عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
حزم الجلاميد
وسام التميز
رقم العضوية : 13329
تاريخ التسجيل : 02 - 05 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 1,641 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : حزم الجلاميد is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
عميد شعراء الحجاز / بديوي بن جبران الوقداني

كُتب : [ 24 - 01 - 2008 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :

( بـديوي الـوقــدانــي )

الأحبة جميعاً أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : أسعد الله بالخير جميع أوقاتكم وهذه نبذة بسيطة عن الشاعر/ بديوي بن جبران الوقداني العتيبي واذا كان للشجاعة والفروسية شعراءها فإن للحكمة والموعظة والأمثال شاعرها الأوحد ومبدعها الأول اعترفت له مجالس الشعر ودواوينه في داخل الجزيرة وخارجها بانه فارس الكلمة ومبدع الحكمة ، كتب أشعاره في العامية والفصحى ووصلنا منها الكثير وسقط منها الكثير . يقال أن ( طه حسين ) أطلع على أشعاره وهو يبحث عن الموروث الأدبي في العصر الحديث في منطقة الحجاز وعندما قرأ بعض قصائده قال : ( لو أن هذه الشاعر البدوي الأصيل كتب أشعاره بالفصحى لنسي الناس المتنبي ) . وقال عنه الشاعر الكبير ( حسين سرحان ) رحمه الله بأنه شاعر الحكمة ومتنبي الشعر الشعبي . يمتاز شعره بالحكمة والصدق وعدم التعصب لفكر او عنصر معين يخرج شعره من قلبه كما يخرج الماء العذب الصافي لا يكدره تكلف أو فخر زائف أو فجور في غزله كلماته سهلة ليس بها صعوبة أو غرابة ، في اسلوبه نعومة وفي كلماته رشاقة وعذوبة وان من شعره لحكمة وسحرا . ورد في كتاب ( نزهة الفكر فيما مضى من الحوادث والعبر ) لأحمد الحضراوي الهـاشمي الذي التقى ببديوي وتعرف عليه عن قرب وكتب عنه مـا نصه : اسمه : ( بديوي بن جبران بن جبر بن هنيدي بن جبـر بن صـالح بن محمد بن مسفر الوقداني السعدي – نسبة إلى بني سعـد – العتيبي ) وعتيبـة بطن من هوازن القبيلة المشهورة ، نزيل الطائف المأنوس ، ولد بوادي النمـل وهو محـل على فرسخ من الطائف سنة 1244هـ ( 1829م ) وتربى به ثم سكن الطائف لتحصيل العلم والمعاش ، وكانت له قريحة بالعربية ثم نظـم القريـض ولقّب بـشـاعر الحجاز ، فهــو شاعـر لطيف ومغـوار غطريف . تخضع لشعره بلابل الأغصان وتنصت لغزله مسامع كل إنسان ، اجتمعت بحضـرته بالطائف المأنوس سنة 1287هـ وقبل هذه السنة لنا معه اجتماع كثير ومحاضرات لطيفة . ومن الأبيات الجميلة بالفصحى التي أوردها الحضراوي في كتابه :

سواجع الشوق باتت في أغانيها
= تتلو فنون الهوى والوجد يمليها

توفي بديوي الوقداني في الطائف عام1296هـ - 1853م وعمره اثنان وخمسون عاما حسب ما ورد في بعض المصادر . أما المصادر التي حفظت أشعاره فهي بعض الشعراء الحفاظ الذين تناقلوا اشعاره من جيل الى آخر وبعض الموروثات الموجوده عند بعض الشعراء القدماء من جماعته ومن قبيلته . أما المصدر الثاني الذي حفظ بعض قصائد هذا الشاعر فهو كتاب ( الأزهار النادية ) لمؤلفه الأستاذ ( محمد سعيد كمال ) الذي يقول عنه : بديوي الوقداني من قبيلة وقدان التي تسكن ضاحية " نخب " بالطائف خرج هذا الشاعر في عصره حاملاً لواء الشعر . إذا غرد أسكت البلابل ، وإذا غنى أطرب المحافل فارس الميــدانين : القريض والحميني ( الفصيح والنبطي ) مدح وجهاء عصره ونال جــوائزهم ، وبز أقرانه فلم يلحق له غبار . كان في بدء أمره مشهوراً بنظم " الحميني " ثم قرأ قليلاً من النحو والأدب فنظم القريض وأجاد فيه . و " وقدان " جزء من بني سعد ( أضار ) الرسـول ( صلى الله عليه وسلم ) من قبيلة " عتيبة " وقد أكد " بديوي " نسبه إليها أكثر من مرة في شعره حيث يقول :

دللّت بالروح لين ارخصت جانبها
= وأنا عتيبي عريب الجد والخالي

وتحفل الذاكرة الشعبية في كل بلد بأسماء لا يمكن نسيانها من الشعراء الذين جسدوا بشعرهم شتى صور الحياة والعلاقات الاجتماعية . ومن تلك الأسماء الشاعر السعودي " بديوي الوقداني " من قبيلة وقدان التي تسكن ضاحية " نخب " بالطائف ، فقد ولد هذا الشاعر في الطائف عام (1244ه) وعاش فيها وتوفي عام (1296ه)، امتاز شعره بقوة المعنى وجزالة اللفظ ووضوح الصورة ، كما تطرق في شعره الى جميع أغراض الشعر بقوة من مدحٍ وغزلٍ وهجاءٍ وابتهالٍ إلى الله ، بالإضافة إلى المحاورات . وقد أجاد شاعرنا بالفصيح أولاً وبالشعر الشعبي ثانياً ، وكانت جل قصائده مستوحاة من تجارب الحياة حيث ملئت بالحديث عن شؤونها وشجونها ، ومن خلالها وجه النصائح إلى الآخرين عن تجربةٍ بالحياة وطول مراس بها وبأهلها وتصرفاتهم ، والروابط التي تربط بينهم والتغيرات التي تطرأ على تلك الروابط وأثر المال ودوره في حياة الإنسان وطموحاته ... إلى غير ذلك من الشجون الحياتية العامة . وقفات مع شعره يقول في إحدى رباعياته المشهورة مناجياً الله سبحانه وتعالى ، ويبدأ باسمه :

أول استبداي باسمك يا حنون
= يا كريماً ماتخالفـه الظنـون

أمرك المحفوظ في كافٍ ونون
= وانت لي في كل مغواي دليل

ويخاطب من يقدر على إنفاق المال بأن يبتعد عن البخل وأن يطعم الجياع والمساكين فالمال رائح وزائل وما يتبقى للمرء ذكره الحسن :

وإن ملكت المال لا تغدو شحوح
= اطعم الجيعان واكسي كل روح

الدبش والمال لا بـده يـروح
= والثناء والمجد جيل بعد جيـل

وله قصيدة عصماء جادت بها قريحته فهي غريبة في بابها فريدة في أسلوبها فالدهر يومان " يوم لك ويوم عليك " إنه يئن من دهره القاسي العنيد ويصور لنا بثقافته ونظريته الشعرية تجربة " يوم عليك " قائلاً :

أيامنـا والليالـي كـم نعاتبهـا
= شبنا وشابت وعفنا بعض الأحوالِ

تاعد مواعيد والجاهـل مكذبهـا
= واللي عرف حدها من همها سالِ

إن اقبلت يوم ما تصفى مشاربهـا
= تقفي وتقبل وما دامت على حـالِ

في كـل يـوم تورينـا عجايبهـا
= واليوم الأول تراه أحسن من التالي

أيام فـي غلبهـا وأيـام نغلبهـا
= وايام فيها سوا والدهـر ميالـي

ومع كل ميلات الزمن إلا أن بديوي الوقداني لم يمل بل يبقى شامخاً معتزاً لا يستعين إلا بالله ولا يسأل إلا ربه الرحيم في تغيير الأحوال والشكوى من الجدب والقحط وانحباس الغيث ، لذا نراه يقول :

رب السماوات يا محصي كواكبها
= يا مجري السفن في لجات الاهوالِ

ضاقت بنا الأرض واشتبت شبايبها
= والغيث محبوس يا معبود ياوالـي

يالله من مزنـةٍ هبـت هبايبهـا
= رعادها بات له في البحر زلـزالِ

تسقي ديار شديد الوقت حاربهـا
= ماعاد فيها لبعض الناس منزالي

وللحكمة مكان بارز في شعر " الوقداني " ونراها واضحة في غير قصيدة من قصائده إنه يصف اختلاف البشر وطريقة تعاملهم :

انفكت السبحه وضاع اخرز ضاع
= وبغيت المه ياسليمان وزريت

صار الذهب قصدير والورد نعناع
= انكرت ريحه مختلف يوم شميت

الباب طايح والمسامير خلاع
= والحب فيه السوس والفار فالبيت

امسيت اكيل الراي بالمد والصاع
= قست الامور وعفتها ماتوريت

لافاقد الحيله ولاقاصر الباع
= ويالله يامولاي فيك استغريت

الذيب رزقه في مبادية الانواع
= وانا برزقي في زماني تعنيت

وانا مربى من زماني ومطواع
= ربتني الدنيا حتى تربيت

ويبدع عندما يجمع في إحدى قصائده بين المدح والهجاء ، وهذا تأكيد على شاعرية الشاعر وقوة أدائه ، يقول :

يا مادح الأنذال مدحـك خسـارة
= وراك ما تمدح أهل الفضل والجود

اللي يشوفـون المدايـح تجـارة
= واعراقها ما حثها علـم منقـود

لا تمدح اللي جالها المدح عـاره
= لا وارثة أبوها ولا هـو معـدود

ويحذر من الدنيا والاغترار بها ويحث على مواجهة أحوالها المتقلبة بالصبر والعزيمة :

دنياك هذي كلهـا هـز قـاووق
= ما تعرف الصاحب من اللي معاديك

واكثر كلام الناس بالمكر والبـوق
= يهرج معك وليـا تقفيـت يرميـك

وبعد : فلا زال ذكر الشاعر بديوي الوقداني سارياً في الأوساط الشعبية العربية عامة ، وفي المملكة العربية السعودية خاصة ، وما زال شعرة تتناقله الرواة جيلاً بعد جيل لثرائه وتنوعه ، وهذا سبب خلوده وبقاء اسمه راسخاً في الذاكرة حتى يومنا هذا .

المصادر:

1- ديوان الأدب الشعبي، عبدالرحمن بن عوض الحربي، نادي القصيم الأدبي -1421ه
2- شعراء في الذاكرة، جريدة الجزيرة- العدد (11299) الجمعة 8 رجب 1424ه.
3- الوقداني.. حامل لواء الشعر في عصره" جريدة الجزيرة، العدد (10305) الجمعة 19 رمضان 1421هـ .

!||! قصــة بـديـوي والشـريـف !||!

مرّ بديوي الوقداني ، شاعر شريف مكة في زمنه ، بسوق الحميدية بمكة المكرمة فإذا به يستمع لبائع خرز هندي وهو يلحن قصيدته المعروفة التي مطلعها : أيامنا والليالي كم نعاتبها لكن الهندي كسر أبيات القصيدة وعجنها بلغته الركيكية مما جعل الوقداني يستشيط غضبا ويتناول مشعابه ليفلق رأس الهندي ، بل وزاد على أن قام بالعبث في بضاعة الهندي وسواها بالأرض . وسخط الهندي الذي تناسى دمه ، وهو يرى بضاعته وقد تناثرت أشلاء في السوق . مضى بديوي غضبان أسفاً وتجمّع المارة حول البائع وأخبروه باسم المعتدي ، فما كان منه إلا أن اشتكى للشريف الذي بدوره أمر بإحضار بديوي ، فلما مثل بين يديه سأله الشريف : كيف يضرب الهندي غير مراع لحرمة البيت وجواره بل ويزيد على ذلك ببعثرة بضاعة الهندي فقال بديوي : يا مولانا لقد بعثر بضاعتي وبعثرت بضاعته وزدته فلقة بالمشعاب حتى لا يعود لفعلته الشنعاء تلك . قال له الشريف : وما دخل بضاعة الهندي في بضاعتك يا بديوي وهو يقصد الشعر بطبيعة الحال . قال له مرهُ فلينشد قصيدتي يا مولاي ، فلمّا سمع الشريف الهندي يغني بأيامنا والليالي تجهم وجهه هو أيضاً وقال له : إن مشعاب بديوي أقل بقليل مما تستحق . وأفهمه إن العربية لا تقال هكذا وأصلح ما بينهما على ألا يعود كل منهما لفعلته مع الآخر . والعبره كالتالي : ( ودك من يتلاعب بالقصيد يضرب بمشعاب مثل مشعاب بديوي الوقداني رحمه الله ).

أيامنــا واللـيالي .. كم نعــــاتبها
= شبنا وشــابت وعفنا بعض الأحوالي

أيام في غلبــــــها وايام نغلبها
= وأيام فـــــيها سوا والدهر ميالي

تاعد مواعيد والجـــــاهل مكذبها
= واللي عرف حدها من همها سالي

إن أقبلت يوم مـــا تصفي مشاربها
= تقفي وتقبل و مادمت على حالي

في كل يومٍ تورينا عجايبها
= واليوم الاول تراه احسن من التالي

جربت الأيام مثلي من يـــجربها
= تجريب عاقل وذاق المـــر والحالي

يضحك مع النـــاس والدنيا يلاعبها
= يمشي مع الفــي طوع حيث ما مالي

كم من علوم وكــــم آداب نكسبها
= والشعر مــــازون مثقال بمثقالي

أعرف حروف الهجا بالرمـز وأكتبها
= عاقل و مجنون حــاوي كل الأشكالي

لكن حـــظي ردي والروح متعبها
= مافادني حسن تأديـــبي مع أمثالي

إن جيت أبي حــاجة عزت مطالبها
= والعفو ما واحد في النـــاس ياوالي

قوم اليـــــا جيتها رفت شواربها
= بالضحك و قلوبها فــيها الردى كالي

وقوم اليــــا جيتها صكت حواجبها
= وأبدت لي البعض في مقـفاي و إقبالي

ماكني إلا مســــوي حال مغضبها
= والكل في عشرته مـــاكر و دجالي

ياحيف تخفى أمـــور كنت حاسبها
= واللي على بالهــــم كله على بالي

الجار جافي و كــــم قوم محاربها
= والأهل و أصحــابنا و الدون والعالي

والروح وش عذرها في ترك واجبها
= راح الحسب و النسب في كثر الأموالي

نفسي تبا العز و الحــاجات تغصبها
= ترمي بها بين أجــــاويد و أنذالي

المال يحي رجال لا حيــــاة ابها
= كالسيل يحي الهشيم الدمـــدم البالي

عفت المنازل وروحي يــوم أجنبها
= منها غنيمة وعنها البعــــد أولى لي

لاخير في ديرة يشقى العــزيز ابها
= يمشي مع الناس في هـــم و إذلالي

دار بها الخوف دوم مايغــــايبها
= والجوع فيها ومعـها بعض الأحوالي

جوعى سراحــــينها شبعى ثعالبها
= والكلب والهر يقدم كل ريبالي

عـــز الفتى راس ماله مع مكاسبها
= يامــرتضي الهون لا عز و لا مالي

ذللت بالروح ليــن أرخصت جانبها
= و اناعتيبي عـــريب الجد و الخالي

قوم تدوس الأفـــاعي مع عقاربها
= والها عزايم تهــــد الشامخ العالي

خل المنازل وقل للبـــــين يندبها
= يبكي عليها بدمع العــــين همالي

لا تعمر الدار والقالات تخــــربها
= بيع الردي بالخسارة واشتــر الغالي

ماضاقت الأرض وانسدت مذاهــبها
= فيها السعة والمراجل والتــــفتالي

دار بدار وجيران نقــــــاربها
= وأرض بــأرض وأطــــلال بأطـــلالي

والناس أجانيب لـــين انك تقاربها
= وتكون منهم كمـــا قالوا بالأمثالي

الأرض لله نمشي في منـــــاكبها
= والله قدر لنا أرزاق و أجـــــالي

حث المطايا وشرقها وغـــــربها
= وأقطع بها كل فــــج دارس خالي

واطعن نحور الفيافي مع ترايـــبها
= وابعد عن الهم تمــسي خالي البالي

من كل عملية تقطع براكـــــبها
= فدافد البيد درهــــــام وزرفالي

تبعدك عن دار قـــوم و دار تقربها
= واختر لنفسك من المــــنزال منزالي

لومت في ديرة قـــــفرا جوانبها
= فيها لوطي الســـباع الغبس مدهالي

أخير من ديرة يجــــفاك صاحبها
= كم ذا الجفا والتجــــافي والتعلالي

دوس المخاطر و لاتخــشى عواقبها
= الموت واحد وبعد العــــز يجلالي

إن المنايا إذا مدت مخــــــالبها
= تدركك لو كنت في جو السمـا العالي

ماقرت الأسد في عالي مراقــــبها
= تسعى على الرزق ماحنت للأشبالي

والشمس في برجها والغيم يحــجبها
= تقفي وتقبل لها في العرش مــجدالي

رب السموات يامحصي كـــواكبها
= يامجري السفن في لجات الأهــوالي

ضاقت بنا الأرض واشتبت شــبايبها
= والغيث محبوس يامعبود يـــاوالي

يالله من مزنة هبت هــــــبايبها
= رعادها بات له في البحــر زلزالي

ريح العوالي من المنشا تجـــاذبها
= جذب الدلي من جبا مطوية الجــالي

ديمومة سلبت وارخــــت ذوايبها
= وانهل منها غزير الوبــــل همالي

تسقي ديار شديد الوقـــت حاربها
= ماعاد فيها لبعض النـــاس منزالي

ياجاهل اسمع تمـــــاثيل مرتبها
= فيها معاني جمــــيع القيل و القالي

مثل المحابيـــب زادت في قوالبها
= في صرفها زايدة عن قـرش وريالي

يارب توبــــه وروحي لا تعذبها
= يوم القيامة اذا ماضـــاقت أعمالي

وأزكى صــلاة على المختار نوهبها
= شفيعنا يوم حشــــر فيه الأهوالي

يقول : الشاعر الكبير / بديوي الوقداني العتيبي في هذه القصيدة الرائعة التي اشتملت على جميع أغراض الشعر من الغزل والمدح والحكم وغيرهها .

