عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 2 )
ابومحمد القباني
عضو هـام
رقم العضوية : 8261
تاريخ التسجيل : 22 - 06 - 2006
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 497 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : ابومحمد القباني is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : قبيلة بنو عذرة القبيلة العربية العاشقة وينسب اليها ( الحب العذري )

كُتب : [ 22 - 10 - 2008 ]

مماذكر عن قبيلة عذرة من قصص الحب والغرام

حدث أبو عمر بن العلاء ( من أئمة اللغة والأدب ) قال : حدثني رجل من تميم قال : خرجت في طلب ظالة لي ، في أرض بني عُذرة ( من قضاعة من قحطان ، من المعروفين بالعشق والعفة فيه ، حتى قيل لأحدهم : مابال العاشق منكم يموت في سبيل العشق ، قال : إنها العفة ) إذا ببيت منعزل عن البيوت وفي جانبه شاب مغمى عليه ، وعند رأسه عجوز ، بها بقية جمال ، ساهية تنظر إليه . سلمت عليها فردت السلام ، فسألتها عن ظالتي فلم تعلم بها ، فقلت : من هذا الفتى ؟ فقالت : ابني ، قلت : ومابه ؟ قالت : يهوى ابنة عمه منذ كانا صغيرين ، فخطبها إلى أبيها فمنعها إلى غيره ، فلما كان مــُــذ خمس زفت إلى زوجها ، فأخذه شبه الجنون ، فنحل جسمه واصفر لونه ، فهو كما ترى يفيق ويعود لا يأكل ولا يشرب ، فلو نزلت إليه ووعظته ؟ قال : فنزلت إليه فلم أدع موعظة إلا وعظته بها ، فرفع رأسة محمرة عيناة شاحب وجهه وأنشد :

ألا لا يضر الحب من كان صابراً =ولكن ما اجتاب الفؤاد يضيرُ
ألا قاتل الله الهوى كيف قادني =كما قـِـد مغلول اليدين أسير ُ

فأرخى رأسه كالمغشى عليه ، فما زلت أعظه حتى أفاق ثانية وأنشد :

ألا ما للمليحة لم تعدني =أبخل بالمليحة أم صدودُ
مرضت فعادني أهلي جميعاً =فمالك لم تـُـرى فيمن يعودُ
فقدتكِ بينهم ، فبكيت شوقاً=وفقد الألف يا أملي شديدُ
وما استبطأت غيرك فاعلميه =وحولي من ذوي رَحِمي عديدُ
ولو كنتِ المريضَ لكنت أسعى=إليكِ وما يهددني الوعيدُ

ثم شهق شهقة ً وخفَـتَ خَفتةً ، فداخلني أمر ما داخلني مثله قط ، والعجوز تبكي ، فقال : أمات ؟ قلت هو كذلك ، فقالت : إستراح من تباريحه وغصصه ، تعني ( الشوق والأحزان والهموم ) فقالت : هل لك في أجر لا مؤونة فيه ؟ قلت إي والله لي في ذلك ، قولي ما شئتِ ، قالت : تأتي البيوت فتنعاه إليهم ليعاونوني على رمسه ( دفنه ) وركبت فرسي وأتيت البيوت رافعاً صوتي بنعيه ، لم ألبث أن خرجت لي فتاة مسرعة من إحدى البيوت من أجمل ما رأيت من النساء ، ناشرة شعرها ، حديثة عهد بعرس ، تقول : بفيك الحجر المميت ، من تنعي ؟ قلت أنعي فلاناً قالت : أوقد مات قلت : إي والله ، قد مات ، فتعلقت بلجام فرسي وجثت على ركبتيها وقالت : هل سمعت له قولاً ؟ قلت : اللهم شعراً قالت : وما هو ؟ فأنشدتها أبياته ، فبكت بكاءً مرا ، وقد وضعت راحتيها على الأرض وشعرها قد تدلى من فوق رأسها ، فرفعت بصرها وأنشأت تقول :

دا بي أن أزورك يا مرادي =معاشرُ كلهم واشٍ حسودُ
أشاعوا ما علمت من الدواهي =وعابونا وما فيهم رشيدُ
فإما إذ ثويت اليوم لحداً =وكل الناس دورهمُ لحودُ
فلا طابت لي الدنيا فراقاً=ولا لهمُ ولا أثـَري العديدُ

ثم وقعت مغشي عليها ، وخرجت النساء من البيوت إليها ، فاظطربت ساعة وماتت . فوالله ما برحت حتى رأيت دفنهما جميعاً .



ومن بني عذرة بثينة عشيقة جميل يذكر انها دخلت على عبد الملك بن مروان ، فقال لها : يابثينة ، ما أرى فيكِ شيئاً مما كان يقوله جميل . فقالت : يا أمير المؤمنين ، إنه كان يرنو ( ينظر ) إلي بعينين ليستا في رأسك !! قال : فكيف رأيته في عشقه ؟ قالت : كان كما قال الشاعر :

لا والذي تسجد الجباه له =مالي بما تحت ذيلها * خبرُ
ولا بفيها ولا هممت بها=ما كان إلا الحديث والنظرُ



ومما ذكر عن الحب العذري لغير بني عذرة

خرج سليمان بن عبد الملك ، ومعه يزيد بن المهلب فدخلا إحدى مقابر الشام لحاجة ، فإذا امرأة جالسة على قبر تبكي يقال لها لطيفة الحدانية _ تزوجت ابن عم لها فولعت به ولعاً شديداً ثم مرض ومات فاستولى عليها الحزن_ قال سليمان ، فاستشعرتنا فرفعت وجهها ، فإذا به كالشمس ، فوقفنا في حيرة ننظر إليها . فقال لها سليمان : من أنتِ ومن ذا الذي في القبر ، فأطرقت رأسها ولم تجب ، فأعجب بها سليمان . فقال لها يزيد يا أمة الله ، هل لكِ في أمير المؤمنين بعلاً ، ( زوجاً ) فنظرت إلينا ثم أنشأت تقول :

فإن تسألاني عن هواي فإنه =يحُــلُ بهذا القبر يا فـَـتَياني
وإن تسألاني عن هواي فإنه =مقيم بحوضي أيها الرجلان‏
وإني لأستحييه والترب بيننا =كما كنت أستحييه وهو يراني
أهابك إجلالاً وإن كنت في الثرى= وأكره حقا أن يسؤك مكاني‏

فنظر سليمان ليزيد وقال : هكذا يكون العشق يابن المهلب .






اخواني انتهى الموضوع راجيا من الله لكم المتعة والفائدة وقد اضفت اليه الجزء الثاني ليكتمل نسبا وقصصا عن بني عذرة وعن حبهم العذري

السلام عليكم ورحمة الله





يموت الفتى موتين موت من الفنى = وموت من اخلاف الذراري جدودها


قصة نزوح القبابنة من رنية

التعديل الأخير تم بواسطة ابومحمد القباني ; 22 - 10 - 2008 الساعة 23:56
رد مع اقتباس