعدوا للإختبار منذ بداية العام الدراسي ، فناموا ليلة الاختبار مبكرين راضين عن أنفسهم وعن استعدادهم ، لينهضوا في الصباح نشيطين عقليا وجسميا .
3- لا بد من تجنب المنبهات ليلة الاختبار . وبالطبع ، إن المنبهات لا لزوم لها في جميع الأيام و الليالي . بعض الطلبة يكثرون من المنبهات كالشاي والقهوة والحبوب المنبهة ليزدادوا سهرا في الأسبوع السابق للإختبارات وفي أسبوع الاختبارات . ولا شيء أخطر على الطالب من هذا ،لأن للجسم طاقته المحدودة ، وإذا حملناه فوق طاقته فسينهار الجسم مرة واحدة ، وقد ينهار معه الجهاز العصبي . وهناك حالات من طلاب استخدموا الحبوب المنبهة فانتهى بهم الحال إلى إنهيار عصبي استقروا بعده في مستشفيات الأمراض النفسية أو العقلية . وهناك حالات من طلاب ناموا في قاعة الاختبار أثناء جلوسهم للاختبار . وهناك حالات من طلاب أُغمي عليهم في قاعة الاختبار0إن الطلاب الذين يأخذون الحبوب المنبهة أيام الاختبارات يريدون إصلاح ما أفسدوه بالكسل وتأجيل الواجبات : لم يذاكروا منذ بداية العام وأجلوا كل شئ إلى الأسبوع الأخير ، فتناولوا الحبوب ليستيقظوا و يذاكروا ، و توهموا أنهم مستيقظون ومذاكرون ، وما دروا أنهم في يقظة كالنوم وفي مذاكرة كالنسيان . وختاما لا بديل عن الإستعداد المستمر منذ بداية العام ، وهذا هو الحل الوحيد الذي لا ثاني له .
4- لابد من الاعتناء بالتغذية السليمة ليلة الاختبار . فلا بد من تناول طعام العشاء الجيد ومن تناول طعام الفطور الجيد أيضا . فالطالب الذي يذهب للاختبارات من غير فطور يذهب بجسم ضعيف غير نشيط . كما أن على الطالب هنا أن يبتعد عن تناول الأطعمة الدسمة أو صعبة الهضم أو المربكة للجهاز الهضمي .والمرء عادة يعرف الأطعمة التي تناسبه والأطعمة التي لا تناسبه ؛ لأن الوجبة غير المناسبة قد تفسد على الطالب ليلته ويومه وتؤثر على أدائه في الاختبار .