عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 7 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
Post رد : قصة الشيخ / شايع الأمسح بن رمال مع الشيخ / ناصر السبيعي

كُتب : [ 10 - 01 - 2009 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

تخليص ابنه عميرة له من سجن أمير الأحساء :-

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فإن الشاعر الفارس الشيخ / شايع بن مرداس الأمسح بن رمال من الرمال مع قبيلة شمّر الطائية العريقة عاش في أوائل القرن الحادي عشر الهجري في بلاد قومه في الشمال ويروى أنه كثرت غاراته على من حوله والبعيدين عنه على السواء وكان يغير على إبل / شيخ بني خالد وليس ابن عريعر على الصحيح وعربانه ومن انضوى تحت لوائه فكثرت الشكاوي ضده وأوغر صدر الأمير عليه وأقسم أنه إن أمسكه أن يسجنه حتى يموت في السجن وبث له الرصد في كل مكان وبعد فترة من الزمن وقع / شايع الأمسح أسيراً في يد الأمير فقيّده في ( الرفّة ) وهو المكان المخصص لجلوس الرجال في بيت الشعر وربطه في ( ثقل ) بطرفها وكان يريد من ذلك التشهير به أمام الناس وإظهار قوته وبطشه بمن يسلك نفس الطريق ومكث / شايع الأمسح مربوطاً لدى الأمير ثمان سنوات حتى ضعفت قوته وتعقدّت أعصابه وأثّر الحديد بساقيه ويديه وساءت حالته الصحيّة وكان يحاول فداء نفسه في بداية سجنه ويقال : أنه حاول فداء نفسه أول سنة بمئتين من الإبل ثم في السنة الثانية بمئة من الأبل وفي السنة الثالثة بخمسين من الإبل ثم سكت بعد ذلك وعندما سأله / الأمير عن السبب في سكوته أجابه بمقولة مشهورة جاءت على لسانه وتكرّرت على ألسن الآخرين لنفس الظروف وقد سارت مثلاً يضرب ألا وهي قوله : ( صبّي وزلّت عجاريفه ) وذلك أنه عندما طلب لنفسه الفداء في بداية الحبس كان له ولد صغير يود مناغاته ما دام في سن الطفولة الأولى والمبكرة أمّا بعدما كبر ولده لم يكن بنفس الحرص على الفدية ثم أن ابنه أصبح في الثانية عشر من العمر وأصبح في مصاف الرجال وهناك بين جماعته وفي إحدى الليالي كان ابنه / عميرة يلعب مع الصبية فغلب أحدهم فقال له : أنت تتطاول علي لأنك أكبر مني ولو أنك رجل وفيك خير لفككت أسر أباك فقال / عميره بن شايع : إن أبي ميت فأجابه / الصبي : لا إن أباك حي وفي حبس / أمير بني خالد فعاد / عميرة إلى أمّه وسألها عن أبيه فأجابته أنه قد مات منذ زمن عند ذلك أخذ خنجراً كان معلّق في عمود البيت وقال لها : إني سأذبح نفسي إن لم تخبريني أين أبي عند ذلك أخبرته بالحقيقة وهي أن أبوه حي يرزق وفي سجن / شيخ بني خالد في الأحساء وقد كنت صغيراً فلم أخبرك بذلك لأنك لا تستطيع عمل شيء له فكتمت الخبر حتى تكبر بعد ذلك طلب منها أن تخبره عن أخلص أصدقاء والده وأقربهم له فقالت له : إن لوالده صديقاً مخلص ولكنه كبر وضعف وكف بصره وبعدما أخبرته به ذهب إليه وأخبره أنه عازمٍ على فك أسر والده ولكن الشيخ طلب منه التريّث والصبر إلا أن / عميرة أصر عليه ووافق وبدأ بتجهيز نفسه للسفر معه واختاروا رجل ثالث معهم وكان الرجل الأعمى هو دليلتهم حيث يصفون له الأرض ومعالمها وهو يخبرهم أين هم وهكذا حتى وصلوا أطراف منازل / الأمير وكانوا قد وصفوا للدليل أشجار طلح كثيفة فقال : هذه التي كنا نكمن فيها وننقض على إبل / الأمير ورعاياه منها بقوا في ذلك الطلح وعند غروب الشمس ذهب الغلام لوحده على مطيته إلى بيت / الأمير وأخبر رفاقه أنه إذا طلعت نجمة الصبح ولم يأتي فعليهم أن يهربوا عن مكانهم وصل إلى بيت الأمير وعقل مطيته في مراح الإبل وجلس مع العديد من الضيوف ورجال الأمير ورعاياه وكان يحاول التعرّف على والده ولكنه لم يستطيع ذلك حتى دعي الناس للعشاء فجاء أحد الخدم بصحن فيه طعام ووضعه عند رجل في طرف الرفّه وقال : ( تعش يا / شايع ) عرف / عميره أن ذلك هو والده وبعدما اتجه الناس للعشاء اقترب / عميره من والده وجثى على ركبتيه وتلمّس وجهه وأكب عليه يقبله والدموع تذرف من عينيه قائلاً : هل أنت أبي هل أنت / شايع ؟ فرد عليه : نعم أنا / شايع فهل أنت ولدي / عميره ؟ أجابه : نعم ثم قال له : ما جاء بك ؟ قال : أتيت أخلصك من الأسر فقال له : سلمت سلمت ولكن ذلك ليس بالأمر السهل الآن وذلك لأن الأقفال مصبوب عليها الرصاص والأثقال لا تزحزح وأنا واهن القوى ومن ثمان سنين لم أتحرّك فقال / عميره : وما هو الحل ؟ قال : الآن اذهب إلى العشاء كي لا تجلب الريبة لرجال الأمير وثم نرى ما ذا نفعل بعد العشاء انتبه / عميرة إلى صبي صغير من أبناء / الأمير عندما جلس طلبه وإذا عاد الصبي إلى بيت أمه التفت الأمير لأي من رجاله وقال : ( هات الولد ) قام / عميره وطلب الصبي من أمه وهي معتادة أن أي من رجال / الأمير يأتي ويأخذه وهناك رواية تقول : أنه استّله من منامه وهي نائمة بجواره والله أعلم وفي قصيدة / شايع أنه هو الذي حبك تلك الفكرة لولده / عميره وقام بالتنفيذ وهذا الأرجح والأصح بحكم معرفة / شايع بأسرار القوم لطول مكوثه أسيراً لديهم ثم مر على والده وودّعه وأخبره أن من شروط عودة هذا الصبي فك أسرك وعودتك معززاً مكرماً عاد / عميره إلى رفيقيه أما الأم فقد فقدت ابنها في نفس الليلة وصاحت وجاء / الأمير وسألته هل الصبي عندك فقال : لا فبدأ البحث عنه بقية تلك الليلة وحتى الظهر من يوم غدٍ ولم يعثروا على شيء عاد / الأمير ليستريح في رفة البيت وهو حزين وتعب واستغرب من جمال وجه / شائع وشعاعه وفرحه فسأله فقال : إني أضحك عليك !! قال : لماذا ؟ قال : لأنك رجل كبير وأمير القوم وتبكي هكذا من أجل صبيٍ صغير لم تذق نفعه بعد وقد يخلف الله عليك بدلاً منه بالمبيت مع أحد زوجاتك ليلة أخرى فرد عليه / الأمير بقوله : أتهزاء بي أيها الخبيث فأجابه / شايع : إذاً لماذا كنت تهزاء بي عندما طلبت إطلاق سراحي لرؤية ولدي الصغير قال : ولكن ولدك ليس مثل ولدي قال / شايع : لا فرق فكلهم أبناء وكلنا آباء وإن ولدك الآن في آمان عند ولدي الذي قللت من قيمته قال : أين هو قال : بعد الثرياء عن الثرى ولكن إن أردتم إرسال مندوب يسمع شروط ابني / عميره ليعود لكم ابنكم وكانت شروط / عميره بن شايع هي إحضار جوادين مشهورين من أغلى خيل شمّر ومعهما مئة ناقة وضحا مع إعادة أبيه معززاً مكرّماً وكان ذلك ويقال : أنه لما تعذّر على / الأمير الحصول على الجوادين دفع خمسين جواداً من أصائل الخيل مع مئتي ناقة وضحا والله أعلم وهناك روايات تقول : أنه طلب أن يمشي والده والخيل على ( زل ) فرش فاخرة من مقر / الأمير حتى مكان إقامة أهل / شايع مما جعل المتحذلقين يجدون حلاً وهو أن الخيل تحذّى على قطع من الزل ( القطيفة، القطايف ) حتى يتم الشرط وإن صح ذلك فهو من باب التعجيز المهم أن / شايع عاد إلى أهله معززاً مكرماً مرتدياً أجمل الملابس مما يلبس / الأمير وأعيد ابن / الأمير له معززا مكرما وقال الشاعر الفارس الشيخ / شايع بن مرداس الأمسح بن رمال رحمه الله هذه القصيدة في قصة حبسه :-

أخذت ثمان سنين في حبس خيّر = والتاسعة جاني صدوق الفعايل
جاني غلامٍ ما بعد خط شاربه = ولا قط في قلبه من الخوف زايل
ودنّق علي مظنون عيني وحبّني = ودموع عينه فوق وجهي شلايل
وأنا الحديد بساق رجلي مغلّق = والرجل كلّت من حمول الثقايل
تعيش يا شبل سطى ليلة الدجى = على ولد شيخٍ عمل بي هوايل
سطى وجاب الورع من ربعة أمّه = من حضن زين اللون شقراء جدايل
هديته على دربٍ صعيبٍ ولا هفى = وجاب الذي ضجّت عليه القبايل
سطى وزم الورع ومرّن وأحبّني = وجلا عني مرٍ على الكبد جايل
وشاله على قطّاعة الريد وجنا = ما يلحقنّه ناتلات الحبايل
وأقفى على الوضحاء كما الهيق وصفه = تشادي لهيقٍ من شفاء الريح زايل
وطلب ثقيل الروز وضحٍ فطاير = وضحٍ ربن بديار زوبع جلايل
وطلب جوادينٍ من الخيل غيرهن = يعرف أنهن من مكرمات الأصايل
وعيّوا بهن زوبع على واضح النقا = وصكّوا قفاهن مقحمين الدبايل
من عقب ماني حافي الرجل عندهم = جوني بعد ذلك يبون الجمايل
يعيش ابن شايع تقصّى بمطلبه = من الخيل وأيضا من خيار السلايل
من عقب مثباري ضهيدٍ ببيتهم = اليوم يصّلى كبودهم بالملايل
أخذ ثار أبوه وثار عمّه وعزوته = تقاضى وطمّن راس من كان طايل
عسى غلامٍ ما فعل فعل والده = تسّفى عليه مسهسات الرمايل
ويعيش ابن مرداس من مرقب العلا = رفاع المباني من كبار الحمايل
قرمٍ نفل بالفوز من زايد السطر = وأبوه وجدّه محضّبين السلايل

هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول بتصرف يسير مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .




التعديل الأخير تم بواسطة خيَّال الغلباء ; 08 - 10 - 2009 الساعة 02:58
رد مع اقتباس