منتديات سبيع الغلباء

منتديات سبيع الغلباء (https://www.sobe3.com/vb/index.php)
-   منتدى التاريخ والأنساب (https://www.sobe3.com/vb/forumdisplay.php?f=6)
-   -   كفاءة النسب (https://www.sobe3.com/vb/showthread.php?t=20333)

خيَّال الغلباء 16 - 04 - 2008 13:32

رد : كفاءة النسب
 
[B][size=4][align=center]أخي الكريم / عبدالله الهيلا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على مرورك الكريم بكفاءة النسب وشكرا لك على الإضافة وللإمام الشافعي رأي في هذه المسألة لم تتطرق إليه والجريسي هداه الله خالف المشهور في شرف قريش وأغضب الأشراف عليه ويا ليته يراجع موجبات ذلك والله يعافيك ويبارك فيك ويجزاك خيرا ولم يترك الإسلام خيرا إلا أمرنا به ولم يترك شرا إلا نهانا عنه والله يعافيك ويبارك فيك ويجزاك خير مع أطيب الأمنيات واسلم وسلم والسلام .[/align][/size][/B]

خيَّال الغلباء 05 - 06 - 2008 23:01

رد : كفاءة النسب
 
[B][size=4][align=center]بسم الله الرحمن الرحيم

الكفاءة في النسب :

من المعلوم في الشريعة الإسلامية أنّ النّاس جميعًا سواسية كأسنان المشط؛ لأنّهم من أب واحد وأم واحدة ، وإنّما يفضل الفاضل منهم بتقوى الله وحده ، كما قال تعالى : { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ } [ سورة الحجرات : من الآية 13]، وفي الحديث : « لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلاّ بالتقوى » [ رواه أحمد ].

النّاس لآدم وآدم من تراب ، ولهذا من المقرر في الشرع تكافؤ النّاس وتساويهم في أنسابهم ، ولهذا عمل الصدر الأول من هذه الأمة بقاعدة تكافؤ النّاس في أنسابهم ، وفي الحديث : « يا بني بياضة أنْكِحُوا أبا هندٍ وأنْكِحُوا إليه » [ رواه أبو داود وصحّحه ابن حجر ].

وأبو هند كان حجّامًا وبنوا بياضة أسرةٍ من أسر الأنصار وهم أزديّون من أشرف العرب ، وقد تزوج بلال بن رباح أخت عبد الرحمن بن عوف ، وتزوج أسامة بن زيد فاطمة بنت قيس القرشية ، ولكن لما بَعُد النّاس عن الشرع وتعلَّقوا بأنسابهم القبلية وانتماءاتهم الأسرية رفض الكثير منهم هذا المبدأ ، ووصل الحال إلى الإنكار والاستنكاف حتى إن من يقدم على التزوج من غير طبقته قد يخاطر بنفسه خاصة في المناطق القبلية والعشائر والبوادي ، فإذا وصل الحال إلى الإنسان بأن يصبح في خطر من تزوجه من غير طبقته بحيث يتعرض للتهديد أو الضرر أو الإساءة إلى أسرته بالاستهزاء والسخرية والسب والأذى فإنّ درء المفاسد مقدَّم على جلب المصالح ، وقد عرفنا قضايا لما اكتشف فيها البعض نسب الآخر وقد سبق أنّ صاهره هدّده بالقتل حتى أفتاه بعض العلماء بفراق زوجته ، حيث أوشك أن ينشب بين الأسرتين قتال ، والشرع لا يأمر بالمخاطرة إلى درجة أن تذهب النفس أو يسفك الدم ، أيعيش الإنسان مرعوبًا مهددًا لا يأمن على أسرته ونفسه من أجل تطبيق بعض أفراد الشريعة ، ورأيي أن تعم في النّاس ثقافة المساواة والتكافؤ ، ويبيّن لهم رأي الإسلام عن طريق العلماء والدعاة ووسائل الإعلام والتعليم ، ويُحارب التمييز العنصري في المدارس والجامعات والخطب والندوات والمؤلفات ، وينقل النّاس تدريجيًا إلى وعي راشد حتى يصبح لديهم العلم الكافي بهذه المسألة ، حينها يصبح الأمر طبيعيًا أن يتزوج الإنسان من غير طبقته في المجتمع المسلم ، وقد حصل هذا في بعض الدول الإسلامية .

أمّا في المناطق التي ما زالت تفتخر بالأنساب والأحساب فرأيي أن لا يغامر الإنسان رجلا أو امرأة بمشروع زواجه لما يترتب على ذلك من أضرار ، وقد عشنا قضايا حصل فيها الفراق بعد أن اكتشف أحد الطرفين عدم تكافؤ النسب ، وأيَّدت القبيلة هذا الفراق وهو دليل على رسوخ التمييز العنصري ، وغياب الوعي الإسلامي وعدم الامتثال للشريعة في هذا الباب ، ولهذا نصَّ بعض الأئمة الكبار على اشتراط الكفاءة بالنسب ، وهو قول ضعيف لكن بعضهم نظر إلى ما قد يترتب على هذا الأمر من مفاسد ، وهذه المسائل الاجتماعية تُحل حلا جماعيا من قِبَل الدولة والمجتمع بحيث يقتنع الجميع في الآخر بمساواة الإنسان للإنسان في نسبه بغض النظر عن لونه وطبقته وحرفته ، ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم : « إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته فزوِّجوه »، ولم يُذكر في الحديث النسب فعسى أن يتجه العلماء ورجال الإعلام والتعليم إلى بث الوعي بين النّاس وتأصيل مبدأ المساواة الإنسانية ، فإنّ النّاس جميعًا خُلقوا أحرارا ، كما قال عمر : " متى استعبدتم النّاس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا "، حتى إنّ الميثاق الدولي ينص على هذا ، ففي إحدى مواد هيئة الأمم المتحدة ما نصه : " الإنسان وُلد حرًّا ليس لأحد عليه رِقْ "، ولكن من حِكْمة الشريعة الإسلامية أنّها تراعي المصالح وتدفع المفاسد ، فإذا كبرت المفسدة وعَظُمَتْ وقلَّت المصلحة وصَغُرَتْ دُفعت المفسدة الكبرى بترك المصلحة الصغرى ، وحفظ الإنسان في نفسه وعرضه مقدم على تحصيل مصلحة تقرير زواجه من غير طبقته ؛ ليقيم بذلك قاعدة التكافؤ في النسب ، إذًا الجهل وقلّة الوعي هو السبب وراء ما حصل من خلاف ومن إنكار في مسألة زواج الإنسان من طبقة غير طبقته ، وحلُّ ذلك حملة علمية ودعوية وثقافية تنبذ الكراهية والتمييز العنصري والتعلق بالأخلاق الجاهلية والعصبية القبيلية ، ونحن لا نقول للإنسان أن يتحدى الصعاب ويخاطر بنفسه ؛ ليحقق التكافؤ بالنسب بزواجه من غير طبقته ، وما معنى قولنا له اصبر على القيام بمشروع الزواج إلى آخر قطرة من دمك ؟

نحن أيّها النّاس سواسية من أب وأم ، كلنا ذو دم أحمر وليس فينا من له دم أزرق ، فأبيضنا وأحمرنا وأسودنا يعودون إلى مادة الطين الأولى التي خُلق منها آدم أبو البشر ولا تفاضل بيننا إلاّ بتحقيق تقوى الله بالعلم النافع والعمل الصالح وفيه قصيدة :

ولا تحسب الأنساب تنجيك من لظى
= ولو كنتَ من قيسٍ وعبد مدانِ

أبو لهب في النّار وهو ابن هاشــم
= وسلمانُ في الفردوس من خرسانِ[/align][/size][/B]
[url]http://www.sobe3.com/vb/showthread.php?t=21872[/url]

أبو عدنان 06 - 06 - 2008 21:52

رد : كفاءة النسب
 
[size=4]شكراً جزيلاً للأخ خيال الغلباء وجميع الأخوة الكرام ولا أزيد على كلامكم فكلنا لآدم وآدم من تراب وكما قال الأول :
يا مفتخراً جهلاً بالنسب إنما الناس لأم ولأب
أتراهم خلقوا من فضةِ ؟ أم من نحاس أم من ذهب ؟
بل تراهم خلقوا من طينةِ مكسوتاً بلحم وعظم وعصب[/size]

ولد العم 07 - 06 - 2008 03:22

رد : كفاءة النسب
 
[size=4][B]

عز الله انك ماقصرت على هالموضوع طال عمرك ..

جزاك الله خير اخوي خيال الغلبا ..

..[/B][/size]

خيَّال الغلباء 08 - 06 - 2008 03:18

رد : كفاءة النسب
 
[B][size=4][align=center]أخي الكريم / أبو عدنان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على مرورك الكريم بكفاءة النسب والله يعافيك ويبارك فيك ويجزاك خيرا ولم يترك الإسلام خيرا إلا أمرنا به ولم يترك شرا إلا نهانا عنه ولا شكر على واجب مع خالص التحية وأطيب الأمنيات واسلم وسلم والسلام .[/align][/size][/B]

خيَّال الغلباء 09 - 06 - 2008 10:42

رد : كفاءة النسب
 
[B][size=4][align=center]أخي الكريم / ولد العم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على مرورك الكريم بكفاءة النسب والله يعافيك ويبارك فيك ويجزاك خيرا ولم يترك الإسلام خيرا إلا أمرنا به ولم يترك شرا إلا نهانا عنه هذا وتقبل فائق الشكر والإمتنان مقرونا بجزيل المحبة والإحترام مع خالص التحية وأطيب الأمنيات واسلم وسلم والسلام .[/align][/size][/B]

خيَّال الغلباء 10 - 06 - 2008 04:10

رد : كفاءة النسب
 
[size=5][align=center]بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فإن تبيين الأصول غير التفاخر بالنسب والسؤال كيف نرد على من قال أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يفتخر بالأنساب ، ويستدل على ذلك بقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنا سيد ولد آدم ولا فخر ، وبقول النبي أيضا في معركة حنين : أنا النبي لا كذب ، أنا ابن عبد المطلب ؟ وجزكم الله خيرا .

الجواب اعلم - بارك الله فيك - أنه لا يمكن أن يصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - شيء ويكون متعارضاً ومتناقضاً ، فيبقى دور طالب العلم هو في التوفيق بين ما صح عنه - صلى الله عليه وسلم - بأحد الأوجه المعروفة عند أهل العلم في التوفيق بين النصوص التي ظاهرها التعارض ، وحينما أقول : صح ، فهذا يعني أننا يجب أن نتأكد من صحة ما يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ إذ ليس كل ما يروى عنه صحيحاً - كما هو معلوم -. وفيما يتصل بسؤالك فيقال : أما الحديثان اللذان ذكرتهما فهما صحيحان - مع التنبيه إلى أن زيادة " ولا فخر " ليست في صحيح مسلم ، وكذلك ما يتعلق بالنهي عن التفاخر بالأحساب ، فهو يكاد يصل إلى حد التواتر ، فيبقى الجمع بين ما ذكرته فيقال : الجمع بين هذه النصوص بأحد الأوجه التالية :

الوجه الأول : أن الذي ورد ذمه في النصوص هو ما كان على سبيل التفاخر ، والتنقص للآخرين ، وهذا ممتنع في حقه - صلى الله عليه وسلم -، وعليه فإذا خلا الإخبار من هذا السبب فلا حرج فيه ، قال شيخ الإسلام - في ( المنهاج 7/256 ) : " إن التفضيل إذا كان على وجه الغض من المفضول في النقص له نهي عن ذلك ، كما نهى عن تفضيله على موسى ، وكما قال لمن قال : يا خير البرية ، قال : " ذاك إبراهيم "، وصح قوله : " أنا سيد ولد آدم ، ولا فخر " انتهى ، وسيأتي مزيد إيضاح لذلك في كلام ابن القيم بعد قليل .

الوجه الثاني : أن قوله - صلى الله عليه وسلم -:- " أنا النبي لا كذب " كان في غزوة حنين ، وفي مقام حرب ، وهو مقام يحتاج إلى إظهار القوة البدنية والقلبية ، ومن ذلك الفخر على العدو - وهو جائز حينها - وعلى هذا توجه كلمة النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا المقام ، وينظر في هذا ( منهاج السنة 8/77-78 ) للإمام ابن تيمية ففيه بحث لطيف . يقول النووي - رحمه الله - في ( شرحه على صحيح مسلم 12/120 ) : " ومعنى قوله - صلى الله عليه وسلم - :- " أنا النبي لا كذب " أي : أنا النبي حقاً فلا أفر ، ولا أزول ، وفي هذا دليل على جواز قول الإنسان في الحرب : أنا فلان ، وأنا ابن فلان ، ومثله قول سلمة رضي الله عنه : أنا ابن الأكوع ، وقول علي - رضي الله عنه - :- أنا الذي سمتني أمي حيدره ، وأشباه ذلك ، وقد صرح بجوازه علماء السلف ، وفيه حديث صحيح ، قالوا : وإنما يكره قول ذلك على وجه الافتخار كفعل الجاهلية والله أعلم " انتهى كلامه .

الوجه الثالث : أن هذا الكلام منه - صلى الله عليه وسلم - خرج منه مخرج التحدث بنعمة الله تعالى ، ولا مدخل فيه للفخر ، وقد أمر الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يتحدث بنعمته عليه ، فقال :- " وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ " ( الضحى: 11 ). قال النووي في ( شرحه على صحيح مسلم 15/37 ) [ وينظر : 15/121 ] : " وقوله - صلى الله عليه وسلم - : " أنا سيد ولد آدم " لم يقله فخراً ، بل صرح بنفي الفخر في غير مسلم ، في الحديث المشهور : " أنا سيد ولد آدم ولا فخر "، وإنما قاله لوجهين : أحدهما : امتثال قوله تعالى :- " وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ "، والثاني : ..." سيأتي ذكره قريباً في موضعه . وقال العلامة ابن القيم في ( تحفة المودود 126 ) – في جوابه عن حديث عبدالله بن الشخير الذي قال فيه :- انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلنا : أنت سيدنا ، فقال : " السيد الله ! " قلنا : وأفضلنا فضلاً وأعظمنا طولاً ، فقال : " قولوا بقولكم أو ببعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان "، ولا ينافي هذا قوله :- " أنا سيد ولد آدم " فإن هذا إخبار منه عما أعطاه الله من سيادة النوع الإنساني ، وفضله وشرفه عليهم " انتهى . الوجه الرابع : ما ذكره النووي في الوجه الثاني في جوابه الآنف الذكر عن حديث " أنا سيد ولد آدم ولا فخر "، وهو : " أنه من البيان الذي يجب عليه تبليغه إلى أمته ؛ ليعرفوه ويعتقدوه ، ويعملوا بمقتضاه ، ويوقروه أي يعظموه صلى الله عليه وسلم بما تقتضي مرتبته كما أمرهم الله تعالى ". وقال ابن القيم في ( المدارج 3/86 ) :- " وتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم :- " أنا سيد ولد آدم ، ولا فخر ! "، فكيف أخبر بفضل الله ومنته عليه ! وأخبر أن ذلك لم يصدر منه افتخاراً به على من دونه ، ولكن إظهاراً لنعمة الله عليه وإعلاماً للأمة بقدر إمامهم ومتبوعهم عند الله ، وعلو منزلته لديه ؛ لتعرف الأمة نعمة الله عليه وعليهم ، ويشبه هذا قول يوسف الصديق للعزيز :- " اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ " ( يوسف : من الآية 55 )، فإخباره عن نفسه بذلك ؛ لما كان متضمناً لمصلحة تعود على العزيز ، وعلى الأمة ، وعلى نفسه كان حسناً ، إذ لم يقصد به الفخر عليهم ، فمصدر الكلمة ، والحامل عليها يحسنها ويهجنها ، وصورته واحدة " انتهى . وقال ابن عبد البر في ( التمهيد 20/39 ) مقرراً جواز مدح الرجل لنفسه ، ونفيه عن نفسه ما يعيبه بالحق الذي هو فيه ، إذا دفعت إلى ذلك ضرورة ، أو معنى يوجب ذلك قال رحمه الله :- " ومثل هذا كثير في السنن ، وعن علماء السلف لا ينكر ذلك إلا من لا علم له بآثار من مضى "، وينظر : تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة : (116)، والله أعلم .

لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى :

من / عبدالعزيز بن عبدالله بن باز ، إلى حضرة الأخ المكرم ( ب . أ . ح . هـ ) سلمه الله . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد : اطلعت على كتابك الموجه إلى : ( أ . م . خ )، المتضمن أمره بسؤال أهل العلم عن حكم تزوج الإنسان بامرأة من غير قبيلته ... إلخ .

وقد طلب مني المذكور بواسطة ( أ . ح . ب ) الإجابة عن هذا السؤال ، ولما أوجب الله من بيان الحق ونشر العلم رأيت الإجابة عن ذلك، فأقول : الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وأصحابه ومن والاه ، أما بعد : فقد أجمع علماء الإسلام على جواز زواج الرجل من امرأة من غير قبيلته - إذا اتحد الدين - وأجمعوا أيضاً على جواز نكاح المسلم للمحصنة من أهل الكتاب – ولو كانت من غير العرب .

والأدلة على ذلك من الكتاب والسنة ، وعمل سلف الأمة كثيرة، منها : قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ).

فأوضح الله في هذه الآية الكريمة لعباده ، أنه لا ميزة لأحد على أحد ولا فضل لأحد على أحد عند الله سبحانه إلا بالتقوى ، فأكرم الناس عند الله أتقاهم ، وسئل النبي صلى الله عليه وسلم : من أكرم الناس ؟ فقال : ( أتقاهم ).

فدلت الآية المذكورة والحديث المذكور : على أن القبائل فيما بينها متكافئة ، وأنه يجوز للقرشي والهاشمي أن ينكحا من تميم وقحطان وغيرهما من القبائل ، وهكذا عكس ذلك ، وقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم وهو أفضل بني هاشم زينب بنت جحش ، وهي من بني أسد بن خزيمة ، وليست قرشية ، وتزوج أم حبيبة بنت أبي سفيان ، وحفصة بنت عمر ، وجويرية بنت الحارث ، وسودة بنت زمعة ، وأم سلمة ، وعائشة ، وهن لسن من بني هاشم ، وتزوج عليه الصلاة والسلام صفية بنت حيي ، وهي من بني إسرائيل .

وتزوج عمر بن الخطاب رضي الله عنه أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنهما وهو من بني عدي ، وهي من بني هاشم ، وتزوج عثمان رضي الله عنه رقية وأم كلثوم ابنتي الرسول صلى الله عليه وسلم وهو من بني أمية ، وهما ابنتا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بني هاشم .

والوقائع في هذا الباب كثيرة جداً ، وكلها تدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم لم يكونوا يبالون بأمر النسب إذا استقام أمر الدين .

ومما يدل على ذلك - أيضاً - أن النبي صلى الله عليه وسلم زوج أسامة بن زيد فاطمة بنت قيس ، وهي قرشية وأسامة مولى من بني كلب ، وهكذا أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس ، زوج ابنة أخيه الوليد على مولاه سالم ، وهي قرشية وسالم مولى . وهكذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه زوج أخته الأشعث بن قيس ، وهو تيمي قرشي والأشعث كندي يمني من قحطان ، وهكذا عبدالرحمن بن عوف الزهري رضي الله عنه زوج أخته بلال بن رباح المؤذن ، وهي زهرية قرشيه وبلال من الحبش . وهذا كله يدل طالب العلم على جواز نكاح الإنسان من غير قبيلته إذا استقام الدين وفيما ذكرناه من الأدلة والوقائع كفاية إن شاء الله .

وأسأل الله عز وجل أن يوفقنا وسائر المسلمين للفقه في الدين ، والتمسك بشريعة سيد المرسلين ، والسير على سيرته وسيرة أصحابه المرضيين ، إنه على كل شيء قدير ، وصلى الله على عبده ورسوله محمد ، وآله وصحبه وسلم . وهذه إجابة الشيخ / عبد العزيز بن باز . عليه رحمة الله ورضوانه حول معنى كلمة خضيري وبعض مؤلفي الأنساب مثل الشيخ / حمد الحقيل ، والشيخ / حمد الجاسر رحمه الله وغيرهم إتكؤا على قاعدة عنصرية حاربها الإسلام وتم بموجبها استبعاد قطاع عريض من الأسر العربية العريقة من كتبهم وهذه القاعدة : هي عدم ذكر نسب أي أسرة أخذت بقول المصطفى - صلى الله عليه وسلم - إذا جاءكم من ترضون دينه ، وخلقه فزوجوه . وقد ثبتت أنساب لعدد كبير من الأسر التي لم يذكروها كما أصلوا من نص الأئمة على رقهم بسبب التزاوج وتلك إذا قسمة ضيزا . ولما سئل سماحة الشيخ / عبدالعزيز بن باز رحمه الله وأسكنه فسيح جناته بسؤال ما معنى قولهم قبيلي وخضيري ؟ أجاب قائلا : هذه مسألة جزئية ، وهي معروفة بين الناس . القبيلي هو : الذي له قبيلة معروفة ينتمي إليها كقحطاني وسبيعي وتميمي وقرشي وهاشمي وما أشبه ذلك ، هذا يسمى قبيلي ؛ لأنه ينتمي إلى قبيلة ، ويقال قَبَلي على القاعدة ، مثل أن يقال حنفي ورَبَعي وما أشبه ذلك نسبة إلى القبيلة التي ينتمي إليها . والخضيري في عرف الناس في نجد خاصة - ولا أعرفها إلا في نجد - هو الذي ليس له قبيلة معروفة ينتمي إليها ، أي : ليس معروفا بأنه قحطاني أو تميمي أو قرشي لكنه عربي ولسانه عربي ومن العرب وعاش بينهم ولو كانت جماعته معروفة . والمولى في عرف العرب هو : الذي أصله عبد مملوك ثم أعتق ، والعجم هم : الذين لا ينتسبون للعرب يقال : عجمي ، فهم من أصول عجمية وليسوا من أصول عربية ، هؤلاء يقال لهم أعاجم . والحكم في دين الله أنه لا فضل لأحد منهم على أحد إلا بالتقوى سواء سمي قبليا أو خضيريا أو مولى أو أعجميا كلهم على حد سواء ، لا فضل لهذا على هذا ، ولا هذا على هذا إلا بالتقوى ؛ كما قال صلى الله عليه وسلم : ( لا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ ، وَلا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ ، وَلا لأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلا بِالتَّقْوَى ) ، وكما قال الله سبحانه وتعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) الحجرات/13 . لكن من عادة العرب قديما أنهم يزوجون بناتهم للقبائل التي يعرفونها ويقف بعضهم عن تزوج من ليس من قبيلة يعرفها ، وهذا باقٍ في الناس ، وقد يتسامح بعضهم ، يزوّج الخضيري والمولى والعجمي ، كما جرى في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن النبي عليه الصلاة والسلام زوَّج أسامة بن زيد بن حارثة رضي الله عنه وهو مولاه وعتيقه زوَّجه فاطمة بنت قيس رضي الله عنها وهي قرشية ، وكذلك أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة وهو من قريش زوَّج مولاه سالماً بنت أخيه الوليد بن عتبة ، ولم يبال لكونه مولىً عتيقاً . وهذا جاء في الصحابة رضي الله عنهم وبعدهم كثير ، ولكن الناس بعد ذلك خصوصا في نجد وفي بعض الأماكن الأخرى قد يقفون عن هذا ويتشددون فيه على حسب ما ورثوه عن آباء وأسلاف ، وربما خاف بعضهم من إيذاء بعض قبيلته إذا قالوا له : لم زوجت فلاناً ؟ هذا قد يفضي إلى الإخلال بقبيلتنا وتختلط الأنساب وتضيع إلى غير ذلك ، قد يعتذرون ببعض الأعذار التي لها وجهها في بعض الأحيان ولا يضر هذا ، وأمره سهل . المهم اختيار من يصلح للمصاهرة لدينه وخلقه ، فإذا حصل هذا فهو الذي ينبغي سواء كان عربيا أو عجميا أو مولى أو خضيريا أو غير ذلك ، هذا هو الأساس ، وإذا رغب بعض الناس أن لا يزوج إلا من قبيلته فلا نعلم حرجا في ذلك ، والله ولي التوفيق ". انتهى . " مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " (5/146، 147) .

ومسألة عدم التكافؤ في النسب : تكلم فيها الدين وحسمها فليس عندنا إلا حرٌ أو عبد فالعبد هو المملوك والحر غير المملوك !!!! ووالله لتحاسبن على كل شيء في هذه الدنيا وأولها الكبر ولقد ورد في بعض الأحاديث الصحيحة " يُحشر المتكبرون يوم القيامة كالجُعلان يطؤهم الناس ". أو كما قال رسول ربي صلى الله عليه وآله وسلم . وعدم التكافؤ في النسب ليس عليه دليل شرعي إنما التكافؤ في الدين فقط قال الله تعالى : { وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً } ( الأحزاب : 37 ) وجاء في التفسير الميسر ما نصه : وإذ تقول - أيها النبي - للذي أنعم الله عليه بالإسلام - وهو زيد بن حارثة الذي أعتقه وتبنَّاه النبيُّ صلى الله عليه وسلم في الجاهلية - وأنعمت عليه بالعتق : أَبْقِ زوجك زينب بنت جحش ولا تطلقها , واتق الله يا زيد , وتخفي - يا محمد - في نفسك ما أوحى الله به إليك من طلاق زيد لزوجه وزواجك منها , والله تعالى مظهر ما أخفيت , وتخاف المنافقين أن يقولوا : تزوج محمد مطلقة متبناه , والله تعالى أحق أن تخافه , فلما قضى زيد منها حاجته , وطلقها , وانقضت عدتها , زوجناكها ; لتكون أسوة في إبطال عادة تحريم الزواج بزوجة المتبنى بعد طلاقها , ولا يكون على المؤمنين إثم وذنب في أن يتزوجوا من زوجات من كانوا يتبنَّوْنهم بعد طلاقهن إذا قضوا منهن حاجتهم . وكان أمر الله مفعولا لا عائق له ولا مانع . أ هـ

وأقول : لقد حسم القرآن هذا الخلاف فهذا كتاب الله وهذا فعل رسول الله حينما زوج زيد بن حارثة وهو مولى ابنة عمته زينب بنت جحش ، فهل يقنع هذا أم لا يقنع ؟ !!!! أم أن هذا الدين لا يروق للمتكبرين ؟ !!!! أم يريدونها جاهلية جهلاء ؟ وهناك فرق شاسع بين العادة والدين ووالله إنه لأمر مخزي حينما يصدر التشدق بالكفاءة بالنسب بل نقول : هي عادات وتقاليد ولا نستطيع تجاوزها لأننا لم نصل إلى تلك المرحلة في الدين والتي تجعلنا نطبقه تمام التطبيق ونتنازل عما ورثناه من آباءنا وأجدادنا !!!! ونقول : هي عادات وليست عبادات . والعيب أن يستدل برواية ضعيفة وقول عند أحمد رحمه الله وهو إحدى الروايات عنه ويترك كتاب الله قولوا : عاداتنا تمنعنا ولا تقولوا ديننا لأن الدين يمقت هذه الأشياء ولا يلتفت إليها . منقول بتصرف وأنتم سالمون وغانمون والسلام .[/align][/size]

خيَّال الغلباء 12 - 06 - 2008 21:16

رد : كفاءة النسب
 
[CENTER][FONT=Akhbar MT][SIZE=5][COLOR=#800000]بسم الله الرحمن الرحيم[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Akhbar MT][SIZE=5][COLOR=#800000]من خلال تصفحي لصحيفة الاقتصادية الإلكترونية وجدت مقالاً لفضيلة الدكتور / ناصر بن زيد بن داود القاضي بوزارة العدل , يتحدث في مطلعه عن احدى الأحكام التي قضى بها في مسألة تكافؤ النسب , ومن ثم ذكر بأن له رأي في مسألة دعاوى الأولياء بطلب فسخ نكاح مَوْلِيَّاتِهِم لعدم الكفاءة بينهم وبين [/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Akhbar MT][SIZE=5][COLOR=#800000]أزواجهن , أترككم مع مقال الدكتور , فقد أجاد فيه وأفاد , فجزاه الله خيراً .[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Akhbar MT][SIZE=5][COLOR=#000080]كفاءة النسب في النكاح[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Akhbar MT][SIZE=5][COLOR=#000080]د . ناصر بن زيد بن داود - [/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Akhbar MT][SIZE=5][COLOR=#000080]01/07/1428هـ[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Akhbar MT][SIZE=5][COLOR=#000080][EMAIL="abo_z@hotmail.com"][COLOR=#0000ff]abo_z@hotmail.com[/COLOR][/EMAIL][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Akhbar MT][SIZE=5][COLOR=#000080]لم أنظر طيلة سنوات عملي في القضاء أياً من قضايا كفاءة النسب في النكاح غير قضية واحدة ، تقدم بها رجل يشكو ابناً له تزوج امرأة لا تكافئه نسباً ، ويطلب الحكم بتطليقها منه ، وكان الابن قد أصدق تلك المرأة 25 ألف ريال .[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Akhbar MT][COLOR=#000080]رفض الابن مطلب أبيه متشبثاً بإتمام النكاح ، ولم يكن قد دخل بالمرأة بعد ، وبالاستفهام من المرأة وولي أمرها ، ذكرا أنَّهما لا زالا يتلقيان تهديدات من مجهولين عبر الهاتف ، وذكر الولي أنَّ أحدهم هدده بصدمه بالسيارة ، وقال له : إنَّ قبيلتي مستعدة بتأمين ديتك بواقع ريالٍ واحدٍ من كل فردٍ من أفراد القبيلة . هكذا قال !.[/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Akhbar MT][COLOR=#000080]هذه كانت ملابسات القضية ، وعندما سألتُ المرأة إن كانت راغبة في إتمام الزواج ؟. فقالت : نعم !، أريد ذلك ؛ غير أني خائفة على نفسي وأبي . فسألتها إن كانت تستطيع رد نصف المهر الذي قبضته وتحتفظ لها بباقيه ؟. فقالت : لا أستطيع رَدَّ أيِّ شيءٍ من الصداق ؛ لأنَّي صرفته بأكمله في التجهيز . فسألت الأب إن كان يحتمل نصف المهر لولده ؟. فقال : بل أحتمله كله .[/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Akhbar MT][COLOR=#000080]من المعلوم فقهاً في مسائل الكفاءة : أن نكاح النسيبة من غير النسيب يفسخ بطلبها أو أيٍ من أوليائها ؛ كما في المذهبين الحنفي والحنبلي والراجح من مذهب الإمام الشافعي ، رضي الله عن الجميع ، غير أني فسخت نكاح المرأة غير النسيبة من الزوج النسيب على غير المعتاد ، لأسبابٍ ثلاثة هي : دفع الضرر عن المرأة وعن والدها ، وتحقيقاً لإرضاء والد الزوج الخاطب ؛ كما قال أبو الدرداء ، رضي الله عنه ، في قضية مشابهة ( الوالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَأَضِعْ ذَلِكَ أَوِ احْفَظْهُ ، ولانتفاء الضرر على الزوجة من آثار الفسخ قبل الدخول ؛ فهي لن تعيد نصف المهر للزوج بعد أن تحمله عنها أبوه .[/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Akhbar MT][COLOR=#000080]اكتسب الحكم القطعية من الهيئة المختصة في محكمة التمييز ، وكان أحد قضاتها - رحمة الله عليه - حاله أشبه بحال الزوجة ، فلم يجد حرجاً في تصديق الحكم غفر الله له ؛ لما جاء في مبررات الحكم .[/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Akhbar MT][COLOR=#000080]أما بالنسبة لدعاوى الأولياء بطلب فسخ نكاح مَوْلِيَّاتِهِم لعدم الكفاءة بينهم وبين أزواجهن : فلي في حكم هذه المسألة رأيٌ ؛ هو عندي صوابٌ يحتمل الخطأ ، كما أنَّ غيره عندي خطأٌ يحتمل الصواب .[/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Akhbar MT][COLOR=#000080]وخلاصته : أنَّنا بتأمل قول الله جَلَّ وَعَلاَ في محكم تنزيله : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ). نخرج من هذه الآية بحكمين يعنياننا في موضوعنا هذا :-[/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Akhbar MT][COLOR=#000080]الأول : أنَّ الناسَ كلهم من أبوين اثنين ؛ هما : آدم عليه الصلاة السلام وزوجه حواء عليها السلام .[/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Akhbar MT][COLOR=#000080]الثاني : أنَّ الناسَ كلهم - ودون استثناء - قبائلُ تفرعت من شعوب ؛ فإذا قلنا إنَّ الشعوب هي : الأعراق ؛ كالعرب والفرس والروم والهند والصين والزنج ونحوهم ، فإنَّ القبائل هي : فروع تلك الأجناس ؛ كقريش وبني تميم في العرب ، والأوزبك والقرقيز في الترك ، والتوستي والهوتو في الزنج ، ونحو ذلك .[/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Akhbar MT][COLOR=#000080]ومن الشائع أنَّ العرب منذ القدم : إما عاربةٌ قحطانيون ، أو مستعربةٌ عدنانيون . وكلاهما شَعبان تفرع منهما العديد من القبائل .[/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Akhbar MT][COLOR=#000080]والعرب المستعربة : إما قديمةُ العروبة ؛ كقبائل مضر وربيعة ، أو حديثةُ العروبة ؛ كقبائل بلاد الفتح الإسلامي في شمال وشرق إفريقيا من غير أبناء الفاتحين ، أو متجددةُ العروبة ؛ وهم كل متكلمٍ بالعربية منتسبٍ لبلاد العرب في جميع الأزمنة ؛ ولو كانت أصوله القريبة غير عربية .[/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Akhbar MT][COLOR=#000080]أما قاطنوا الجزيرة العربية في الجاهلية : فكلهم قبائلُ تفرعت من شَعبي قحطان وعدنان ، ولا يُساكنهم في جزيرة العرب من غيرهم إلا مواليهم ؛ وهم : من جرى عليهم الرِّقُّ من عبيدهم وإمائهم ؛ ممن باعهم النخاسة ( باعة العبيد فكانوا خدماً لمن اشتراهم ).[/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Akhbar MT][COLOR=#000080]ومن هنا نشأ التقسيم الأول للقاطنين في الجزيرة - قبل الإسلام - إلى قبائل وموال ، مع أنَّ هؤلاء الموالي في الأصل لا يخرجون عن كونهم أفراداً من قبائل تفرعت من شَعبهم الأعلى ؛ فُرساً كانوا ، أو رُوماً ، أو زِنجاً ، ونحوهم .[/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Akhbar MT][COLOR=#000080]وأسباب الرق التي ترمي بهؤلاء في جحيم الاستعباد للبشر لا تعدو عن إما : الأسر والبيع في حال الحرب ، أو السرقة من قبل النخاسين بالحيلة أو بالقوة في حال السلم .[/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Akhbar MT][COLOR=#000080]ثم بعد تحرير كثيرٍ من الموالي ؛ بالعتق من أسيادهم مجاناً ، أو بالاتفاق معهم على شراء رقابهم منهم عن طريق المكاتبة ؛ وهي : عوضٌ يدفعه العبد أو الأمة من كسبه يفتدي به نفسه ؛ كما قال تعالى : ( وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآَتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آَتَاكُمْ )، أو بأيٍ من سُبُلِ التحرير التي أنعم الله بها على عباده المسلمين ؛ مثل كفارات الأيمان ، والجماع في نهار رمضان ، وقتل الخطأ وشبه العمد ، والظهار ، ونحوها ، فتكونت لأجل ذلك طبقةٌ ثالثةٌ في الجزيرة العربية هم الموالي المحررين من رقهم ، وزاد من تنامي الطبقية في جزيرة العرب طروءُ طبقةٍ رابعة تكونت من عدة عوامل منها :-[/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Akhbar MT][COLOR=#000080]1ـ فرار العربي من قبيلته بسبب دينٍ أثقله أو دمٍ سَفَكَه ؛ خوفاً من غُرمائه ، واختياره الإقامةَ بعيداً عنهم ؛ مُتَّخِذَاً لقباً غير لقبه الأصلي ؛ إمعاناً في التخفي .[/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Akhbar MT][COLOR=#000080]2ـ ارتكاب العربي ذنباً يخشى فضيحته ، فيهيم على وجهه حتى يُلقِيَ رحله في دار لا يُعرَفُ بها ، فيقطنها .[/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Akhbar MT][COLOR=#000080]3ـ هجرة العربي طلباً للرزق إلى ديار بعيدة لا يعرفه فيها أحد ؛ حتى إذا خطب من أهلها المكافئين له لم يزوجوه ؛ لجهلهم بأصله ، فيضطر للمصاهرة في غير قبائل تلك البلاد .[/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Akhbar MT][COLOR=#000080]4ـ اضطرار العربي للزواج من موالي بلده ؛ إما : لمرضٍ أَلَمَّ به ، أو لعاهةٍ حسيةٍ أو معنويةٍ أحاطت به ، أو لفقره وعوزه وعجزه عن مهر أكفائه من النساء ؛ فيهجره قومه لأجل ذلك .[/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Akhbar MT][COLOR=#000080]5ـ امتهان العربي لأيِّ حرفةٍ يراها قومه معابةً له وعاراً ، فيمتنع قومه من تزويجه أو التزوج منه ، فيضطر للمصاهرة في غيرهم .[/COLOR][/FONT][/SIZE]
[FONT=Akhbar MT][SIZE=5][COLOR=#000080][IMG]http://www.aleqt.com/admpic/589.jpg[/IMG] [/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Akhbar MT][SIZE=5][COLOR=#000080]6ـ غلبة البخل على الرجل حتى يمنعه من أن يدفع مهر من تُكافئه نسباً ، فينتقل لأجل ذلك إلى الزواج بغيرهن ؛ فيتبرأ منه أهله ومن يكافئهم ؛ كحال صاحب القضية التي ذكرتها أعلاه .[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Akhbar MT][COLOR=#000080]كل هذا زاد من تنامي الطبقات غير القبلية في مجتمع الجزيرة ، حتى صاروا أغلبية في بعض المناطق .[/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Akhbar MT][COLOR=#000080]ولا يمكن لأحدٍ إنكارُ وجود الطبقية حتى بين أفراد الطبقة الواحدة ؛ خصوصاً : بين الأغنياء والفقراء منهم ، أو مع تفاوت مستوى التعليم ، أو المنصب ، أو لون البشرة ، ونحو ذلك ، بل اتسع الخرق حتى صار في كل الطبقات مستوياتٌ أضحت طبقاتٍ في بعض المجتمعات ، فنشأ في بعض البلدان ثلاثُ طبقاتٍ وأربعُ ، بل وصلت حقيقتها في بعض الأقطار إلى ست طبقات لا يشعر بها الجميع لخفائها ومحدوديتها .[/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Akhbar MT][COLOR=#000080]وإذا عدنا لما سبق وقررناه من أنَّ جميع الناس نتجوا من أبوين اثنين هما آدم وحواء عليهما السلام ، وأنَّ جميعهم - لولا مُسَبِّبَاتِ الطبقية - قد تفرعوا من قبائل انبثقت من شعوب ؛ وأنَّ الغاية من ذلك التنوع في شعوبهم وقبائلهم هو ما جاء في قول الله جل ثناؤه : ( لِتَعَارَفُوا )، وأنَّ الكرامة عند الله ليست لشَعبٍ على شَعب ولا لقبيلةٍ على أخرى ؛ بدليل قوله سبحانه : ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ )، وأنَّ تقرير هذه الأحكام ليست نتاجاً من عقول البشر ، بل ممن ختم الآية بقوله جل جلاله ( إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ).[/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Akhbar MT][COLOR=#000080]إنَّنا حين نستشعر ذلك كله - مُتجردين عن كل عصبيةٍ جاهلية - لَنَجزِمُ أنَّ المسلمين أكفاءٌ تتكافأ أنسابهم كما تتكافأ دماؤهم ، قَالَ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إنَّ اللَّهَ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عِيبَةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا بِالآبَاءِ ، النَّاسُ رَجُلانِ : مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ ؛ وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ ، وإلى هذا الخُلُقِ آبَ عمرُ بنُ الخطاب رضي الله عنه حيث قال : مَا بَقِيَ فِيَّ شيءٌ مِن أَخلاقِ الجَاهِلِيَّةِ ، أَلا أنِّي لا أُبَالِي أَيَّ المسلمين نَكَحتُ وَأَيَّهُم أَنكَحتُ .[/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Akhbar MT][COLOR=#000080]ومن اللائقِ أن نوضح أمرين هما :[/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Akhbar MT][COLOR=#000080]1ـ أنه كما يجوز لكلٍ مِنَّا أن يفخرَ بمآثره أو بأصوله ، فإنه لا يجوز لأحدنا أن يُفَاخِرَ غيره منتقصاً إياه ، ولا أن يطعنَ بعضنا في نسب بعض . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Akhbar MT][COLOR=#000080]2ـ كما أنَّه لا يَلزَمُ أياً مِنَّا أن يُزَوِّج مَولِيَّتَهُ لأيِّ خاطبٍ ، فإنه لا يلزم أيضاً أن يُجبِرَ أَحَدُنَا غَيرَهُ على تزويجه ؛ لأنَّ مبنى عقود النكاح على التراضي في الظاهر والباطن ، ولذلك اعتبر في الفقه الإسلامي الفسخُ للعيوب الخفية ، وَلِفَقدِ أيٍ من الزوجين ما اشترطه في الآخر أو عليه ؛ لأنَّ ذلك مُخِلٌ بالغاية المشروعة من النكاح ( العشرة بالمعروف )؛ إذ من الشروط التي يشترطها الناس بكارة المرأة ، فإذا ظهر للزوج أنَّ مخطوبته ثيباً جاز له الفسخ ، وكذا المرأة إذا اشترطت أن لا يتزوج عليها زوجها ، أو لا ينقلها من بلدها ، أو لا يمنعها من عملها فإنَّ لها الفسخ ؛ إذا خالف شرطها .[/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Akhbar MT][COLOR=#000080]والناس - اليوم - منهم من يَعرِفُ إلى أيِّ القبائل ينتسب ؛ حَضَرِيَّاً كان أو بدوياً ، ومنهم من لا يعرف قبيلته ، ولا يضره ذلك ، فإذا كان الرجل نسيباً ، واشترط لتزويج مَولِيَّتَهُ كونَ الخاطب مثله ساغ اشتراطه ، وله طلب الفسخ ؛ إن تبين خلاف ما اشترطه ، ولا يعني ذلك انتقاصَ الخاطبِ في دينه ولا في عرضه ، بل إنَّ الرجلَ الحَقَّ إذا عَلِمَ أنَّه غيرُ مرغوبٍ فيه - من مخطوبته أو من أهلها - لأيَّ عارضٍ فإنَّه يأنفُ وينأى بنفسه عمن يتكبرُ عليه أو يَستَنكِفُ منه ؛ كما فعل رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ، مع المرأة التي استعاذت منه ، فطلقها وكساها وألحقها بأهلها .[/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Akhbar MT][COLOR=#000080]غير أنَّه لا ينبغي أن يُفتحَ البابُ على مصراعيه في موضوع الفسخ ؛ حتى لا يُساءَ استخدامه ، فيستغل ذلك ضعاف النفوس ومرضى القلوب في أكل أموال الناس بالباطل أو في الطعن بالأنساب ودعوى الجاهلية .[/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Akhbar MT][COLOR=#000080]فمن زَوَّجَ موليته على رجلٍ لا يُكافئها ؛ وهو يعلم ، ورضيت به الزوجة فلا وجه لفسخها منه .[/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Akhbar MT][COLOR=#000080]ومن فَرَّطَ في السؤال عن الخاطب حتى زَوَّجَهُ ، ثم تبين له أمره بعد أن دخل بزوجته ، ورضيت به : فلا فسخ حينئذٍ ، وخاصةٍ ، إن كان بينهما ولد ؛ لأنَّ ضرر الفسخ يتعدى إلى الولد ؛ والضرر لا يُزال بالضرر .[/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Akhbar MT][COLOR=#000080]وليعلم كُلُّ ذي علاقة : [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Akhbar MT][COLOR=#000080]1ـ أنَّ زواجَ العربي بمن لا تُكافئه نسباً لا يُؤثر في نسبه ؛ لأنَّ الولد ينسب إليه لا إلى أمه ؛ ولذلك تَسَرَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بجاريته ماريةَ القبطيةِ وأولدها إبراهيم ، فما ضر الوالد ولا الولد نسب أم الولد رضي الله عنها . ولولا شرفُ هذا المثل لذكرت معه عشرات الأمثلة المشابهة ، إذ في سادات قريش من أمهاتهم إماءٌ حبشيات أو سنديات أو روميات أو زنجيات ، وما نقص ذلك من نسبهم .[/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Akhbar MT][COLOR=#000080]2ـ أنَّ تزويج الرجلِ مَولِيَّتَهُ ممن لا يُكافئها نسباً ، مع توافر باقي ما يطلبه الولي في زوج موليته لا يُؤَثِّرُ في نسبها سلباً ؛ فولد البنت لا يُنسب لها ولا لأبيها ، وإنما يُنسب لأبيه ؛ ولذلك أمر رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ، بني بياضة من الأنصار أن يُزَوِّجُوا أبا هندٍ رضي الله عنه ؛ وكان حجاماً من مواليهم ، كما أمر عبدَالله بن جحشٍ القرشي أن يُزَوِّجَ زيدَ بنَ حارثة من أخته زينب ، وكما زَوَّجَ أسامةَ بنَ زيدٍ من فاطمةَ بنتِ قيسٍ القرشية ، وكما زَوَّجَ أبو حذيفة سالماً من هندٍ بنت الوليد بن عتبة القرشية وهو مولى امرأةٍ من الأنصار ، وكما تزوج بلالُ بنُ رباح الحبشي من أخت عبدالرحمن بن عوف ، ومن بنت أبي البكير من بني زهرة ، ومن هند الخولانية التي مات عنها . رضي الله عن الجميع . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Akhbar MT][COLOR=#000080]3ـ أنَّ من تَزَوَّجَ بامرأةٍ نسيبةٍ - وهو من الموالي - لم يزد ذلك في نسبه ، ولم يخفض .[/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Akhbar MT][COLOR=#000080]والمحصلة : أنَّ كلنا لآدم ، وآدم من تراب ، ولا فضل إلا بالتقوى ، وأنَّ من أبطأ به عمله لم يُسرع به نسبه ، ومن أسرع به عمله لم يُبطئ به نسبه . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Akhbar MT][COLOR=#000080]ويكفينا قوله ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ لا يَتْرُكُونَهُنَّ : الْفَخْرُ بِالأَحْسَابِ ؛ وَالطَّعْنُ فِي الأَنْسَابِ .... ) الحديث . لندرك أنَّ كلّما كان من أمر الجاهلية خالصاً فهو مطروحٌ منبوذٌ عندالله ورسوله ، وأنَّ النسيج الاجتماعي لأيِّ بلدٍ لا يقوى مع التفكك المبني على مخالفة النواميس الإلهية ؛ فكم من نسيبٍ قد تبوأ مقعده من النار ، في وقتٍ شهد الوحي لغيره بأنه من أهل الفردوس الأعلى من الجنة ؛ وكفى بالفوز بها فخراً لا يُساميه فخر ولا يُجاريه مفاخر . والله الموفق . منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .[/COLOR][/FONT][/SIZE] [/CENTER]

خيَّال الغلباء 20 - 07 - 2008 21:30

رد : كفاءة النسب
 
[B][size=4][align=center]بسم الله الرحمن الرحيم

متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟

إن الحمد لله نحمده و نستعينــه ونستغفره ونعوذ بالله من شــــرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتدي ومن يضـــلل فلن تجد لـــه ولي مرشدا ، وأشهد أن لا إلــــه إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله ،

أما بعد :

فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وإن شر الأمور محدثاتها فكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في نار ،

الأصل في الإسلام الحريّة :

خلق الله جميع البشر أحراراً ، وأسبغ عليهم ربهم حقوقاً متساوية ، ومنحهم حق الحياة ، وحق الحريّة ، وحق الملكيّة ، وجعلهم متساوين في العبوديّة له ، وجعل التقوى أساس المفاضلة بينهم . وصان الإسلام هذه الحقوق بسلطان الشريعة ، وكفل تطبيقها ، وفرض العقوبات على من يعتدي عليها . وكمــــا عرفتم أن عنوان هذا الموضوع أباطيل يجب أن تُمحى من التاريخ ، و لعل المراد من العنوان ( أباطيل ) أي بعض الأمور التي كانت موجودة في الجزيرة العربية وتمارس دون أي قواعد دينية أو ضوابط فقهية أو شرعية أو حتى سماوية وللأسف الشديد فقد كانت بعد ظهور وانتشار الإسلام هذه الظاهرة هي ظاهرة " العبودية " الرق المزعومة " العبثية المزعومة " في الجزيرة العربية والتي كانت مبتدعة في دين الله بقصد أو بغير قصد أو خلل في كيفية التعاطي والتعامل معه وفهمه واستيعابه وفق فقهياته وأحكامه الإسلامية الصحيحة ، ولعل الأخير هو الأرجح بالإضافة إلى غياب المؤسسات الحقوقية والإنسانية في ذلك الزمن ، حيث كانت هذه الظاهر بعيده كل البعد عن منهج شرع الله وضوابطه الإسلامية وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وحتى لا يسيء القاري الفهم ويخلط بينه وبين الرق المشروع في الإسلام وفي جميع الأديان السماوية الأخرى ، فلو بحثنا عنه من منظار إسلامي صحيح وتشريع سماوي صحيح أيضاً ومدى مشروعيته في الإسلام لوجدناه يندرج فقط تحت أحكام الحرب في الإسلام ضد الكفار ، وليس كما كان ينظر له سابقاً من استغلال لفقر البشرية وحاجة الناس الأبيض منهم والأسود واستغلال حاجاتهم الفسيولوجية الأساسية من أكل وشرب ومسكن وغيرة وتوظيف هذه الاحتياجات التي من الله عليهم بها في صالحهم لإدخال الناس في مفهومهم الخداج الذي لم يعرف ولم يفقه معنى العبودية الصحيحة في ذلك الزمن . فلقد حسم الإسلام ذلك وألغى الرق بجميع صوره وأبقى فقط رق الحروب وأخضعه لقاعدة المعاملة بالمثل ، فعن رق الحروب قال الله تعالى : ( فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ) ( محمد : 4 ) فلن نناقش في هذا الموضوع أسباب الحروب بين المسلمين وغيرهم ، بل سنناقش ونوضح أن هناك استغلال لمصطلح " رق " والنتائج التي ترتبت على هذا الاستغلال الخاطئ ، فإذا كان المسلمون هم المنتصرون في الحرب ، ولأن الأسرى هم جزء من غنائم الحرب نرى أن نطلّ على تعريف غنائم الحرب في الشريعة الإسلامية . فقد تحدَّث معظم الفقهاء عن مشروعية الغنيمة من الكفار . ومشروعيتها تعني أن الأرض وما عليها ملك لله وإن الإنسان مستخلف في ملك الله وإذا هو لم يوظف ما يمتلكه لعبادة الله وتقواه يُحرَّم عليه وبما أن الكفار يستغلّون ممتلكاتهم في الكفر فالمؤمن أولى بها من الكافر فالغنيمة إذاً تؤخذ من الكفار انتقاماً منهم كما أن الغنائم تعتبر مكافأة من الله للمجاهد الذي يبذل مجهوداً في سبيل نشر الإسلام . ويقسم الفقهاء المسلمون غنائم الحرب إلى أربعة أصناف : السلب والغنيمة والفيء والنفل . وتشمل الأموال والأراضي والسبي والأسرى . وبناء على تلك التشريعات أقرَّت الشرائع الإسلامية سبي النساء والأطفال ، واستعبادهم . وعدَّت النساء المسبيات إماءً يتوزَّعهن المقاتلون والأطفال يصبحون ملكاً لهم . أما الأسرى فحدُّهم القتل أو المنّ عليهم بالحرية أو فداؤهم لقاء أسرى المسلمين أو لقاء دفع بدل مادي ، أما عند أبي حنيفة وأصحابه أحد أمرين : إما قتلهم وإما استرقاقهم أيهما رأى الإمام . ويقولون في المِّن والفداء المذكورين في الآية نزل ذلك في يوم بدر ثم نُسِخ ، وعن مجاهد : ليس اليوم مَنّ ولا فداء وإنما هو الإسلام أو ضرب العنق ، وقد يُراد بالمنِّ أن يُمَنَّ عليهم بترك القتل ويُستَرقُّوا ، أو يُمنَّ عليهم فيُخلوا لقبولهم الجزية ، وكونهم من أهل الذمَّة . وبالفداء أن يُفادى بأسراهم أسارى المشركين ؛ فقد رواه الطحاوي مذهباً عن أبي حنيفة ؛ والمشهور أنه لا يرى فداءَهم لا بمال ولا بغيره خيفة أن يعودوا حرباً للمسلمين ، وأما الشافعي فيقول : للإمام أن يختار أحد أربعة وهو القتل والاسترقاق والفداء بأسرى المسلمين والمَنّ . وجاء عند ابن كثير أن هذه الآية نزلت بعد وقعة بدر ، فإن الله سبحانه وتعالى عاتب المؤمنين على الاستكثار من الأسرى يومئذٍ ، ليأخذوا منهم الفداء والتقليل من القتل ثم ادَّعى بعض العلماء أن هذه الآية المُخَيِّرة بين مفاداة فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ  الأسير والمَنِّ عليه منسوخة بقوله تعالى : ( التوبة : من الآية 5 ). وقال  فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ - وهم الأكثرون ليست بمنسوخة ثم قال بعضهم : إنما الإمام مُخَيَّر بين المَنِّ على الأسير ومفاداته فقط ولا يجوز له قتله وقال آخرون منهم : بل أن يقتله إن شاء وزاد الشافعي فقال : الإمام مُخَيَّر بين قتله أو المنِّ عليه أو مفاداته أو استرقاقه أيضا إذاً نلاحظ أن هذه الظاهرة يتم التعامل معها وفق أحكامها الإسلامية وفقه في التعامل ، لا عبثاً كما كان حاصل سابقاً في الجزيرة العربية ودول الخليج ، حيث كان الرق كما يزعمون بلا فتوحات ولا غيره ، وهو أشبة بقانون الغابة ، فقد كان وفق نظرة ومصالح اقتصادية وتجارية بحته ولبسط النفوذ وغيره من الأمور الأخرى والتي ما أنزل الله بها من سلطان وللأسف الشديد فقد عشعشت آثار تلك الأباطيل في عقول وأدمغة المجتمع قديماً ونوعاً ما حديثاً وبقيت تداعياته تلقي بظلالها على الأجيال الجديدة ، جيلاً بعد جيل وعلى هذه الأجيال أن تستيقظ من نومها العميق عن هذا الفهم الخاطئ والخداج والذي يمكن أن أشبهه بنوم أهل الكهف ، وتعلم أن تلك الأحداث كانت منافية لشرع الله وما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وأنها كانت بدع في دين الله وأنه من الواجب أن يكفروا عن ما أرتكبه أسلافهم رحمهم الله ، إلا ما كان وفق شريعة الإسلام وأحكامه ، أي أسرى الحروب في زمن الفتوحات الإسلامية ضد الكفار ، أيضاً وبالنظر للموضوع من جانب الأمم غير المسلمة ووفق دياناتها وتشريعاتها السماوية نجد أنها أيضاً تسترق أعداءها المغلوبين في الحروب ، وتسبي نساءها ، وتخطف أطفالها ، أما بعد ظهور الإسلام فقد جرى العمل حتى العهد العباسي المعروف بالعصر الذهبي للإسلام ، بأن سبب الرق هو وقوع الكافر أسيراً في يد المسلمين عند الحرب ، حيث نظّم الإسلام علاقته مع الدول المحاربة له على أساس المعاملة بالمثل ، وعلى أنه ضرورة في الحرب فقط ، إنقاذاً للأسير من القتل الذي كان أعداء الإسلام يمارسونه بحقه عند انتصارهم تشفيّاً وانتقاماً ، وقياماً بواجب تبادل الأسرى لتحريرهم من قبضة آسريهم ، وترك لإمام المسلمين حريّة التصرّف في الأسرى ، إما بإطلاق سراحهم من الأسر ، وإما بدفع فدية مالية عن كل أسير ، وإما باسترقاقهم . والمتأمل لأحوال أحفاد أولائك السابقين حالياً إشارة إليهم لا تحقيراً لهم ومن خلال منتدياتهم وقنواتهم الفضائية التي تساهم في رجوع وتخلف الأمة عن بقية الأمم ، سوف يوقن أنهم مصابون بحـمى " التفاخر " الذي نهى عنه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال ( لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا أو ليكنن أهو على الله من الجعل الذي يدهده الخراء بأنفه ) هذه هي قيمة المتفاخر والمتعالي فهي النتانة ، كما جاء عن رسولنا الكريم وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى من الله تبارك وتعالى وللأسف فإنك ستجد من يبرر عن إمبراطورية التفاخر لأنه يعتبر من المقدسات العظيمة في نظرة ومن أهم الواجبات الحياتية واليومية في نظر المجتمع القبلي باحثاً عن المبررات من المتشابه وغير المتشابه من الأحاديث وغيرها من أحوال الجاهلية الأولى . فلا يكاد تمر ساعة أو يمضي يوم إلا وتشاهد تمجيداً وتعظيماً وتقديس لا بل وتلميعاً لما فعله أسلافهم في ذلك الزمن ، بينما الأمة الإسلامية تحتاج لمن يقدم لها لا لمن يدندن ويتغنى ويرقص على إيقاعات ووقعات أسلافه وأجداده ليل نهار بلا كلل ولا ملل . ومن تداعيات هذه الحمى التي ألقت بظلالها على المجتمع في عصرنا الحاضر ومن أبرز مظاهرها التكبر والتعالي وتحقير الغير ، وكما هو معروف فإن لكل فعل ردت فعل مساوية لها في القوة معاكسة لها في الإتجاه وبالتالي تفكك المجتمع واضمحلال وحدته الوطنية وانتشار العداوات والبغضاء بين أبناءه وهذه حقيقة واقعية لا مبالغه فيها ، فقد أوجدت تلك التداعيات صدعاً كبيراً في مفهوم الوحدة الوطنية وبلا أدنا شك والتي نحاول جاهدين لرأب هذا الصدع ومعالجته حتى نحقق ونعمق مفهوم الشعور بالوحدة الوطنية لخدمة هذا البلد من كل شر ونسعى في هذه الفترة لتأليف كتاب يثبت بطلان تلك الظاهرة المزعومة ، حيث نشير أنه سيتم طرحه وتناوله من منطلق إسلامي صحيح بعد الرجوع للعلماء في بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالموضوع ومناقشتها وعرضها عليهم وعلى طلبة العلم الثقاة وبعض دعاة هذا البلد الموثوق بهم إن شاء الله ، حتى تزول الغشاوة عن أعين من أصيبوا بذلك المرض العضال ويستفيقوا من سباتهم العميق ، لينهضوا متحللين متجردين منها ومن تبعات الجاهلية الأولى ليمضوا ويسيروا قدماً لا خلفاً ، مشاركين في سير عجلة التنمية ، فكل ما من شأنه التقليل من وحدة هذا الوطن وإيقاف عجلته التنموية أو إرجاعها للخلف يجب التصدي له ومعالجته وبشكل حضاري ، تاركين خلفنا كل تعصب وكل انغلاق فكري وتقوقع والإنفراد بالرأي وفرضه على الآخرين وليكن شعارنا هو النقاش الهادف والحوار البناء المقنع بمشيئة الله تعالى ، حتى نزيل كل الشبهات والشوائب والعقبات التي تعترض عجلة التنمية معتمدين على الله ثم على دستورنا ووفق منهج وتعاليم ديننا الإسلامي الصحيح ، وبالرجوع لصلب الموضوع نجد أن كثيراً من الروايات تشير أن مصدر ذلك التصور الخاطئ لمفهوم مصطلح " العبودية " هو ما وقع من تحريفات بعض اليهود عندما قالوا : أنه عندما كان نبي الله نوحاً نائم إذ انكشفت عورته بسبب الهواء فشاهده ولده حام والذي كان من سلالته الأقباط والسود فضحك على أبيه وبينما هو كذلك إذ شاهدا أخواه سام أبو العرب ويافث حال أبيهم فسترا عورته فاستيقظ من منامه فدعا لهما ودعا على حام بأن يكون عبداً لهما وهناك بعض الروايات والإسرائيليات المحرفة من هذا القبيل ، التي انطلت علينا نحن المسلمين لكن رد القرآن الكريم كان صريح مكذباً هذه الضلالات ، حيث يقول ولا تزر وأزره وزرا أخرى . لذا فهو تشريع أمر غير تشريع أمر الله وفي الغالب يكون مصدره الجهل وإستغلال فقر وحاجة النفس البشرية بسبب الفاقة والحرمان في ذلك الزمن السحيق ، ولذلك فقد سارعت الحكومة حينها بإبادة تلك الأمور واجتثاثها من جذورها مستلهمة في ذلك حكم الله وشرع الله وأحكام الدين الإسلامي الصحيح ويرجع سبب ذلك لبطلان تلك الظاهرة وتجردها من تعاليم الدين الإسلامي و أن التحليل والتحريم يجب أن يعود إلى ما كان في كتاب الله ، فلا يملك أحد أن يحل ويحرم ولا يشرع بخلاف ما أنزله الله في القرآن وما فصله النبي من قول أو عمل . فالإسلام لا يعني شرعية الرق ، بل يعالج الواقع الجاهلي الذي كان يوجد في عصر نزول القرآن ، والواقع الشبة الجاهلي الذي كان يوجد في مجتمع الجزيرة العربية بعد نزول القرآن بسبب أحداث الزمان لأن الجزيرة العربية على وجه الخصوص تزاحمت عليها هجرات وغزوات شتى من جميع الأعراق ومنذ فجر التاريخ وحتى توحيدها على يد الملك / عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه ورحمة الله رحمة واسعة ، وعلى أراضيها تصاهرت شعوب وتعاركت ملل . لذا يجب أن تمحى من التاريخ ومن أذهان الناس وأن تصحح المفاهيم وفق شرع الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم . فكلمة " عبد " إعتاد معظم أهل الجزيرة العربية إلا من رحم الله وتحديداً المجتمع القبلي إطلاقها وإلصاقها على كل شخص أسود البشرة مستمدين ذلك من تثقيف مشايخهم أو آبائهم أو أسرهم أو مجتمعهم القبلي الضيق الأفق المتسع في نظرهم ، إذن ومن خلال هذا الطرح نعرض لفظ كلمة " عبد " المحفور في أذهان الكثيرين على كتاب الله وسنة نبيه بل وعلى جميع الشرائع والأديان السماوية والأرضية الأخرى وننظر كيف يتم تناولها وتعاطيها وفق فقهيات وشرائع هذه الأديان بما فيها ديننا الإسلامي ، فلننظر للتفصيل لهذا الجانب فيما يلي : لو عدنا ورجعنا إلى جميع الأديان السماوية وبحثنا فيها نجد أنه هناك معايير ومسوغات وضوابط فقهية من خلالها نطلق كلمة عبد وليس كما يفعل بعضنا عندما يطلقها جزافاً ولو بدأنا بالتوراة ، فالتوراة تقول :- حين تقترب من مدينة لتحاربها ادعها إلى الإستسلام فإن قبلت السلام وفتحت لك أبوابها ، فالشعب الموجود فيها كله يسخر ويستعبد - أما المدينة التي لا تستسلم وهو إذا رفضت السلم معك فحطَّم بحد السيف جميع ذكورها ، أما النساء والأطفال والأنعام وكل ما يكون فيها فهو غنيمة - كما فرضت التوراة الرق عقوبة للسارق - وكذلك ورد الاسترقاق في التوراة عند العجز عن سداد الدين للمدين . إذا ومن خلال التوراة فقط نستنتج أن هناك خطأ في إلصاق كلمة عبد بكل إنسان أسود اللون فالكل يعلم أن نسب اليهود من أنقى النسب فهم من سارة الحرة الآية في الجمال وإبراهيم خليل الرحمن عليهما السلام فقد أنجبت اسحق والذي أحفاده هم بني إسرائيل وكلهم بيض ، ورغم هذا فقد لحقت كلمة عبد كل من خالف شرع الله ولطخ وجهه بسواد المعصية الحقيقي وثبت بطلان النظرية اليهودية المسمَّاة بنسبية القيم وعدم ثباتها والتي يعمل بها وللأسف أبناء هذه الأمة والمجتمع القبلي على وجه الخصوص إلى من رحم الله . وقصة سارة الحرة تعود عندما قدم إبراهيم عليه السلام أرض جبار ومعه سارة ، وكانت أحسن الناس ، فقال لها : إن هذا الجبار إن يعلم إنك امرأتي يغلبني عليك ، فإن سألك فأخبريه أنك أختي ، فإنك أختي في الإسلام ، فإني لا أعلم في الأرض مسلما غيري وغيرك ، فلما دخل أرضه رآها بعض أهل الجبار أتاه فقال له : لقد قدم أرضك امرأة لا ينبغي لها أن تكون إلا لك ، فأرسل إليها فأتي بها ، فقام إبراهيم عليه السلام إلى الصلاة ، فلما دخلت عليه لم يتمالك أن بسط يده إليها ، فقُبضت يده قبضة شديدة فقال لها : ادعي الله أن يطلق يدي ولا أضرك ، ففعلت ، فعاد فقُبضت أشد من القبضة الأولى ، فقال لها مثل ذلك ، ففعلت ، فعاد ، فقُبضت أشد من القبضتين الأوليين ، فقال : ادعي الله أن يطلق يدي فلك الله أن لا أضرك ، ففعلت ، وأُطلِقت يده ، ودعا الذي جاء بها فقال له : إنك إنما أتيتني بشيطان ! ولم تأتني بإنسان ، فأخرِجها من أرضي ، وأعطها هاجر وكانت أمة عبده تم سبيها في معركة في ذلك الزمن . قال : فأقبلت تمشي فلما رآها إبراهيم عليه السلام انصرف فقال لها : مهيم ؟ قالت : خيراً . كفّ الله يد الفاجر ، وأخدم خادما إشارة إلى هاجر عليها السلام حيث أهدتها سارة إلى إبراهيم عليه السلام وحملت منه وأنجبت إسماعيل عليه السلام وكان من نسله العرب وأفضل خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم ولهذا يزدري اليهود العرب ويقولون أنهم أبناء عبده وهم أبناء الحرة سارة ويدعون أنهم شعب الله المختار فسلط الله عليهم بسبب هذا التمييز من ذلك الزمن إلى يومنا هذا ، والمتتبع لحالهم يرى أن الله سلط عليهم كل فرعون زمانه من ذلك الزمن إلى فرعون مصر إلى هتلر .

موقف الإسلام من " العبودية " الرق :

حيث من المعلوم أن القرآن الكريم ينسخ ما قبله ولنتطرق إلى تعريفات حول الناسخ والمنسوخ الناسخ والمنسوخ هما عملية تغيير مترابطة ، فالناسخ ، بمعنى المغيِّر والمنسوخ بمعنى التغير . فالمنسوخ هو مفعول لفعل قديم ، وناسخه فاعل جديد متجدد . ولا يمكن لعملية النسخ ، بمعنى التجديد ، أن تتحول إلى عملية ثابتة ، أي أن يحصل التغيير في زمن ومكان محدد لا يمكن تصبح بعدهما عملية التغيير غير شرعية أو غير واقعية . بل عملية التغيير هي عملية جدلية مستمرة ـ إن وجود أحكام للرق في الشريعة الإسلامية لا يعني شرعية الرق ، فالإسلام يعالج الواقع الجاهلي الذي كان يوجد في عصر نزول القرآن ، حيث كان الرق نظاماً اقتصادياً وكان القانون الروماني كما سبق يميز بين الناس في الحرية ، والرق مشروعاً فيه ، وحين جاء الإسلام حسم ذلك وألغى الرق بجميع صوره وأبقى فقط رق الحروب وأخضعه لقاعدة المعاملة بالمثل ، فعن رق الحروب قال الله تعالى : ( فإمَّا منَّا بعد وإمَّا فداء حتى تضع الحرب أوزارها ) محمد : 4 . فبعد ظهور الإسلام كان سبب الملك بالرق هو الكفر ، ومحاربة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، فإذا قدر الله قتال المسلمين للكفار ؛ جعل الله الكفار ملكًا لهم بالسبي ، إلا إذا اختار الإمام المن أو الفداء ، لما في ذلك من مصلحة المسلمين . وهذا الحكم من أعدل الأحكام ، وأوضحها وأظهرها حكمة : فالله جل وعلا خلق الخلق ليعبدوه ويوحدوه : ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ﴾ [ الذاريات : ٥٦ ]. وأسبغ عليهم نعمه ظاهرة وباطنه ، فتمرد الكفار على ربهم ، وإعلانهم الحرب على رسله وأوليائه ؛ قد ارتكبوا بنعم الله ما أسخطه عليهم ، وهذه جريمة كبيرة ، فعاقبهم الحكم العدل اللطيف الخبير جل وعلا عقوبة شديدة تناسب جريمتهم ؛ فسلبهم التصرف . والقاعدة المعروفة عند العلماء وكافة العقلاء : « أن الحق السابق لا يرفعه الحق اللاحق ». فالمسلمون لما غنموا الكفار بالسبي ؛ ثبت لهم حق الملكية ، فإن أسلم الرقيق بعد ذلك ، كان حقه في الخروج من الرق بالإسلام مسبوقًا بحق المجاهد الذي سبقت له الملكية قبل الإسلام ، وليس من العدل والإنصاف رفع الحق السابق بالحق المتأخر عنه - إن الاسترقاق في الإسلام إنما كان معاملة بالمثل ، حيث كان الأسرى يُسترقون ، لكن الإمام مخير بين المن والفداء والقتل والرق حسب المصلحة في ذلك . ولكن في نفس الوقت وعند بداية ظهور الإسلام حث على الجهاد والحروب لإدخال الناس في الإسلام ، وبذا فتح الباب على مصراعيه لاقتناء العبيد والإماء ، وكانت النتيجة النهائية ازدياد أعداد العبيد بمئات الآلاف في الجزيرة العربية وفي الأقطار الأخرى التي أصبحت جزءاً من الدولة الإسلامية ، ولأن الفتوحات الإسلامية طالت شمال إفريقية والأندلس وأوربا الشرقية في أيام الخلافة العثمانية ، فقد فاق عدد العبيد والإماء البيض عدد العبيد السود من إفريقيا ، قال الله تعالى : ( فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ) ( محمد : 4 ) ومن الآية نجد أن الإسلام لا يجيز استرقاق المسلم بأي حال من الأحوال ، أو غير المسلم الذي دخل بذمة المسلمين يهودياً أو مسيحياً ، وأن الإسلام لم يبح الرق إلا في أسرى الحرب الذين أقدموا باختيارهم وحاربوا كلمة التوحيد ، وهذا دليل واضح على عدم وجود عبيد أو موالي للقبائل العربية وغيرها في زمن الرق المزعوم كما يدعون ويتشدقون من منطلق الإفتخار والتيه والعُجْب والمفاخرة بالآباء والأجداد وللتباهي والتعالي الذي نهى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال فيه : ( لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا أو ليكونن أهون على الله من الجعل الذي يدهده الخراء بأنفه ) فعلى الرغم من أن الإسلام حارب ذلك بقوة في القرآن الكريم وفي السنة الشريفة إلا أن هذا هو ديدنهم ومعتقدهم الأزلي . قال الله تعالى : ( يأيها الناس اتقوا ربكم الذين خلقكم من نفس واحدة ) النساء : 1 ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : كلكم لآدم وآدم من تراب وقال أيضاً : الناس سواسية كأسنان المشط . أما الفوارق بين المسلم وغير المسلم فهذه بالنسبة للعقيدة فلا إكراه في الدين . وقال تعالى : " إنَّ أكرمَكُمْ عـند الله أتـقاكم " هذا هو الميزان الحقيقي . قال الله تعالى : ( فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ) ( محمد : 4 ) قال البيضاوي في تفسير هذه الآية السابقة ، الإسترقاق منسوخ بهذا النص أو مخصوص بمعركة بدر . فالأصل العام هو المساواة بين الناس جميعاً ، وفي غير ذلك فالتشريعات يتساوى فيها المسلم مع غير المسلم . وجعل الإسلام المساواة بين الناس جزءاً لا يتجزأ من العدل في الإسلام . فالناس سواسية ، فلا تمييز بسبب اللون أو اللغة أو الجنسية أو العرق أو الغنى ، وفي هذا روى جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم : يأيها الناس إن ربكم واحد ، لا فضل لعربي على عجمي ، ولا لأعجمي على عربي ولا لأسود على أحمر ، ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم . وعند حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : كلكم بنو آدم وآدم خلق من تراب ، ولينتهين أقوام يفخرون بآبائهم أو ليكونن أهون على الله من الجعلان . إذن صدق عمر بن الخطاب في قوله " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا " إذ لا وجود لما تدعيه القبائل العربية حالياً من وجود عبيد وإنما الحقيقة واضحة وكما أشرت سابقاً هو استغلال حاجات الناس الفسيولوجية من أكل وشرب ومسكن وملبس وغيرة وتلبيتها لهم مقابل تكليفهم بأعمال حرفيه أو مهنيه أو خدماتيه أو غيرها من الأعمال لبسط النفوذ أو غيره ، وهذا يعتبر تبادل مصالح بينهم لا استرقاقهم كما يدعيه المجتمع القبلي وتصورهم هذا إن دل على شيئ فإنما يدل على الفهم والتصور الخاطئ لمفهوم " العبودية " الرق في الإسلام وعدم فهم فقهياته الإسلامية والأحكام المتعلقة به . بمعنى آخر أنهم يعتقدون أن من تعامل معهم وعمل عندهم سواءاً فرداً أو جماعة من قبيلة آخرى أو نشأت بينه وبينهم علاقة عمل كرعي الغنم مثلاً يصبح رقيق " عبد " لهم وهذه النظرة تشبه إلى حد ما ، الطور الأول من المرحلة التاريخية التي مرت بها العبودية في أيام الجاهلية ناسين ومتجاهلين أن الإسلام سن قواعد وضوابط تم ذكرها في القرآن الكريم كما أشرنا وذكرناها سابقاً ، وأنها انتهاك لشرع الله ولتعاليم الدين الإسلامي ، إذن ولأن موقف الإسلام وأضح وجلي وتعاليمه واضحة وضوح الشمس كما تم تفصيلها فإنه يتضح أنه لا وجود " للعبودية " الرق المزعومة إلا لرق الحروب فقط ضد الكفار . ويجب أن لا ننسى أن هناك غول قادم من بعيد يقف خلفه الأعداء ليمزقوا وحدتنا الوطنية ويبثوا روح الفرقة والخلاف بين أبناء هذا البلد ويغزوننا بأفكارهم من بعيد ، فقد نجحوا على الصعيد الثقافي والأدبي وبطريقه مباشرة أو غير مباشرة من خلق متبنّين لأفكارهم وخططهم من أبناء هذا البلد ذوي النزعة القبلية الضيقة الأفق التي ظاهرها التكبر والتعالي وتحقير الغير ، فقد سخروا أنفسهم وأرواحهم وأوقاتهم وفتحوا منتدياتهم وقنواتهم الفضائية ومجالسهم معتقدين أنهم يقدمون الخير للأمة وللوطن وللبشرية ، بل السم مدسوس في العسل وهم لا يعلمون فظاهرها فيها الرحمة ومن قبلها فيها العذاب ، فأن كانوا يعلمون حقيقة الأمر فتلك مصيبة وإن كانوا لا يعلمون فالمصيبة أعظم ، فإلى متى سنبقى بهذه السذاجة يتم استغلالنا كأدوات من حيث نعلم ومن حيث لا نعلم . آمل أن ينشر هذا الموضوع لتعم الفائدة وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .[/align][/size][/B]

الأملح 21 - 07 - 2008 01:55

رد : كفاءة النسب
 
شكرا على الموضوع يا خيال الغلباء


عزالله إن مجهوداتك باينه في المنتدى



تقبل التحية.


الساعة الآن 02:44.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. www.sobe3.com
جميع المشاركات تعبر عن وجهة كاتبها ،، ولا تتحمل ادارة شبكة سبيع الغلباء أدنى مسئولية تجاهها