عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
مضر الحمراء
عضو نشط
رقم العضوية : 42960
تاريخ التسجيل : 19 - 06 - 2010
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 30 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : مضر الحمراء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
حقيقة نسب ال يزيد ومزيد الى بنو حنيفة

كُتب : [ 26 - 08 - 2010 ]

بسم الله .. والصلاة والسلام على رسول الله .....
المطالع في كتب الأنساب المعاصرة ، يجد فيها من الاغلاط الشيء الكثير ، الا ان الغلط قد يكون غير مقصود ، فيكون قريبا من الصحة لحدوث الاشتباه ، مثل الخطأ الذي وقع فيه المستشرق بوركهارد عندما نسب الفقرا من المنابهة الى بني عمومتهم ولد علي ، فمثل هذا الخطأ والذي رويته على سبيل المثال وليس الحصر ، هو خطأ مقبول جدا ، ذلك ان ولد علي اكبر قبائل وهب والتي ينتمي اليها الفقرا ، فالاشتباه وارد هنا وله مايبرره .... والامثلة في ذلك كثيرة لاسبيل لحصرها هنا وأظن الفكرة قد وصلت ولا داعي للأسترسال ..

ان آفة الانساب هي الأهواء ولاشيء غيرها ، وليس نقص العلم او فترات الظلام او نقص المصادر العربية او الاجنبية كما يزعم كثيرين ، وقد سبق ان طرحت هذا في موضوعين سابقين لي في هذا القسم من المنتدى ، فلولا الأهواء ، لتغيرت طبعات كثير من كتب الانساب والموسوعات الكرتونية عن القبائل العربية والتي ملأت الاسواق لترضي نهم البعض في الكذب واختلاق انساب وهمية تعود الى أرومة أشرف بكثير من أدعياء هذا الزمن ....

لقد رأيت ان امهد بما قلت للحديث عن قبيلتين غير كبيرتين وهما آل يزيد وآل مزيد ، وهم من اقدم القبائل التي سكنت نجد وتوطنت في اليمامة ووادي حنيفة في الرياض قبل قيام الدولة السعودية ، والمشهور في الكتب النجدية نسبتهم الى بني حنيفة القبيلة القديمة ، وقد سبق وان دار نقاش حول بني حنيفة وعدم وجود هذا المسمى واختفائه من الوجود منذ قرون طويلة بعد قيام الدولة الاخيضرية في بلاد حنيفة وتحالفها مع القرامطة ومن ثم مساعدة قبيلة طيء للأخيرين في حروبهم والتي كان منها هجومهم على مكة سنة 317 للهجرة واقتلاع الحجر الأسود واحدث بعد ذلك ما ليس هنا مجال للحديث عنه ...

ذكر ابن فضل الله العمري المتوفى سنة 749 الكثير من القبائل المشهورة في عصره ولم يذكر منها بني حنيفة او تغلب أو قيس أو عبد القيس ، مما يعطي مؤشراً عن ان تاريخ اختفاء هذه المسميات من قاموس العرب كان منذ القرن السابع الهجري على أقل تقدير ، وسأنقل ماكتبه عن القبيلتين ( آل مزيد وآل يزيد) حيث ذكر مانصه :

" وفرقة من عائذ ، وهم آليزيد وشيخهم ابن مغامس . والمزايدة ، وشيخهم كليب بن أبي محمد ، وبنو سعيد ، وشيخهم محمد العليمي . والدواسر وشيخهم رواء بن بدران " ..... انتهى ماقاله ابن فضل الله العمري.....

قلت : العائذ ألذين ينتسب اليهم آلمزيد وآليزيد والدواسر هم من قحطان باتفاق المؤلفين ( راجع كل كتب النسب) ، ونص ابن فضل الله العمري حجة على من أتى بعده من ادعى نسبة آل يزيد وآل مزيد الى بني حنيفة ، فالعمري يذكر انهم من عائذ على وجه التاكيد وبدون تمريض ، وهو قريب العهد بالقبائل القديمة كبني حنيفة ولو كانوا منهم لما جهلهم العمري ، ولربما يقول القاريء انني قد اشتبهت بالأسماء ، وان هولاء غير يزيد ومزيد بني حنيفة في اليمامة ، الا ان العمري يؤكد ان آليزيد وآلمزيد هم سكان وادي حنيفة ونعام فيقول مانصه عن ديارهم :

" بنو يزيد : دارهم ملهم ، وبنيان ، وحجر ، ومنفوحة ، وصباح ،والبرة ، والعويند ، وجو ... المزايدة : دارهم البخراء ، وحرمة ، والحلوة ، والهزيم، والبريك، والنعام والخرج" ... انتهى ماقاله ابن فضل الله العمري.....

