الصحابي الجليل الشاعر / حميد بن ثور الهلالي رضي الله عنه

[خيَّال الغلباء]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خيَّال الغلباء

بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فإن الصحابي الجليل الشاعر / حميد بن ثور بن حزن الهلالي العامري, أبو المثنى شاعر مخضرم عاش زمنا في الجاهلية وشهد حنين مع المشركين, وأسلم ووفد على الرسول صلى الله عليه وسلم ومات عقب خلافة ذي النورين / عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه, وقيل أدرك زمن / عبدالملك بن مروان رحمه الله وعده الجمحي في الطبقة الرابعة من الإسلاميين وفي شعره ما كان يتغنى به .

قال الأصمعي رحمه الله : الفصحاء من شعراء العرب في الإسلام أربعة : راعي الإبل النميري, وتميم بن مقبل العجلاني, وابن أحمر الباهلي, وحميد بن ثور الهلالي من قيس عيلان . توفي في حدود السبعين للهجرة النبوية المطهرة وقيل أنه أدرك الجاهلية ومن شعره قوله :-

من أي صروف الدهر أصبحت تعجب
= وفي أي هذا الدهر أمسيت ترغب

أيذهب أهلي بالفناء وإخوتي
= ورهطي وقد أيقنت أن سوف أذهب

أتنسى عدوا سار نحوك لم يزل
= ثمانين عاما قبض نفسك يطلب

وتذكر سرداحا من الوصل باقيا
= طويل القرى أنضيته وهو أحدب

تقعّدته عصرا طويلا أروضه
= يلين وينبو تارة حين أركب

وقال :-

مرضت فلم تحفل عليّ جنوب
= وأدنفت والممشى إليّ قريب

على طللي جمل (ن) وقفت ابن عامر
= وقد كنت تعلا والمزار قريب

بعلياء من روض الغضار كأنما
= لها الرثم من طول الخلاء نسيب

أربّت رياح الأخرجين عليهما
= ومستحلب من ذي البراق غريب

ألثّت عليه كل سحاء وابل (ن)
= فللجزع من خوف السيول قسيب

وقائلة (ن) زور (ن) مغيب (ن) وأن يرى
= بحلية أو ذات الخمار عجيب

بلى فاذكرا عام انتجعنا وأهلنا
= مدافع دارا والجناب خصيب

ليالي أبصار الغواني وسمعها
= إليّ وإذ ريحي لهن جنوب

فلا يبعد الله الشباب وقولنا
= إذا ما صبونا صبوة (ن) سنتوب

وإن الذي مناك أن تسعف المنى
= بها بعد أيام الصبا لكذوب

وإن الذي يشفيك مما تضمّنت
= ضلوعك من وجد بها لطبيب

سيكفيكهم جل (ن) من الليل واسع
= وصهباء للحاج المشتّ طلوب

ركود الحميّا طلة (ن) شاب ماءها
= لها من عقاراء الكروم ربيب

إذا وجهت وجها أبانت مدلة (ن)
= كذات الهوى بالمشفرين لعوب

إلى اّخر القصيد . منقول بتصرف يسير مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

الصحابي الجليل الشاعر المجيد / حميّد بن ثور الهلالي ومحبته للخليفة عثمان رضي الله عنهما هو حميّد ( بالتصغير ) بن ثور بن حزن بن عمرو بن عامر بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر بن صعصعة القيسي المضري العدناني وقيل حميّد الجمالات وعند ابن حزم الأندلسي أن الشاعر / حميّد بن ثور الأرقط من ولد عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة أبو المثنى وهو شاعر مخضرم عاش في عصري الجاهلية والإسلام وعندما أسلم وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال شعراً مشهوراً بحضرته تقوله الركبان في حلهم وترحالهم :-

أصبح قلبي من سليمى مقصداً
= إن خطأ منها وإن تعمدا

حتى أرانا ربنا محمدا
= يتلو من الله كتاباً مرشدا

فلم نكذب وخررنا سجدا
= نعطي الزكاة ونقيم المسجدا

وعده ابن سلام في الطبقة الرابعة من الشعراء الفصحاء المخضرمين وقد غلب كل من هجاه في الجاهلية وكان في إسلامه له الدور المعلى في الدفاع عن الإسلام والمسلمين وناضل في شعره كل من هجا رسول الله صلى الله عليه وسلم من شعراء المشركين وتوفي الشاعر المجيد والصحابي الجليل / حميّد الهلالي في حدود السبعين للهجرة النبوية على أصح الأقوال وقد بلغ الثمانين عاما أو تجاوزها ويؤيد ذلك ما ذكره في شعره :-

أتنسى عدواً سار نحوك لم يزل
= ثمانين عاماً قبض نفسك يطلب

مكانة الخليفة / عثمان بن عفان عند الشاعر / حميّد الهلالي رضي الله عنهما :-

عثمان وما أدراك ما عثمان وما مكانته عند الشاعر / حميّد بن ثور الهلالي, هي نفس مكانة عثمان عند النبي صلى الله عليه وسلم ومحبته له ولا تقل هذه المنزلة والمكانة عند صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان الجميع يكنون له حب وتقدير واحترام وقد علموا أن محبتهم لعثمان هي من محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وأن حبه إيمان وبغضه نفاق كما ورد في الأحاديث الشريفة الكثيرة في الصحابة الكرام وعثمان في حكم خلافته الطويل الذي دام زهاء 12 سنة والذي فاق حكم من كان قبله ومن جاء بعده من الخلافاء الراشدين المهديين بالحق أبي بكر وعمر وعلي رضوان الله عليهم أجمعين هذا الحكم الذي توج بأشرف الأعمال وأجلها والذي جثم على صدور أعداء الإسلام جميعاً وبخاصة الفرس المجوس حتى خنقهم وقطع أنفاسهم فأغاظهم وحنقوا عليه فهو الذي حكم الأكاسرة والقياصرة في البر والبحر حتى امتدت فتوحاته المجيدة إلى نصف العالم القديم إلى بخارى وسمرقند شرقاً وإلى قبرص وشمال أفريقيا غرباً وعثمان الذي تألبت عليه قوى الشر والبغي والعدوان من السبأيين والمنافقين والمغرر بهم والحاقدين عليه من الجواسيس والغرباء والدخلاء من وراء الحدود والذين خاضوا معهم بجهل مع الخائضين وعثمان رجل السلام الشجاع لا الضعيف الجبان كما كان يروج ذلك من مزوري التاريخ أهل الأهواء من الدجاجلة الشعوبيين والمخدوعين بهم هذا الخليفة الذي أبى أن تسفك دماء المسلمين من أجله كما صرح وأمر هو بذلك وهو الذي منع أبطال الصحابة أن يشهروا سيوفهم للدفاع عنه وعلى رأسهم / علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه الذي لم يطمئن إلى حالة حصاره الظالم من قبل هؤلاء فأرسل ولديه وفلذه كبديه الحسن والحسين ليراقبوا الوضع عن كثب ولكن إرادة الله حكمت ولا راد لحكمه كان موقف سيدنا علي وحميّد بن ثور وغيرهما من الصحابة الكرام استجابة وإطاعة لأمر الخليفة المطاع في قول المولى تعالى : ( يا أيها الذين أمنو أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) وكتب الله لعثمان الشهادة سنة 35 هجرية وكتب الله للغوغاء المتمردين الغادرين سوء العاقبة والمصير .

خصائص شعر حميّد بعد استشهاد عثمان رضي الله عنهما :-

اشتهر شاعرنا / حميّد بن ثور الهلالي برثائه الصادق لذي النورين عثمان رضي الله عنه بعد استشهاده وهو يقرأ القرآن في حدث مأساوي شنيع بكاه شعراً يفيض بأصدق المشاعر ولا يقل رثاءه هذا عن صدق مشاعر الخنساء في جاهليتها نحو أخيها صخر وهو يعلم أن أمير المؤمنين ذهب ضحية فتنة دبرها المغامرون المغرر بهم ومن وراءها اليهود حيث تألبت عليه جميع عناصر الشر المعادية وتحزبت ضده وأخذت تؤلب المسلمين من سكان الأمصار المختلفة عليه إلى أن كانت حكاية الخطاب السري المزور فحاصره المتمردون ودخلوا عليه وهو يقرأ القراّن وقد صام يومه وقد منع هذا الخليفة المسالم أنصاره من الصحابة أن يشهروا سيوفهم ليدافعوا عنه خشية أن تتسع دائرة الفتنة فيذهب الكثيرون ضحيتها بسبه ولما وقعت الواقعة المفجعة التي ختمت باستشهاده حزن المؤمنون الصادقون واسترجعوا وحوقلوا ورثاه كثير من شعراء الصحابة ومنهم الشاعر / حميّد الهلالي بمرثية تعتبر من أروع ما قيل في الشعر العربي فهو بعدما عدد مناقب الخليفة الشهيد وتحدث عن صفاته النادرة التي لا تصلح لأحد سواه من الجود والكرم المفرط في سبيل الله فهذا / حميّد الشاعر يبدأ بالقسم على أنه لم ينكر معروف عثمان على الأمة الإسلامية ويلتفت إلى أهل يثرب مقرعاً إياهم بأنهم غير طريق الهدى سلكوا فظعنت الخلافة عنهم وولت وسيرت إلى غيرهم جزاء ما اقترفت أيديهم وفعلوا ما فعلوا بصهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وخليفة المسلمين عثمان فيقول :-

إن الخلافة لما أظعنت ظعنت
= عن أهل يثرب إذ غير الهدى سلكوا

صارت إلى أهلها منهم ووارثها
= لما رأى الله في عثمان ما انتهكوا

السافكي دمه ظلماً ومعصية
= أي دم لا هدوا من غييهم سفكوا

ويدافع حميّد بعد ذلك عن الخليفة ويصف ما قام به المتمردون الغادرون بأنه ظلم ومعصية فيقول :-

إني ورب البرايا في مشاعرها
= وحيث يقضي نذور الناس والنسك

ورب كل منيب بات مبتهلاً
= يتلوا الكتاب اجتهاداً ليس مترك

ويشير الشاعر في هذه القصيدة إلى مقولة / عبدالله بن عباس رضي الله عنه وأرضاه التي قالها بعد استشهاد عثمان : ( والله !! قد سل سيف في الإسلام لا يغمد إلى قيام الساعة ) وبهذا المعنى يقول :-

والفاتحي باب قفل لا زال به
= قتل بقتل إلى دهراً ومعترك

والخيل عابسة نضح الدماء بها
= تنعي ابن أروى على أبطالها الشكك

قد نالها جلهم حصر بمحصرة
= ونال فتاكهم فتك بما فتكوا

رواية شعر حميّد :-

لقد مر شعر حميّد قبل تدوينيه في عدة مراحل مثله مثل أي شعر أخر ويرجع لاهتمام بتدوين شعر / حميّد الهلالي إلى أواخر القرن الثاني الهجري وحفظت لنا كتب القرنين الثالث والرابع الهجريين طائفة كبيرة من شعره وأخباره فتناقل الرواد شعر / حميّد بن ثور ومنهم / الأصمعي وابن السكيت والمفضل الضبي ويونس بن حبيب وخلف الأحمر وحماد الراوية وغيرهم فرضي الله عن حميّد الشاعر الصحابي المجاهد وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين وخليفتهم عثمان كل خير وحشره الله مع من أحب من النبيين والشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا . منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

[خيَّال الغلباء]

ابن عمنا جزاك الله خيراً ولا هنت

[خيَّال الغلباء]

مناحي المجمعي جزاك الله خيراً ولا هنت

[منسم الحفيات]

مشكور وما قصرت ولا هنت

[خيَّال الغلباء]

منسم الحفيات جزاك الله خيراً ولا هنت

[خيَّال الغلباء]

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد ذكر / أبو سعيد عبدالملك بن قريب الأصمعي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته للصحابي الجليل / حميد بن ثور الهلالي رضي الله عنه وأرضاه هذه الشواهد في كتابه الإبل ومنها : فإذا جاوزت بعد تمام الحق فزادت أياما قيل : قد نضجت وهي ناقة منضج، قال / حميد بن ثور :-

لصهباء منها كالسفينة نضـجـت
= به الحمل حتى زاد شهرا عديدها

فإذا دبر في خاصرته قيل : قد دبرت الإبل في الكلى قال / حميد بن ثور :-

وصار مدماها كميتا وشـبـهـت
= قروح الكلى منها الوجار المهدما

فإذا خلط الحمرة صفرة قيل : أحمر مدمى، قال / حميد بن ثور :-

وصار مدماها كميتا وشـبـهـت
= قروح الكلى منها الوجار المهدما

فإذا جفا صوته ورجع قيل قرقر يقرقر قرقرة، قال / حميد بن ثور :-

فجاء بها الرداد يحجز بـينـهـا
= سدى بين قرقار الهدير وأعجما

وقال / حميد بن ثور :-

أبعد ما بصبصن إذ حـدينـا
= وحين لاقى الحقب الوضينا

هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

[مسلط 22]

مشكور وما قصرت ولا هنت

[عواكيس]

مشكور وما قصرت ولا هنت