رد: شعر العرب في ميزان الذهب / علم العروض والأوزان والبلاغة
كُتب : [ 29 - 01 - 2009 ]
اللغة العربية تنعى حظها – لشاعر النيل الكبير / حافظ إبراهيم
رَجَعتُ لِنَفسي فَاتَّهَمتُ ii حَصاتي
= وَنادَيتُ قَومي فَاحتَسَبتُ ii حَياتي
رَمَوني بِعُقمٍ في الشَبابِ ii وَلَيتَني
= عَقِمتُ فَلَم أَجزَع لِقَولِ ii عُداتي
وَلَدتُ وَلَمّا لَم أَجِد ii لِعَرائِسي
= رِجالاً وَأَكفاءً وَأَدْتُ بَناتي
وَسِعْتُ كِتابَ اللَهِ لَفظاً ii وَغايَةً
= وَما ضِقْتُ عَن آيٍ بِهِ وَعِظاتِ
فَكَيفَ أَضيقُ اليَومَ عَن وَصفِ ii آلَةٍ
= وَتَنسيقِ أَسْماءٍ ii لِمُختَرَعاتِ
أَنا البَحرُ في أَحشائِهِ الدُرُّ ii كامِنٌ
= فَهَل سَأَلوا الغَوّاصَ عَن صَدَفاتي
فَيا وَيحَكُم أَبلى وَتَبلى ii مَحاسِني
= وَمِنكُم وَإِن عَزَّ الدَواءُ ii أَساتي
فَلا تَكِلوني لِلزَمانِ ii فَإِنَّني
= أَخافُ عَلَيكُم أَن تَحِينَ ii وَفاتي
أَرى لِرِجالِ الغَرْبِ عِزّاً وَمَنعَةً
= وَكَم عَزَّ أَقوامٌ بِعِزِّ ii لُغاتِ
أَتَوا أَهلَهُم بِالمُعجِزاتِ ii تَفَنُّناً
= فَيالَيتَكُم تَأتونَ ii بِالكَلِماتِ
أَيُطرِبُكُم مِن جانِبِ الغَرْبِ ii ناعِبٌ
= يُنادي بِوَأْدِي في رَبيعِ ii حَياتي
وَلَو تَزجُرونَ الطَيرَ يَوماً عَلِمتُمُ
= بِما تَحتَهُ مِن عَثْرَةٍ ii وَشَتاتِ
سَقى اللَهُ في بَطنِ الجَزيرَةِ ii أَعظُماً
= يَعِزُّ عَلَيها أَن تَلينَ ii قَناتي
حَفِظنَ وِدادي في البِلى ii وَحَفِظتُهُ
= لَهُنَّ بِقَلبٍ دائِمِ ii الحَسَراتِ
وَفاخَرتُ أَهلَ الغَرْبِ وَالشَرْقُ مُطرِقٌ
= حَياءً بِتِلكَ الأَعظُمِ النَخِراتِ
أَرى كُلَّ يَومٍ بِالجَرائِدِ ii مَزلَقاً
= مِنَ القَبرِ يُدنيني بِغَيرِ ii أَناةِ
وَأَسْمَعُ لِلكُتّابِ في مِصْرَ ضَجَّةً
= فَأَعلَمُ أَنَّ الصائِحينَ ii نُعاتي
أَيَهجُرُني قَومي عَفا اللَهُ عَنهُمُ
= إِلى لُغَةٍ لَم تَتَّصِلِ بِرُواةِ
سَرَت لوثَةُ الإِفرِنجِ فيها كَما ii سَرى
= لُعَابُ الأَفاعي في مَسيلِ ii فُراتِ
فَجاءَت كَثَوبٍ ضَمَّ سَبعينَ ii رُقعَةً
= مُشَكَّلَةَ الأَلوانِ ii مُختَلِفاتِ
إِلى مَعشَرِ الكُتّابِ وَالجَمعُ ii حافِلٌ
= بَسَطتُ رَجائي بَعدَ بَسطِ ii شَكاتي
فَإِمّا حَياةٌ تَبعَثُ المَيْتَ في ii البِلَى
= وَتُنبِتُ في تِلكَ الرُموسِ ii رُفاتي
وَإِمّا مَماتٌ لا قِيامَةَ بَعدَهُ
= مَماتٌ لَعَمري لَم يُقَس ii بِمَماتِ
منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
|