عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 10 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: نسب قبيلة عائذ العدنانية

كُتب : [ 22 - 09 - 2009 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : كتب أحد الإخوة قائلا : لي صديق من جماعتي ( عائذ ) من المهتمين بالأنساب والتاريخ، وهو الشيخ / ******* ***** محاضر في كلية الشريعة، وقد أعجبني مقال له عن عائذ والدلم ـ لم ينشره ـ وقد سألته عن طريق الأنترنت عن ما نراه من كلام بعض الباحثين حول نسب عائذ وأنها عدنانية وليست قحطانية، وهذا خلاف ما نعرفه ويعرفه الناس من كونها من قحطان، فأجابني بما سأنقله هنا، وأريد التعقيب عليه وإفادتي برأيكم، وشكرا .

أخي ************** وفقه الله سلام عليكم ورحمة الله وبركاته, أما بعد : فجوابا على سؤالك لي فيما يتعلق بنسب قبيلة عائذ، فإنه يسرني بيان ما أراه في المسألة، لكن قبل ذلك أشير إلى أمرٍ قد يعذرني عندك في عدم تجاوبي لمراسلاتك السابقة (1)، وهو أني فقدت الاهتمام بالبحث في الأنساب والتاريخ، وإن كنت ممن تنقصه الملكة في ذلك، إنما نفرني منه ما آل إليه الأمر هذا الزمان حيث وقعت المحاذير الثلاثة التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم، وهي :-

ـ الطعن في الأنساب : ولعلك ـ حفظك الله ـ تلاحظ واقع الكُتَّاب والمتحدثون اليوم في أنساب القبائل حيث يطعنون فيها بغير ما يُعرف عن أهلها مشككين وضاربين عرض الحائط بأن الناس مأمون على أنسابهم .

ـ الفخر بالأحساب : وترى هذا بينِّا مع موضة الاهتمام بالنسب فأصبح كل يدعي شرف قومه وقبيلته ووجاهتهم وأنهم بيت الزعامة والأمارة وأصحاب الفعلة الفلانية محتقرا غيرها ممن شاركها الأحداث .

ـ الانتساب لغير الأب : وهذا تفشى بين وضيعي النسب بشكل ملاحظ ، فأصبح الموالي والصناع يتخيرون القبائل لينتسبوا إليها، ولا يخفاك من انتسب إلى عائذ هذه الأيام ممن هم من الغياثير، وأضافوا اسم العائذي على أوراق ثبوتهم .

وأصل إلى صلب الموضوع المراد بحثه، وهو نسب عائذ، وهل هي من قحطان أو من عقيل من بني عامر بن صعصعة ؟

والجواب : إنه لا بد قبل البحث أن نذكر الحقائق في موضوع البحث لكي ننطلق منها، وهي :-

أولا : أن عائذا الآن في فرع الصقر من عبيدة من قحطان، وهو محل إجماع العائذيين، وقبائل الجزيرة العربية، لم يتردد أحد منهم نقلا عن أبيه وجده بقولٍ غير هذا، وأيضا هو قول الباحثين العارفين بعلم النسب، لكن محل البحث بالنظر العلمي في أصول القبائل : هل هم من قحطان بالحلف أو بصليب النسب ؟ .

وعليه فإن ما يُعقب أو يحشي به الجُهال على هذا النسب من النفي استنادا على نتائج البحث العلمي المتأخرة هو قصور في فهم أساسيات علم النسب .

ثانياً : أن عائذا في العرب كثير : كـ ( عائذ مخزوم، وعائذة قريش، وعائذ ضبة، وعائذ نهد، وعائذ جرم وعائذ بجالة، وعائذ الأزد ... وغيرها )، وهذا من دواعي اشتباه نسبها في أيٍ، لكن محل البحث إنما يدور بين عائذ مذحج ( قحطان )، وعائذ عقيل، استناد لأمور ثلاثة : المصادر، ومحل القبيلة، وشاهد الحال ( أي القول المعروف الآن بين العرب )، ويستثنى من ذلك الذين يُعرفون بعرب العائذ في مصر وما جاورها الذين ذكرهم صاحب الملوك الزاهرة، لأن بعض المصادر أشارت إلى أنهم من عائذ جرم .

ثالثا : أن عائذ المذحجية سبقت في الذكر والوجود عائذ العقيلية، فذكرت كتب التراث عائذ الله من سعد العشيرة، ومنهم مالك بن مسروق العائذي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، ومجمع العائذي المذحجي الذي شارك مع الحسين في أحداث كربلاء، كما أن ابن رسول ـ ت 696هـ ـ (2) أشار إلى أبناء معاوية الجنبي، فعد منهم آل عائذ، ومعاوية هذا هو الذي تزوج عبيدة بنت المهلهل وكان ذلك قبل الهجرة، ومن المعلوم تحالف سعد العشيرة المذحجية وأبناء عبيدة ( 3)، ومن نسلهم ما يعرفون بقحطان الآن .

بينما ذكرت كتب التراث والأنساب التي عددت قبائل العرب فروعَ عقيل من جعدة وكلاب وكعب وجشم ونمير وخفاجة وغيرهم ولم تعد منهم عائذا، فكان أول ذكرٍ لها : في القرن الرابع الهجري، وذلك عند أبو علي الهجري صاحب التعليقات والنوادر .

رابعا : أن الإشارات التاريخية ـ التي ظهرت بعض وثائقها مؤخرا ـ والتي تتحدث عن نجد أو البحرين وصولا إلى العراق وفارس تنسب عائذا إلى بني عقيل وأولها كتاب الهجري ـ القرن الرابع ـ، وديوان ابن المقرب، وابن عنبة، وورقة الشثري، وقصيدة صاحب الفروع، ومخطوطة جبر، وغيرها، ويؤيد هذا النسب تواجد عائذ الحالية ( نجد وتثليث ) في موقع ما ذكروه عن عائذ تلك .

خامسا : أن هناك هجرةً لعائذ من بلاد الجنوب إلى نجد، وذلك بناء على ما تواتر لدى قحاطين الجنوب، وهم يروونها عن آبائهم وأجدادهم، وأن عائذا كانت قبيلة كبيرة في الجنوب فرحل عامتها والغالب منها إلى نجد، وسياق القصص في ذلك على نحو من قصة نزوح الضياغم المشهورة، بل هم يجعلونهم ممن رحل معهم، ومعلوم أن الضياغم وعائذ أخوة يلتقون في حلف أمهم عبيدة، ومنها قول أحدهم :-

إن طعتني يا أبوي جلينا لديرة
= جلينا وخلينا صقير وعايذ

بعد هذا هل عائذ من مذحج أو من عقيل ؟

إذا قيل إنها من عقيل استنادا على الإشارات التاريخية التي تتوافق مع مكان القبيلة وهي طريقة الشيخ حمد الجاسر وغيره في اعتماد القول في نسب القبائل الحالية ( تطابق المكان التي هي فيه مع من نسبت إليه في المصادر )، فإنه يتصادم مع الإشكالات التالية :-

1_ : معارضة ذلك لما تقوله القبيلة عن نفسها؛ أنها تنتسب لمذحج بالجد لا بالحلف .

2_ اختلاف الباحثون في عائذ وتردد بعضهم في إلحاقها بعقيل، فمثلا ذكر السيوطي بني عائذ فقال : بنو عائذ بن سعيد ذكرهم الحمداني ولم يبين من اي عرب هم، غير انه عائذ بن سعيد، فلو كانت من عقيل، وهي كغيرها في موطن عقيل فلماذا يتردد الناسبون ؟ ويصل الأمر إلى دخولها في قحطان، فلا بد من شي يجلب اللبس في ذلك في أقل الأحوال .

3_ أن من المعلوم في أسباب الحلف، هو ضعف القبيلة وقوة من دخلت فيه، وهذه قاعدة مطردة، وعائذ في نجد تقع في قوةٍ ومكنةٍ من العقيليين من العيونيين ثم العصفوريين ثم الجبريين العقيليين ثم الخالديين ( بناء على الراجح في كونهم لفيفٌ من عقيل وليسوا من قريش )، وسبيع ( الذين ذُكرت لهم صولات ومناخات في نجد منذ القرن التاسع، وهم من بقايا كلاب العامرية )، فلماذا تتخلى عائذ عن عقيل، وتنتسب إلى عبيدة الذين لا قوة لهم ولا مكنة في نجد، بل إن انتسابها لو كان بالحلف في قحطان؛ فأقل الأحوال أن تنتسب إلى الجحادر الذين جاءوا إلى نجد في القرن الحادي عشر وصار لهم نفوذ وشأن بعد ذلك .

4_ إذا كانت عائذ من عقيل؛ فأين ذهبت عائذ مذحج ـ الأقدم ذكرا، والأكثر عددا ـ ( خصوصا ما عُرف عن سعد العشيرة من كثرة نسله ) .

إذا هل عائذ من قحطان ؟، هذا ـ أيضا ـ يرد عليه إشكالٌ؛ وهو مخالفة ذلك للمصادر التي أشارت إلى عائذ العقيلية، ولو كان مصدرا واحدا لقلنا إنه واهم، لكنها أكثر من واحد .

وعليه أرى أن عائذا لم تكن واحدة بل هناك عائذ عقيل، وعائذ مذحج ولا يستبعد تجاورهما، فإن تشابه أسماء الأفخاذ مع تقارب الأماكن معروف ومتكرر؛ فمثلا (آل روق ) في قحطان وعتيبة، وبني عبدالله في مطير وغيرها، والعمور في بني خالد والدواسر، وغيرها كثير مما دعى بعض الباحثين للجمع بينهما وجعل قبيلة أصلا لقبيلة أخرى، بل إن ذلك نفسه حصل في عائذ، وهم عائذة قريش وعائذ مخزوم وعائذ ضبة، فتجد كتب التراث تقول : فلان العائذي من عائذة قريش، وفلان من عائذ مخزوم، وفلان العائذي الضبي لتواجدهم متقاربين في حواضر الدولة الإسلامية .

فإذا نقول ـ وهو ما أرجحه ـ : أن عائذ الحالية أخلاط من عائذ العقيلية والقحطانية، وانتسابهم إلى قحطان صليبة لا حلفا لوجود عائذ القحطانية، مع دخول عائذ العقيلية فيها، ولا يصح القول بأن عائذ نجد من عقيل وعائذ تثليث ( طريب والصبيخة وقرى آل عايذ ) من قحطان لمعارضة ذلك للحقيقة ( خامسا ) وهي وجود هجرة عائذ إلى نجد المشهورة، وللعلاقات القوية بين القبيلة في الموضعين .

ومع أني رجحت ما سبق إلا أني أجهل متى كان هذا التحالف ـ لعدم المصدر ـ وهو متردد بين ما يلي :-

الأول : أن يكون في بلاد الجنوب، لأن تثليث من بلاد بني عقيل ثم غلبت عليه مذحج، فتكون عائذ مذحج ممن دخل في عقيل، وانتقلت معهم إلى العقيق ثم نجد، ونظرا لكونها ليست من عقيل أو أن أكثرها من مذحج تردد الناسبون فيها، ويدل عليه ـ أيضا ـ أن ذكرها إنما جاء في القرن الرابع بينما لم تكن تذكر قبله من ضمن قبائل عقيل .

كما ورد ما يشير إلى وجود المذحجيين في البحرين في القرن الثامن ـ وصلة نجد بها قريبة ـ وهو قول ابن خلدون : " وسألت عرب البحرين وبعض مذحج لمن اليمامة اليوم ؟ فقالوا لعرب من قيس عيلان وليس لبني حنيفة بها ذكر ".

الثاني : أن تكون عائذ عقيل في نجد في القرن السابع ثم هاجر إليها الضياغم ومعهم بنو عمومتهم عائذ مذحج فاستقرت في القرن الثامن في أماكن عائذ العقيلية، وقد تكون عائذ عقيل رحلت مع العامريين إلى العراق ثم فارس كما يدل عليه كلام شارح ديوان ابن المقرب، ومن بقي من عقيل دخل في عائذ مذحج .

ويدعم القول بأن عائذ نزحت إلى نجد في حلف من القبائل هو ما أشار إليه ابن فضل الله العمري ـ ت 749هـ ـ حيث عد الدواسر فرعا من عائذ، ومعلوم أنهم من الأزد، وذكر أن أميرهم رواء بن بدران، فلعل البدارين فقط هم من حالف عائذ وصاحبوهم من العقيق ـ وادي الدواسر مقر بقية الدواسر ـ إلى نجد .

فنجد الروايات مع إشارت بعض النصوص تشعر بنزوح عدد من القبائل اليمنية إلى نجد ( عائذ، الضياغم، البدارين ) في زمن متقارب بين القرن السادس والتاسع .

ولا يصح قول الحقيل ومن نقل عنه من كون عائذ دخلت في قحطان في القرن الحادي عشر لأمرين :-

1_ أن عائذ نجد قد تفرقوا في هذا الوقت حواضر في الخرج والوشم وسدير، والتحالف إنما يكون مع بقاء حال التنقل والكيان القبلي .

2_ عدم وجود جانب قوي لقبائل عبيدة في نجد لأن التحالف إنما يكون مع الأقوى .

أخيرا أرجوا أني أفدتك أخي العزيز . ولو كان عندي فراغ مع شي من الاهتمام لبحثت المسألة بحثا دقيقا موثقا بالنصوص . أبو عبدالله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ويعذرني أيضا في التوثيق بالمراجع لبعدها عني أثناء الكتابة .
(2) صاحب طرفة الأصحاب في معرفة الأنساب
(3) أما عائذ حنيفة وعائذ الظفير فقد ذكرهما ابن لعبون ومن نقل عنه وليس لهما أصل بل مردهما تحالف المعاليم من عائذ مع الظفير ، ودخول آل يزيد العائذيين في بني حنيفة .
(4) وهو حلف آخر غير تحالف أبناء عبيدة فيما بينهم ، فهم من أبناء معاوية الجنبي وروح بن مدرك كما هو معلوم أيضا . هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس