عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 23 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : الشاعر الكبير / راشد الخلاوي والفهدة الحضرمية

كُتب : [ 07 - 11 - 2008 ]

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خيَّال الغلباء مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : إليكم هذه القصة التي جرت أحداثها بين الأمير / منيع بن سالم اّخر حكام الدولة الجبرية المنتهية عام 999هجرية وبين الفلكي النحرير والشاعر الكبير / راشد الخلاوي مع هذه الصور عن صيد الغزلان بالفهد متعة طيبة أتمناها لكم مع القصة والقصيدة والصور :























الفلكي النحرير / راشد الخلاوي هو شاعر من شعراء الجزيرة العربية ، امتاز شعره بالحكمة والجزاله ، وكانت له الكثير من المواقف التي تؤكد حكمته وذكائه ، ولكن عقدة الموضوع هو نسب راشد فالبعض يقول : إنه ( صلبي ) وغيرهم يقول أنه خلاوي دار لا خلاوي قبيلة وقد كثر القول في نسبه وفصل في غير هذا الموضع . ومن قصص ومواقف / راشد الخلاوي هذه القصة :

الشاعر / راشد الخلاوي كان بينه وبين الأمير / منيع بن سالم صداقه قويّه ، وفي يوم من الأيام قال له منيع ( يالصّلبي )، وكان الخلاوي قد ذكرها واعترف بها في كثير من أشعاره ، لكنه ما احتملها من صديقه وقال : ( يا ليتني مت قبل أن أسمعها منك )، فقال له منيع : ( أنت معترف بها وكل الناس يقولونها )، رد عليه وقال : ( كلمة الصديق أعظم من السهم ، أما الأعداء وغيرهم فلا نسأل عنهم ، ولكن بيننا تحدّي ) وكان عند / محمد الربيعي وهو من أمراء وشيوخ قبيلة بني خالد ( فهدة ). فقال الخلاوي : ( أبيك يا منيع تطلبها منه إن أعطاك ما هي كثير لأن حقك عليهم أكثر وإن رفض فأنا سأطلبه إياها ) وكان الخلاوي والربيعي ما يعرفون بعضهم إلا بالذكر ، وقصد الخلاوي يجيبها بالحيلة ، قصد / منيع بن سالم الربيعي ودخل عليه فيوم قدم الربيعي ضيافته قال منيع بن سالم : ( إن عطيتني مطلبي وإلا رجعت بلا عشاء ) قال له : ( الله يحييك هذا محلّك ) قال : ( الأول مطلبي) رد الربيعي : ( كل ما نملك من المماليك والإبل والخيل تحت يدك ) قال له : ( حاجتي أقل من هذا ، هذي بعينها وأشّر على الفهدة ) فقال له : ( أحد يعطي مشروك لعموم العرب ، سهمي وأنا واحد مثلي مثلهم ، شف بيوت العرب كلهم تلقى قرون الظبا وراها ، المحصول نقسمه بينهم ) قال : ( لا تمضيها لغيري ، وأنا سمحت ). وودع الربيعي ضيفه ورجع بدون الفهدة وعندما وصل / منيع بن سالم لربعه قال للخلاوي : ( انصهم واطلبها ) وهو يدري أنه لن يأتي بها بعده . وكان عند الخلاوي حمار فتوجه عليه إلى مضارب الربيعي ، ولما قرّب للعرب سأل الرعيان عن الربيعي هل هو حاضر أو بالقنص ، لأنه يأخذ بالقنص أيام ثم يرجع بالصيد ويقسمه ، والخلاوي ناوي إنه يضيّف عند أهله بغيبته . وفعلاً ضيّفوه دون أن يعرفوه وجلس أمام البيت ، وفي المغرب غرفت راعية البيت له عشا وأعطته الصبي حتى يقدّمه له ، وفي هذه الأثناء جاء الراعي وخطف الماعون من يد الصبي وقال : ( أنا جوعان وأحق به والضيف احلب له ) فعرف الخلاوي أنه بهذه الحجة سينال مطلبه ، فقام وركب من عندهم قاصدٍ الربيعي بالمقناص ، ولما وصله سلّم عليه وكأنه ما يعرفه لأنه أول مره يشوفه ، سأله الربيعي : ( من وين جيت ) قال : ( من فريق فرّق الله شملهم ) وقام يدعي عليهم ، قال له الربيعي : ( وش جاك منهم ؟ ) قال الخلاوي : ( لأنهم ما ضيّفوا ضيفهم ، وقلت فيهم شعر ) وبدأ القصيدة باسمه حتى يعرفه الربيعي لأن الخلاوي مشهور وله قيمته وشعره جزل يبقى على مر السنين ومنها :

يقول الخلاوي والخلاوي راشد
= تخطّر من بين البيوت وضاف

تخطّرت إلى بيت الربيعي وافد
= ولا أنـجاه مما كان منه يخـاف

ثم سأله الربيعي وقال : ( أنت تعرف الربيعي )

قال : ( لا ) وهو يعرف أنه الربيعي .

قال له الربيعي : ( هل سمع الشعر أحد )

قال : ( كل عيال عربهم قرّيتهم القصيد ) وهو عارف قصده إن كان ما سمعها أحد يبي يقتله حتى ما تنتشر الأبيات مع الناس .

استضافه الربيعي ورجع لأهله وسألهم عن الضيف وقالوا له اللي صار .

ثم قال للخلاوي : ( صح جوابك ولك عليّ اللي تطلبه إن بغيت أذبح الإثنين قدامك وإن بغيت خذهم ) وهو ما درى إنه يبي الفهدة .

قال : ( الأمر أهون من هذا وأفيدك أن الجواب اللي سمعته ما سمعه غيرك لكني خفت الموت أما الحين فأسمع مني ما قلت :

يقول الخلاوي والخلاوي راشــد
= بالقيل أغالي مثل غالي الجلايـب

يـا مـدي يـم النـشــامـا نـصيـحـه
= من حاضرٍ منهم ومن كان غايب

من لا يحصـّل بأول العمر طولـه
= فهو عاجز عنها إلى صار شايب

ومن خاب في أول صباه من الثنا
= فهو لازم في تالي العمر خـايـب

كما مورد ظاميه والقيـظ قد صفا
= على بارد الثريّـا هبيـل النشـايـب

إلى إن قال :

وسيروا إلى ملك الربيعي محمد
= فهو زبـن من تعنّى له الركـايــب

أبو كلمـة وإن قالـها مـا تغيّـرت
= كنك على ما قال بالخمس قاضـب

أجي له ويعطيني عطــايا كثيرة
= ولـيس لمن لا يعطي الله راغــب

صخا لي بنمر جروة حضرميـة
= شمـالي نابيـها من الـدم خـاضـب

ترى ثوب راعيها اقدود وحبلها
= رثيت القوى من طول ما هى تجاذب

إلى علّق القنّاص راسين علقـت
= خمسـة تخاميـس اعـداد لحـاسـب

كن اقرون الصيد من حول بيته
= هشيـم الغضـا أدنـاه للنـار حـاطب

يا ليت منيع فارس الخيل باللقـا
= على جازع البطحا يمين المشاعب

يشوفون ذي مع ذي وهذيك عند ذي
= كما الودع دانا بينـهم نظم كـاعب

وبـقيـت كني حـاوي لـي مـديـنـه
= عليها الدول فوق الدروب الديادب

وذكر في هذه القصيدة أن الربيعي عطاه الفهدة ، لأنه وعده أن يعطيه اللي يطلبه . وخاف الربيعي بعد القصيدة أن يكون لها صدى عند العرب خصوصاً أن المتعارف عليه عند جميع العرب أنه من قال كلمة عطا أو بيع أو غيره فلازم يتمّها وإلا فإنها تكون معيبة عليه ومسبة فيه أبد الدهر وهذا شاعر مشهور ، فعطاها للخلاوي خوفٍ من العار . أخذها الخلاوي وذهب بها إلى / منيع بن سالم وقال : ( هذي اللي ما جبتها قبلي ) ثم رجع بها لصاحبها ، ويوم وصل له قال : ( ليش رجعت ؟ ) فأخبره الخلاوي بالقصة وقال : ( أنا أكثر منها صيد لكني ما أحب أن أعطيها غيرك ) ورجعت الفهدة لصاحبها وحصّل بها الخلاوي مقصوده . منقول بتصرف وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
أخي الكريم / خيال العرفا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على مرورك الكريم بقصة وقصيدة الفلكي النحرير والشاعر الكبير / راشد الخلاوي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته والفهدة الحضرمية وجعل الله مرورك في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وكل عام وأنتم بخير وصحة وسلامة والله يعافيك ويبارك فيك ويجزاك خيرا ويبيض وجهك يوم تبيض وجوه وتسود وجوه هذا وتقبل فائق الشكر والإمتنان مقرونا بجزيل المحبة والإحترام ولا شكر على واجب والقصور يولي ومن قال ما هان والله يحفظكم ويرعاكم مع خالص التحية وأطيب الأمنيات واسلم وسلم والسلام .



رد مع اقتباس