منتديات سبيع الغلباء

منتديات سبيع الغلباء (https://www.sobe3.com/vb/index.php)
-   المنتدى الإسلامي (https://www.sobe3.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   :: من طلب العلم ليباهي به العلماء ، أو ليصرف به وجوه الناس إليه فهو في النار :: (https://www.sobe3.com/vb/showthread.php?t=30260)

فهيد بن راكان آل دخيل الله الملحي 28 - 10 - 2008 15:03

:: من طلب العلم ليباهي به العلماء ، أو ليصرف به وجوه الناس إليه فهو في النار ::
 
[size=5][align=center].


[size=6]بسم الله الرحمن الرحيم[/size]

الحمد لله و حده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده:

فما أخوف حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم الثابت عنه : (من طلب العلم ليباهي يه العلماء ، أو ليصرف به وجوه الناس إليه فهو في النار).
[أخرجه بن ماجة في السنن برقم( 253) و حسنه المحدّث الألباني بشواهده في صحيح الجامع رقم (6382)]

قال ابن الجوزي رحمه الله في كتابه صيد الخاطر (ص 469 -470) : (يا قوم قد علمتم : أن الأعمال بالنيات، و قد فهمتم قوله تعالى : {ألاَ للهِ الدِّينُ الخَالِصُ} [الزمر: 3]، و قد سمعتم عن السلف أنهم كانوا لا يعلمون و لا يقولون حتى تتقدم النية و تصح.


أيذهب زمانكم يا فقهاء في الجدل و الصياح؟ و ترتفع أصواتكم عند اجتماع العوام تقصدون المغالبة.


أوما سمعتم (من طلب العلم ليباهي يه العلماء ، أو ليصرف به وجوه الناس إليه فهو في النار، لم يرح رائحة الجنة).


ثم يقدم أحدكم على الفتوى، و ليس من أهلها، و قد كان السلف يتدافعونها.


و يا معشر المتزهدين ! إنه –سبحانه و تعالى- يعلم السر و أخفى ، أتُظهِرون الفقر في لباسكم و أنتم تستوفون شهوات النفوس؟
و تظهرون التخاشع و البكاء في الجلوات دون الخلوات؟
كان ابن سيرين يضحك و يقهقه ، فإذا خلا بكى أكثر الليل.
وقال سفيان لصاحبه : ما أوقحك !! تصلي و الناس يرونك ، و تنام حيث لا تُرَى؟




أفدى ظباء فلاة ما عرفن بها ... مَضْغَ الكلام و لا صبخ الحواجب


آهٍ للمرائي من يوم {وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ}[العاديات :10] و هي النيات.
فأفيقوا من سكركم ، و توبوا من زللكم ؛ و استقيموا على الجادة، {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطتُ في جَنْبِ اللهِ} [الزمر : 56]) انتهى

صدق ابن الجوزي رحمه الله ، فهو يتكلم عن حال أهل زمانه ، فمابالك لو رآى أهل زماننا؟!

ثمّ إنّ إخلاص العمل لله وحده لا شريك له صعبٌ و النيّة شديدة المعالجة ، و يعتريها ما يعتريها ، لكن {و اللَذِينَ جَاهَدوا فِينَا لَنَهدِيَهُم سُبُلَنَا وَ إِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ}[العنكبوت 69].


و هذا سفيان الثوري -رحمه الله- على ورعه وجلالة قدره يقول : (ما عالجت شيئًا أشدُّ عليَّ من نيتي ).
فإذا كان هذا الإمام الثوري ؛ فما بالك نحن؟!

قال صلى الله عليه و سلم : (إنّما الأعمال بالنيات و إنّما لكل امرىء ما نوى). [متفق عليه]

فالنية الصالحة الخالصة من الشرك ركن العمل و أساسه ، و إذا تخلّلها خلل أو دخن ؛ فإن العمل يعتريه من الخلل و الدخن بقدر ما يعتري النيّة.
و قديمًا قيل :




و البيتُ لا يُبتنى إلاّ بأعمدةٍ ... و لا عماد إذا لم تُبن أركان




لكن مع ذلك لا يفترنّ الواحد منا و لا ييأسنَّ من مجاهدة نفسه ؛ و ليقرأ ما ذكره أهل العلم عن أنفسهم ؛ فهذا الدار قطني أمير المؤمنين في الحديث ، يقول رحمه الله (طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا الله) .
فإذا جاهد الواحد منّا نفسه و كابد ومع ذلك خاف على عمله من الرياء و الشرك الخفي ؛ فماذا عليه أن يفعل ؟، و ماذا عساه أن يقول؟

فعن أبي علي رجل من بني كاهل قال : خطبنا أبو موسى الأشعري فقال :


يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل فقام إليه عبد الله بن حزن وقيس بن المضارب فقال : والله لتخرجن مما قلت أو لنأتين عمر مأذونا لنا أو غير مأذون فقال : بل أخرج مما قلت خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال :


يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل فقال له من شاء الله أن يقول وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله قال قولوا : ( اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه)

[رواه الإمام أحمد (2/809) و صححه المحدّث الألباني في صحيح الجامع (3/233) رقم (3731)].