أول استبـداي باسمـك يا حـنـون
= يا كريـم مـا تخالـفـه الظـنـون

أمرك المحفوظ فـي كـاف ونـون
= وأنت لي فـي كـل مغـواة دليـل

هيج أشواقي حمـام فـي الغصـون
= بات ساجع فـي بديعـات اللحـون

بيـن تغريـد وترجيـع بـهـون
= ما درى إني في الهوى مثلـه عليـل

يا حمـام الـدوح هيجـت الغـرام
= ما سبب نوحك وما لك مـن مـرام

أعطني عهدك وخـذ منـي ذمـام
= بيعني شوقك وخـذ شوقـي بديـل

إن فـي قلبـي جـروح ما تطيـب
= ما بـدت حتـى يداويهـا طبـيـب

من هواجس جات من فرقى الحبيـب
= باح مكنونـي وصبـري مستحيـل

كلمـا هـب الصبـا قلبـي صبـا
= من غزال في الحمـا فـاق الظبـا

ظبي جازي يرتعـي نبـت الربـا
= يسلب العشـاق بالطـرف الكحيـل

مـال عنـي بالتجافـي والصـدود
= ما بقي غيـر الحسايـف والوجـود

كم رعيـت النجـم والعالـم رقـود
= والمحاجر دمعهـا الصافـي يسيـل

زارني طيفه كمـا طيـف النسيـم
= جـدد الاشـواق والعهـد القـديـم

وانثنى فـي داجـي الليـل البهيـم
= قلت زدنـي قـال يكفيـك القليـل

آه مـن هـم شـوى قلبـي بنـار
= وإن طلبـت الصبر ما ألقى لـه قـرار

كيـف أبـا أصبر والحشـا للهم دار
= صار مالكني وأنـا عنـده نزيـل

قمت ممـا حسنـي عنـد الهجـوع
= يـوم كـل نـام ولعـت الشمـوع

والهواجس جاتني تمشـي جمـوع
= مثل ورد النحل فـي وادي طفيـل

أو كما سيل تسايـل مـن مضيـق
= يقلـع الحيطـان والسـد الوثـيـق

يأخـذ الأشجـار ويسـد الطريـق
= زاد عن حده وضاق بـه المسيـل

طار نومي يوم نامـت كـل عيـن
= بت ساهـر مـع نجـوم الفرقديـن

من هواجس من جفا من جور ديـن
= ما بقا الا البعـد عنهـا والرحيـل

صوب أرض الشام أو أرض العراق
= عـل يـوم فيـه ينحـل الـوثـاق

كم نقاسـي والقسـا مـر المـذاق
= ربما نلقـى عـن المنـزل بديـل

دع بـلاد الـذل وارحـل يا لبيـب
= واغتـرب فالكـل بالدنيـا غريـب

القضى مكتـوب والداعـي نصيـب
= اركب الأخطـار والهـول المهيـل

وإن جفتك الدار أو مـال الزمـان
= لا تعيـش بــدار ذل أو هــوان

لـو يظلـي نبتهـا مـن زعفـران
= صاحب الأخطـار واجعلهـا دليـل

شد عن أرض الأعـادي والحسـود
= واطلـب العليـا وبالـغ بالجهـود

لو يكون العز فـي غـاب الأسـود
= خير مـن دار تعيـش ابهـا ذليـل

كـل مـن رام العـلا يرقـى لهـا
= سلـم الأخطـار فــي أهوالـهـا

مـن تراخـى عزمتـه ما نالـهـا
= دونهـا يقصـر البـاع الطـويـل

اقطع البيـدا علـى عـوج النضـا
= لو يكن تمشي على جمـر الغضـا

مـا يفـوت العمـر قـدام القضـا
= دين عنـدك ليـن يأتيـك العميـل

عاشر الأحرار مـن أهـل الرتـب
= تستفيـد العـقـل منـهـم والأدب

حيث هم أهـل المـروة والنسـب
= واترك الأنذال مـا منهـم حصيـل

سل عـن الجيـران قـدام النـزول
= وإن سمعت الناس تهـرج لا تقـول

تكتسـي ثـوب المعـزة والقبـول
= والخلايـق يذكرونـك بالجمـيـل

كم كـلام راح فـي نقلـه نفـوس
= وأنت ما تأخـذ علـى نقلـه فلـوس

لا تفتـش كـل حـب فيـه سـوس
= كم تخوض الناس في قـال وقيـل

صون عرضك من ملاغات السفيـه
= واترك الكذبـان سـودان الوجيـه

من حكى عنهم يعـود الكـذب فيـه
= كيف تأخذ هرج مـن بايـر هبيـل

اترك البيت الردي وانص الرجـال
= خذ عريب البيت مـن عـم وخـال

يوم تنظـر فـي ولدهـا كالهـلال
= وإن مشى بالدرب ما يغوى الدليـل

خذ عزيز البز من زيـن القمـاش
= والردي لو كان يعطونـك بـلاش

ما يفيدك كيف تأخـذ شـي مـاش
= بيعـة المغبـون منهـا يستقـيـل

دور الطيـب لـو بغـال الثمـن
= لو يكون القصد في صنعـا اليمـن

لا تغرك صقلـة الوجـه الحسـن
= ابـذل المجهـود بالمـال الجزيـل

الذهـب مـا يخلطونـه بالنحـاس
= غير بعض الناس ما عنـده قيـاس

خذ نصايح ما حواهـا بـو نـواس
= مثل نظم الـدر واللولـو الأصيـل

وإن ملكت المال لا تغـدي شحـوح
= اطعم الجيعـان واكسـي كـل روح

الدبـش والمـال لا بـده يــروح
= والثنا والمجـد جيـل بعـد جيـل

هم روحك واغتنم عصـر الشبـاب
= إن لـلأيـام مـيـل وانـقــلاب

وأنت فيها تنطـوي طـي الكتـاب
= لا تغـرك صحـة العمـر الطويـل

اترك الدنيا ليـا جاتـك ضحـوك
= لا تغـرك بالملاعـب والشكـوك

كم غرر فيها وكـم غـرت ملـوك
= ضحكها غرار ما أسرع مـا تميـل

والعدو لا تأمنـه لـو بعـد حيـن
= لو حلف بالبيـت والركـن اليميـن

الحقد والبغـض فـي قلبـه دفيـن
= وإن ضحك بالوجه قلبه لـك غليـل

خـل عنـك الكبـر فالله الكبـيـر
= لا تحاقـر عـاجـز والا فقـيـر

واعلـم إن الأمــر لله الخبـيـر
= يقصـم الجبـار ويعـز الذلـيـل

منقول بتصرف وأنتم سالمون وغانمون والسلام .


غلباء إليا عاف الرخاء بارد الزول = هل البخوت ولا دخلهم هلايم
عقال ما دام الردي يسمع القول = ومجن (ن) لا نطلـوا بالعـمايم



[ سبيع الغلباء - متيهة البكار - معسفة المهار - مدلهة الجار ]
رد مع اقتباس