عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 29 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
Post رد: موقف الإسلام من العصبية القبلية

كُتب : [ 31 - 12 - 2009 ]

فعلا المرء لا يفاضل إلا بتقواه وإيمانه وعلمه وأدبه، كما قال سبحانه في فضل العلم : ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير ) سورة المجادلة : 11 ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب ) سورة الزمر : 9 ( وما يستوي الأعمى والبصير والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيء قليلا ما تذكرون ) سورة غافر : 58 .

فكان لزاماً علينا - عباد الله - أن نتق الله، في السر والعلن، وأن نقول لأصحاب النعرات الجاهلية؛ ما قاله رسول الله - صلى الله لخير هذه الأمة : ( دعوها فإنها منتنة )

يقول - صلى الله عليه وسلم - كما روى [ أبو داود ] وحَسَّن محققُ جامع الأصول - " إن من عباد الله أناسًا ما هم بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء على قُرْبهم ومكانتهم من الله، قال صحابة رسول الله : تخبرنا من هم يا رسول الله ؟ قال : هم أناس تحابوا بروح الله على غير أرحام فيما بينهم، ولا أموال يتعاطونها فيما بينهم، فوالله إن وجوههم لنور، وإنهم لعلى نور، لا يفزعون إذا فزع الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس ". وفيهم يقول سبحانه وتعالى : ( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) سورة يونس : 62 .

ويقول الله سبحانه وتعالى : ( تلك الدار الاّخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ) نعم الدار الاّخرة نعيمها للذين لا يريدون التعالي والتفاخر في الأرض والحياة الدنيا ولا يريدون الفساد فالعاقبة الحسنة ستكون لهؤلاء المتقين .

ويقول سبحانه وتعالى : { ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل وكان الانسان أكثر شيء جدلا * وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جائهم الهدى ويستغفروا ربهم إلا أن تأتيهم سنة الأولين أو يأتيهم العذاب قبلا * وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق واتخذوا آياتي وما أنذروا به هزوا * ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا } الكهف : 57 .

يبين سبحان من قوله أنه وضح في القرآن كل شيء وأعطى أمثلة للعظة والاعتبار وبين أن ما منع الناس أن يؤمنوا عندما جائهم الهدى والتوضيح بالأوامر والزجر والنهي هو أنهم يريدون أن يروا العذاب حتى يؤمنوا، ومن ثم يوضح أن الأنبياء والرسل هم مبشرين للجنة ومنذرين عن النار وأنه ليس هناك من أظلم من الذي تذكر له أيات الله التي تنهاه عن الحرام فيعرض عنها ونسي ما قدمت يداه من باطل، فهؤلاء يجعل الله آذانهم مصمومة ولا يفقهون حتى إن دعوا إلى الهدى وترك ما يغضبه .

هل بعد جميع ما ذكر من أيات قرانية وأحاديث سنية تذكرنا فيها النهي عن دعوى الجاهلية والعصبية المقيتة والتي مرت بنا في أكثر من موضع والنهي صريح من القرآن والسنة أن نعرض بعد ذلك ونتجاهل قوله تعالى حتى نكون في عداد من قال عنهم سبحانه : { ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون } السجدة : 22، وهل لنا أن نتخير في ما نأخذ مما أنزل الله ورسوله من أيات أو أحاديث قضاها الله ورسوله ونعصيهم ونمشي بحسب أهوائنا وما تمليه علينا أنفسنا فنضل فنكون ممن قال عنهم سبحانه : { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا ً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا } الأحزاب : 36، بعد كل ما ذكر من آيات وأحاديث من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم هل هنالك مجال في أن نفكر في من نصدق ؟ أما ما ألفينا عليه آبائنا وعشيرتنا بإجتذاب العصبية والحمية ودعوى الجاهليه الباطلة التي تثير الغرائز والنعرات بين القبائل وما ورثناه من مفاخرات وعصبيات وتقاليد وعادات جاهلية أم ما ذكره الله لنا ورسوله، وهل هناك مجال للتخير والخيرة في ذلك ؟

إنها لا أبلغ جواب وقول منه سبحانه وتعالى : { ومن أصدق من الله قيلا ً } النساء : 122 .

نسأل الله أن يجعلنا من أوليائه الصالحين وأن يوفقنا إلى ما يحبه ويرضاه ونسأله سبحانه أن يصلح قلوبنا، وأن يعرِّفنا ذنوبنا، ويمنّ علينا بالتوبة منها، وأن يهدينا وسائر إخواننا سواء السبيل إنه على كل شيء قديــر فلله الحمد من قبل ومن بعد اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى اللهم توفنا وأنت راض عنَّا ربنا تقبل منَّا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين .

ملاحق لبعض الاّيات مع شرحها ولبعض الأحاديث الناهية عن العصبية من أسانيدها :-

وهذه الاّيات القرآنية الكريمة من سورة الحجرات لهي أبلغ جواب وأتم الحجج لنبذ جميع دعاوي الجاهلية وما يفرق بين المسلم وأخيه وأوامر الله ونهيه صريحة وواضحة يقول سبحانه : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ * يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ * قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ *إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )

يوضح الله لنا في هذه الاّيات الكريمة أن المؤمنين إخوة بالايمان والدين وليس بالنسب والعصبية المنبوذة، وأنه يجب أن يصلح المؤمنون بين أخوانهم ويتقوا الله عسى أن يغفر لهم، ثم ينهى ويحرم سبحانه أن لا يسخر قوم من قوم آخرين سواء كانوا أدنى منهم أو بهم عيبا ولا يحتقرونهم ولا نساء يسخرن بنساء يرونهم أدنى منهن فلعل هؤلاء المحتقرين أعظم قدرا عند الله من وأخير ممن يسخرون، ونهي وحرم كذلك اللمز وهو النميمة والطعن والاستهزاء بالاشارات أو بإسلوب مبطن، ونهى كذلك عن التنابز بالالقاب والمعايرة، وأن أي نسب مهما اعتلا أو قبيلة كانت ذات صيت فبئس فخرها واسمها إذا فسقت وذلك بفخرها إذا لم تعتقد أن الإيمان هو فخر كل شيء وهو أساس المفاضلة، ثم يقول الله ومن لم يتب فأوئك هم الظالمون، وقد قال تعالى عن الظالمون : ( إن الله لا يهدي القوم الظالمين )

ثم ينهى سبحانه عن التجسس والظن السيء وعن الغيبة التي شبهها سبحانه بفظاعتها كالذي يأكل لحم أخ له وهو ميت، ثم يأمر الناس بتقواه إنه هو التواب الرحيم على عباده .

ثم يوضح الله سبحانه أنه خلق البشر من ذكر وأنثى وجعلهم شعوبا وقبائل، والشعوب هي القبائل العظام والقبائل هي البطون كما جاء في صحيح / البخاري يقول في كتاب المناقب حدثنا / خالد بن يزيد الكاهلي حدثنا / أبو بكر عن / أبي حصين عن / سعيد بن جبير عن / ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ) قال : الشعوب القبائل العظام والقبائل البطون ثم يكمل سبحانه أنه خلقهم ليتعارفوا، وليس ليتعالى بعضهم على بعض أو يتعصب بعضهم على الاّخر أو يطعنون بأنساب بعض، بل ليتعارفوا من مسألة نسبهم ويصلوا أرحامهم وهذه هي الغاية التي أوجدها الله من النسب .

ثم يتكلم الله عن الأعراب وهي البادية بأنهم يقولون أنهم آمنوا بالله وطبقوا ما أتى به الله، ويرد عليهم سبحانه بأنهم لم يؤمنوا بل أسلموا وأنهم لم يدخل الإيمان في قلوبهم لأنهم يقولون ذلك بالكلام الظاهر ولا يطبقونه في قلوبهم ويؤمنوا به، ويخبرهم سبحانه أنه إن أطاعوه لا ينقصهم شيئا من أجورهم وأعمالهم وأنه غفور رحيم لمن تاب منهم وأناب .

ثم يخبر الله بأن المؤمنون هم الذين آمنو بالله ورسوله وأخذوا بما أتى الله به والرسول وفهموه وطبقوه وانتهجوه ولم يرتابوا، أي لم يتزلزوا ويتشككوا وثبتوا على حال واحدة وهي التصديق المحض، وكذلك جاهدوا بأموالهم ونفسهم في سبيل الله وليس في العصبية والقومية، وبذلوا نفائس أموالهم في طاعته ورضوانه أولئك هم الصادقون الذين صدقوا في إيمانهم ليس كالأعراب الذين ليس لهم من إيمانهم إلا الكلمة الظاهرة .

ثم يقول سبحانه أتعلمون الله بدينكم أي تخبرونه بما في ضمائركم والله يعلم ما في السموات والأرض ولا يخفي عليه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء وأنه بكل شيء عليم .

ثم يقول تعالى يمنون عليك أن أسلموا، يعني الأعراب الذين يمنون بإسلامهم يخبرهم أن لا تمنوا بإسلامكم فإن ذلك يعود نفعه عليكم ولله المنة عليكم فيه بأن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين في دعواكم ذلك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار يوم حنين : ( يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلال فهداكم الله بي ؟ وكنتم متفرقين فألفكم الله بي؟ وكنتم عالة فأغناكم الله بي؟، وكلما قال شيئا : قالوا : الله ورسوله أمن ثم يختم الله هذه السورة بأنه يعلم غيب السموات والأرض وأنه بصير بما يعمل العباد مهما أخفوا في ضمائرهم .

أحاديث من السنة النبوية على بطلان الدعوى الجاهلية وتحريمها ومقتها :-

المعاصي من أمر الجاهلية ولا يكفر صاحبها بارتكابها الإيمان صحيح / البخاري .

حدثنا ‏ / ‏سليمان بن حرب ‏ ‏قال : حدثنا ‏ ‏/ شعبة ‏ ‏عن /‏ ‏واصل الأحدب ‏عن /‏ ‏المعرور بن سويد ‏قال : لقيت ‏/ ‏أبا ذر ‏بالربذة‏ ‏وعليه‏ ‏حلة‏ ‏وعلى غلامه‏ ‏حلة ‏فسألته عن ذلك فقال : إني ساببت ‏رجلا فعيرته بأمه فقال لي النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏: ‏يا ‏/ ‏أبا ذر‏ ‏أعيرته بأمه إنك امرؤ فيك جاهلية إخوانكم ‏خولكم ‏جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما ‏‏يغلبهم ‏فإن كلفتموهم فأعينوهم . ليس منا من شق الجيوب الجنائز صحيح / البخاري

‏حدثنا ‏/ ‏أبو نعيم ‏‏حدثنا ‏/ ‏سفيان ‏حدثنا /‏ ‏زبيد اليامي ‏عن ‏/ ‏إبراهيم ‏‏عن ‏‏/ مسروق ‏‏عن ‏‏/ عبدالله ‏‏رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏ :‏قال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم : (‏ ‏ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية ) قوله سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم تفسير القرآن صحيح البخاري

حدثنا ‏ /‏علي ‏حدثنا / ‏سفيان ‏‏قال /‏ ‏عمرو ‏‏سمعت ‏/ ‏جابر بن عبدالله ‏رضي الله عنهما ‏‏قال‏ ‏: كنا في غزاة ‏‏قال ‏ ‏سفيان ‏مرة في جيش ‏‏فكسع ‏‏رجل من ‏‏المهاجرين ‏رجلا من ‏‏الأنصار ‏فقال الأنصاري يا ‏‏للأنصار ‏وقال المهاجري يا‏للمهاجرين ‏فسمع ذلك رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏فقال : "‏ ‏ما بال دعوى الجاهلية " قالوا يا رسول الله ‏ ‏كسع ‏‏رجل ‏‏من ‏المهاجرين ‏رجلا ‏من ‏الأنصار ‏فقال : " دعوها فإنها منتنة " فسمع بذلك ‏/ ‏عبدالله بن أبي ‏فقال فعلوها أما والله لئن رجعنا إلى ‏‏المدينة ‏ليخرجن الأعز منها الأذل فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم ‏فقام ‏/ عمر ‏ ‏فقال يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال النبي ‏صلى الله عليه وسلم ‏دعه لا يتحدث الناس أن ‏ ‏محمدا‏يقتل أصحابه وكانت الأنصار ‏أكثر من ‏المهاجرين ‏حين قدموا ‏المدينة ‏‏ثم إن ‏‏المهاجرين ‏كثروا بعد ‏. لزوم الجماعة عند ظهور الفتن وتحذير الدعاة إلى الكفر صحيح / مسلم

1- باب الأمر بلزوم الجماعة عند ظهور الفتن وتحذير الدعاة إلى الكفر ‏:-

4890 - حدثني محمد بن المثنى، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا عبدالرحمن بن يزيد بن، جابر حدثني بسر بن عبيدالله الحضرمي، أنه سمع أبا إدريس الخولاني، يقول سمعت حذيفة بن اليمان، يقول كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير شر قال ‏: "‏ نعم ‏"‏ فقلت هل بعد ذلك الشر من خير قال ‏: "‏ نعم وفيه دخن ‏"‏‏ قلت وما دخنه قال : ‏"‏ قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر ‏"‏ فقلت هل بعد ذلك الخير من شر قال : ‏"‏ نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها ‏"‏‏ فقلت : يا رسول الله صفهم لنا‏ قال : ‏"‏ نعم قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ‏"‏‏ قلت : يا رسول الله فما ترى إن أدركني ذلك قال ‏: "‏ تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ‏"‏ فقلت : فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام قال ‏: "‏ فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ‏"‏.

4891- وحدثني محمد بن سهل بن عسكر التميمي، حدثنا يحيى بن حسان، ح وحدثنا عبدالله بن عبدالرحمن الدارمي، أخبرنا يحيى، - وهو ابن حسان - حدثنا معاوية، - يعني ابن سلام - حدثنا زيد بن سلام، عن أبي سلام، قال : قال : حذيفة بن اليمان قلت يا رسول الله إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه فهل من وراء هذا الخير شر قال نعم ‏.‏ قلت هل وراء ذلك الشر خير قال ‏: "‏ نعم ‏"‏ قلت فهل وراء ذلك الخير شر قال : ‏"‏ نعم ‏"‏‏ قلت كيف قال : ‏"‏ يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداى ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس ‏"‏‏ قال : قلت : كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك قال ‏: "‏ تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع ‏"‏‏.‏

4892- حدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا جرير، - يعني ابن حازم - حدثنا غيلان بن، جرير عن أبي قيس بن رياح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ‏"‏ من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة فقتل فقتلة جاهلية ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاش من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه ‏"‏.

4894- وحدثني زهير بن حرب، حدثنا عبدالرحمن بن مهدي، حدثنا مهدي بن ميمون، عن غيلان بن جرير، عن زياد بن رياح، عن أبي هريرة، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ‏"‏ من خرج من الطاعة وفارق الجماعة ثم مات مات ميتة جاهلية ومن قتل تحت راية عمية يغضب للعصبة ويقاتل للعصبة فليس من أمتي ومن خرج من أمتي على أمتي يضرب برها وفاجرها لا يتحاش من مؤمنها ولا يفي بذي عهدها فليس مني ‏"‏‏.

4896- حدثنا حسن بن الربيع، حدثنا حماد بن زيد، عن الجعد أبي عثمان، عن أبي، رجاء عن ابن عباس، يرويه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ‏"‏ من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات فميتة جاهلية ‏"‏‏.

4897- وحدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا عبد الوارث، حدثنا الجعد، حدثنا أبو رجاء، العطاردي عن ابن عباس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‏: "‏ من كره من أميره شيئا فليصبر عليه فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شبرا فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية ‏"‏ .

4898 - حدثنا هريم بن عبدالأعلى، حدثنا المعتمر، قال سمعت أبي يحدث، عن أبي، مجلز عن جندب بن عبدالله البجلي، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ‏"‏ من قتل تحت راية عمية يدعوعصبية أو ينصر عصبية فقتلة جاهلية ‏"‏.

4899- حدثنا عبيدالله بن معاذ العنبري، حدثنا أبي، حدثنا عاصم، - وهو ابن محمد بن زيد - عن زيد بن محمد، عن نافع، قال جاء عبدالله بن عمر إلى عبدالله بن مطيع حين كان من أمر الحرة ما كان زمن يزيد بن معاوية فقال اطرحوا لأبي عبدالرحمن وسادة فقال إني لم آتك لأجلس أتيتك لأحدثك حديثا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ‏"‏ من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ‏"‏‏.‏

في فضل الشام واليمن المناقب عن رسول الله سنن الترمذي :-

‏حدثنا ‏ ‏محمد بن بشار ‏حدثنا ‏‏أبو عامر العقدي ‏‏حدثنا ‏هشام بن سعد ‏عن ‏‏سعيد بن أبي سعيد المقبري ‏‏عن ‏‏أبي هريرة ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏قال :‏ ‏لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا إنما هم فحم جهنم أو ليكونن أهون على الله من ‏الجعل ‏الذي ‏يدهده ‏ ‏الخراء بأنفه إن الله قد أذهب عنكم ‏‏عبية ‏الجاهلية وفخرها بالآباء إنما هو مؤمن تقي وفاجر شقي الناس كلهم بنو ‏‏آدم ‏وآدم ‏‏خلق من تراب . بداية مسند عبدالله بن العباس مسند أحمد

‏حدثنا ‏‏سليمان بن داود ‏حدثنا‏ ‏هشام يعني الدستوائي ‏عن‏ ‏أيوب‏ ‏عن‏ ‏عكرمة‏ ‏عن‏ ‏ابن عباس‏ ‏أن النبي ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏قال : ‏لا تفتخروا بآبائكم الذين ماتوا في الجاهلية فوالذي نفسي بيده لما يدهده‏ ‏الجعل‏ ‏بمنخريه خير من آبائكم الذين ماتوا في الجاهلية . باب ما جاء في مثل الصلاة والصيام والصدقة الأمثال عن رسول الله سنن الترمذي

‏حدثنا ‏‏محمد بن إسمعيل ‏حدثنا ‏موسى بن إسمعيل ‏حدثنا ‏‏أبان بن يزيد حدثنا ‏يحيى بن أبي كثير ‏عن ‏زيد بن سلام ‏‏أن ‏أبا سلام ‏حدثه أن ‏الحارث الأشعري ‏حدثه ‏أن النبي ‏صلى الله عليه وسلم ‏قال إن الله أمر ‏‏يحيى بن زكريا ‏ ‏بخمس كلمات أن يعمل بها ويأمر ‏‏بني إسرائيل ‏أن يعملوا بها وإنه كاد أن يبطئ بها فقال ‏عيسى ‏إن الله أمرك بخمس كلمات لتعمل بها وتأمر ‏بني إسرائيل ‏أن يعملوا بها فإما أن تأمرهم وإما أن آمرهم فقال ‏‏يحيى ‏: ‏أخشى إن سبقتني بها أن يخسف بي أو أعذب فجمع الناس في بيت المقدس ‏‏فامتلأ المسجد وتعدوا على ‏الشرف ‏ ‏فقال : إن الله أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن وآمركم أن تعملوا بهن أولهن أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وإن مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله بذهب أو ‏ورق ‏ ‏فقال هذه داري وهذا عملي فاعمل وأد إلي فكان يعمل ويؤدي إلى غير سيده فأيكم ‏ ‏يرضى أن يكون عبده كذلك وإن الله أمركم بالصلاة فإذا صليتم فلا تلتفتوا فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت وآمركم بالصيام فإن مثل ذلك كمثل رجل في ‏عصابة ‏معه صرة فيها مسك فكلهم يعجب ‏‏أو يعجبه ‏ريحها وإن ريح الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وآمركم بالصدقة فإن مثل ذلك كمثل رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه وقدموه ليضربوا عنقه فقال أنا ‏ ‏أفديه منكم بالقليل والكثير ففدى نفسه منهم وآمركم أن تذكروا الله فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعا حتى إذا أتى على حصن حصين ‏فأحرز ‏نفسه منهم كذلك العبد لا ‏ ‏يحرز ‏نفسه من الشيطان إلا بذكر الله قال النبي ‏صلى الله عليه وسلم ‏وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهن السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ‏ربقة ‏الإسلام من عنقه إلا أن يرجع ومن ادعى دعوى الجاهلية فإنه من ‏جثا ‏جهنم فقال رجل يا رسول الله وإن صلى وصام قال وإن صلى وصام فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله . من سنن ابن ماجه عن الكبر والتواضع والورع والتقوى والبغي :-

1 - باب البراءة من الكبر والتواضع :-

4313 - حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا علي بن مسهر، وحدثنا علي بن ميمون الرقي، حدثنا سعيد بن مسلمة، جميعا عن الأعمش، عن ابراهيم، عن علقمة، عن عبدالله، قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ‏"‏ لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر ولا يدخل النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان ‏"‏.

4314 - حدثنا هناد بن السري، حدثنا أبو الأحوص، عن عطاء بن السائب، عن الأغر أبي مسلم، عن أبي هريرة، قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏: "‏ يقول الله سبحانه الكبرياء ردائي والعظمة ازاري من نازعني واحدا منهما القيته في جهنم ‏"‏‏.

4315 - حدثنا عبدالله بن سعيد، وهارون بن اسحاق، قالا : حدثنا عبدالرحمن المحاربي، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏: "‏ يقول الله سبحانه الكبرياء ردائي والعظمة ازاري فمن نازعني واحدا منهما القيته في النار ‏"‏‏.

4316 - حدثنا حرملة بن يحيى، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، أن دراجا، حدثه عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد، عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال ‏: "‏ من يتواضع لله سبحانه درجة يرفعه الله به درجة ومن يتكبر على الله درجة يضعه الله به درجة حتى يجعله في أسفل السافلين ‏"‏.

4319 - حدثنا أحمد بن سعيد، حدثنا علي بن الحسين بن واقد، حدثنا أبي، عن مطر، عن قتادة، عن مطرف، عن عياض بن حمار، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه خطبهم فقال ‏: "‏ إن الله عز وجل أوحى إلى أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ‏"‏.

ومن خلاصة هذه الأحاديث نستخلص أن الدعوى إلى الجاهلية المتمثلة بالإستعلاء وتفاخر قوم على قوم ما هي إلا من أبواب الكبر وعدم التواضع والشعور بعقدة النقص وبالتالي كان العقاب من جنس العمل فالكبر من صفات الله من شارك الله فيها عذبه الله، وإبليس هو أول من دعى بالجاهلية عندما تعالى على سيدنا آدم ورفض أن يسجد طاعةً لأمر الله، وقال الله تعالى في ذلك في خمس مواضع من القرآن يبينها لنا وعظم معصية إبليس :-

1- ( وإذ قلنا للملائكة إسجدوا لاّدم فسجدوا إلا إبليس أبي واستكبر وكان من الكافرين ) سورة البقرة : 34، فقرن الله الكبر هنا مع الكفر لعظم المعصية .

2- ( قلنا للملائكة إسجدوا لاّدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين * قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خيرٌ منه خلقتني من نار وخلقته من طين ) سورة الأعراف : 7 .

3- ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لاّدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا ) سورة الإسراء : 61 .

4- ( وإذ قلنا للملائكة إسجدوا لاّدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا ) سورة الكهف : 50 .

5- ( وإذا قلنا للملائكة إسجدوا لاّدم فسجدوا إلا إبليس أبى ) سورة طه : 116 .

وللأسف أكثر دعاة الجاهلية عندما يُدعون للحق وترك الباطل يقولون أنا أباءنا كانوا على ذلك فهل نترك ما كانوا عليه وننسى تاريخنا وتقاليدنا، ومثلهم في ذلك مثل الأنبياء عندما كانوا يدعون أقوامهم فيقولون كيف نترك ما يعبد آباؤنا ويضرب الله تعالى الأمثلة في ذلك بأكثر من موضع في كتابه :-

1- ( وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليها آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون ) سورة البقرة : 170 .

2-( وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آبائنا أولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون ) سورة المائدة : 104 .

3-( وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون ) سورة الأعراف : 28 .

4-( قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين * قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين ) سورة الأنبياء : 54 .

5-( وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير ) سورة لقمان : 21 .

6- ( بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على أثارهم لمهتدون * وكذلك ما أرسلنا من قبلك من قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم لمقتدون * قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون * فانتقمنا منهم فأنظر كيف كان عاقبة المكذبين ) سورة الزخرف : 25 .

القاريء والمتدبر لاّيات الله يجد أن النهج الذي سلكه هؤلاء الظالمين هو منهج العصبية الجاهلية وهو ما يتجلى اليوم كإمتداد في مسائل أخرى وإن إختلفت المسائل ولكن المنهجية المتبعة هي واحدة ويقاس عليها ما ذكر في مدلول الاّيات الكريمة، فنسأل الله العافية ماذا كان جزاءهم إلا أن أنتقم الله منهم وأذاقهم أشد العذاب .

2 - باب الورع والتقوى :-

4358 - حدثنا عبدالله بن محمد بن رمح، حدثنا عبدالله بن وهب، عن الماضي بن محمد، عن علي بن سليمان، عن القاسم بن محمد، عن أبي ادريس الخولاني، عن أبي ذر، قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ‏"‏ لا عقل كالتدبير ولا ورع كالكف ولا حسب كحسن الخلق ‏"‏‏.‏

4359 - حدثنا محمد بن خلف العسقلاني، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا سلام بن أبي مطيع، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة بن جندب، قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏: "‏ الحسب المال والكرم التقوى ‏"‏ .‏

3 - باب البغى :-

4353 - حدثنا يعقوب بن حميد المدني، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن داود بن قيس، عن ابي سعيد، - مولى بني عامر - عن أبي هريرة، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال ‏: "‏ حسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ‏"‏ .‏

4354 - حدثنا حرملة بن يحيى، حدثنا عبدالله بن وهب، أنبانا عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سنان بن سعد، عن أنس بن مالك، قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏: "‏ إن الله أوحى إلى أن تواضعوا ولا يبغي بعضكم على بعض ‏".

وهنا نستعرض ما قيل وذكر في الإخاء وما ذكر من أقوال العلماء فيه :-

من أقوال العلماء الواردة في ( الإخاء والمودة ) :-

1- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( يصفى لك ود أخيك ثلاث : أن تبدأه بالسلام, وأن تدعوه بأحب الأسماء إليه, وأن توسع له في المجلس, وكفى بالمرء عيباً أن يجد على الناس فيما يأتي, أو يبدو لهم منه ما يخفى عليه من نفسه, وأن يؤذيه في المجلس بما لا يعنيه )

2- قال رضي الله عنه : ( إذا رزقك الله ود امرئ ٍ مسلم فتمسك به )

3- عن الحسن, قال : كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يذكر الرجل من إخوانه في الليل, فيقول : ( يطولها من ليلةٍ ) فإذا صلى المكتوبة غدا إليه فإذا التقيا عانقه .

4- قال علي رضي الله عنه : من لم يحمل أخاه على حسن النية, لم يحمده على حسن الصنعة .

5- قال ابن عباس رضي الله عنه : ( أحب إخواني إلي الذي إذا أتيته قبلني وإذا رغبت عنه عذرني )

6-وكان عبدالله بن مسعود رضي الله عنه يقول : ( كنا إذا فتقدنا الأخ أتيناه, فإذا كان مريضا كانت عيادة, وإن كان مشغولا كانت عونا, وإن كان غير ذلك كانت زيارة )

7- عن شعبة رضي الله عنه قال : خرج عبد الله بن مسعود على أصحابه فقال : ( أنتم جلاءُ حزني )

8- عن عكرمة رضي الله عنه قال : ( قال الله تعالى ليوسف : يا يوسف بعفوك عن إخوتك رفعت ذكرك في الذاكرين )

9- قال لقمان لابنه : ( يا بني, من لا يملك لسانه يندم, ومن يكثر المراء يُشتم, ومن يصاحب صاحب السوء لا يسلم, ومن يصاحب الصالح يغنم )

10- قال الحسن رحمه الله ( المؤمن مرآة أخيه إن رأى فيه ما لا يعجبه سدده وقومه, وحاطه وحفظه في السر والعلانية إن لك من خليلك نصيبا وإن لك نصيبا من ذكر من أحببت فثقوا بالأصحاب والمجالس )

11- قال رجل لداوود الطائي : أوصني قال : ( اصحب أهل التقوى, فإنهم أيسر أهل الدنيا عليك مئونة, وأكثرهم لك معونة )

12- ومن الأمثلة : ( رُب أخٍ لم تلده أمك )

ولنا أن نرى حكمة زيد على هشام بن عبدالملك في رده العقلاني على العصبية :-

( دخل زيد بن علي على هشام بن عبدالملك، فقال هشام : بلغني أنك تحدث نفسك بالخلافة وأنت لا تصلح لها لأنك ابن أمة - أي أمك عبدة غير حرة ـ فقال زيد بن علي : أما قولك : إني أحدِّث نفسي بالخلافة فلا يعلم الغيب إلا الله وأما قولك : إنني ابن أمة فإسماعيل عليه السلام ابن أمة، أخرج الله من صلبه خير البشر محمداً صلى الله عليه وسلم، وإسحاق ابن حرة أخرج الله من صلبه يعقوب ومن يعقوب أخرج الله بني إسرائيل الذين مُسِخوا قردة وخنازير ) تم بحمد الله . هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول بتصرف يسير مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس