عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 19 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
Post رد: المرأة العربية في العصور الجاهلية !!!

كُتب : [ 23 - 07 - 2009 ]

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خيَّال الغلباء مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

المرأة العربية في العصور الجاهلية !!!

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فلقد شاع فينا أن المرأة في الجاهلية قد كانت - في خير حالاتها - متاعاً للرجل، وأنها عانت من صنوف الاستعباد والاستبداد ما أنقذها منه الإسلام، وعلى الرغم مما نُقل إلينا من أخبار تدل على ما كان لها في الجاهلية من مكانة مرموقة ومآثر لم تضع مع السنين والقرون، إلا أن تلك الأخبار لم تذع فينا كما ذاعت الأخبار الأخرى التي تتحدث عن وأد البنات وانتقال الزوجات بالميراث من الآباء إلى الأبناء، وما إلى ذلك من مظاهر الضعة والهوان .

ولا نقول : أننا سنحاول هنا أن ننصف المرأة العربية في تلك العصور القديمة، فالحق أن المؤرخين الأئمة والرواة القدامى لم يضنوا عليها بتدوين ما تناقلته الأخبار من مآثرها وكل عملنا هنا، أن نختار من ذاك الذي دوَّنوه، بعض ما يصحِّح فكرتنا الشائعة عن الأنوثة والأمومة العربية قبل الإسلام، وأن نضع إلى جانب المرويات المشهورة عما لحق بها من ظلم وعسف وهوان، بعض ما تحدثوا به عن منزلتها الرفيعة، وعزتها التي صِينت بالدماء وافتُدِيت بالمهج والأرواح .

يَلفت الذي يتصل عن قرب بما كتب الأقدمون عن الجزيرة، حرصُ العرب في جاهليتهم البعيدة على كرم النسب وطهارة الأرحام ونقاء الأصول، قال حكيمهم " أكثم بن صيفي " : ( لا يفتننكم جمالُ النساء عن صراحة النسب، فإن المناكح الكريمة مَدرَجة الشرف )

وقال شاعرهم :-

وأول خُبثِ الماء خبَثُ ترابه
= وأولُ خُبْثِ القوم خَبَثُ المناكح

ونقل / أبو عمرو بن العلاء - الراوية الصدوق والحجة، وأحد السبعة القراء الأئمة - عن أحدهم، قال :-

( لا أتزوج من امرأة حتى أنظر الى ولدي منها )

قيل له : ( كيف ذاك ؟ )

قال : ( أنظر إلى أبيها وأمها، فإنها تجرُّ بأحدهما )

وقال قائلهم لبنيه : ( قد أحسنت إليكم صغاراً وكباراً، وقبل أن تولدوا )

قالوا : ( وكيف أحسنت إلينا قبل أن نولد ؟ )

فقال : ( اخترت لكم من الأمهات من لا تُسَبُّون بها )

ومثله ما أنشد الرياشي لبنيه :-

وأول إحساني إليكم تخيُّري
= لماجدةِ الأعراقِ بادٍ عفافُها

ولعل هذا الحرص منهم على كرم النسب، مما يفسر لنا كراهيتهم للسباء فربما تزوج الرجل بسبيته وأنزلها من نفسه وقومه أكرم منزلة، فلم ينف ذلك عنها مهانة الأسر ومعرَّته ونذكر هنا ما فعلت " سلمى الغفارية " زوج عروة الصعاليك " عروة بن الورد العبسي " من شعراء الجاهلية الصعاليك الفرسان، أصاب " سلمى" في إحدى وقائعه، وكانت ذات جمال، فأعتقها " عروة " وتزوجها، وأقامت عنده بضع عشرة سنة، ولدت له فيها أولاداً، وحلَّت من نفسه وقلبه أعز مكان، إذ كان شديد الحب لها والحرص على إكرامها، لكن ذلك لم يُنسها مذلة السباء، فقالت له يوماً : ( ألا ترى ولدك يُعيَّرون بأمهم ويُسَمَّوْنَ : بني الأخيذة ؟ )

قال : ( فماذا ترين ؟ )

قالت : ( أرى أن تردني إلى قومي حتى يكونوا هم الذين يسلمونني إليك ؟ )

فاستجاب لها، وهو لا يشك في أنها سعيدة راضية صادقة الرغبة في العيش معه وخرج بها فحجَّ - وكان قد أسلم، لكن دون صحبة - ثم عرَّج على أهلها زائراً، فتحايلوا عليه بالخمر حتى رضى أن يخيِّروها بين الإقامة فيهم والعودة معه، فاختارت " سلمى " أهلها وهي تقول : ( يا عروة، أما إني لأقول فيك - وإن فارقتك - الحقَّ : والله ما أعلم امرأة من العرب ألقت سِتْرَها على بعلٍ خير منك وأغضَّ طرفاَ وأقلَّ فحشاً وأجودَ يداً، وأحمى لحقيقة، لكن، ما مرّ عليَّ يوم منذ كنت عندك إلا والموت فيه أحب إلىَّ من الحياة بين قومك، لأني لم أشأ أن أسمع امرأة من قومك تقول : قالت أمةُ عروة كذا وكذا، والله لا أنظر إلى غطفانية أبداً، فارجع راشداً إلى ولدك وأحسن إليهم )

فانصرف عنها حزيناً حسيراً، وهو يقول قصيدته التي مطلعها البيت المشهور :-

سقوني الخمر ثم تكنفوني
= عداةُ الله من كذبٍ وزورِ

منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
عواكيس جزاك الله خيراً ولا هنت



رد مع اقتباس