بسم الله الرحمن الرحيم
قرطبة الرومانية
الضريح الروماني في قرطبة . تأسست قرطبة كمستوطنة رومانية على الجانب الشمالي لنهر الوادي الكبير ( نهر بيتيس قديماً ) في عصر جمهورية روما سنة 206 قبل الميلاد ، ثم صارت عاصمة لولاية بيتيكا ( جنوب إسبانيا ) ضمن الإمبراطورية الرومانية . وقد ظلت قرطبة مدينة رومانية لمدة تزيد عن سبعة قرون ، ولذلك ما زالت في قرطبة آثار من الحكم الروماني ، أبرزها الجسر الروماني ("بوينتي رومانو") الذي يقطع الوادي الكبير ، وأطلال معبد روماني ، بالإضافة إلى ضريح روماني مكتشف حديثاً . وظهر في قرطبة في تلك الفترة الفيلسوف سينيكا .
بعد سقوط الدولة الرومانية على يد الغزوات المتتابعة من قبل القبائل الجرمانية ("البرابرة")، انحدرت على شبه الجزيرة الأيبيرية ( إسبانيا و البرتغال حالياً ) بعض هذه القبائل كالوندال والآلان ، وتبعهم القوط الغربيون الذين كان أمر الجزيرة بأكملها ، بما فيها قرطبة ، قد آل إليهم وقت وصول المسلمين في القرن الثامن الميلادي ( الأول الهجري )، بعد صراع مع الروم البيزنطيين .
قرطبة الإسلامية :
فتح الأمويون قرطبة على يد القائد المغربي طارق بن زياد سنة 711 م ، بعد أن عبر بقواته إلى أيبيريا ( التي سماها المسلمون ببلاد الأندلس ) وقتل ملكها لذريق ( رودريك ). وقد جعل الأمويون الأندلس ولاية تابعة لولاية المغرب ، حتى جعلها عمر بن عبدالعزيز ولاية الأندلس تتبع للعاصمة الأموية في دمشق بشكل مباشر . وجعل الأمويون قرطبة مقراً لولاتهم على الأندلس فظلت كذلك حتى سقوط الدولة الأموية على أيدي العباسيين عام 750 م . وتوالت الدول الأسلامية على الاندلس فازدهرت ونمت واسست حضارة إسلامية عظيمة إلي ان دار الزمان عليها .
مسجد قرطبة التعريف :
هو من أعظم مساجد الأندلس وأكثرها أناقة ، يعدّ تحفة فريدة من حيث روعة زخارفه وفنون عمرانه .
الموقع :
يقع هذا المسجد في الجهة الجنوبية الغربية من مدينة قرطبة بالقرب من نهر الوادي الكبير ، وتحيط به ومن جوانبه الأربعة أزقة ضيّقة .
التأسيس :
يرجع تأسيس المسجد إلى سنة ( 92هـ ) عندما اتخذ بنو أمية قرطبة حاضرة لملكهم ، حيث شاطر المسلمون نصارى قرطبة كنيستهم العظمى ، فبنوا في شطرهم مسجداً وبقي الشطر الآخر للروم ، وحينما ازدحمت المدينة بالمسلمين وجيوشهم اشترى عبد الرحمن بن معاوية شطر الكنيسة العائد للروم مقابل أن يُعيد بناء ما تـمّ هدمه من كنائسهم وقت الفتح ، وأمر عبد الرحمن الداخل سنة ( 170هـ ) بإعادة بناء الجامع على أساس وشكل جديدين بلغت مساحته آنذاك ( 4875متراً مربعاً ) وكان المسجد قديماً يُسمى بـ ( جامع الحضرة ) أي جامع الخليفة أمّا اليوم فيُسمى بـ ( مسجد الكاتدرائية ) بعد أن حول الأسبان جزء منه كاتدرائية مسيحية . والمسجد الجامع من أجمل ما أبدعه المسلمون في الأندلس ، وقد صنفه اليونسكو كموقع تراث عالمي .
نقوش إسلامية :
منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .