عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
من كرام قبيلة سبيع الغلباء / دخيل الله بن سعد بن منغص

كُتب : [ 26 - 07 - 2008 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

كتب أحد الإخوة أن الكرم من السجايا الحميدة والعادات المجيدة وقد اشتهر به العرب منذ العهد الجاهلي . ثم أقره الإسلام وقد رسخ قرى الضيف في العقل العربي وتأصل حتى صار حقاً لازماً لا يلغيه أو يقلل من شأنه حال من الأحوال أو ظرف من الظروف الطارئة في حياة العربي وما أكثر ما يحدث من ظروف او يطرأ من طوارئ الدهر ومع ذلك يبقى قرى الضيف أمراً محسوماً على الفرد والجماعة وشعارهم الضيف ضيف الله وحقه واجب القيام به . ولا شك أن أفراد قبيلة سبيع بن عامر الغلباء قد اشتهروا بهذه الخصلة الحميدة ولله الحمد فاتصفوا بصفة الكرم . كيف لا وهم أهل المثلوثة الذين عرفوا بتقديمها للضيوف في وقت قد يعز على غيرهم تقديم نوع واحد من الطعام ، وأبناء قبيلة سبيع الغلباء يعدون ذلك تقليداً قديماً من تقاليد أسلافهم في هذا الجانب حتى أصبح شعاراً ومضرب مثل ولأنهم يفعلون ذلك بدون تخصيص ويؤدونه على أكمل وجه ، وإن كان بعضهم في حالة عسر فإنه لا يتوانى في بذل أقصى ميسوره خوف من الله ثم من العيب أو المسبة في حال التقصير . ومن نوادر الكرم مع قلة ما في اليد ما فعله أحدهم وهو / دخيل الله بن سعد بن منغص الوزري من سكان الروضه قديماً برنية وقد اشتهر بالكرم منذ الطفولة وفيه يقول الشيخ / سعد بن مسلط بن قطنان من قصيدة :

لعل من يعطي المسير وقاره
= يفداه قن في معانيه خايب

ورع وحط المرجله له تجاره
= من مال سحت بين الأيدي نهايب

للجود بين الحجاجين شاره
= إليا من لفنه موميات السفايف

ولما كبر ابن منغص أصبح قليل ما في اليد رقيق الحال وقد كف بصره ، وفي ليلة من ليالي الشتاء الباردة سمع في منتصف الليل جلبة وصوتاً فظنه ضيوفاً قدموا إليه في هذه الليلة وكانت ابنته قد غطت في نوم عميق فدعاها وهو لا يشك إلا أنهم ضيوف ، فقامت من النوم ولا يزال في عينيها وخرجت لترى الضيوف فلم تجد أحداً سوى أن الريح شديدة وكانت تلك الأصوات ما هي إلا خشخشة ورق العشر (( العشر شجر معروف ويتواجد على ضفاف الأودية ولأوراقة الجافة أصوات )) وأعواده اليابسة في بعضها نتيجة الرياح فعادت إليه وهي تقول : يا والدي عشرة عشرة ثم عادت للنوم ، فقال هو : (( رزقنا ورزقهم على الله )) حيث ظنهم عشرة ضيوف ، وذهب يتلمس للسانية الوحيدة لديه ، وموضعها قريب من مسكنه ومعه شفرته فنحرها ، فلما سمعت البنت رٌغاء السانية عرفت أن والدها لم يفهم منها معنى كلامها فجاءت مسرعة وهي تصيح : أنا أقول عشرة عشرة يعني شجرة العشر ، فلم يجد ذلك نفعاً حيث قضت السانية نحبها على يد الكفيف الكريم ، رحمة الله وأسكنة فسيح جناته . المصدر : كتاب (( محافظة رنية )) للأستاذ / فهيد بن عبدالله بن تركي .
منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس