[][ زل الطرب ][]

	حقيقه أولى....!! إنهار الكون.. ابتسم الطغيان.. وأخذت العواصف ترقص في المكان.. خرج من احشائي شيطان كبير استولى على محيطي.. متضمناً ذلك كل من أحبهم.. كيف اسود النهار وأضاءت البروق في سماء صافية.. أحاول الاحتفاظ ببعض المبادئ التي لا زالت قابلة للمناقشه.. وانا لا زلت تحت هول الصدمة.. صدمة جعلتني أطأ بقدمي على رؤوس الجثث حتى لا تلوث الدماء أفكاري.. أحمل في جوفي سته وعشرون خنجراً.. كانوا من قبل لبنات جاهزه للوضع في مكانها الصحيح.. ولكن الشيطان لعب في الجوله الأخيره.. وكانت لعبة ذكيه منه.. بدهائه الخارق استطاع أن يحول لعبة الشطرنج ذات الطرفين.. إلى لعبة من طرف واحد.. في حين وقف هو وجنوده للإستمتاع بالحرب دون المشاركه.. حقيقه ثانيه....!! لقد قرأت مره أن أخطاء غيرنا لا تبرر اخطاءنا.. وأعرف أن الغاية لا تبرر الوسيلة.. هل في هاتين الجملتين غموض يحتاج لشرح.. فمهما كان المبرر الذي تفعلون ما تفعلونه لأجله.. فهو يتقزم عندنا أمام طريقتكم في طرح فكرتكم ومبدأكم.. حقيقه ثالثه....!! أنا هنا لا أتحدث مع الشيطان (( الرأس المدبر )) ولا أقصد شخص بعينه.. لأن الشيطان أبعده الله عز وجل من رحمته.. أنا أتحدث مع هؤلاء الأشخاص.. عباد الله.. الذين استطاع الشيطان أن يوسوس في نفوسهم ويلوث أفكارهم.. أتحدث مع أخي.. أبي.. أبني.. الذي قتل ظله الرحيل.. وما تبقى لي سوى طيف أناجيه.. حقيقه رابعه....!! الأن تغيرت كل الأمور في البدايه كان هنالك مجال للحوار.. الأن الفكره مرفوضه أصلاً.. مشكلتكم لم تعد مشكله مع الحكومه فقط.. بل هي مع الشعب.. نحن لسنا تحت تأثير حكم طاغي..نحن تحت تأثير الحق.. مع ادمان للوطنيه.. ليس لدينا الرغبه في العيش تحت حرب أهليه كما في الجزائر.. أو احتلال كما في فلسطين والعراق..أو مغتربين كما في لبنان.. ولكن يجب أن تقتنعوا أن الأشرار لا يسيروكم من أجل الدين.. بل هم يسيروكم لأجل مصالح دنيويه شخصيه.. حقيقه أخيره.. وليست أخر الحقائق.. بل هي رساله.. عبداللــــه.... جميعنا نعيش في هذه الحياه في غابه.. وقد تحجب الأشجار العاليه الشمس عنا.. فنتوه.. ثم نعيش مع الثعالب.. وقد نتطبع بطباعهم أحياناً كثيره.. ولكن عندما يعيش الإنسان مع الثعالب ويتلبس مكرهم فهذا لا يعني أنه ثعلب.. أتمنى أن تقرأ كلماتي هذه وتفهمها جيداً ثم تعود.. الوقت لم يفت.. لا زال أمامنا الفرصه لإصلاح ما أنكسر.. حينما كنت صغيراً.. وسهرت أمك عليك في مرضك.. لم تكن تتوقع أنك أنت من بين كل أبنائها.. الذي ستسبب لها كل هذا الألم.. الحزن على فقد حبيب أشد من الموت.. أمك.. أمك.. أمك.. كل ملامح السعادة والفرح المطبوعه في ذاكرتك مع أهلك تلاشت.. أصبحت لا تتجسد على أرض الواقع.. أتسأل كيف لرجل أن يتخبط في هذه الحياه لا هدف له الا سماع أخبار أبنه.. كيف استطعت أن تتحمل أنت كل هذا.. ألم تشاهد صورة أبيك في جريدة الرياض.. بماذا شعرت..؟! هل تغير شكله.. نعم لقد سكن الألم روحه.. وتقطع صوته بأسمك من كثر ما يردده.. أحياناً أفكر .. كيف أستطيع اقناعك بالعدول عما تفعله والعوده لأهلك.. أنا على يقين أن الكلمات مهما صففت لن تصف لك حال أسرتك.. خصوصاً بعد حادثة ينبع.. عندما شاعت الأخبار بأنك من ضمن القتلى.. يالله.. لقد كان والدك ووالدتك أحوج لك من أي وقت مضى.. فكر في أمك.. وأخواتك.. هل ستحرمهم من رؤيتك.. قبل أن يحرمهم الله منك.. أنا أعلم أنك تعتقد أن ما تفعله صحيح.. ولكن أناشدك بأن تتجه لخالق في منتصف الليل وتصلى صلاة الأستخاره.. تخيل معي.. لو أن في مبنى المرور في ذالك اليوم الذي وقعت فيها الحادثه.. كان أبوك هناك يسدد مخالفه.. وقضى أمره هناك.. ماذا سيكون شعورك تجاه منفذ العمليه..؟ مبدأ أن في الحرب ضحايا أبرياء غير صحيح.. مبدأ الحرب كله غير صحيح.. هل أنتم أتباع سعد الفقيه.. رجل بلا هويه.. ورجل بلا دين.. ورجل بلاوطن.. أو تقتدون بالرسول.. الرسول عليه الصلاة والسلام زار اليهودي في منزله.. زار اليهودي في منزله.. على أمل أن يهتدي للإسلام.. وأنتم تقتلون المسلمين.. على أي أمل.. أستطاعت الصهيونيه الفوز.. في الماضي كانوا يقتلون شبابنا بالمخدرات والفساد الأخلاقي.. وعندما أنار الله عقولنا وقلوبنا.. جاؤوا إلينا بأحدث الوسائل الفكريه للتخلص منا هي التطرف الديني.. حتى أنني أخجل أن أقول التطرف الديني.. لأن أفعالكم ليست من الدين في شىء قد لا يصدقني العالم عندما أقول أن فيك من الخير الكثير والطيبه ونعم الأخلاق.. ولكن هناك من أستطاع أن يصل أليك عبر طيبتك وللأسف صدقته.. ولكني أنا أثق فيك.. أمك وأبوك وكل أسرتك يتقون فيك.. ونثق بأنك يوماً ما ستعرف.. أن الدين في الاتجاه المعاكس للذي تسير فيه أنت الأن.. ولكن متى ستعرف.. من يلزمك ليموت حتى تعرف.. كم من شخص سيموت حتى تعرف.. أتعلم لماذا أحمل كل هذه الثقه والأمل لأنني أعرف تمام المعرفه.. أنك لو كنت تعلم بأن هذه نهايه المطاف قتل أبرياء.. وتحويل العاصمه إلى ساحة قتال لما كنت ذهبت.. وأن تأخرك في العودة هو خوف من المصير المجهول.. ولكن لا تخف نحن كلنا معك.. أمك تسهر الليل باكيه داعيه لك بالهدايه.. وليس أمك فقط.. بل كل من يعرفك.. لأنهم لازالوا يتذكرون الشخص الطيب فيك.. أتمنى أن تعود قبل أن نسمع أسمك في نشرات التلفاز.. كما أتمنى حين أسمع أن أسمعه بأي طريقه إلا أن تكون أنتحرت..؟! ليس استشهاد لأن الأستشهاد في فلسطين.. في قدس يحكمها الطغيان أما هذا فهذا انتحار.. سأظل أكتب لك وأرجوك أن تعود.. لأنني أشك أن تكون تقرأ كلمات أبيك ولا تعود.. وأشك أنك تقرأ أصلاً.. سنظل جميعاً ننتظرك وننتظر عودتك.. عبدالله.. أتمنى منك أن تسلم نفسك لأقرب جهه أمنيه.. فالدوله كفيله بمعالجه مشكلتك وهم على يقين بأنك من المغرر بهم.. أتمنى من الجميع مشاركتي في هذه المقاله.. للتحفيز لا أكثر..