سلسلة الإسلام وأهله بعيون كُتاب الغرب أهل الكَتاب
( جمادى الأولى 1427هـ-السنة الأولى-العدد الخامس-يونيو 2006م- إهداء،وإصدار كل شهرين،وقراءة مجلة البيان الموقرة ).
كتاب ((اعرف عدوك:الفكر الجهادي والحرب على الإرهاب)).
تأليف: ماري هابيك.
الناشر: مطابع جامعة ييل،عدد الصفحات: 256 صفحة،تاريخ النشر: يناير 2006،السعر: 25،00 دولاراً،الترقيم الدولي: 300113046.
[موضوع الكتاب].
(ماتزال قضية الحرب على القاعدة واعتداءات الحادي عشر من سبتمبر تشغل حيزاً كبيراً من فكر النخبة الفكرية والسياسية الأمريكية.فالأمريكيون مازالوا يتساءلون عن سبب كراهية المسلمين لهم،كراهية وصلت إلى درجة دفعت بتسعة عشر شاباً إلى القيام بعمليات أسفرت عن مقتل قرابة الثلاثة آلاف أمريكي.وفي حين أن المحللين قدموا تفسيرات مختلفة ومتعددة لهذه الهجمات وأسبابها ودوافعها،إلا أن تفسيراً واحداً ظل ناقصاً،وهو تفسير ورأي من قاموا بتلك العمليات.
هذا الكتاب هو أول محاولة لعرض منق وفكر القاعدة المبرر لهجمات 11 سبتمبر وماتلاها من هجمات مختلفة).
[تعريف].
( لعل مايميز هذا الكتاب أن مؤلفته هابيك تخالف الرأي الأمريكي الرسمي المنتشر في الأوساط الفكرية والإعلامية والقائل بأن القاعدة وغيرها من الإسلاميين إنما يهاجمون الغرب والولايات المتحدة لكراهيتهم وغيرتهم من ديمقراطيتهم الليبرالية ومجتمعهم الإستهلاكي.فهي تطرح وجهة نظر مختلفة تقول فيها بأن الجهاديين إنما يحاربون الغرب عموماً والولايات المتحدة خصوصاً مدفوعون بدوافع دينية ورؤية منتصرة للإسلام.
تعتبر المؤلفة أن القاعدة والحركات المتطرفة الأخرى ينتمون إلى حركة جديدة-تسميها الجهادية-تمتلك أيديولوجية محددة مبنية على فكر كل من محمد بن عبدالوهاب وحسن البنا وسيد قطب.
وبناءً على ذلك تتابع وتعرض هابيك تيار الفكر الإسلامي الذي نبع منه التيار الجهادية ابتداءً من أوائل القرن الرابع عشر مروراً بالحركة الوزهابية في القرن الثامن عشر ووصولاً إلى القرن العشرين في محاولة لربط جميع الحركات الإسلامية ‘‘المتطرفة‘‘ ببعضها البعض فكرياً،مثل تنظيم القاعدة وحركة حماس.
وفي حين تؤكد الكاتبة على أن الجهاديين هم أقلية صغيرة في المجتمع الإسلامي،فإنها تسعى إلى كشف الفكر الجهادي وتعريته أمام القارئ الغربي بشكل تفصيلي شفاف.
وهي على سبيل المثال تقول : إن الحركات الجهادية تُكفر المسلمين الذين يعارضونها وتعتبرهم هدفاً لعملياتها تماماً كغيرهم من غير المسلمين.
وتقدم المؤلفة في النهاية مقترحات حول كيف يمكن للولايات المتحدة أن تهزم الجهاديين باستخدام أيديولوجيتهم نفسها ضدهم.
الكتاب،رغم أهميته،لا يخلو من بعض التعميمات الخاطئة والصور النمطية التقليدية للإسلام والمسلمين.
وبالطبع تنقصه الحيادية العلمية التي تنجح الكاتبة في الالتزام بها رغم محاولتها إظهار عكس ذلك.
[المؤلفة].
( تعمل ماري هابيك أستاذة مساعدة في جامعة جون هوبكنز إحدى أكبر الجامعات الأمريكية،في كلية الدراسات الدولية المتقدمة تاريخية نشرتها لها جامعة ييل ).
مع تحيات وتقدير اخوكم في لله ومحبكم في لله وابن عمكم العزيز.
أبوهمام عبدالهادي بن أحمد بن عبدالهادي بن محمود الدريدي الأثبجي.
((ابن جزيرة الحرمين الشريفين)).