[ابومحمدالسلفي]

[
[عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ان رسوا لله صلي الله عليه وسلم قال :
( ما من نبي بعثه الله في امه قبلي الا كان له من امته حواريون واصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره , ثم انها تخلف من بعدهم خلوف يقولون مالا يفعلون ويفعلون مالا يأمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ,ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن , ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الايمان حبة خردل من ايمان ) اخرجه مسلم واحمد
راوي الحديث هو عبد الله بن مسعود بن غافر بن حبيب الهذلي ابو عبد الرحمن من السابقين الاولين للاسلام
ومن كبار علماء الصحابه منةاقبه كثيره وامره عمر رضي الله عنه علي الكوفه مات بالمدينه سنة 32هـ
المفردات
الحواريون : هم خلصاء الانبياء واصفياؤهم , وقيل الانصار :وقيل : المهاجرون
تخلف : تحدث
الخلوف: جمع خلف بإسكان الام وهو الخالف بشر
المعني الاجمالي للحديث:
هذا الحديث فيه اخبار عن احوال الانبياء واحوال اممهم وان اصحابهم وحوارييهم الذين استضاءوا بنور نبوتهم وشاهدو ا نزول الوحي عليهم يظلون او فياء مخلصين لربهم ومتمسكين بهدي انبيائهم في الظاهر والباطن تطابق اقوالهم افعاله ثم تخلفهم اجيال يحيد بهم الشيطان عن منهاج الانبياء يدعون بأقوالهم انهم علي نهج الانبياء ويخترعون من البدع والمناهج الباطله ويرتكبون من المنكرات والمعاصي ما يجعلهم ابعد الناس عن اديان انبيائهم ويعيشون في تناقضات بين اقوالهم واعمالهم 0
ويبقي في كل امه علماء مخلصون اوفياء لدينهم يجاهدون ويناضلون عن تعاليم انبيائهم كل علي حسب طلقته ومنزلته من الايمان فمجاهد بلسان ومجاهد بيده ومجاهد بقلبه وذلك اضعف الايمان وليس ورائه شئ من الايمان0
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (ستفترق هذه الامه الي ثلاث وسبعين فرقه كلها في النار إلا واحده
ويبقي في هذه الامه الطائفه المنصورة التي اخبر عنها رسول الله صلي الله عليه وسلم ( لا تزال طائفه من امتي علي الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتي تقوم الساعه ) وهذه الطائفه لا زالت وستبقي كما اخبر بذلك رسول الله صلي الله عليه وسلم
الفوائد
1ـ فيه ان الانبياء قد جائوا بشرائع وسنن لهدايت الناس
2 ـ فضيلة وميزية اصحاب الانبياء باتباعهم سنن انبيائهم ذم من خالف منهج الانبياء بانهم خلوف وهم الذين يخلفون اباءهم بشر وماكانوا اشرارا الا بمخالفة الانبياء
3 ـ ذم من تخالف اقواله افعاله ( كبر مقتا عند الله ان تقولوا مالا تفعلون )
4 مدح التابعين للانبياء الثابتين علي سنتهم والمتمسكين بالاقتداء بهم
5 وفيه ان الايمان يتفاوت ويزيد وينقص ( وليس وراء ذلك حبة خردل من ايمان )