عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
محمد العرفج
عضو
رقم العضوية : 33856
تاريخ التسجيل : 08 - 01 - 2009
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 3 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : محمد العرفج is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
هذا رايي في أول نسخة من شاعر المليون

كُتب : [ 31 - 01 - 2009 ]

لعل من المضحك والمحزن في آن واحد هو أن البيتين اللذين وضعتهما لجنة التحكيم دعاية لمسابقة (شاعر المليون) ينقصهما الوزن! خصوصاً أنهما – أي البيتين- على وزن الطرق الهلالي القصير الذي لايعرف وزنه في الخليج سوى ثلاثة شعراء ، أحدهم توفي وهو ناصر بن مهدي الدوسري –رحمه الله – من قطر، والآخر تطوّع وهو مسلّم البحيري من الكويت ، والثالث اعتكف وهو فاضل الغشم من السعودية .
ولأنني علمت بكسر البيتين أخذتهما إلى الأخير ، فرفض أن يعطي رأيه بهما ، بحجة أنني فقيه في البحر الهلالي وأسراره . فإذا كانت دعايتهم هي بيتان مكسوران فكيف يقيمون الشعر الجيد من الرديء؟
إن أي لجنة تحكيم يجب أن تكون ذات علم وخبرة في المحكوم به وبأنظمته ولوائحه . وفي مجال الشعر النبطي يجب أن تكون اللجنة عليمة وخبيرة بالأوزان ، بمعرفة الترنيم النبطي والحميني والحوراني والألحان البدوية والدنيّة ، كاللويحاني واللعبوني والحميداني والسواحلي ، لا بالعروض وحده ، وفي علم القوافي كعلم الروي ، ومعرفة عيوب القافية كالإجازة وغيرها مااختص بها علم العروض والقافية اللذان وضعهما كاملين الخليل بن أحمد الفراهيدي –رحمه الله- والبلاغة بأنواها كعلم البديع بفصوله ، كالإقتباس والتضمين والطباق والجناس والتورية .
ومايلاحظ على لجنة التحكيم في برنامج شاعر المليون الذي تنظمه هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث في مهرجانها للشعر النبطي ، أنها لم توفق في الاختيار ، إذ إنها اختارت مثلاً علي المسعودي ، ومانعرفه عن المسعودي أنه شاب مثقف وخلوق ، لكنه لا يعرف في الشعر والأوزان وليس لديه إحساس شاعر .
وكذلك تركي المريخي الذي ليس لديه أي ثقافة على الأقل في مجال أوزان الشعر ، إذ عرف أنه يحمل الجهل المركب في هذا المضمار ، ولم يرصد في مسيرته كلها سوى اربع قصائد فقط!
إن أحد المتسابقين مثل الشاعر فيصل اليامي لهو أفضل من أعضاء لجنة التحكيم ، إذ إن اليامي شاعر جيد على الأقل يجيد معظم أوزان الشعر النبطي ، في حين أن أعضاء اللجنة لايميزون مابين طرق السامري ولحن العرضة ، وحكمت اللجنة بإخراجه من المسابقة!
إذن كيف تكون هذه لجنة تحكيم؟ علماً بأن الدكتوراه في مجال الأدب لا تعلّم الترنيم النبطي ، فالشعر النبطي فن قائم بحد ذاته على إيقاعات وترانيم ، فكيف تقوّم تلك اللجنة القصيدة الموزونة من غيرها ؟
فإذا أتى شاعر من بوادي بلاد الشام ونجد واليمن ، وألقى قصيدته على البحر الهلالي ، فهل تعرف لجنة التحكيم أن قصيدته موزونة أم لا؟ أو حينما يأتي شاعر من سواحل عمان أو سواحل اليمن ، ويلقي قصيدته على تقاطيع الألحان الساحلية أو ألحان المسدوس أو المثمون أو النشيدة ، فهل تعرف لجنة التحكيم هذه الألحان؟ أو أتى شاعر من منطقة (حتّا) الإماراتية ، أو من (ظفار) أو (جدّة الحراسيس) في عمان ، أو من (عسير) في السعودية ، وقام بوضع بعض الأشكال البديعية كالجناس أو الطباق أو بعض العلوم كعلم التعمية ، فهل تعرف اللجنة تلك العلوم واستخراج أسرار الحروف النارية والترابية والمائية والهوائية ، وأنواعاً أخرى من الشعر كالشعر الريحاني والدرسعي والأبجدي؟ وحين يستمعون إلى القصيدة كيف سيكون تقويمهم لها ، وهم لا يملكون حتى العلم بأوزان القصائد النبطية في بلدانهم؟ وإنما يعرفون جملة واحدة هي (صح لسانك) ويرددونها خلف الشاعر والشويعر!

محمد عبدالعزيز العرفج
جريدة الحياة اللندنية


رد مع اقتباس