قلت : أعتقد ان اللثام اميط عن نسب القبيلتين آلمزيد وآليزيد بشكل نهائي ، وثبت ان نسبهم الى بني حنيفة هو في الاساس الى الوادي المعروف بهذا الاسم اليوم ( وادي حنيفة ) حيث انهم كانوا سكانه في زمن ابن فضل الله وحتى يومنا هذا ، كما يثبت ابن فضل الله عدم وجود قبائل من ربيعة بن نزار مثل عنزة او حنيفة في تلك المنطقة خلال القرن السابع الهجري ، وهي ديارهم قبل ذلك العصر كما فصلها السابقون لابن فضل الله مثل ياقوت الحموي والهمداني وغيرهم ، والغريب هو اجماع المؤلفين النجديين على انتساب هاتين القبيلتين الى حنيفة بن لجيم ،وياخذ بعض الباحثين بقولهم ضاربين عرض الحائط بما ذكره ابن فضل الله العمري عن هذه القبائل ، حتى بعد تفصيله لأسماء شيوخهم وديارهم في تلك الحقبة المهمة ، كما نلاحظ عدم وجود اسم للدرعية في كلام ابن فضل الله عن ديار قبائل العائذ في اليمامة ، مما يدل ان الدرعية نشات على ضفاف وادي حنيفة بعد الفرن السابع الهجري ، وسميت الدرعية نسبة الى الدروع وهم من آل يزيد من عائذ من بني سعد من قحطان ، والدروع هم بني حنيفة بحسب القائلين بحنفية آليزيد من مؤرخي نجد ، وهو ما أثبتنا انه وهم وقع فيه هولاء المؤرخون ، ومن غريب القول ، ماقاله الاستاذ راشد بن عساكر عن آل يزيد في حاشية مخطوطة ( نبذة عن انساب اهل نجد) ، حيث قال مانصه :

" آل يزيد : من اكبر فروع بني حنيفة في العارض مع آل مزيد" ... ( نبذة عن انساب اهل نجد ص 127 )

ثم يقول عن كلام ابن فضل الله العمري وعلاقة آل مزيد بعائذ بني سعد مانصه :

" قيل ان المزايدة الذين في الخرج قد دخلوا في العائذ حلفاً لانسباً!! " ...( نبذة عن انساب اهل نجد ص 127 )

قلت : عجيب هذا الامر من باحث مثل راشد بن عساكر ، لقد ذكر ابن فضل الله جميع احلاف القبائل في عهده ولم يذكر ان آل مزيد وآل يزيد حلفاء لبني عائذ ، كما أن ابن فضل الله قال انهم حلفاء لآل علي من طييء هم وبني عمهم الدواسر والجميع من عائذ بني سعد ولايمتون لبني حنيفة بصلة ، ثم ان بني حنيفة كانت قبيلة قوية ولم يثبت تاريخيا ان من افخاذها من اتصل بقحطان او غيرها ، بل دخلوا في اللهازم مع عنزة بن أسد وعجل بن لجيم منذ القرن الثالث الهجري والتحقوا بأخوتهم من بكر بن وائل ، يقول الطبري عن بني حنيفة علاقتهم باللهازم مانصه التالي :

" فكانت حنيفة بقيت من قبائل بكر لم تكن دخلت في الجاهلية في هذا الحلف ( اللهازم)، لأنهم أهل مدر، فدخلوا في الإسلام مع أخيهم عجل، فصاروا لهزمةً" .. انتهى ماقاله الطبري...

قلت : مابين الاقواس من عندي لان الحلف هو اللهازم ، وهو الحلف الذي دخلت فيه بني حنيفة مع بني عمومتها من ربيعة والتحقوا ببكر ، وهذا الحلف يفسر لنا كيف اختفى مسى حنيفة وظهور قبيلة عنزة واختزال بني وائل فيها ، فنخلص الى ان بني حنيفة ليس لهم مع العائذ واي من قبائل قحطان اية حلف ، وأن آل مزيد وآل يزيد ليسوا من بني حنيفة ، ويتبعهم الاسر التي تتفرع منهم مثل الدروع والموالفة من سكان الرياض القدماء ، والاسر المعروفة منهم اليوم مثل العساكر ، والجميع من قحطان كما نص ابن فضل ولا مجال للتخرصات ..


رد مع اقتباس