عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 9 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان

كُتب : [ 17 - 04 - 2008 ]

الفخذ الثاني :

من بني هاشم : الطالبيون ، وهم : بنو أبي طالب . قال ابن إسحاق : واسمه عبد مناف - قال أبو عبد الله الحاكم : اسمه كنيته - ابن عبد المطلب بن هاشم . قال أبو عبيد : وكان له من الولد : طالب - وبه يكنى ، ولا عقب له - وعقيل ، وجعفر ، وعلي ، وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم . قال ابن عبد البر في " الاستيعاب " : وكان جفعر أكبر من عقيل بعشر سنين ، وعقيل أكبر من علي بعشر سنين ، وطالب أكبر من عقيل بعشر سنين . ومن الطالبيين : الجعافرة، وهم : بنو جعفر بن أبي طالب ، المقدم ذكره ، ويعرف بجعفر الطيار ، وذلك إنه قطعت يداه يوم موته سنة ثمان من الهجرة ، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله جعل منهما جناحين يطير بهم في الجنة ، ولذلك قيل له : الطيار . وكان لجعفر أولاد، منهم : محمد ، وعبد الله ، مسح النبي صلى الله عليه وسلم على رءوسهم ، حين جاء نعي أبيهم جعفر ، ودعا لهم ، وقال : أنا وليهم في الدنيا والآخرة . وكان عبد الله بن جعفر من أجود الناس حتى إن أهل المدينة يتداينون على مقدمه في الموسم . وتزوج محمد أم كلثوم بنت عمه علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - بعد موت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنهما . قال في العبر : ومن ولد عبد الله هذا : عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر ، قام بفارس ، وبويع له بالكوفة في آخر الدولة الأموية . قال : وأراد بعض شيعة بني العباس تحويل الدعوة إليهم ، فلم يوافقهم على ذلك أبو مسلم الخراساني القائم بدعوة بني العباس . ومن الطالبيين أيضاً : العلويون . وهم : بنو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وأمه : فاطمة بنت أسد بن هاشم ، المقدم ذكره ، كانت قد أسلمت وهاجرت ، وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي . وعلي رضي الله عنه أحد العشرة المقطوع له بالجنة ، وهو أول خليفة كان أبواه هاشميين ، وبويع له بالخلافة يوم قتل عثمان رضي الله عنهما ، وقتل لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة . ودُفن بالكوفة عند مسجدها الجماع في قصر الإمارة ، وغُيب قبره ، وعمره يوم مات ثلاث وستون سنة . وقيل : سبع وخمسون . قال القاضي محب الدين الطبري : وكان له ثلاثة عشر ولداً ذكراً ، وهم : الحسن والحسين ، من سيدة نساء العالمين فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال العسكري في كتاب : " التصحيف ". وهذان الإسمان حباهما الله لنبيه صلى الله عليه وسلم حتى سمى بهما ابنيه هذين أما ما وجد في قبائل طيء من الحسن والحسين : فالأول منهما بفتح الحاء وسكون السين ، والثاني بفتح الحاء وكسر السين . وعمر ، وأمه حَمْنة بنت جَحش - وطلحة . وأمه حمنة أيضاً - ويحيى وإسماعيل وأسحاق - ويعقوب . وأمهم أم أيمن بنت معاوية - وموسى ، وزكريا . وأمهما أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنه - ويوسف : وأمه أم كلثوم أيضاً . وذكر أن العقب منهم لستة ، محمد بن الحنفية ، والسجّاد ، ويحيى ، وإسحاق ، ويعقوب ، وموسى . وزاد القُضاعي في بنيه " العباس " فجعلهم خمسة عشر . قال الطبري : والنسل فيهم لخمسة : الحسن ، والحسين ، ومحمد بن الحنفية ، وعمر ، والعباس . قال : وأكثر أنساب العَلويين راجع إلى : الحسن ، والحسين ، وأخيهما محمد بن الحنفية . ثم قال : وإنما اختص هؤلاء بالذكر لأنهم الذين قاموا بطلب الخلافة وتعصب لهم الشيعة ، ودعوا لهم في الجهات . ثم المشهور من العلويين الآن فصيلتان : الفصيلة الأولى : الحسنيون : وهم : بنو الحسن السِّبط بن أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه ، من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم . ومن الحسنيين المذكورين : المهديّ محمد بن عبدالله الكامل بن حسن المثنى بن الحسن السبط، بويع له بالخلافة بمكة في آخر الدولة الأموية ، وحضر بيعته أبو جعفر المنصور ثاني خلفاء بني العباس ، ثم كان له شأن مع أبي جعفر المنصور في خلافته ، وجرت بينهما مكاتبات ومحاورات يطول ذكرها . ومنهم : إبراهيم بن عبد الله ، أخو المهدي المقدم ذكره ، بويع له بالخلافة ، بالبصرة . ومنهم الأدارسة ، بنو إدريس . وهو الذي بنى مدينة فاس قاعدة المغرب الأقصى الآن . وقد ذكر صاحب " الروض المعطار " أنّ سبب تسميتها " فاساً " أنه حين بُنِيَ أساسها وُجد فيها فأس ، فسُميت به المدينة ، ثم صار لهم مُلك بعد ذلك بالأندلس . ومنهم : السُّليمانيون ، الذين كان منهم أمراء مكة بعد نُواب خلفاء بني العباس عليها . وهم : بنو سليمان بن داود بن الحسن المُثنى بن الحسن السِّبط. قال في العبر : ثم لم يزل عُمَّال بني العباس على مكة إلى زمن المستعين ، فحدثت الرياسة بها لبني سليمان هؤلاء . قال : وكان كبيرهم في آخر المائة الثالثة محمد بن سليمان ، من ولد سليمان ، المقدم ذكره . قال البيهقي : وخطب لنفسه بالأمامة في سنة إحدى وثلثمائة بعد خلع طاعة العباسيين ، أيام المقتدر العباسي . ومنهم : الهواشم . وهم : بنو أبي هاشم محمد بن الحسن بن محمد بن موسى بن عبد الله أبي الكرام بن موسى الجَوْن بن عبد الله بن الحسن المُثنى بن الحسن السبط . وهؤلاء هم الذين صارت إليهم إمرة مكة بعد السليمانيين ، المقدم ذكرهم . وأول من ولي إمرتها منهم : محمد بن جعفر بن أبي هاشم ، المذكور ، وبقيت فيهم إلى آخر سنة تسع وثمانين وخمسمائة . ومنهم : بنو قتادة :- ويقال ، ذَوو قتادة - بن إدريس بن مُطاعن بن عبد الكريم بن موسى بن عيسى بن عبد الله أبي الكرام بن موسى الجون بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن السبط . ملك مكة من يد الهواشم بعد أن ملك يَنبع والصَّفراء ، ثم ملك اليمن وبعض أطراف المدينة وبلاد نجد ، ولم يَقْدَم على أحد من الخلفاء والملوك ، وان يتعاظم على الناصر لدين الله الخليفة العباسي ويقول : أنا أحق بالخلافة منه . وكتب إليه الناصر يستدعيه إليه في بعض السِّنين ، فكتب في جوابه هذه الأبيات :

بلادي وإن هانت عليك عزيزةٌ
= ولو أنني أعرى بها وأجـوعُ

ولي كفٌّ ضِرغام أُذِل ببطشها
وأشرِي بها بين الورى وأبيع

تَظل ملوك الأرض تَلْثم ظهرها
= وفي بَطنها للمُجدِبـين ربـيع

أَأَجعلها تحت الرَّحى ثم أبتغي
= خلاصاً لها إنِّي إذا لوضـيع

وما أَنا إلا المِسْك في كل بلدة
= يضُوع وأما عندكم فـأضـيع

وبقي حتى تُوفي سنة سبع عشرة وستمائة . وبقيت إمارة مكة في عقبه إلى الآن في بيت عَجلان بن رميثة بن أبي نُميّ بن أبي سعد بن عليّ بن قتادة . وقد استقرت آخراً في ابنه حسن ، ثم تغير عليه السلطان الملك المؤيد ، شيخ سلطان العصر خاد الله سلطانه ، فصرفه عنها ووليّ ابن أخيه رُميثة بن محمد ابن عجلان سنة ثمان عشرة وثمانمائة ، والأمر على ذلك إلى الآن . ومن بني قتادة أيضاً : أمراء الينبع وغيرهم ، وذلك أنه كان بالينبع من بني الحسن بن علي ، رضي الله عنهما : بنو حراب ، وبنو عيسى ، وبنو علي ، وبنو أحمد ، وبنو إبراهيم . فلما ملك قتادة مكة أدى الحال بعد ذلك إلى أن استقرت إمارة الينبع في إدريس بن حسن بن قتادة ، وابني عمه : أحمد ، وجماز ، فهي في عقبهم إلى الآن . وبنو حسن هؤلاء من أهل مكة ، والينبع ، وغيرهم على مذهب الزّيدية . ومن بني حسن أيضاً : بنو الرَّسي ، بفتح الراء المهملة المشددة وكسر السين المهملة ، الذين منهم أئمة الزيدية باليمن الآن . وهم : بنو القاسم الرسي بن إبراهيم طباطبا بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الغَمر ابن عبد الله بن الحسن المُثنى بن الحسن السبط . ودارهم صنعاء وما والاها . وأول من قام بالإمامة منهم هناك : يحيى بن الحسين بن القاسم الرسيّ بن إبراهيم طباطبا ، المقدم ذكره ، في سنة اثنتين وثمانين ومائتين ، في حياة أبيه الحسين ، وتلقب الهادي ، وملك صعدة ، وصنعاء وما معهما ، وبقي ذلك في عقبهم حتى غلبهم عليه السليمانيون أمراء مكة ، عندما أخرجهم الهواشم منها . ثم عاد ذلك إليهم فيما بعد ، وبقيت بيدهم إلى أن كان في حدود سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة صلاح بن يحيى بن حمزة ، ثم ابنه نجاح ، فلم يدينوا له بالإمامة ، فقال : أنا محتسب لله تعالى . قلت : ومن بني حسن غير من تقدم في الشرق والغرب من لا يسع ضبطه ، ولا يتأتى حصره ، ومن يدخل منهم في دواوين الأشراف بالأمصار جزء من كل .

الفصيلة الثانية : من العلويين : الحسينيون : وهم بنو الحسن السبط بن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه ، من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال ابن حزم : وليس للحسين عقب إلا من ابنه زين العابدين . ومن الحسينيين هؤلاء : الجعافرة . وهم : بنو جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط . وجعفر هذا ، هو أحد الأئمة الاثنى عشر ، عند الاثنى عشرية ، الذاهبين إلى اثنى عشر إماماً ، وهم : أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، ثم ابنه الحسن السِّبط ، ثم أخوه الحسين السِّبط، ثم ابنه علي السجَّاد زين العابدين ، ثم ابنه محمد الباقر ، ثم ابنه جعفر الصادق هذا ، ثم ابنه موسى الكاظم ، ثم ابنه علي الرضى ، ثم ابنه محمد المتقي ، ثم ابنه علي التقي ، ثم ابنه الحسن الزكي المعروف بالعسكري ، ثم ابنه محمد الحُجة ، ويقال : القائم ، وهو ثاني عشرهم ، وهم يعتقدون حياته وينتظرون خروجه . كان له من الولد : موسى الكاظم ، ومحمد الديباجة . ومن ولد موسى الكاظم : ابنه علي الرضى ، الذي جعله المأمون ولي عهده بالخلافة ، ومات في حياة المأمون . ومن ولده أيضاً : إسماعيل الإمام ، الذي تنسب إليه طائفة الإسماعيلية بقلاع الدعوة ، بأعمال طرابلس من الشام . ومن الجعافرة أيضاً : العُبيديون ، بضم العين وفتح الباء ، وهم : بنو عبيد الله المهدي بن محمد الحبيب بن جعفر المصدق بن محمد المكتوم بن إسماعيل الإمام بن جعفر الصادق ، المقدم ذكره . على أنه قد طَعن في هذا النسب طاعنون من النسّابة ، فيهم جماعة من أكابر العلماء والأشراف ، وليس هذا موضع البسط فيه ، وقد استوفيت الكلام على ذلك في كتابي " مآثر الإنافة في معالم الخلافة ". كان لهم دولة بالمغرب ثم بمصر والشام ، وعبيد الله المهدي أول من بويع له منهم بالمغرب ، وبنى مدينة المهدية في مشارف إفريقية وسَكنها . ويقال : إنه لما عمرها قال : أمنت على العلويين ، وأنه صعد سورها ورمى بسهم وقال : إلى هنا ينتهي صاحب الحمار ، فخرج خارجيّ يقال له : أبو زيد صاحب الحمار ، فقصد المهدية ، فوصل إلى ذلك المكان ثم رجع ، وبقي المغرب بيده ثم بيد عقبه مدة ، إلى أن كان من عقبه المعز لدين الله الفاطمي ، فجهز جوهراً القائد إلى مصر ليأخذها ، وخرج لتشييعه ، فجمع المشايخ الذين مع جوهر وقال : والله لو دخل جوهر إلى مصر وحده لأخذها ، ولندخلنها بالأردية من غير قتال ، وَلَتَبْنينّ مدينة تُسَمّى : القاهرة ، تقهر الدنيا . فكان الأمر على ما ذكر من دخول مصر من غير قتال . واختط له جوهر القاهرة في سنة ثمان وخمسين وثلثمائة ، ثم وصل إليها المغرب ، ونزل بقصر الخلافة الذي بناه له جوهر بوسطها . وبقيت الديار المصرية بأيديهم إلى أن كان آخرهم العاضد لدين الله يوسف ، وكانوا جميعهم على مذهب الشيعة يسبون الشيخين ، وينادون في الآذان : بِحَيَّ على خير العمل . ومنهم أيضاً : بنو طاهر الذين منهم أمراء المدينة النبوية ، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام . وهم : بنو أبي القاسم طاه ر، من ولد يحيى الفقيه ، من ولد الحسن ، من ولد جعفر حجة الله ، من ولد أبي جعفر عبد الله بن الحسين الأصغر ، ابن علي زين العابدين ابن الحسن السبط . وكانت في سنة تسع وتسعين وسبعمائة بيد ثابت بن جَمّاز بن قاسم بن مهنا بن الحسين بن مُهنا بن داود بن القاسم بن عبد الله بن طاهر بن يحيى ، المقدم ذكره، ثم تنقلت بعده في بني عمه إلى أن صارت الآن إلى ثابت بن جماز بن هبة بن جماز بن منصور ، من قبل سلطان العصر الملك المؤيد شيخ عز نصره . وبنو الحسين هؤلاء من أمراء المدينة ، وأتباعهم كلهم رافضة وسبّابة ؛ إلا أنهم لا يتجاهرون بذلك خوفاً من السلطان . وبقايا بني الحسين منتشرون في أقطار الأرض مع بني عمهم الحسن ، قد ملأوا الخافقين .

القسم الثالث :

من العرب المختلف في عروبتهم وهم البربر وقد تقدم الكلام في مقدمة الكتاب على اتصال أنساب الأمم بعمود النسب النبوي اختلاف كثير في نسب البربر ، فبعضهم يُدْخلهم في العرب على الإجمال ، وبعضهم يدخلهم فيهم على التخصيص ببعض العرب لا يخرج عنها ، وبعضهم يخرجهم عن العرب جملة . وإنه ذهب ذاهبون من النسابة إلى رجوع قبائلهم إلى تسعة أصول ، وهي : إردواحة ، ومصمودة ، وأروَبّة ، وعجيسة ، وكُتامَة ، وصنهاجة ، وأرويغة ، ولمطة ، وهسكورة . وإن المشهور إلى رجوعهم إلى أصلين فقط : الأصل الأول : البرانس ، بفتح الباء الموحدة والراء المهملة وألف ثم نون مكسورة وسين مهملة في الآخر . وهم : بنو بُرنس بن بربر . والمشهور منهم بالديار المصرية ويملك بلاد المغرب ثلاثة قبائل :

القبيلة الأولى :

منهم : هَوّارة ، بفتح الهاء وتشديد الواو المفتوحة وفتح الراء المهملة وهاء في الآخر . قال في العبر : وهم : بنو هوارة بن أوريغ بن برنس بن بربر . قال : وبعض نسّابتهم : يقولون إنهم من عرب اليمن ، فتارة يقولون : إنهم من عاملة ، إحدى بطون قضاعة ، وتارة يقولون : إنهم من ولد المِسور بن السَّكاسك ابن وائل بن حمير . وتارة يقولون : إنهم من ولد السكاسك بن أشرس بن كندة ، فيقولون : هوارة بن أوريغ بن حيور بن المثنى بن المسور . وذكر الحمداني أنهم من ولد بر بن قيذار بن إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ، من امرأة تزوجها من العماليق بفلسطين ، وأنه أخو لواتة ، ومزاته ، وزنارة ، ومغيلة ، وغيرهم وذكر أن بالمغرب منهم الجم الغفير . وذكر في " مسالك الأبصار " أن منازلهم بالديار المصرية البحيرة ، ومن الاسكندرية غرباً إلى العقبة الكبيرة من برقة . قلت : ولم تزل منازلهم بالديار المصرية على ما ذكر إلى أثناء الدولة الظاهرية " برقوق "، فغلبهم على أماكنهم من البحيرة جيرانهم من زنارة وحلفائها من بقية عرب البحيرة ، فخرجوا منها إلى صعيد مصر ونزلوا عمل إخميم في جرجا وما حولها ، ثم قوى أمرهم واشتد بأسهم وكثر جمعهم حتى انتشروا في معظم الوجه القبلي ، فيما بين قوص إلى بحري الأعمال البهنسائية ، وأقطعوا فيها الإقطاعات . وقد ذكر الحمدانيّ منهم بطوناً هي : بنو مجريش ، وبنو أسرات ، وبنو قطران ، وبنو كريب . ولكنهم الآن بالصعيد قد كثرت بطونهم ، وزادت على العدد . وهذه نبذة من بطونهم ، وهي : بنو محمد ، أولاد مأمن ، وبُندار ، والعرايا ، والشللة ، وأشحوم ، وأولاد مؤمنين ، والروابع ، والروكه ، والبروكية ، والبهاليل ، والأصابغة ، والدناجلة ، والمواسية ، والبلازد ، والصوامع ، والسدادرة ، والزياينة ، والخيافشة ، والطرَدة ، والأهلة ، وازلتين ، وأسلين ، وبنو قمير ، والتيه ، والتبابعة ، والغنائم ، وفزارة ، والعبابدة ، وساورة ، وغلبان ، وحديد ، والسبعة . وقد افترقت الإمرة فيهم فرقتين : فرقة في أولاد عمر ، بجرجا وما والاها ، وفرقة بني عريب بدهروط وما معها من البهنساوية .

القبيلة الثانية :

من البرانس : مصمودة ، بفتح الميم وسكون الصاد المهملة وضم الميم وفتح الدال المهملة وهاء في الآخر . وهم : بنو مصمودة بن برنس بن بربر . قال في العبر : وهم أكثر قبائل البربر ، وأوفرهم عدداً ، وأوسعهم شعوباً ، وبلادهم أقاصي المغرب . قال : ومنهم ، الموحدون ، أصحاب المهدي بن تومرت ، القائم بالمغرب على إثرالمرابطين من لمتونة . ومن مصمودة : هَنتاته ، بفته الهاء وسكون النون وفتح التاء المثناة من فوق وألف بعدها تاء مثناة من فوق أيضاً ثم هاء . وهم الذين تقدم أنه يقال : إن منهم أبا حفص ، أحد العشرة أصحاب ابن تومرت ، المقدم ذكره . ومن عقبه ملوك إفريقية القائمين بها الآن . وقد تقدم في الكلام على العُمريين من بني عدي من قريش أنهم يدعون النسبة إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، وأن من النسابة من يزعم أنهم من بني عدي ، رهط أمير المؤمنين ، لا من عقبه . وأول من ملك منهم : الشيخ أبو محمد بن الشيخ أبي حفص سنة ثلاث وستمائة ، نيابة عن بني عبد المؤمن ، خليفة المهدي بن تومرت ، وتوالت في عقب الشيخ أبي حفص المذكور إلى أن ملك منهم أبو عبد الله محمد بن أبي زكريا يحيى ، وتلقب بالمستنصر بالله ، وهو أول من تلقب منهم بالخلافة ، ثم تواترت في أعقابهم وهم يتلقبون بألقاب الخلافة إلى أن ملك أبو فارس عزوز في شعبان سنة ست وثمانمائة ، وهو القائم بها إلى الآن ، وهو أبو فارس بن السلطان أبي العباس أحمد ، ابن السلطان أبي بكر بن يحيى ، ابن إبراهيم بن عبد الواحد ، ابن الشيخ أبي حفص ، وقد دوخ البلاد ومهدها ، وأقام العدل فيها .

القبيلة الثالثة :

من البرانس : صَهناجة ، بفتح الصاد المهملة وفتح الهاء وألف ثم جيم مفتوحة بعدها هاء . وهم : بنو صهناجة بن برنس بن بربر . وقيل : وهم : بنو صهناج بن أوريغ بن يونس بن بربر . ويقال : إنهم من حمير من عرب اليمن ، وليسوا من البرابر . قاله الطبري ، والمسعودي ، وعبد العزيز الجرجاني ، وابن الكلبي ، والبيهقي . وحكى ابن حزم : أن صهناج إنما هو ابن امرأة اسمها بصلى ، وليس له أب يعرف ، وإنما تزوجت بأوريغ ، وهو معها ، فولدت له هوارة ، زكان صهناجة أخو هوارة لأُمه . ومساكنهم الصحراء جنوبي المغرب الأقصى . ومن صهناجة لمتونه ، بفتح اللام وسكون الميم وضم التاء المثناة من فوق وسكون الواو وفتح النون وهاء في الآخر . واسمه بالبربرية : تلميت . وكان للمتونة هؤلاء مُلك بالمغرب الأقصى وبالأندلس ، وكان أول أمرهم أن رياستهم بالصحراء آلت إلى عبد الله بن ياسين ، وعلت مكانته ، وكثرت أتباعه ، واستولى على نواحي المغرب في حدود سنة أربعين وأربعمائة ، ثم عاد إلى الصحراء ونزل عن بلاد المغرب لابن عمه يوسف بن تاشفين ، ففتح المغرب الأقصى واستولى عليه ، وملك مدينة فاس واختط مدينة مراكش في سنة أربع وخمسين وأربعمائة ، وعظم ملكه ، واشتدت شوكته ، وتلقب بأمير المسلمين . ثم ملك عدة نواحي من الأندلس وصار له من القوة ما ليس لغيره . وبقي الملك في عقبه إلى أن زال بملك الموحدين ، أتباع المهدي محمد بن تومرت الذين بقاياهم إلى الآن قائمون بتونس بمملكة إفريقية . وبقايا لمتونه على حد الكثرة موجودون بصحراء المغرب وبلاده ، لا يأخذهم حضر إلى الآن . الأصل الثاني : من البربر : البتر ، بضم الباء الموحدة وسكون التاء المثناة من فوق وراء في الآخر . وهم : بنو مادغش الأبتر . والمشهور منهم :

القبيلة الأولى :

لواته ، بفتح اللام والواو وألف ثم تاء مثناة من فوق وهاء في الآخر . قال الحمداني : ويقال : لواتا ، بإبدال الهاء ألفاً . وهم : بنو لواته الأكبر بن رحيك بن مادغش الأبتر ابن بربر . قال الحمداني : وهم يقولون : إنهم من غطفان بن قيس عيلان . قال : وقال بعض النسابة : إنهم من ولد بربر بن قيذار بن إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ، من امرأة تزوجها من العماليق بفلسطين ، وأنه أخو هواره ومزاته وزناره وغيرهم . وحكى ابن حزم عن بعض النسابين : أن لواته من القبط، ثم قال : وليس بصحيح . واعلم أن لواته من أكبر قبائل البربر وأكثرها بطوناً ، ومنها في بلاد المغرب الخلق الذين لا يحصون ، وبالديار المصرية ، وبالأعمال البهنساوية من الوجه القبلي ! وبالجيزية ، والمنوفية ، والغربية ، والبحيرة . قال الحمداني : وهم بنو جديدي ، وقطوفه ، وبركين ، ومالو ، ومزورة ، وبنو بلار . ثم قال : فأما بنو جديدي فتجمع أولاد قريش ، وأولاد زعازع ، وهم أشهر من في الصعيد . وأما قطوفة فتجمع مغاغة وواهلة . وأما بركين فيجمع بني زيد وبني روحين . ولهم : أقلوسنا وما معها إلى بحريّ طَنْبَدي . وأما مزورة ، فتجمع بني وركان ، وبني غرواسن وبني جماز ، وبني الحكم ، وبني الوليد ، وبني الحجاج ، وبني الحرمية . قال : ويقال : إن بني الحجاج من بني خماس ، ولذلك يؤدون معهم القطائع ، وأما بنو بلار ففرقتان : فرقة يقال لها :البلارية ، وهم بنو محمد وبنو علي ، وبنو نزار ، ونصف بني شهلان . ومنهم مغاغة ، ولهم سَمَلوط إلى الساقية . وفرقة يقال لها : جد وخاص ، ولهم بالبهنسائية الكفور الصولية ، وسفط أبو جرجة إلى طنبدي وإهريت . قال الحمداني : وبنو نزار من بني زربة ، ومنهم نصف بني عامر ، والحماسنة ، والضباعنة . قال : وإمارة جد وخاص في بني زعازع ، وأفرد قوم منهم لإمارة عزيز بن ضبعان ، ثم ولده . قال : ومنهم : بنو قوي . ومن جد وخاص : بنو زيد ، وأمراؤهم أولاد قريش ، ومساكنهم نويرة دلاص . قال : وكان قريش رجلاً صالحاً كثير الصدقة ، وهو والد سعد الملك الباقي بنوه . وبالجيزة فرقة من جد وخاص المقدم ذكرهم ، وهم بنو مجدول ، وسقارة ، وما حولها لبني يرني ، وبني يوسف شبرمنت ، والبدرشين ، والشنباب ، إلى طهما . وأهل سقارة يقولون : إنهم من بني بكم ، وأهل البدرشين يقولون : إنهم من بني صلامس ، وأهل منية رهينة يقولون : إنهم من بني منصور . وكانت الإمرة في الزقازقه من طهما ثم ضعفت شوكتهم واستقرت الإمرة الآن في رضوان . وأخيه من بني يرني . وقد صارت هذه الإمارة في معنى مشيخة العرب . قال الحمداني : وفي المنوفية أيضاً جماعةمن لواته ، عد منهم : بني يحيى ، والسوه ، وعبيد ، ومصلة ، وبني مختار . ثم قال : ومعهم في البلاد أخلاف من مُزاته ، وزنارة ، وهوارة ، وبنو الشَّعرية ، إلى قوم آخرين . ومن لواته : زُنّارة ، بضم الزاي وفتح النون المشددة والألف ثم راء مهملة وهاء . وهم : بنو زُنّارة بن زائر بن لواتا الأصغر بن لواتا الأكبر . وذكر الحمداني أن زنارة : ابن بربن قيذار بن إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ، من امرأة العماليق تزوجها بفلسطين من الشام ، وأنه أخو هوَّاره ، ومُزاته ، ولواتة وغيرهم . وبطون زنارة بكثرة في بلاد المغرب ، وأكثرهم بالديار المصرية في بلاد البحيرة . وقد ذكر الحمداني منهم بالبحيرة ، بني مزديش ، وبني صالح ، وزُمران ، وورديغة ، وعزهان ، ولقان . وقد ذكر لي بعض العرب أن من بطون زُنارة أيضاً : بني حبون ، وواكده ، وفرطيطة ، وغرجومة ، ونفاث ، وناطورة ، وبني السعوية ، وبني أبي سعيد ، ومزداشة ، وطازولة . وذكر في مسالك الأبصار : أن مساكنهم مع هوارة ، فيما بين الإسكندرية والعقبة الكبيرة ببرقة . قلت : وقد تقدم في الكلام على لبيد بن سليم من العرب المستعربة : أن السلطان الملك المؤيد سلطان العصر أجلى عرب البحيرة من زُنار وغيرها عنها في سنة ثمان عشرة وثمانمائة ، وأسكنها لبيداً عوضاً منهم .

القبيلة الثانية :

من البتر من البربر : زناتة ، بفتح الزاي والنون وألف بعدها تاء مثناة من فوق ثم هاء. قال في العبر : واسم زناتة : جانا ، بالجيم ، ويقال : شانا ، بالشين المعجمة . وهو : جانا بن يحيى بن صولات بن ورساك بن ضري بن رحيك بن مادغش ابن بربر . وقيل : جانا بن يحيى بن ضريس بن جالوت بن هريك بن جديلات بن جالود بن ريلات بن عصى بن بادين بن رحيك بن مادغش الأبتر بن قيس عيلان بن مضر ، فيكون من العرب المستعربة . وبعضهم يقول : جالوت بن جالود بن ديال بن قحطان بن فارس ، فتكون من الفرس . قال في العبر : ونسابة زناتة تزعم الآن أنهم من حمير ومن التبابعة . وبعضهم يقول : إنهم من العمالقة ، وإن جالوت من العماليق . وزناتة ذو كثرة ببلاد المغرب ، ولا يعرف منهم أحد الآن في الديار المصرية ، فيما أظن . ومن زناتة : بنو مرين ، بفتح الميم وكسر الراء المهملة وسكون الياء المثناة من تحت ونون في الآخر . وهم : بنو مَرين بن ورتاجن بن ماخوخ بن جريج بن فاتن بن بدر بن يحفت ابن عبد الله بن زرتبيص بن المعز بن إبراهيم بن رحيك بن واشين بن نصبين بن سرا بن إحيا بن ورسيك بن أديت بن جانا ، وهو زناتة . ومن بني مرين : بنو عبد الحق ، ملوك الغرب الأقصى الآن المستقر من مدينة فاس : وهم : بنو عبد الحق بن محيو بن أبي بكر بن حمامة بن محمد بن وَرْزيز بن فكوس بن كوماط بن مرين ، المقدم ذكره . وأول من ملك منهم : السلطان أبو سعيد عثمان بن عبد الحق ، استولى على بعض نواحي المغرب ، ثم قتل في سنة سبع وثلاثين وخمسمائة . وملك بعده مدينة فاس أخوه محمد بن عبد الحق . ثم تداولتها أعقابهم إلى أن كان منهم السلطان أبو الحسن المريني ، في أيام الناصر محمد بن قلاوون ، فعظم سلطانه واتسعت مملكته . ولم يزل المُلك ينتقل في أعقابهم إلى أن صار الآن إلى السلطان أبي فارس عثمان ، بن السلطان أبي العباس أحمد ، بن السلطان أبي سالم إبراهيم ، بن السلطان أبي الحسن علي ، بن السلطان أبي سعيد عثمان ، بن السلطان أبي يوسف يعقوب بن عبد الحق . ومن زناتة : بنو عبد الواد ، ملوك تلمسان القائمين بها الآن . وهم : بنو عبدالواد بن بادين بن محمد ، من بني رحيك بن واشين بن نصبين بن سرا بن إحيا بن ورسيك بن أديت بن جانا ، وهو من زناتة . وأول من ملك منهم تلمسان جابر بن يوسف بن محمد بن زكريا بن بندركيش بن طاع الله بن علي بن القاسم بن عبد الواد . ولم تزل تنتقل في أعقابهم ، وربما غلبهم عليها بنو مرين ملوك فاس ، إلى أن صارت الآن بيد السعيد بن أبي حمو موسى بن عثمان بن يغمراسن بن زيان بن يوسف بن محمد بن ركدان ، المقدم ذكره . منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس