عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 29 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : ( خنوسة الظباء ) من صفات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء

كُتب : [ 25 - 07 - 2008 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

علم القيافة هو على قسمين‏ :‏ قيافة الأثر ، ويقال لها العيافة وقد مرت‏ .‏ وقيافة البشر ، وهي المرادة ههنا ، وهو علم باحث عن كيفية الإستدلال بهيئات أعضاء الشخصين على المشاركة ، والإتحاد بينهما في النسب والولادة في سائر أحوالهما وأخلاقهما‏ .‏ والإستدلال بهذا الوجه مخصوص ببني مدلج ، وبني لعب ، ومن العرب ، وذلك لمناسبة طبيعة حاصلة فيهم لا يمكن تعلمه ‏.‏ وحكمة الاختصاص تؤول إلى صيانة النسبة النبوية ، كما قال بعض الحكماء ‏.‏ وخص ذلك بالعرب ليكون سببا لإرتداع نسائهم عما يورث خبث الحس وشوب النسب من فساد البذر والزرع وحصول هذا العلم بالحدس والتخمين لا بالإستدلال واليقين ، والله سبحانه وتعالى أعلم ‏.‏ حكي أن الإمام الشافعي ، ومحمد بن الحسن رأيا رجلا فقال محمد ‏:‏ إنه نجار ‏.‏ وقال الشافعي ‏:‏ إنه حداد فسألاه عن صنعته ، فقال ‏:‏ كنت حدادا والآن نجار ‏.‏ وإنما سمي بقيافة البشر لكون صاحبه متتبع بشرات الإنسان وجلوده وأعضاءه وأقدامه ‏.‏ وهذا العلم لا يحصل بالدراسة ، والتعليم ولهذا لم يصنف فيه ‏.‏ وذكروا أن إقليمون صاحب الفراسة كان يزعم في زمانه أنه يستدل بتركيب الإنسان على أخلاقه ، فأراد تلامذة بقراط أن يمتحنوه به ، فصوروا صورة بقراط ثم ‏نهضوا بها إليه وكانت يونان تحكم الصورة بحيث تحاكي المصورة من جميع الوجوه في قليل أمرها وكثيره ، لأنهم كانوا يعظمون الصورة ، ويعبدونها فلذلك يحكمونها ‏.‏ وكل الأمم تبع لهم في ذلك ، ولذلك يظهر التقصير من التابعين في التصوير وظهورا بينا ، فلما حضروا عند إقليمون ووقف على الصورة وتأملها وأمعن النظر فيها ، قال ‏:‏ هذا رجل يحب الزنا وهو لا يدري من هو ، فقالوا له ‏:‏ كذبت هذه صورة بقراط، فقال ‏:‏ لا بد لعملي أن يصدق فاسألوه فلما رجعوا إليه وأخبروه بما كان ، قال ‏:‏ صدق إقليمون أنا أحب الزنا ، ولكن أملك نفسي كذا في تاريخ الحكماء ‏.‏ قال في ‏‏‏( ‏مدينة العلوم ‏)‏‏ ‏‏:‏ ومبنى هذا العلم ما يثبت في المباحث الطبية من وجود المناسبة ، والمشابهة بين الولد ووالديه ، وقد تكون تلك المناسبة في الأمور الظاهرة بحيث يدركها كل أحد ، وقد يكون في أمور خفية لا يدركها إلا أرباب الكمال ‏.‏ ولهذا اختلف أحوال الناس في هذا العلم كمالا ، وضعفا إلى حيث لا يشتبه عليه شيء أصلا لسبب كماله في القوتين أي القوة الباصرة والقوة الحافظة اللتين لا يحصل هذا العلم إلا بهما ، وهذا العلم موجود في قبائل العرب ويندر في غيرهم ، لأن هذا العلم لا يحصل إلا بالتجارب والمزاولة عليه مددا متطاولة ، ولهذا لم يقع في هذا العلم تصنيف وإنما هو متوارث ولاهتمام العرب بهذا العلم اختص بهم ، وتوارثه خلف عن سلف ، ولهذا لم يوجد في غيرهم انتهى ‏.‏ أقول ‏:‏ وقد اعتبر القيافة الشارع أيضاً في بعض الأحكام كما ورد في الصحيح من حديث مجزز الأسلمي ، أنه دخل فرأى أسامة بن زيد وزيدا وعليهما قطيفة قد غطيا رؤوسهما ، وبدت أقدامها فنظر إليهما مجزز الأسلمي وقال ‏:‏ إن هذه الأقدام بعضها من بعض ، فسر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى‏ :‏ وجه إدخال هذا الحديث في كتاب الفرائض الرد على من زعموا أن القائف لا يعتبر به فإن اعتبر قوله فعمل به لزم منه حصول التوارث بين الملحق والملحق به انتهى ‏.‏ وقد بسط القول في ذلك القاضي العلامة محمد بن علي الشوكاني في مؤلفاته فارجع إليها ‏. منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس