[خيَّال الغلباء]

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الكريم الأستاذ / الأملح السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : إن من يحاول أن يشكك في نسب قبيلة سبيع بن عامر الغلباء إلى عامر بن صعصعة لا يفرق لغة بين سبيع العامري بضم العين على التضغير للتمليح للسبع والسبيع الهمداني بفتح العين للمولود لسبعة أشهر ومثله لا يؤخذ بكلامه للجهالة واعلم يا رعاك الله أنه قد قيل من جهل شيئا أنكره والحجة لا تقوم إلا على العالم ومن يسيئ إلى نسب سبيع قاصدا وينسبهم ظلما وعدوانا إلى غير اّبائهم فإن سبب ذلك جهله المطبق وجرأته على الظلم بدون وازع من دين أو أخلاق ثم يستشهد بالاّيات القراّنية ويتلبس مسوح الدين ليقبل منه وأقول له ولحزبه حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ومن أساتوا إليهم فإن موعدكم وإياهم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وعندها ستفهمون حقيقة كتاباتكم والتي لا تدل إلا على جهل مطبق وحسد معمي والمصيبة عدم علمهم بجهلهم والعاقل من وعض بغيره والرسول صلى الله عليه وسلم هو من يقول : ما بال أقوام ولنا فيه قدوة حسنة قال تعالى : ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم .... الاّية ) أما الفتيا بأنساب الناس على ما يوافق هواهم فليس من الدين في شيئ وأجرأكم على الفتيا أجرأكم على النار قال تعالى : ( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ). والهوى يعمي ويصم والحق أبلج والباطل لجلج ويقذف بالحق على الباطل فيدمغه والغدر والنكث والمكر من كن فيه كن عليه . ونقول لمن زعم التعارض أن لا تعارض كما تريده فإن شئت فاسمنا على فرع صغير أورده الأصفهاني بقصة قبل الإسلام وهو سبيع بن عامر بن جعدة وإن شئت فنحن سبع القبائل العامرية وإن شئت فنحن أهل سبع السموت التي لا تتوفر مجتمعة في غيرنا وإن شئت فنحن سمينا على سبع الغلب خيل قبيلة تغلب الغلباء ابنة وائل والأهم من هذا كله تواتر النسبة العامرية لنا بأسمائنا من الجاهلية إلى يومنا هذا مثل الروبة بني رؤيبة الأصغر بن عبدالله بن هلال بن عامر بن صعصعة وقد ذكرهم شيوخ النسابة وهم الغلباء بسبيع وبني عزيز وبني جميل العزة والجمالين والشماسات أبناء شماس بن الهزم بن رؤيبة الأصغر كما أورد بن الكلبي في مشجراته والقبابنة أهل الغيل فرع من الشماسات والخضران بني أخضر بن رياح بن أبي ربيعة بن نهيك الهلالي وهم العرينات البادية وسامة المشعاب كما أورده الهجري والصملة وغيرهم ممن أثبتتهم أمهات كتب الانساب وقد قال / عبدالله بن هيه السلمي يمدح / قبيصه بن جبير بن الصقيل الشّرادي من بني نهيك - من بني هلال - من قصيدة طويله جاء فيها :

كريم إذا ما قيس عيلان فاخرت به
= راق يوما زعمها كـــــــــــــــــل زاعم

مصاليت ( غـلبـــاء ) من نهيـك أعزّة
= طوال القنا كالمشبـــــــــــلات الضياغم

وفي نوادر الهجري قال حميد الهلالي :

قومي بـنو عــامر قوم أشيـر بهـم
= فالأصل مجتــمع والفرع منشور

والجد أغــلب أعيا الحاسدون له
= حــولا وليـــس لخـــلق الله تغيير

ويرد في أشعار بني هلال القديمة تسمية بني هلال بالغلباء إذ قال / عبدالله بن زيزر يمدح ذياب بن غانم الهلالي :

شكا قبلك الزغبي ذياب بن غانم
= مطفي من نــار المعادي طلوعها

مقــدم غلبــا من هلال بن عـامر
= منكث من أرقاب المعادي دروعها

والفارس / ذياب بن غانم راع الشلفاء أبناء عمه الزغب من اّل علي من الصعبة من بني عمر من سبيع بن عامر الغلباء أهل الغريف المجاورة لحرة قبيلة سبيع بن عامر الغلباء حرة بني هلال قديما وجماعة الشيخ / حسين بن جازع وفقه الله والتناقض المزعوم لأجل أن تجعلوا رعيان هوازن فوق أعمامهم ملوك هوازن الذين حرروهم من عبس الغطفانية . وقد قال أحد الشعراء العوارف المعاصرين من أبناء قبيلة سبيع بن عامر الغلباء :

فإن سبيعا هذه سبع أبطن
= لذا اسم سبيع من قبائلها السبع

وقيل سميت على موضعها كما جاء في معجم البلدان لياقوت الحموي : سُبيعٌ : تصغير سبع ، موضع ، وقال نصر واد بنجد في قول عدي بن الرقاع العاملي :

كأنها وهي تحت الرحل لاهية
= إذا المطيُ على أنقابه ذملاً

جَونيةٌ من قطا الصوَان مسكنُها
= جَفَاجفٌ تُنبتُ القعفاءَ والنقلا

باضت بِحَزْم سُبيع أوبمرفضه
= ذي الشيح حين تلاقى التلع فانسَحَلا

سبيع موضع ومرفضه حيث انقطع الوادي وإياها فيما أحسب عَنَى الراعي النميري بقوله :

كأني بصحراء السبيعين لم أكن
= بأمثال هند قبل هند مُفجعاً

انتهى كلام الحموي . وأقول : إن الروبة أبناء رؤيبة الأصغر بن عبدالله بن هلال بن عامر تسمى الغلباء على فرسهم الغلباء وبها سموا ونسبت الغلباء إلى / معد بن عدنان ثم إلى ربيعة الفرس ثم إلى حفيده تغلب الغلباء ثم إلى الروبه من بني رؤبية الأصغر بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة ومن الأدلة / عليان فحل العلياء عند العزة والعلياء إبل أبو زيد الهلالي التي سماها على زوجته عليا العبيدية الضيغمية القحطانية . وبنو رؤيبة الأصغر بن عبد الله بن هلال الخلعاء هم خير بيت بالعرب العدنانية بعد قريش وهم الذين تزوج منهم الرسول صلى الله عليه وسلم عدة نساء . وقد استسهل بعض الأغمار هداهم الله الكتابة بالأنساب من غير وعي أو علم أو ادراك لما يفعلون وتناسوا وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد أسأل الله تعالى أن يردهم إلى الحق ردا جميلا . وأتحداهم أن يثبتوا لي قبيلة واحدة معاصرة في الجزيرة العربية أو غيرها بها العزة والجمالين والروبة والشماسات كما هو وارد في مشجرات ابن الكلي وكفى المرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ووردت العزوة بالغلباء في تراث قبيلة سبيع بن عامر الغلباء وآدبهم وأخبارهم ومناسباتهم كما وردت في تراث أسلافهم العامريين وخاصة قبيلة بني هلال بن عامر ولا زالت الغلباء مصدر فخر لكل من ينتسب لهذة القبيلة : وقد قال خدعان المشعبي السبيعي من قصيدة لة :

ليني على صفراً تشوق البال
= ومزرج نقلة من اللذات

نطعن من أجل دقها الأجهال
= واللي بها ون الجمل خلفات

لعيون شول للغضا دهّال
= تبرى له الغلباء على الزالبات

وقال فهد بن مخشوش الصميلي السبيعي :

يقول ابن مخشوش قول موكد
= قبلي وبعدي من يعد الفعائل

أعد فعايل لا بني لا عدمتهم
= وأفخر بهم لا حل قول لقائل

أنا من الغلباء سبيع آل عامر
= أهل الشجاعة والفعول الجزائل

قال فليان بن ماضي المجمعي السبيعي :

سبيع هل الغلباء من الجاهلية
= اللي يعاديهم شرب كأس الأمرار

إليا إنتخوا بالعزوة العامرية
= الكل منهم ما يحسب للأخطار

كم حلة خلوا ثقلها ثغيّة
= فيما مضى كم حَصَّلُوا عرب الأبكار

وكانت قبائل هوازن قاطبة تعتزي بمنصور والد هوازن وسليم ابني منصور ثم اعتزى الفرع العامري بجده عامر بن صعصعة وقديماً قال الراعي النميري :

فلما لقيت فرساننا رجالهم
= دعوا يالكلب وأعتزينا لعامر

ولا تزال وستظل تلك العزوة العامة لقبيلة سبيع بن عامر الغلباء ومن يسمعها لابد أن يجيب ( يا آل عامر .. يا آل عامر ) ويقول : الشاعر / الهياف بن شبيب العزة سنة البدع عام 1237هــ بعدما فزع العزة لإخوانهم بني عامر بتسعين مردوفة :

تنحروا من رأس غلبا قبيلة
= عوامر تسقي العدو المرار

ووالله أني أشفق على من يأخذون بالمتشابه ويتركون المحكم ومن حالف فقد انطفأت جمرته وسبيع والسهول حالفت السيوف على الدهر والخلاف في حقيقته لا يسمى خلافا إلا إذا كان من أهل الفن المعتبرين شرعا وأسماء فروع قبيلة سبيع بن عامر الغلباء صريحة في بني هلال وغيرها من قبائل عامر بن صعصعة إلى يومنا هذا . منقول بتصرف وأنت سالم وغانم والسلام .