عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 9 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : أخطاء في أدب المحادثة مع الناس في المجالس

كُتب : [ 05 - 06 - 2008 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فإن من أدب الحديث مع الاّخر حسن الإستماع له وعدم الإستهانة بأدلته وقد قال الله تعالى : ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ) ولا أشك أن من يفعل خلاف ذلك ليس من طلبة العلم ولا يجوز أن يسمى بذلك وإن إدعاه ولا يجوز له أن يناقش كلام طلاب العلم إلا إذا بلغ مبلغهم من العلم أو أزيد فإن لم يتسنى له ذلك فليكن مقلدا لهم ولو كان بمكانة علمية توازيهم لحق له التصرف بكلامهم وقد قال : أمير المؤمنين الفاروق أبو حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه ( نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمن ابتغى العزة بغيره أذله الله ) والإسلام دين سماوي صافي لا تشوبه شائبة ومن فعل ذلك فليست أصوله المعتمدة على شئ من منهج الله تعالى لأن شهادة أن لا اله الا الله وشهادة أن محمد رسول الله لها مستلزمتها الشرعية وحدود الله محارمه ومن سب العلماء الربانيين والذين شهدت لهم الأمة بلا مبرر وجيه فقد تجاوز حدود الله تعالى ووقع في محارمه وقد أذن الله تعالى أن نعاقب بمثل ما عقوبنا به ورغبنا في العفو والصفح والإعراض عن الجاهلين وقد قال : أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه في حروب الردة من حرق حرقوه كما يجب أن نحسن الظن بالمسلمين لأن في حسن الظن بهم الشيئ الكثير من المعالجة الصريحة للنفس فإحسان الظن بالناس يحتاج إلى كثير من مجاهدة النفس لحملها على ذلك خاصة وأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ولا يكاد يفتر عن التفريق بين المؤمنين والتحريش بينهم وأعظم أسباب قطع الطريق على الشيطان هو إحسان الظن بالمسلمين فإبن سيرين رحمه الله يقول : إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرًا فإن لم تجد فقل : لعل له عذرًا لا أعرفه . فحين تجتهد في إلتماس الأعذار ستريح نفسك من عناء الظن السيئ وستجتنب الإكثار من اللوم لإخوانك . قال الشاعر :

تأن ولا تعجل بلومك صاحبًا
= لعل له عذرًا وأنـت تلـوم

فعلى المسلم عدم الحكم على النيات فالسرائر لا يعلمها إلا الله تعالى علام الغيوب العليم بذات الصدور والذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء فمن ساء ظنه بالناس كان في تعب وهم لا ينقضي فضلاً عن خسارته لكل من يخالطه حتى أقرب الناس إليه وسوء الظن من سوء العمل إذ من عادة الناس الخطأ ولو من غير قصد وقد ورد في الحديث ( كل ابن ادم خطأ وخير الخطائين التوابون ) ثم إن من آفات سوء الظن أنه يحمل صاحبه على إتهام الآخرين مع إحسان الظن بنفسه وهو نوع من تزكية النفس التي نهى الله عنها في كتابه : { فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى } [النجم:32] . ورب العزة والجلال أنكر على اليهود هذا المسلك : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً } [النساء:49]. وإن كان إحسانك الظن ومساعدتك للقريب ووجدت غير ذلك فاحتسب الأجر عند الله وقد جاء في الحديث ليس الواصل بالمكافئ وإنما الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها وراع الطيبة ما يندم والندم والخيبة لراع الخيبة . ولو إختلفت مع العقلاء لم تجد السوء لأن الإختلاف لا يفسد بالود قضية ولست المخالف المهذب ضد الحق ولا بعاجز عن الجدل على الحق بالدليل ولكنه لا يريد استثارة من يحمل فكرا خاصا ويقول له كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنك أمرؤ فيك جاهلية ) ومن الأسباب المعينة الإبتعاد عن فضول الكلام والإبتعاد عن كثرته المسيئة لأن من النعم التي أنعم الله بها علينا هي نعمة النطق ولكن قد تكون نقمة على كثير من الناس حيث أن البعض يستغل هذه النعمة بفضول الكلام وقبيحه ويبحث عن أسوء الكلام ويترك أفضله قال الشاعر :

احفظ لسانك أيها الإنسان
= لا يلدغنك إنه ثعبان

كم في المقابر من قتيل لسانه
= كانت تهاب لقائه الشجعان

والعرب تقول قديما : ( إياك وأن يضرب لسانك عنقك ) يعني لا تتكلم بالكلمة التي فيها هلاكك ؛ ومن العجب العجاب أن ترى بعض الناس يثرثر في المجالس كثيرا والأعجب من هذا لا تجد له منصت على كثرت كلامه لأن النفس البشرية لا تميل إلى هذا الصنف من البشر ؛ والصمت يحبب الناس بصاحبه ويجعله صاحب مهابة لدى كل من يعرفه ومن لا يعرفه وهذا شئ مجرب ومعروف قال الشاعر :

وزن الكلام إذا نطقت ولا تكن
= ثرثارة في كل ناد تخطب

وقال غيره :

وزن الكلام اذا نطقت فإنما
= يبدي العقول أو العيوب المنطق

وقال اّخرون : ( من يكثر الكلام يأتيه الشتام ) فالعاقل هو الذي يتفقد نفسه وحاله لأن كثير من الأمور السيئة توجد داخل أنفسنا ونحن نعلم بها ولكن لا نغير منها شيئا ولا ندعوا الله سبحانه أن يخلصنا منها فهذا ظلم للنفس ؛ وأنصح كل شخص يقرأ هذا الكلام أن يلتزم الصمت في موضعه ولا يكثر الكلام وسوف يجد حلاوة هذا الصمت بعد حين لأننا جميعا لا نحب الشخص الذي يتكلم كثيرا ونشعر بأنه بعيد عن أنفسنا لأن سوء الخلق يبعد وحسن الخلق يقرب ؛ وأنصح كل إنسان أن يجيب على قدر السؤال الذي وجه له إلا عن فائدة متصلة ولا يفصل إلا إذا طلب منه تفصيل الجواب لأن النفس البشرية تنفر من الشخص كثير الكلام الذي يتدخل في ما لا يعنيه قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ) وتقول العرب قديما ( المرء بأصغريه ) يعني عقله ولسانه ؛ وتقول العرب ( خير الكلام ما قل ودل ) أسأل الله أن ينفعنا بما كتب . منقول بتصرف وأنتم سالمون وغانمون والسلام .




التعديل الأخير تم بواسطة خيَّال الغلباء ; 05 - 06 - 2008 الساعة 20:30
رد مع اقتباس