[ماجد الفيحاني]

حققت بلدة ( الغارية ) الواقعة في شبه جزيرة قطر في عام 1301 ازدهارا تجاريا بعد ان نزلها الشيخ محمد بن عبدالوهاب الفيحاني الرويبي السبيعي وجماعته من الفياحين وبعض القبائل الاخرى نافس من خلاله نفوذ الشيخ جاسم بن ثاني.

وفي عام 1303 هـ اخذ الشيخ قاسم بن ثاني يخطط للقضاء على هذه البلده التي اخذت تنافس بلدته البدع (الدوحه) فخطط لمهاجمتها والقضاء عليها وذلك بالايعاز لعدد من افراد قبيلة بن هاجر بالهجوم على قلعة الشيخ محمد بن عبالوهاب وتم ذلك غير ان هذا الهجوم فشل وتكبدا المهاجمون خسائر فادحه في الارواح.

وبعدها في نفس العام وفي فصل الصيف قام الشيخ قاسم بن ثاني بقيادة سرية لمهاجمة القلعة ونزل مكان يسمى الهشم ثم ارسل ولده خليفة واخيه ثاني الى الغارية وهاجموها ليلا ، حيث كانت الغارية خاليه الا من بعض الرجال حيث ان الشيخ محمد بن عبدالوهاب يجوب مغاصات اللؤلؤ لشرائه من الغواصين حيث كان من كبار تجار اللؤلؤ في منطقة الخليج العربي.

ولقد قتل في هذا الهجوم بعض الرجال ونهبت القلعة ولما سمع الشيخ محمد بن عبدالوهاب عن هذا الهجوم رجع مسرعا مع عدد كبير من جماعته وحلفائه، اثنائها عاد الشيخ قاسم بن ثاني الى بلدته.

بعد هذا الهجوم الذي استقله بن ثاني في موسم الغوص وكان الرجال مشغولين بارزاقهم، وحقنن للدماء حيث كانت هناك مصاهره بين الشيخ محمد بن عبدالوهاب وبين الشيخ قاسم بن ثاني قرر الاول الرحيل الى مكان اخر فنزل منطقة جو بالبحرين.

ولا يخفى على احد بان هذا الصراع ناتج عن صراع كبير بين بريطانيا الذي يعد الشيخ قاسم حليفا لها والدولة العثمانية المسلمه التي يعد الشيخ محمد بن عبدالوهاب هو الاخر حليفا لها.

ضغطت بريطانيا على الشيخ عيسى بن علي آل خليفه بضرورة ان يترك الشيخ محمد بن عبدالوهاب الفيحاني البحرين ونقل الشيخ عيسى بن علي الرغبه البريطانيه الى الشيخ محمد بن عبدالوهاب الذي طلب بدوره من الخلافه العثمانيه السكن في دارين بعد ان خيرته هذه الخلافه، فانتقل بعد ذلك هو وجماعته الى دارين وبقى عدد قليل منهم في البحرين بعد ان طلبت بعض القبائل السكن معها وفي مناطقها ومنها منطقة حالة السلطه.

بعد تلك الوقعة بين الشيخين محمد بن عبدالوهاب وقاسم بن ثاني فان بعض الذين اتصفوا بسوء النية اردوا التقرب من الشيخ قاسم بن ثاني الا ان الخلاف بين الجانبين وهؤلاء لم يستطيعوا الاساءة في العلاقات بين الشيخين.

واخبرني رحمة الله عليه الوالد محمد بن سعيد بن عبدالله بن هلال بن محمد بن عبدالمحسن الفيحاني الرويبي السبيعي غفر الله لهم بعض ما كان منقول عن الاولين ان احد الشعراء يسمى بودهيم اراد التقرب من الشيخ قاسم بان على حساب استغلال الخلاف الدائر بين الشيخ قاسم والشيخ محمد فانشد قصيده اراد النيل فيها من الشيخ محمد بن عبدالوهاب الموصوف بالكرم والسخاء الا انه وجد اثناء القاء بودهيم قصيدته التي افترى فيها على الشيخ محمد احد الشعراء من قبيلة بني هاجروالتي استخدم الشيخ قاسم بعض افرادها للقضاء على غريمه بن عبدالوهاب، فرد على الشاعر الهاجري بقصيده اخرى وفي مجلس الشيخ بن ثاني حيث قال:

بديت أولف من ضميري مراسيل
متهيض (ن) ومشتاق لرد الكلامي
هيضني اللي تايه (ن) يبدع الجيل
غــــزه ابليس(ن) باللغه والنمامـي
يابودهيم تايه(ن) ياذا لــــمهيبيل
وانا اشهد انك علت ياذا الخمامــي
عند بن ثاني ماجرت لك غرابيـل
شايب وكنك من اعيال الكمامـــــي
محمــد اللي كمـــا شــط النيـــــل
وتقول بير بار حظك دوامـــــــــــي
اتجوز للموال والقال والقيــــــــل
والنوخذه اللي شقلك ثوب خامـــي
ما تدري ان جدك كبير الحماميل
وبوك زراع البصل في المقامــــي
وامك اتسرح ابجول العجاجيـــل
تصبح وتمسى ماتفك لحزامـــــــي
شوري عليك انك تعبر المكاحيل
تلحق على باقي الذره والصرامـي

[/CENTER]
هده الابيات مرت عليها اكثر من 100 سنه وما زالت خالدة تشهد بخلود الذكرى الطيبه للفياحين ومواقف الكرم والبطولة المشرفه.