و سُئل العلامة المحدث أحمد بن يحيى النجمي حفظه الله و شفاه :

السؤال : أعمل أعمالًا في الخفاء و أقصد بها وجه الله تعالى و أشعر بالسعادة عندما أقوم بها و لكن أحيانًا يدخل علي أحد النّاس عند تأديتي لهذه الأعمال فيوسوس لي الشيطان إنّما أنا أعمل ذلك من أجل الناس حتى تكلموا علي ، مع أني في قرارة نفسي متأكدة بأني ما أريد بها إلا وجه الله .. فما حكم ما أعمل؟

الجواب: إذا كانت نيتك وقت البدء لله فأنت على نيتك مالم تتغير ، و يستحب أن تقولي :
( اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم) .. وبالله التوفيق.
فتح الرب الودود
في
الفتاوى و الرسائل و الردود ج1 ص 98.

فاللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم ؛
وأستغفرك لما لا أعلم ؛
و الحمد لله ربّ العالمين.


منقول للفائده

ودمتم بخير ،،















.[/align][/size]

خيَّال الغلباء 12 - 12 - 2008 23:47

رد : :: من طلب العلم ليباهي به العلماء ، أو ليصرف به وجوه الناس إليه فهو في النار ::
 
[size=5][align=center]بسم الله الرحمن الرحيم

ما الفخر إلاّ لأهل العلم :

من أجمل الأبيات التي تركت أثرا في نفسي , هي هذه الأبيات , وهي للإمام علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه , وفيها مديح للعلماء , وبيان لفضيلة العلم , وذم للجهل والجاهلين . ويقول فيها :

ما الفخرُ إلاّ لأهلِ العلمِ إنّهـمُ
= على الهدى لمن استهدى أدلاّءُ

وقدرُ كلِّ امرئٍ ما كانَ يحسنُه
= والجــاهــلونَ لأهلِ العلمِ أعداءُ

ففــزْ بعلــمٍ تعــشْ حياً به أبداً
= الناسُ موتى وأهلُ العلمِ أحيـاءُ

وفضائل العلم والعلماء لا تحصى وقد وردت الآثار , والأقوال في هذا الباب ونبدأ بخير الحديث وهو كتاب الله تعالى حيث يقول تبارك اسمه : "‏‏ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ‏ " ‏[‏ المجادلة ‏:‏ 11‏ ] وقال جلّ شأنه : " إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ " ( سورة فاطر الآية : 28 )

ومن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم في باب العلم والعلماء :

وعن أبي الدرداء رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال : سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يقول : < من سلك طريقاً يبتغي فيه علماً سهل اللَّه له طريقاً إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع ، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء ، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ، وإن العلماء ورثة الأنبياء ، وإن الأنبياء لم يورّثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورّثوا العلم ، فمن أخذه أخذ بحظ وافر > رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ وَالتِّرمِذِيُّ .

وعن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال : سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يقول : < نضّر اللَّه امرأ سمع منا شيئاً فبلغه كما سمعه فرب مبلغ أوعى من سامع > رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ ، وقال حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح .

وقال / علي بن أبي طالب رضي الله عنه : العلم أفضل من المال بسبعة أوجه :
أولها : العلم ميراث الأنبياء ، والمال ميراث الفراعنة .
الثاني : العلم لا ينقص بالنفقة والمال ينقص .
والثالث : يحتاج المال إلى الحافظ والعلم يحفظ صاحبه .
والرابع : إذا مات الرجل يبقى ماله والعلم يدخل مع صاحبه قبره .
والخامس : المال يحصل للمؤمن والكافر والعلم لا يحصل إلا للمؤمن .
والسادس : جميع الناس يحتاجون إلى صاحب العلم في أمر دينهم ولا يحتاجون إلى صاحب المال .
السابع : العلم يقوي الرجل على المرور على الصراط والمال يمنعه
المصدر : تفسير الفخر الرازي للآية 31 من سورة البقرة

وقال الفقيه / أبو الليث : إن من يجلس عند العالم ولا يقدر أن يحفظ من ذلك العلم شيئاً فله سبع كرامات :
أولها : ينال فضل المتعلمين .
والثاني : ما دام جالساً عنده كان محبوساً عن الذنوب .
والثالث : إذا خرج من منزله طلباً للعلم نزلت الرحمة عليه .
والرابع : إذا جلس في حلقة العلم فإذا نزلت الرحمة عليهم حصل له منها نصيب .
والخامس : ما دام يكون في الاستماع ، تكتب له طاعة .
والسادس : إذا استمع ولم يفهم ضاق قلبه لحرمانه عن إدراك العلم فيصير ذلك الغم وسيلة له إلى حضرة الله تعالى لقوله عزّ وجّل : " أنا عند المنكسرة قلوبهم لأجلي "
والسابع : يرى إعزاز المسلمين للعالم وإذلالهم للفساق فيرد قلبه عن الفسق ويميل طبعه إلى العلم فلهذا أمر عليه الصلاة والسلام بمجالسة الصالحين
نفس المصر السابق

وقال الفقيه / أبو الليث : من جلس مع ثمانية أصناف من الناس زاده الله ثمانية أشياء :
من جلس مع الأغنياء زاده الله حب الدنيا والرغبة فيها .
ومن جلس مع الفقراء جعل الله له الشكر والرضا بقسمة الله ،
ومن جلس مع السلطان زاده الله القسوة والكبر ،
ومن جلس مع النساء زاده الله الجهل والشهوة ،
ومن جلس مع الصبيان ازداد من اللهو والمزاح ،
ومن جلس مع الفساق ازداد من الجرأة على الذنوب وتسويف التوبة ،
ومن جلس مع الصالحين ازداد رغبة في الطاعات ،
ومن جلس مع العلماء ازداد العلم والورع
المصدر السابق

قال الشاعر :

اصبر على مر الجفا من معلمٍ
= فإن رسوب العلم في نفراتـه

ومن لم يذق مر التعلم ساعـة
= تجرع ذل الجهل طول حياته

ومن فاته التعلم وقت شبابـه
= فكبـر عليـه أربعـاً لوفاتـه

وذات الفتى والله بالعلم والتقى
= إذا لم يكونا لا اعتبار لذاتـه

وقال الشاعر :

رأيت العلم صاحبـه كريـم
= ولـو ولدتـه آبـاء لـئـام

وليس يزال يرفعه إلـى أن
= يعظم أمـره القـوم الكـرام

ويتبعونـه فـي كـل حـالٍ
= كراعي الضأن تتبعه السوام

فلولا العلم ما سعدت رجـال
= ولا عرف الحلال ولا الحرام

وقال / عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) :

أيها الناس عليكم بالعلم فان لله سبحانه رداء يحبه فمن طلب باباً من العلم رداه الله عز وجل بردائه فان أذنب ذنباً أستعتبه ثلاث مرات لئلا يسلبه رداءه ذلك وإن تطاولَ به ذلك الذنبُ حتي يموت .

وقال الشاعر :

تَغَرَّب عَنِ الأَوطانِ في طَلَبِ العُلا
= وَسافِر فَفي الأَسفارِ خَمسُ فَوائِدِ

تَفَرُّجُ هَمٍّ وَاِكتِسـابُ مَعيشَـةٍ
= وَعِلمٌ وَآدابٌ وَصُحبَـةُ ماجِـدِ

وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه : ( تعلموا العلم ـ فإن تعلُّمه لله خشية ، وطلبه عبادة ، ومدارسته تسبيح ، والبحث عنه جهاد ، وتعليمه صدقة ، وبذله لأهله قربة وهو الأنيس في الوحدة ، والصاحب في الخلوة ، والدليل على الدين ، والنصير في السرَّاء والضراء ، والوزير عند الإخلاء , والقريـب عند القرباء ، هو منـار سبيل الجنة ، يرفـع الله به أقواماً يجعلهم في الخير قادة وسادة ، يُقتدى بهم ، يدل على الخير ، وتقتفى به آثاره ، يجعلك مع الملائكة والمُقَرَّبين ، يسبِّح لك كل رَطْبٍ ويابس ، تستغفر لك حتى الحيتان في البحر ، وهوامُّ السِباع في البَر ، به يطاع الله عزَّ وجل ـ بالعلم يطاع الله عز وجل ، كيف تطيعه إن لم تعلم ما أمره وما نهيه ؟ ـ وبه يُعْبَد الله عزَّ وجل ، وبه يوحَّد الله عزَّ وجل ، وبه يُمَجَّد الله عزَّ وجل ، وبه يتورَّع الإنسان ـ يكون ورعاً ـ وبه توصل الأرحام ، وبه يُعرف الحلال والحرام . هو إمام العمل يلهمه السُعداء ويحرم منه الأشقياء ).

ويقول يحيى بن معاذ ـ أحد العارفين بالله ـ: " العلماء أرحم بأمة محمدٍ من آبائهم وأمهاتهم ، قالوا : كيف ذلك ؟ العالم أرحم بتلميذه من الأب والأم بابنيهما ؟‍! قال : إليكم الجواب ، الآباء والأمهات يحفظون أولادهم من نار الدنيا ـ يخافون عليهم المرض ، يخافون عليهم الحريق ، يخافون عليهم الفقر ـ ولكن العلماء يحفظون أتباعهم من نار الآخرة . تنتهي فضائل الأبوة في الدنيا ، لكن فضائل طلب العلم تستمر إلى أبد الآبدين ".

قال أحد الحكماء : ثلاثة تُذهب عن القلب العمى ، صحبة العالم وقضاء الدين ومشاهدة الحبيب‏ .

وقال الشافعي ، رحمه الله : (( من أراد الدنيا فعليه بالعلم , ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم , ومن أراد الدنيا والآخرة فعليه بالعلم )). وقال رحمه الله :
(( من تعلم القرآن عظمت قيمته ومن تعلم الحديث قويت حجته ومن تعلم الفقه نبل قدره ومن تعلم اللغه رقّ طبعه ومن تعلم الحساب جزل رأيه ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه ))

ولقد ميّز الله الإنسان بالعلم عن سائر المخلوقات والإنسان إنسان بما هو شريف لأجله وليس ذلك لقوّته فإن الأسد أقوى منه ولا لعِظَمه فإنّ الفيل أعظم منه ولا لشجاعته فإنّ السبع أشجع منه ولا لأكله فإنّ الجمل أوسع بطنا منه بل يتميّز الإنسان بالعلم .

قال الامام / علي بن أبي طالب كرم الله وجهة :
- أقل الناس قيمة أقلهم علما .

وقال موسى علية السلام في مناجاته :

- الهي من أحب الناس ؟ قال : عالم يطلب علما

وقال خليل الله ابراهيم عليه السلام :
- العلوم أقفال والأسئلة مفاتيحها

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « العلم عِلْمان ، علم في القلب فذاك العلم النافع ، وعلم على اللسان فذاك حجة الله على ابن آدم ».

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه : " تعلّموا العلم وعلّموه الناس ، وتعلّموا له الوقار والسكينة ، وتواضعوا لمن تعلمتم منه ولمن علمتموه ".

والعلماء وإن كانوا فقراء , ولا يجدون لذّة العيش , فإنّهم سعداء بعلمهم ويشعرون بلذّة تفوق كلّ لذائذ الدنيا وأطايبها .

وقيل : من خلا بالعلم لم توحشه الخلوة , ومن تسلّى بالكتب لم تفته السلوى .
قيل لابن المبارك من تجالس ؟ قال أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلّم , إنّي أنظر في كتب أخبارهم وآثارهم .
ولذلك فإنّهم كانوا يحرصون على تعلّم العلم حتى في أحرج الأوقات وأشد الساعات .

قيل لابن المبارك : لو أنّ الله أوحى إليك أنّك ميّت العشيّة ما أنت صانع اليوم ؟ قال : أطلب العلم .

نعم الأنيس اذا خلوت كتاب
= تلهو به إن ملّك الأصحاب

لا مفشيا سرا إذا استودعته
= وتفاد منه حكمة و صواب

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « طلب العلم فريضة على كل مسلم »،

وقال أبو الدرداء رضي الله عنه وأرضاه : " مثل العلماء في الناس كمثل النجوم في السماء يهتدى بها ".

وقال أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه : " لكل شيء عماد ، وعماد هذا الدين الفقه ، وما عُبِدَ الله بشيء أفضل من فقه في الدين ، ولفقيه واحد أشدُّ على الشيطان من ألف عابد ".

وقال علي بن أبي طالب : "العلم يُكسِب العالم طاعة في حياته ، وجميل الثناء بعد وفاته ، وهل بعد هذا من خَلَف ؟!".

وقال المزني : روي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال : " إن الشياطين قالوا لإبليس : يا سيدنا ما لنا نراك تفرح بموت العالم ولا تفرح بموت العابد ، والعالم لا نُصيب منه والعابد نُصيب منه ؟ قال : انطلقوا ، فانطلقوا إلى عابد فأتوه فقالوا : نريد أن نسألك ، فقال إبليس : هل يقدر ربك أن يجعل الدنيا في جوف بيضة ؟ فقال هذا الجاهل الذي تعبَّد لله بالجهل فقال : لا أدري ، فقالوا : أترونه كفر في ساعة ؟ ثم جاوزوه إلى عالم في حلقته يُضحك أصحابه ويحدّثهم ، فقالوا : نريد أن نسألك ، فقال : سلوا ، فقالوا : هل يقدر ربك أن يجعل الدنيا في جوف بيضة ؟ فقال : نعم . قالوا : كيف ؟ فقال : يقول كن ، فيكون ! فقال إبليس : أترون هذا أم العابد ؟؟ العابد لا يعدو نفسه ، وهذا - أي العالم - يفسد على الكثير - أي بتعليمه للناس ".

قال الإمام أحمد : " الناس إلى العلم أحوج منهم إلى الطعام والشراب ؛ لأن الرجل يحتاج إلى الطعام والشراب في اليوم مرة أو مرتين ، بينما حاجته إلى العلم بعدد أنفاسه ".

قال ابن قيم الجوزية :

والجهلُ داء قاتل وشفــــــــــاؤه
= أمران في التركيب متفقــــان

نص من القرآن ، أو من سنـــة
= وطبيب ذاك العالم الربانــــي

وقال ابن عبد القدوس :

يا جامع العلم نعم الذخر تجمعــه
= لا تعدلن بـــه درا ولا ذهبـــا

اشـدد يديك بــه تـــحـمد مغبتــه
= بــه تنال العلى والدين والحسبا

قد يجمع المرء مالا ثم يسلبــــه
= عما قليل ويلقى الذل والحــربـا

وجامع العلم مغبوط بـــه أبــدا
= فلا يحاذر منه الفوت والسلبـــا

و قال أحمد شوقي :

جنايــة الجهل في أهلــــه
= قديمة والجهل بئس الدليــــل

وقيل أيضًا :

العلم أشــــرف مطلوب وطـالبه
= لله أكــرم من يمشي على قـدم

فقدِّس العلم واعرف قدر حرمته
= في القول والفعل والآدابَ فالتزم

يا طالب العلـــم لا تبغِ به بـــدلاً
= فقد ظفرت ورب اللَّوح والقلم

واجهد بعزم قوي لا انثناء له
= لو يعلم المرء قدر العلم لم ينمِ

والنيةَ اجعل لوجه الله خالصة
= إن البناء بدون الأصل لم يقمِ

قال الشاعر :

علمُ العليم وعقلُ العاقل اختلفا
= من منهما الذي قد أحرزَ الشرفا

العلمُ قال : أنا أحرزت غايته
= والعقلُ قال : أنا الرحمن بي عُرفـا

فأفصح العلم إفصاحاً وقال لـه
= بأيِّنا الرحمنُ في قرآنه اتَّصفا ؟؟

فأيقنَ العقلُ أن العلم سيـــــــده
= فقبل العقل رأس العلم وانصرفا

منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات واسلم وسلم والسلام .[/align][/size]

ابن الغلباء 14 - 12 - 2008 21:23

رد : :: من طلب العلم ليباهي به العلماء ، أو ليصرف به وجوه الناس إليه فهو في النار ::
 
[align=center][size=6]الله لا يحرمكما الأجر والمثوبة ويجعل ذلك في ميزان أعمالكما .[/size][/align]

lion1430 15 - 12 - 2008 13:24

رد : :: من طلب العلم ليباهي به العلماء ، أو ليصرف به وجوه الناس إليه فهو في النار ::
 
[align=center]جزاك الله خير[/align]

عواكيس 16 - 12 - 2008 18:10

رد : :: من طلب العلم ليباهي به العلماء ، أو ليصرف به وجوه الناس إليه فهو في النار ::
 
[size=7][align=center]جزاك الله خيرا[/align][/size]


الساعة الآن 14:17.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. www.sobe3.com
جميع المشاركات تعبر عن وجهة كاتبها ،، ولا تتحمل ادارة شبكة سبيع الغلباء أدنى مسئولية تجاهها