عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 3 )
الراعي
عضو مميز
رقم العضوية : 13
تاريخ التسجيل : 12 - 04 - 2003
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 797 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 11
قوة الترشيح : الراعي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : الشعر والدعوة الى الله

كُتب : [ 05 - 06 - 2008 ]

ثانيا : ـ الشعر الإسلامي في العصر الأموي

العصر الأموي في بداياته اهتم بالفتوح الاسلاميه ولذا كان الشعراء هم سجل التاريخ لتلك الفتره وباعثي الحماس في نفوس المجاهدين الفاتحين ولذا طغى ما يسمى بشعر الفتوح 0 والدعوة الإسلامية في العصر الأموي امتداد لشعر الدعوة والفتح الإسلامي في عصر صدر الإسلام، فالدعوة إلى الله مستمرة، والجهاد في سبيل الله حمل لواءه الصحابة والتابعون وتبعهم سلفهم في العصر الأموي، إلا أن الجهاد يفتر في زمن الفتن التي تحدث بين المسلمين ثم يعود قوياً ليستأنف مسيرته.
ودولة بني أمية هي الدولة التي شهدت فيها الفتوح الإسلامية أقصى اتساعها، حين امتدت الدولة الإسلامية من الأندلس وفرنسا غرباً حتى الصين شرقاً، وقد صاحب تلك الفتوح شعر يصورها ويصف إيمان الجندي المسلم لأن الجنود المقاتلين فيهم الكثير من الشعراء. والجهاد في سبيل الله لا يُقَصِّرُ العمر فالآجال مكتوبة، فهذا شريح بن هانئ الحارثي الضبابي قاتل منذ فجر الإِسلام وها هُو ذا يشارك المسلمين في إخضاع رتبيل من بلاد سجستان سنة تسع وسبعين هجرية حيث يقول:

قد عشت بين المشركين أَعْصُرَا
= أصبحت ذا بَثٍّ أُقاسي الكِبَرَا

وبعـدهُ صِـدِّيقَهُ وعُـمَرَا
= ثُمّتَ أَدْركتُ النَّـبيَّ المُنْـذِرَا

وشعر الفتوح الإسلامية يصور الصبر والإيمان الصادق والثبات على حب الجهاد والاستمرار فيه يقول كعب الأشقري :

أنْ قَدْ لَقُوه شهاباً يَفْرِجُ الظُّلُمَا
= والتركُ تعلمُ إذْ لاقَى جُمُوعَهُمُ

غَيْرَ التّاسِّي وغَيْرَ الصَّبْرِ مُعْتَصَمَا
= بِفِتْيَةٍ كأَسُوُدِ الغَابِ لم يَجِدُوا

كلا الفَرِيْقَيْنِ ما ولىّ ولا انْهزَمَا
= في حَازَّةِ الموْتِ حَتّى جنَّ لَيْلُهُمُ

وقد وصف الشعر رجال الدعوة وثباتهم؛ نجد ذلك في شعر سوادة ابن عبد الله السلولي في وصف وفد الدعوة الذي أرسله قتيبة بن مسلم الباهلي إلى ملك الصين في زمن الوليد بن عبد الملك، وكان يرأس ذلك الوفد هبيرة ابن المُشَمْرَج الكلابي، وقد سار ذلك الوفد إلى ملك الصين وعرض عليه الإسلام، وبعد محادثات بين الجانبين رضي ملك الصين بدفع الجزية للمسلمين، وعاد الوفد إلى قتيبة بن مسلم، يقول سوادة :

للصين إن سلكُوا طريقَ المَنْهَجِ
= لا عيبَ في الوفـد الذيـن بـَعَثْتـَهُمْ

حاشَا الكريمَ هبيرة بن مُشَمْرَجِ
= كَسَرُوا الجُفونَ على القَذَى خَوْفَ الرَّدَى

ورَهَائنٍ دُفِعَتْ بِحَمْل سَمـَرَّجِ
= لم يَرْضَ غَيْرَ الختْـمِ في أَعنـَاقـِهِـمْ

وأتَاكَ من حِنْثِ اليَمِينِ بمَخْرَج
= أَدَّى رِسَالَتـَكَ الـتي اسـْتَرْعـيتـَهُ

وشعر الفتوح والدعوة الإِسلامية في العصر الأموي يشتمل على أغراض أهمها الحماسة والرثاء والحنين إلى الوطن .

ثالثا : ـ الشعر الإسلامي في العصر العباسي

حفل العصر العباسي بالأحداث الجسام من تقلبات سياسية وتغيرات اجتماعية انعكس تأثيرها علي الحياة الأدبية عبر قرون خمسة مثلت حقبة زمنية طويلة لحكم الدولة العباسية ويذهب بعض الباحثين (1) إلي تقسيم العصر العباسي إلي عصور أربعة:
1ـ: يبدأ من ظهور الدولة العباسية إلي أول عهد خلافة المتوكل (132هـ
2ـ : يبدأ من عهد المتوكل إلي تولي البويهيين الفرس الحكم الفعلي 132هـ ــ 334هـ .
3ـ : يبدأ من حكم البويهيين حتى استيلاء السلاجقة الأتراك علي بغداد(334هـ ـ 446هـ
4ـ: يبدأ من قيام دولة السلاجقة إلي سقوط بغداد في أيدي التتار (447هـ ــ 656هـ.
وهناك تقسيمات أخري لباحثين عدة قسموا فيها العصر العباسي إلي عصرين اثنين هما
1ـ العصر الموحد للدولة العباسية القوية ويعد العصر الذهبي الذي بلغت فيه اللغة شأوها شعراً ونثراً من (132هـ ـ 334هـ 2ـ العصر الثاني هو عصر الدويلات الكثيرة بعد انفراط عقد الخلاقة العباسية من (334هـ656هـ
ومن أشهر شعراء العصر العباسي هم شعراء عاشوا في العصر العباسي واشتهروا بنظم الشعر ومنهم من شعراء المعلقات ذاع صيتهم في إرجاء البلاد الإسلامية آنذاك وقد عرفوا كأشهر من نار على علم ومنهم : أبو فراس الحمداني وأبو نواس وأبو العلاء المعري والمتنبي ( أمير الشعراء في عصره ) وأبو تمام وبشار بن برد.
وهذا عبد الله بن المبارك العالم المتواضع، التقي الورع، الرجل المجاهد المقاتل على ثغور الروم، التاجر الشاكر الغني الكريم، احد من كرّس الالتزام في كل أشعاره التي تفيض رقة وعاطفة جياشة.
وها هو يوجه رسالته من ثغور الروم سنة 177هـ إلى صاحبه الفضيل بن عياض المجاور بمكة المتعبد فيها، يخاطبه بصورة مباشرة مبينا له فضل العبادة الحقة موازنا بين عبادة الثغور والصلاة في ظلال الكعبة.ويختم قصيدته بذكر جزاء الشهيد عند الله، فلنقرأ ما سطرت أنامله وما فاضت به قريحته :

يا عابد الحرمين لو ابصــرتنا
= لوجدت أنك بالعبادة تلـــعب

من كان يخضب جيده بدموعـه
= فنحورنا بدمائنا تتخــــضب

أو كان يتعب خيله في باطــل
= فخيولنا يوم الصبيحة تتـــعب

ريح العبير لكم ونحن عبيرنـا
= رهج السنابك والغبار الاطــيب

ولقد أتانا من مقال نبـــينـا
= قول صحيح صـادق لا يكـذب

لا يستوي وغبار خيل الله فـي
= أنف امرئ ودخان نار تلهــب

هذا كتاب الله ينطق بيـــننا
= ليس الشهيد بميت لا يكـــذب

وهي قصيدة ينم كل حرف من حروفها عن صدق والتزام. ويتصل بالتزام ابن المبارك رده على الذين ينتقصون من سيدنا أبي بكر وعمر وعثمان ويوضح انه ليس بطعان ولا لعان. ويظهر تقديره واحترامه وحبه لصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم الذين كانوا كالشمس للدنيا وكالعافية للناس. قول ابن المبارك :

فلا أسب أبا بكر ولا عـــــمرا
= ولا أسب معاذ الله عثــــــمانا

ولا ابن عم رسول الله اشــــتمه
= حتى ارى في الثرى البست اكفانــا

ولا الزبير حواري الرســـول ولا
= أبدي لطلحة شــــتما عز أو هانا

ولا اقول علي في الـــسحاب اذا
= قد قلت والله ظـــــلما ثم عدوانا

ولا اقول بقول الجـــــهم أن له
= قولا يضارع اهل الشرك أحيـــانا

ولا أقول تخلى من خليــقته
= رب العباد وولى الامر شيــــطانا

ما قال فرعون هذا في تجــــبره
= فرعون موسى ولا هامان طغيانــا

لكن على ملة الإسلام ليس لــــنا
= اسم سواه بذاك الله ســــــمانا

ان الجماعة حبل الله فاعتصموا
= بها هي العروة الوثقى لمن دانـا

وكان شعر الجهاد والحماسة الإسلامية من صور الالتزام الصادقة اذ صدر الشعر في المناسبات الحربية معبرا عن مشاركة الشعراء الوجدانية بتسجيل هذه الانتصارات القائمة ضد الروم وضد المنحرفين، وكانت إشعارهم تمثل موقفا ذاتيا حيويا تبرز فيه مشاعرهم وأحاسيسهم، وكأنهم يقاتلون في ميادين الحروب.وكذلك تمثل الالتزام في شعر الأخلاق والآداب الإسلامية في مواقف الشعراء من القيم والمثل الرفيعة بالاعتداد بها والإشادة بذكرها والدعوة لها، وكانت بعض تلك المواقف صادرة عن تجارب بعينها تمنح الأبيات قيمة خاصة لتحقيق الصدق الواقعي والفني فيها بصورة بارزة خاصة ما كان منه في الصداقة، والصبر والقناعة، والعزة والترفع. والالتزام في موضوع التصوف والزهد كان بينا إذ تفرغ لهما بعض الزهاد الشعراء واتخذوا موقفا واضحا وثابتا وعميقا، وكان ما قيل فيهما من شعر يصور التجربة بعمق وصدق واضحين.وليس من الضروري أن يكون الشعراء عانوا في الميادين السابقة ـ تجربة حقيقية، وان كانت غالبا كذلك ـ فقد يتأثر الشاعر بتجربة غيره تأثرا عميقا يتبلور في نفسه ويتمثل شعرا، لكن التجربة تكون متكلفة ومتصنعة حين لا يتحقق الانفعال ذاتيا او غيريا.والالتزام في الشعر الإسلامي يظهر بصورة واضحة لدى الشعراء ذوي النزعة الإسلامية الخالصة فقد كان اتخاذهم للموضوعات الإسلامية محاور شعرهم الأساسية موقفا إسلاميا ملتزما.

رابعا : ـ الشعر الإسلامي في العصر العثماني

وبدأ الضعف يدب في كيان الدولة العثمانية، وأحس الناس ضعفهم الفكري إلى ما بهم من ضعف سياسي واقتصادي، فصاروا يتلفتون حولهم بحثا عن مصادر القوة الروحية والمادية، فنشط نَظْم العلوم والفنون، ومدح النبي صلى الله عليه وسلم والحث على التزام دينه ونصرته.
وتجسد رسالة الشيخ الصوفي الحموي علي بن عطية بن الحسن الحداد الحموي مؤسس أسرة علوان في حماه والمولود سنة (873هـ/ 1468م) والمتوفى سنة (936هـ/1530م) أول صيحة عربية يطلقها عالم عربي ذو ثقافة صوفية ضد استبداد السلطة وظلمها الرعية في الحقبة العثمانية .

يـا أيها الملك المؤمر قـادة
= حادوا عن التنزيل والقـرآن

هلا كشفت عن البلاد بكاشف
= ما حل من جور ومن عدوان

هذا الوصف عمقه ابن علوان في رسالته في فصل حضَّ فيه السلطان على تغيير المنكرات وجاء فيه: «ومن المنكرات بخس الناس حقوقهم وأكل أموالهم وأخذها بغير طريق شرعي فإن ذلك ظلم والله تعالى يقول في بعض كلامه : ﴿يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا﴾ وقال تعالى: ﴿وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ﴾. ومن المنكرات التي ينبغي على ولي الأمر أدام الله له السعادة تغييرها وإزالتها بنهي الرسل المبعوثين من جنابه وحضرته نهى الولاة عن التعرض لأخذ دواب المسلمين غصباً وظلماً ومنعهم من ضربهم وشتمهم لا في الصحراء ولا في البنيان والعمران فإن ذلك واجب عليه أمام الله».


رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي
مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات
الراعي

التعديل الأخير تم بواسطة خيَّال الغلباء ; 05 - 06 - 2008 الساعة 21:50
رد مع اقتباس