عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 14 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : العقيلات نجديون مهاجرون تحولوا إلى تجار ومحاربين

كُتب : [ 15 - 05 - 2008 ]

العقيلات رجال من أهل نجد جبلوا على تحمل الأسفار الطويلة بما فيها من الشدائد والمصائب ومنهم تجار إبل وخيل ومنهم تجار الهيل والبن والرز وغيرها من المواد الغذائية ويؤيد ذلك قصيدة لعبيد بن رشيد يقول من ضمنها لأمير القصيم عبدالعزيز اّل أبو عليان العنقري السعدي التميمي إحذر تطاوع تاجر التتن والهيل ويقصد بذلم مهنا أبا الخيل . واشتهر العقيلات بالوفاء والمروءة والشجاعة والكرم . جابوا البلاد ينطلقون من نجد إلى الحجاز ومن نجد إلى الشام ومن نجد إلى العراق والبصرة والكويت والهند ومصر والسودان . بل إن بعضهم وصل إلى شواطئ أمريكا وامتازوا بثقافة عالية اكتسبوها من خلال سفراتهم واحتكاكهم مع الشعراء والأدباء والمثقفين والحكام والأرياف والمدن واحتكوا مع أهل البادية وأمرائهم بحكم المصالح المشتركة ولهم مكانة عندهم مثل شيوخ شمر وعنزة فى الشمال وغيرهم ومن ذلك قول الشيخ / ابن مجلاد :

نبي نسير طلعة الشمس لعقيل
= اما سعد وإلا نحرنا السنلني

شاركوا فى حروب كثيرة وخاصة صدهم الفرس عن أهل البصرة وبغداد من الفرس وشاركوا بحرب ميسلون بقيادة ناصر دغيثر ومعهم الأشراف . لهم سمعة طيبة بين القبائل مما أدى إلى عدم تعرض قوافلهم للحنشل إلا شيئا يسيرا لا يكاد يذكر بل إن بعضهم يضارب لبعض شيوخ القبائل فى التجارة . واكتسبوا الكثير من الخبرات وفيهم فراسة . واختلف بأصل تسميتهم باسم العقيلات على أقوال كثيرة ومنها أنهم سموا بذلك من لبسهم العقال وبعضهم يقول من ربطهم عقل الإبل على وسطهم ومن علماء العقيلات الشيخ السفير / فوزان السابق رحمه الله وأسكنه فسيح جناته الذى درس العلم فى نجد والزبير وغيرها . ثم أصبح من أشهر تجار العقيلات واشتهر بالكرم والمروءة وقد كلفه جلالة الملك / عبدالعزيز رحمه وأسكنه فسيح جناته عندما كان في مصر بطباعة بعض كتب السلف الصالح . نعم فالعقيلات يمتازوا بالحكمة ورجاحة العقل والثقافة الواسعة لكثرة أسفارهم ومنهم من استقر فى سوق الشيوخ فترة ثم الخميسية وبعضهم رحل إلى الزبير ثم الكويت . وهذه قصيدة الشاعر / إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن حسين رحمه الله وأسكنه فسيح جناته :

مــا لــوم حـالي لو طـوتها الملايـــل
= ومـا لـوم عين دمعــها فوق الأوجان

من يـوم خلـيت البلـد رحـت شـــايل
= هـم ولـو هـو صـاب صـم الصفا لان

كـل لخـلـه يـوم نقفـي يـخــايـل
= نبكـي علـى فـرق الأهالي والأوطــان

يـم الشمـال مـوجهــين الأصـايـل
= نبـي العـراق وسوريا هــن وعمــان

شلـنا البضــايع في ظهـور الرحــايل
= مـن ديـرة مشهـورة بـإسـم فيحان

رديفـهــا جـال إقبــال السفايــل
= يشـرف علـى الديـرة مـن الشرق نيشان

يـا مـا بها مـن ناعمــات الفسايـل
= تســقى على هجـن مرابيـع وســـمان

حـامين حــالة باذلـين الجمــايـل
= أولاد نـاصر مشبعـت كـل جيعـــان

حامينــها فـي مبهمــات الفـتايل
= فـي سـاعـة ترخـص بـها روح الإنسان

يـا ما لطمــوا من دونــها كل عــايل
= لا كـبرت القـالة وراغــن الأذهـــان

وكتب / عبدالله ابراهيم الكعيد أدبيات العقيلات نشرت : الاثنين 3 رجب 1426هـ - 8 أغسطس 2005م - العدد 13559- السنة الثانية والأربعون - الرياض وقال : تعريف : العقيلات واحدهم عقيلي والجمع عقيلات وهم أُناس من نجد وبخاصّة الحاضرة منهم كانوا يُسافرون إلى العراق والشام وفلسطين ومصر ، لا يجمعهم نسب واحد ولا إقليم واحد من الأقاليم النجدية وإنما يجمعهم الاشتراك في مزاولة عمل معين وهو في الاساس التجارة مع أهل تلك الأقطار بالإبل في الدرجة الأولى وبالخيل والغنم . ومع أنه وجد عقيلات في جميع أقاليم نجد الاّ أن أهل بريدة كانوا يحتلون المكانة الأولى عدداً ونشاطاً تجاريّاً . ( من مطبوعات مهرجان بريدة الترويحي ). إذاً للذين لا يعرفون معنى كلمة ( عقيلات ) هذا هو تفسيرها أتى من منبع العقيلات ومنطلق رحلاتهم فرجالات بريدة هم رجالات العقيلات وقادتها التاريخيون الذين كانوا يُعايشون هذه الرحلة الدائمة نحو الشمال طلباً للرزق منذ قرون خلت بلغت عنفوانها في القرون من العاشر وحتى منتصف القرن الرابع عشر الهجري حيث توقف نشاطها تماماً عام 1370ه 1950م حينما حلّت السيارات والقطارات محلّ الإبل والخيل ، وهذا التاريخ المليء بالأحداث والحكايات للأسف الشديد لم يلق من الباحثين والمؤرخين مايستحق من عناية في التوثيق والتدوين رغم وجود الإمكانيّة لذلك ولا أعرف سرّ هذا التعتيم فهل ينبري اليوم أحد المهتمين أوإحدى المؤسسات لتوثيق حركة العقيلات وتدوين حكاياتهم وهل نرى أفلاماً وثائقيّة وحتى دراميّة تحكي حياة هؤلاء المغامرين الأشداء الذين جابوا صحراء الجزيرة العربيّة وأوصلوا ثقافة نجد المتمثلة في الشجاعة والكرم والأمانة والصدق ، المروءة ، الإيثار ، حسن النوايا ، الثقة في النفس ، حسن التعامل وغيرها من القيم الصحراوية إلى أهل المجتمعات التي ذهبوا إليها حيث كانوا بمثابة وسيلة اتصاليّة غاية في الواقعيّة عرّفت بنا وبقيمنا قبل وجود وزارات الاعلام وبقيّة المؤسسات الاتصاليّة الأخرى ..؟؟ كلما ذهبت إلى ( ثلوثيّة ) سفارة المملكة في القاهرة أُقابل بعضاً من أحفاد العقيلات المقيمين هناك ممن لا زالوا يتمسكون بتلك القيّم والأدبيات وأحرص على سماع حكاياتهم بل إن أحد أكبر تجّار الإبل في مصر اليوم هو أحد أحفاد أسرة عقيليّة نجدية وقد فتح باب داره لكل سعودي يأتي إلى مصر زائراً لهذا الوجيه الكريم .

هذا طويل الثلج يا عبيد جيناه
= منين الحطب نبغى نسويّ عشانا

البق والبرغوت حنا وصلناها
= الديرة الي ما هواها هوانا

لولا الغلا والدين ما كان جيناه
= مير المصاريف غاليات ورانا

لي ديرة يا عبيد ما والله أنساه
= يالذّة الدنيا طعوس ورانا

هكذا هو حنين رجالات عقيل لديارهم وشوقهم لملامسة كثبان الرمال التي خطّوا على ذراها حكايات الكفاح والصبر وكيفيّة الصمود في وجه الصعاب والإصرار على البقاء رغم الترحال والغربة ، ولابد لي هنا من إزجاء تحيّة إعجاب لمهرجان بريدة الترويحي الذي أتخّذ العقيلات رمزاً في كل فعاليات المهرجان ومنها مسيرة للإبل تجوب شوارع مدينة بريدة تُذكّر بأولئك الرجال الذين كان الترحال عنواناً لحياتهم وكذلك انشاء موقع لمجالس العقيلات تقام فيه الأمسيات الشعرية والقصص والشواهد تكون فيه أيام العقيلات محور اللقاءات . لو في تاريخ أيّ أُمّة مثل نموذج العقيلات لكُتبتْ فيهم الروايات وأُنتجتْ عنهم عشرات الأفلام ولاحتفي بكل رمز يعنيهم ولكن قدرهم أنهم وجدوا في مجتمع لايأبه كثيراً بالنماذج الإنسانيّة ذات التجارب المدهشة ، وعجبي كلّه عشمْ . وأقول أن المنطلق الأول والأصلي للعقيلات هي مدينة عنيزة ومنها اكتسبت التسمية من الجبور من بني عقيل بن عامر ثم فاقتها بريدة . قال الشاعر :

حنا اعقيل ساسة الشمخ النيب
= عز القوافل لا رقد كل ثاوي

ياما قطنا به اجهول الدباديب
= شهبٍ مثانيها به الذيب عاوي

بالعزم والقوة لنا مكسب الطيب
= مع كل شغموم بعيد الهقاوي

قطاعة البيداء وشوق الرعابيب
= اللي ربن بمشومخات المذاري

قال في رجالات عقيل الشاعر / محمد الصغير في معركة البكيرية :

يوم جاء العسكر تزاحم طوابيره
= والمدافع جامع كل أوانيها

جاه جمع عقيل هدم مناجيره
= ما حلى ضرب النمس في علابيها

من تولّوا لابتي ضاع تدبيره
سلة القصمان ما أحد يناجيها

منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس