عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 29 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: صور الربع الخالي الكنز الغالي المجهول

كُتب : [ 12 - 06 - 2009 ]

بسم الله الرحمن الرحيم



الربع الخالي الكتاب المغلق :-

جيولوجيون سعوديون يكملون مسيرة الرحالة الغربيين في محاولة قراءة أسراره :-



عينة من مياه الربع الخالي : (« الشرق الأوسط »)

جدة : نايف الراجحي :-

حمل رحالة غربيون في النصف الأول من القرن العشرين أشياءهم وارتحلوا، زادهم أحلام رومانسية باستكشاف سحر الشرق المدفون تحت كثبان الرمال المتحركة في قلب صحراء الربع الخالي، سائرين على دروب قوافل اللبان، متخذين من العرب البدو أدلاء في طريق بلا معالم واضحة، لكن أولئك البدو أكسبتهم قسوة الحياة مهارات استثنائية في قراءة دروب الصحراء .

ويقول الرحالة الإنجليزي توماس بيرترام، وهو أول من اجتاز بحر الربع الخالي الرملي من الرحالة الغربيين في عام 1930م « استطاعت صحراء الربع الخالي، تلك الصحراء العذراء الكبيرة في جنوب شبه جزيرة العرب، أن تستحوذ على انتباه كل رجل أبيض أقام في شبه جزيرة العرب، كما أغرتني أنا الآن . منطقة الربع الخالي يمكن تشبيهها بسيدة وقور تومئ للإنسان أن يمتنع عنها، كان هذا هو انطباعي الأول بالنسبة لها، ولكني لم أتعلق بهذا الوهم ».

ترك أولئك الرحالة إرثاً من القصص والحكايات، عن مدينة «عبر» أو كما أسموها « أتلانتيس الرمال » المفقودة، أو مدينة « إرم ذات العماد » كما يعرفها المسلمون، إذ ادعى عثوره على تلك المدينة خلال رحلته الشهيرة في عام 1930م . كما تحدث بيرترام في روايته لتفاصيل الرحلة عن « موسيقى الرمال »، قائلا : كانت الحركة الأولى من ذلك « الكونشرتو » الغريب طويلة بما فيه الكفاية . لقد كان الأمر أشبه ما يكون بقرع الطبول، وأحياناً يخيل إليك أنك تصغي إلى هدير محرك طائرة . أما مرافقيّ فقد كانا منشغلين بتأدية بعض الحركات الطقوسية التي كانت فيما يبدو موجهة نحو الجن الذين يفترض أنهم مسؤولون عما حدث ».

واليوم يحمل خبراء جيولوجيون سعوديون مهمة البحث عن أحلام أكثر واقعية من رومانسية الرحالة الغربيين . وتقليب صفحات كتاب الصحراء الغامض، علهم يكتشفون بين صفحاتها أسرارها المخبوءة منذ آلاف السنين .
وعلى النسق نفسه، يجيء حديث رئيس هيئة المساحة الجيولوجية الدكتور / زهير نواب، والذي أكد أخيراً « إن صحراء الربع الخالي تعتبر بالنسبة لنا كتاباً مغلقاً، لأن الجميع أحجموا عن عمل دراسات منتظمة فيها ». وينتظر أن يتحرك فريق سعودي علمي يضم خبراء دوليين قريباً لاستقصاء فرص اكتشاف مخزون من الموارد المائية الجوفية كاحتياط استراتيجي، وإيجاد التقنيات الحديثة للاستفادة منها، وتعميق الوعي وتركيز الجهود لتحقيق التنمية من الموارد المائية في منطقة الربع الخالي في مجالات الحياة المختلفة، بعد أن أظهرت الرحلات الاستكشافية العمق الاستراتيجي المائي لهذه المنطقة . ويتحدى مدير معهد أبحاث الفضاء في جامعة بوسطن الأميركية الدكتور / فاروق الباز، أي جيولوجي على سطح الأرض أن يقدم إجابات شافية عن أسئلة مثل : كيف تكوّن الربع الخالي ؟ ولماذا تكوّنت الرمال ؟ ولماذا هو ربع خالي ؟.

وتمسك الدكتور الباز طوال السنوات الماضية بفرضية وجود مخزون هائل من المياه الجوفية تخبئه صحراء الربع الخالي في أعماقها البعيدة، ويقول : « إن منطقة الربع الخالي تعد منطقة صحراوية لا تصلها أمطار إطلاقاً، ولكنها في الماضي كانت بحيرة تتجمع فيها المياه، وجزء من هذه المياه تسرب إلى أعماق الأرض، حيث لا تزال قابعة في الصخور على شكل مياه جوفية، وهي توجد بكميات كبيرة ».

ويستدرك مدير معهد أبحاث الفضاء في جامعة بوسطن بالتنبيه إلى « أن تكلفة الوصول إليها واستخراجها ونقلها مرتفعة في الوقت الحالي، ولكن في المستقبل قد يكون استخراجها بوسائل تقنية حديثة متطورة أقل تكلفة ».
ويسند رئيس قسم الجيولوجيا وأستاذ الاستشعار عن بعد بجامعة غرب متشيجان المشارك في كرسي الربع الخالي في جامعة الملك سعود الدكتور / محمد سلطان، بتأكيده أخيراً على أن جميع القياسات المتطورة تؤكد على أن قرابة 27 في المائة من إجمالي مياه الأمطار الساقطة على منطقة الدرع العربي سنوياً تتجه نحو الربع الخالي، مؤكداً أن كمياتها بلغت في العام الماضي قرابة 150 مليار متر مكعب . هذا الإصرار من العلماء الجيولوجيين يجد قبولا كبيراً حتى من الناس البسطاء، لأنهم بكل بساطة يؤمنون بأمر من أنباء الغيب التي نقلها الرواة إليهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي قال : « لا تقوم الساعة حتى تعود جزيرة العرب مروجاً وأنهارا ».

وووفقاً لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، تعد صحراء الربع الخالي أكبر صحراء رملية متصلة في العالم، إذ تبلغ مساحتها نحو 600 ألف كيلو متر مربع، وتقع نحو 80 في المائة من رمالها داخل حدود المملكة العربية السعودية، وتغطي نحو ربع مساحة البلاد وتتركز في الأطراف الجنوبية الشرقية والجنوبية منها، في حين تقع أطرافها الشرقية في الإمارات العربية المتحدة، وأطرافها الجنوبية الشرقية وأجزاء من أطرافها الجنوبية في سلطنة عمان، كما تقع أجزاء من أطرافها الجنوبية والجنوبية الغربية في الجمهورية اليمنية .

وتكشف الهيئة عن اختلاف في مصدر صحراء الربع الخالي بهذا الاسم، ففي حين يرى بعض الباحثين والمؤرخين أن مصدر هذه التسمية عربي قديم، حيث وردت هذه التسمية في كتاب البحار العربي الشهير / ابن ماجد ( الفوائد في أصول علم البحر والقواعد – سنة 895هـ )، حيث حدد الربع الخالي بأنه على مشارف مأرب والجوف، يعتقد فريق آخر من الباحثين أنها تسمية معربة من الاسم الأجنبي : ( The Empty Quarter )، التي وردت في كتب عدد من الرحالة والمستشرقين .

وأوضحت الهيئة أن الربع الخالي يضم وتحيط به أعداد كبيرة من الآبار وموارد المياه القديمة والحديثة، وتزداد كثافتها في الأجزاء الشرقية والشمالية الشرقية والشمالية منه، نظراً لقرب المياه من السطح، ويختلف تصنيفها حسب نوعية المياه إلى ( القلمات ) : وهي آبار ارتوازية ذات مياه كبريتية حفرتها شركة « أرامكو » في أثناء المسح والتنقيب، وتنتشر في معظم أجزاء الربع الخالي، و ( الخيران ) : وهي آبار ذات مياه مالحة تنتشر بشكل كثيف في الأجزاء الشرقية من الربع الخالي، وتتميز بقرب مياهها إلى سطح الأرض، والآبار والعدود : وهي آبار مياه صالحة للشرب نسبياً ويحرص الأهالي والرعاة على تغطية فوهاتها بعد السقيا منها حتى لا تدفنها الرمال، وتكون مواقعها معروفة للرعاة والأهالي للاستفادة منها عند الحاجة .

ومن الموارد المشهورة في الربع الخالي : بئر الشلفاء، وبئر النميلة، وبئر فاضل، وعين حميدان، وبئر أوبار، وقلمة آل جحيش، وبئر هادي، وبئر الطويرفة، وقلمة الحرشاء، وبئر الثويرة، وقلمة مهولة ( المثلث )، وآبار معمورة، وبئر أم الحديد، وبئر فيصل، وقلمة فارس، وقلمة أمهات بركان، وقلمة عسيكرة، وقلمة الطويلة، وقلمة حمراء نثيل، وقلمة أم شداد، وبئر القديرات، وقلمة العبيلة، وقلمة الحفرة، وبئر طويلة هادي، وغيرها .

وأنشئت في السنوات الأخيرة معامل لتنقية المياه على بعض الآبار الارتوازية التي حفرتها الدولة في المراكز السكانية، في كل من : شرورة، والوديعة، والخرخير، وعردة، والسحمة، وذعبلوتن، وشبيطة، وفي مراكز حرس الحدود المنتشرة على طول خط الحدود مع الدول المجاورة، كما نفذت وزارة المياه مشروعاً كبيراً لحفر آبار في شقة النقيحاء في الربع الخالي ( شرق نجران ) لسحب المياه وتنقيتها، بهدف تزويد مدينة نجران بمياه الشرب .
لكن الثروات المكتشفة أو المأمول اكتشافها في أعماق صحراء الربع الخالي لا تقتصر على مخزونات المياه الجوفية الضخمة، إذ أكد الأمير / عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، وكيل وزارة البترول والثروة المعدنية، على هامش حفل تدشين كرسي استكشاف الموارد المائية في الربع الخالي في جامعة الملك سعود الشهر الماضي « أن الربع الخالي يزخر بالكثير من الكنوز في باطنه سواء من المياه أو النفط والغاز ».

ويلفت الأمير / عبدالعزيز بن سلمان الانتباه إلى وجود شركات تعمل فعلياً في منطقة الربع الخالي من أجل اكتشاف الغاز والنفط التي بدأت العمل فيه منذ عام 2003، إلى جانب شركة « أرامكو » السعودية التي تسعى حالياً لإنتاج 750 ألف برميل نفط يومياً من حقل شيبة النفطي، والذي افتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك / عبدالله بن عبدالعزيز، حينما كان ولياً للعهد في عام 1998م، وعندها أطلق على الربع الخالي لقباً جديداً هو « الربع الغالي »، والذي يأتي عبر حجم الآمال الآنية والمستقبلية في الاستفادة من مخزونات أسراره المدفونة تحت بحر رماله الذهبية .

فريق علمي يبدأ استكشاف الربع الخالي لإيجاد مخزون مائي بديل :-

بدعم من وزارات رسمية وجهات علمية ومانحين ويستمر لمدة 3 سنوات :-



المناطق المختارة التي سيبدأ الفريق العلمي رحلة الاستكشاف فيها ( خاص بـ « الشرق الأوسط »)



جدة : منال حميدان :-

يباشر كرسي بحث استكشاف الموارد المائية في الربع الخالي، التابع لجامعة الملك سعود، الذي يمول ويدعم من قبل العديد من الجهات ذات الاختصاص في المملكة، مباحثات مع شركة فينكس الكندية في هولندا خلال الأسبوع الجاري؛ للتعاقد معهم بشأن التقنيات العلمية المناسبة، التي سيبدأ الفريق العلمي بالإضافة إلى الشركة الفنية المتعاقدة بتطبيقها على مناطق مختارة في الربع الخالي، من أجل إيجاد مخزون استراتيجي للمياه في المملكة بدلاً من الاعتماد على مياه التحلية .

وقال الدكتور / عبدالله العمري، المشرف على الكرسي وممثله في مباحاثاته مع الشركة الكندية، في حديثه لـ « الشرق الأوسط » إن « جهات مانحة عديدة من بينها وزارة المياه أبدت استعدادها لتمويل المشروع العلمي الضخم، الذي سيتم البدء في تطبيقه خلال شهر من الآن وسيستمر لمدة ثلاث سنوات، بهدف الكشف عن مخزون مياه هائل موجود في مناطق متفرقة من صحراء الربع الخالي جنوب شرقي المملكة ».

وأضاف العمري، أن الكرسي العلمي الذي يشرف عليه والذي تم استحداثه قبل عام من الآن، أنهى مرحلة جمع المعلومات واستقصائها ومتابعة مؤشرات جيولوجية لرحلة قام بها العديد من الخبراء، قبل عامين استمرت لمدة 14يوماً في منطقة الربع الخالي، بهدف استكشافها بالكامل، وسيباشر العمل على المناطق المرشحة لتكون مصادر غنية بالمياه إلى جانب 160 بئراً للمياه أقامتها أرامكو، بعد أن أقام الفريق العلمي ورشته الأولى، التي ضمت خبراء عالميين من بينهم البروفيسور / فاروق الباز .

وحدد العمري المنطقة الأهم، التي ستكون مركزاً للاستكشاف في المرحلة الحالية بمناطق الجنوب الشرقي من منطقة الربع الخالي، على اعتبار أن المخزون المائي يتركز في هذه المنطقة بالذات، مشيراً إلى أن أكبر العوائق حالياً هو حرارة الجو الشديدة وقسوته في منطقة الربع الخالي في هذا الوقت من العام، التي تؤثر سلباً على عمل أجهزة القياس والتقنيات المتطورة المستخدمة في الاستكشاف، نظراً لحساسيتها الشديدة، إلا أنه أكد على أن الدراسات الأولية تؤكد وجود مخزون مائي هائل يمكن أن يكون بديلاً استراتيجياً عن المياه في المملكة بكاملها، بدلا من الاعتماد الحالي على مياه التحلية، وهو ما شجع الجهات المعنية كوزارة المياه على دعم جهود الكرسي العلمي وتوفير الدعم المادي المطلوب إلى جانب توفر مانحين آخرين، الأمر الذي يوفر ميزانية مفتوحة وغير محددة للمشروع .

وأكد العمري، أن الجزء المستكشف من المخزون المائي في منطقة الربع الخالي، على الرغم من سده لاحتياج مناطق بالكامل مثل منطقة نجران، إلا أنه لا يزال غير مستكشف، وما هو مستغل منه لا يمثل سوى مساحة قليلة من الموجود .

وفي السياق ذاته، تؤكد دراسات علمية صادرة عن كرسي استكشاف المياه في الربع الخالي، أنه يوجد تحت رمال الربع الخالي متكونات جيولوجية حاملة للمياه يصل سمكها إلى آلاف الأمتار، ومن أهم الطبقات الحاملة للمياه طبقة الوجيد وأم الرضمة والنيوجين، وتحتوي على مخزون مائي هائل يقع على أعماق بعيدة، ويمكن اعتباره مصدرا بديلا عن المياه المحلاة مستقبلا . وقد تم حفر أكثر من 140 بئرا منها 52 بئرا بواسطة وزارة الزراعة والمياه سابقا و 88 بئرا بواسطة شركة أرامكو السعودية، وتشير الأبحاث إلى أن المعلومات المتوفرة لدى كل من وزارة المياه والكهرباء وأرامكو السعودية عن الاّبار المحفورة في أطراف وأعماق الربع الخالي، تحتاج لإعادة تقييم ودراسة مستفيضة لمعرفة التتابع الجيولوجي التحت سطحي، وأماكن وجود تلك الطبقات الحاملة للمياه، وربط ذلك مع إنتاجيتها ونوعيتها وجدواها الاقتصادية .

وكانت رحلات جيولوجية سابقة إلى منطقة الربع الخالي قد أوصت بضرورة إنشاء قاعدة بيانات مرجعية لمختلف التخصصات العلمية « الجيولوجيا ـ المياه ـ النبات ـ الحيوان ـ المناخ ... الخ »، تضم كل ما كتب ودرس ووثق للربع الخالي، بما فيها من الصور والخرائط التفصيلية . وتطوير هذه القاعدة وتزويدها بالبيانات المستحدثة بصفة دورية؛ لتكون مرجعا علميا لمختلف التخصصات العلمية، يعتمد عليها عند تسجيل أي تغيرات بيئية ناتجة عن التطوير الحضري في المنطقة . كما أوصت بالبحث في تطوير التنمية المستدامة لمنطقة الربع الخالي من خلال استغلال مواردها الطبيعية، بما يحافظ على بيئاتها المختلفة وتطوير مواقعها السياحية وتسهيل الوصول إليها .
وتأتي هذه العمليات الاستكشافية كتأكيد لحديث سابق للدكتور / زهير نواب، رئيس هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية، الذي قال لـ « الشرق الأوسط » : إن « لدى البلاد مخزونا مائيا كبيرا، يمكن الاستفادة منه لحل الأزمات المتلاحقة »، ولكنه استدرك بالقول « يصعب استخراجه لاعتبارات جيولوجية ». وأضاف نواب « لدينا مخزون مائي كبير، جزء منه من 30 سنة تم استغلاله في الزراعة، وارتأت الدولة المحافظة عليه وخففت عمليات الزراعة الضخمة ».

وأشار نواب إلى وجود الماء في كثير من المواقع، وقال : « من الناحية العلمية الماء موجود في كل شيء، ولكن أيضا هذا الماء يصنف إلى أنواع، وهناك ماء صالح للشرب وماء غير صالح للشرب ». منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس