عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 5 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان

كُتب : [ 17 - 04 - 2008 ]

القسم الثاني :

من العرب الموجودين الآن العرب المستعربة ، وهم بنو إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام وقد سبق بيان تسميتها بذلك في مقدمة الكتاب قد تقدم في الكلام على العرب العاربة أنه لما نزل إبراهيم عليه السلام بمكة نزلت عليه جُرْهم الثانية ، وكان عمر إسماعيل عليه السلام لما أنزله أبوه مكة - فيما يروى - أربع عشرة سنة ، وذلك قبل الهجرة بألفي وسبعمائة سنة وثلاث وتسعين سنة ، فتزوج إسماعيل امرأة من جرهم ، فولدت له اثني عشر ولداً ، منهم : نبت ، وقيدار . ثم الذي ذكره ابن إسحاق وغيره من النسّابة : أنه وُلد لإسماعيل عليه السلام نابت - وهم نبت - ووُلد لنابت : يشجب ، ووُلد ليشجب : يعرُب ، وولد ليعرب : تيرح ، وولد لتيرح : ناحور ، ووُلد لناحور : مُقوّم ، ووُلد لمُقوّم : أدد ، ووُلد لأدد : عدنان . والذي ذكره الطبري أنه وُلد لقيدار : حَمل ، ووُلد لحَمل : نبت ، ووُلد لنبت : سلامان ، ووُلد لسلامان : الهميسع ، ووُلد للهُميسع : اليسع ، ووُلد لليسع : أدد ، ووُلد لأدد : أُد ، ووُلد لأد : عدنان . وعليه جرى صاحب حماة ، على خلاف كثير فيما بين إسماعيل وعدنان من الآباء ، فقد نقل الطبري عن هشام بن محمد أن فيما بين عدنان وقيدار نحواً من أربعين أباً ، وذكر أنه سمع رجلاً من أهل تدمر من مسلمة يهود ممن قرأ كتبهم يذكر نسب معد بن عدنان إلى إسماعيل من كتاب كاتب أرميا النبي ، وأنه يقرب من هذا العدد ، إلا أن في القليل من الأسماء اختلافاً . ونقل عن الزبير بن بكار بسنده إلى ابن شهاب الزهري ما يقارب ذلك في العدد . ومن النسابين من يُعد ما بين إسماعيل وعدنان عشرين أباً ، ومنهم من يعد خمسة عشر أباً ونحو ذلك . وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا تجاوزوا معد بن عدنان ، كذب النسابون ، ثم تلا : ( وقُرُوناً بين ذلك كثيراً ). قال السهيلي : وقد اتفق الناس في بُعد المدة بين عدنان وإسماعيل على ما يستحيل معه أن يكون بينهما أربعة آباء أو خمسة أو عشرة : إذ المدة أطول من ذلك كله بكثير . وبالجملة فكانت ولاية البيت لبني إسماعيل ، ومفاتيحه بأيديهم إلى أن غلبتهم على ذلك جرهم ، واستولوا على البيت بعد نابت من بني إسماعيل ، وفي ذلك يقول عمرو بن الحارث الجُرْهميّ :

وكُنا ولاة البيت من بعـد نـابـت
= نطوف بذاك البيت والأمر ظاهرُ

كأن لم يكن بين الْحَجون إلى الصَّفا
= أنيسٌ ولم يَسْمُر بمـكة سـامـر

ثم غلبهم على أمر البيت خزاعة ، وأخذوا مفاتيحه منهم ، فبقيت بأيديهم إلى أن صارت فيهم إلى أبي غُبشان ، فسكر يوماً هو وقُصي بن لؤي ، فابتاع قُصي منه مفاتيح البيت بزق خمر ، ودفع قصي مفاتيح البيت إلى ابنه عبد الدار ، فذهب بها حتى قام عند البيت ونادى : يا بني إسماعيل ، قد ردّ الله عليكم مفاتيح بيت أبيكم إسماعيل ، وأفاق أبو غبشان من سُكره فندم حيث لا ينفع الندم ، وضرب العرب المثل بذلك فقيل : أخسر من صفقة أبي غبشان . وأكثر الشعراء القول في ذلك ، ومما قيل فيه :

باعت خزاعة بيت الله إذ سكرت
= بزِقّ خَمر فبئستْ صفقة البادِى

باعتْ سَدانتها بالنَّزْر وانصرفت
= عن الْحَطِيم وظلَّ البيت والنادي

إذا تقرر ذلك فعدنان هو شعب نسب العرب المستعربة الذي تفرعت منه قبائلها وعمائرها وبطونها وأفخاذها وفصائلها . فقد ذُكر في العبر أن جميع الموجودين من ولد إسماعيل من نسله . قال الزهري : وكان لعدنان سبعة أولاد ، وهم : معد- وهو الذي على عمود النسب - وعك - واسمه الديث - وعدن ، وبه سُميت عدن على أحد الأقوال ، وأُد ، وأبي ، والضحاك ، والعيّ . وأمهم : مَهدد . قال ابن الكلبي : وهي من جديس . وقيل : طسم . وقيل من الطواسيم من ولد يقسان بن إبراهيم عليه السلام . قال في العبر : ومواطن بني عدنان مختصة بنجد ، وكلهم بادية رحّالة إلا قريشاً بمكة ونجد . قال السهيلي : ولا يشارك بني عدنان من العرب في أرض نجد أحد من قحطان إلا طيء ، من كهلان ، فيما بين الجبلين : سلمى وأجا . قال : ثم افترق بنو عدنان في تهامة الحجاز ، ثم في العراق والجزيرة - يعني الجزيرة الفراتية فيما بين دجلة والفرات - ثم افترقوا بعد الإسلام في الأقطار . ثم المشهور من قبائل العرب المستعربة الموجودين الآن ، خمس قبائل :

القبيلة الأولى :

نِزَار ، بكسر النون وفتح الزاي المعجمة وألف ثم راء مهملة . وهم : بنو نزار بن معد بن عدنان . قال في مسالك الأبصار : وفي الرحبة من بلاد حلب رجال من مضر ، والمشهور من الموجودين من عقبه بطنان : البطن الأول : مضر ، بضم الميم وفتح الضاد المعجمة وراء مهملة في الآخر ، وهم : بنو مضر بن نزار المقدم ذكره ، ومنه تفرعت أكثر قبائل العدنانية ، والمشهور من الموجودين من عقبه فخذان : الفخذ الأول : قيس عيلان ، بإضافة قيس إلى عيلان . وقيس ، بفتح القاف وسكون الياء المثناة من تحت ، ثم سين مهملة . وعيلان ، بفتح العين المهملة وسكون الياء المثناة من تحت ولام ألف ثم نون ، وليس في العرب " عيلان " بالعين المهملة غيره . وهو : قيس بن عيلان ، واسمه الناس : بالنون ، بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، فعيلان على هذا أبو قيس . وقيل : عيلان فرسه ، وقيل : خادمه ، وقيل : كلبه . قال أبو عبيد ، وكان لقيس من الولد : خصفة ، وسعد ، وعمرو . قال ابن الكلبي . وابن عبد البر وابن السيد : خفصة أم عكرمة بن قيس لا ابنه . قال صاحب حماة : وقد جعل الله تعالى في قيس من الكثرة أمراً عظيماً . قلت : ولكثرة البطون المتفرعة عنه جُعل في مقابلة اليمانية بأسرها ، إدراجاً لسائر العدنانية فيه ، فيقال : قيس .ومن قيس عيلان : بنو فهم ، وهم بنو فهم بن عمرو بن قيس عيلان . ذكر القضاعي : أنهم حضروا فتح مصر واختلطوا بها وإليهم ينسب الإمام الليث بن سعد الفهمي ، وفضله أشهر من أن يذكر . وقد ذكر ابن خلكان في تاريخه أنه أصبهاني ، ثم قال : ويقال : إنه من قَلْقَشَنْدة . والذي ذكره ابن يونس بن عبد الأعلى في تاريخه أنه وُلد بقلقشندة . وهو أقعد بذلك وأعرف وأقدم . وذكر القضاعي في خططه : أنه كان لليث داراً بقلقشندة ، فهدمها عبد الملك بن رفاعة أمير مصر يومئذ عناداً له لسورة بينهما ، فعمرها الليث فهدمها ، فعمرها فهدمها ، فلما كانت الليلة الثالثة بينما الليث نائم إذا بهاتف يهتف به : قم ياليث ( ونُريد أن نَمُنّ على الذينَ استُضْعِفوا في الأرضِ ونجعلهمْ أئِمةً ونجعلهمُ الوارثين)، فأصبح ابن رفاعة وقد أصابه فالج ، فأوصى إلى الليث ، وبقى ثلاثاً ومات . ومن بني فهم هؤلاء : بنو طرود . وهم : بنو طرود بن فهم ، المذكور منهم : أعشى طرود الشاعر . قال في العبر : وهو بطن متسع ، وكانوا بأرض نجد وليس منهم الآن بها أحد . قال : وبإفريقية من بلاد المغرب منهم الآن حيٌّ عظيم ينزلون ويظعنون مع سليم ورياح . والمشهور من الموجودين الآن من قيس ثلاث فصائل : الفصيلة الأولى : منهم : بنو غطفان ، وبفتح الغين المعجمة والطاء المهملة وفتح الفاء ثم ألف ونون . وهم : بنو غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان . قال في العبر : وهم بطن متسع كثير الشعوب والبطون . قال : وكانت منازلهم مما يلي وادي القرى وجبلي طيء : أجأ وسلمى ، ثم تفرقوا في الفتوحات الإسلامية ، واستولت على مواطنهم هناك قبائل طيء . ومن غطفان : بنو عبس ، بالباء الموحدة . وهم : بنو عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان . كان له من الولد : قُطيعة ، وورقة . منهم : قيس بن زهير ، صاحب الفرس المعروف بداحس ، الذي أجرى مع الغبراء ، وكانت بسببه الحرب . ومنهم : عنترة العبسي ، المعروف بالشجاعة . قال في العبر : وليس بنجد الآن منهم أحد . قال : وفي أحياء زُغبة بالمغرب أحياء ينسبون إلى عبس ، فلا أدري : أهو عبس هذا أو عبس آخر من زغبة . ومنهم : ذبيان ، بضم الذال المعجمة وكسرها - فيما حكاه الجوهري ، عن ابن السكيت - وسكون الباء الموحدة وفتح الباء المثناة من تحت وألف ثم نون . وهم : بنو ذبيان بن بَغيض بن رَيْث بن غطفان . قال أبو عبيد : كان له من الولد : سعد ، وفزارة ، ومازن . قال : وهم بطن من بني ثعلبة بن سعد - وعامر ، وهم في بني يشكر ، على نسب - وسلمان ، وهم في بني عبس ، على نسب ، ويقال لهم : بنو دلاص . وقال في العبر : كان له من الولد : مُرة ، وثعلبة ، وفزارة . ومن ذبيان : فزارة ، بفتح الفاء والزاي المعجمة ثم ألف وراء مفتوحة وهاء في الآخر ، وهم : بنو فزارة بن ذبيان ، المقدم ذكره . كان له من الولد : مازن ، وعدي . وفيهم يقول الشاعر :

فَزارة بيت العزّ والعزّ فـيهـمُ
= فزارة قيس حَسْب قيس نِضالُها

لها العزة القَعساء والحَسب الذي
= بناه لقيس في القديم رجالُـهـا

قال في العبر : وكانت منازل فزارة بنجد ووادي القُرى ، ولم يبق منهم بنجد الآن أحد . ونزل جيرانهم من طيء مكانهم . ثم قال : وبأرض برقة إلى طرابلس منهم قبائل . وقد أخبرني مخبرون من أهل برقة بعدة من قبائلهم ، وهم : صُبيح ، بضم الصاد ، وهم ذو أنفار كثيرة ، منهم : أولاد محمد ، والجماعات ، والحساسنة ، والقيوس ، واللواحس ، والمساورة ، والمكاسر ، والمواجد ، والمواسي ، والنحاحسة . قال في العبر : وبإفريقية والمغرب الآن منهم أحياء كثيرة اختلطوا مع أهله ، ومنهم جماعة مع المعقل بالمغرب الأقصى ، ومنهم طائفة ببلاد ربعو ، وواكلة ، وهما قريتان داخلتان في الصحراء . قلت : وقد جاءت طائفة ممن كان منهم ببرقة وما يليها إلى الديار المصرية . ونزلت بأطراف البهنسا مما يلي الجيزية ، ولهم هناك قوة وصَولة . قال الحمداني : وبهم يعرف : خَراب فزارة ، من بلاد القليوبية ، من الديار المصرية . ومن فزارة : بنو مازن ، بميم مفتوحة بعدها ألف ثم زاي مكسورة ونون في الآخر . وهم : بنو مازن بن فزارة . ومساكنهم بلاد القليوبية من البلاد المصرية ، ولهم بلاد تخصهم كزفتيا ، وسندبيس ، وما والاهما . وليسوا بالكثير . ومن فزارة أيضاً : بنو بدر ، بالضبط المعروف . وهم : بنو بدر بن عدي بن فزارة . قال في العبر : وفيهم كانت رياسة بني فزارة في الجاهلية ، وكانوا يرأسون جميع غطفان وتدين لهم قيس وإخوانهم ثعلبة بن عدي . قال : ومنهم كان حُذيفة بن بدر بن عمرو بن جُؤْيَة بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة ، وهو صاحب الفرس المعروفة بالغبراء التي أجريت مع الفرس المعروف بداحس ، وهو فرس قيس بن زهير العبسي ، وكانت بينهما الحرب المعروفة بحرب داحس ، بين عبس وغطفان ، على ما هو مذكور في كتب السير والتاريخ . غير أن الجوهري في " صحاحه " جعل الفرسين جميعاً لقيس بن زهير . وفيه بُعد : إذ لو كانت لواحد لما ثار بسببهما حرب ، على ما هو مذكور في كتب السير والتاريخ . قلت ؛ وبنو بدر هؤلاء هم قبيلة مؤلف هذا الكتاب التي إليها يعتزي وفيها ينتسب .



رد مع اقتباس