هذه القصيدة لابن شافي امير بني هاجر مسندها لمحمد بن هادي بن قرملة أمير
قحطان يستنصر بها على العجمان حيث تجمع بين بني هاجر وقحطان أواصر
قربى حيث يقول فيها:
يا راكبن حمـرا بلونـه سحامـه
ترعى الزهر وين الشحم فوقها زام
فوقه صبـي مـا تغيـر كلامـه
يِدي الخبـر يـم الرفاقـه بَلَـوْلام
يا جـن تـرك الرثـا والحمامـه
إحمولنا مـن قبـل حِـلْ التِنـدام
صبيان قحطـان غشاهـم ملامـه
ويلها على صبيان جلـبٍ تلـم لام
حنا كمـا مايِـحْ ثمانيـن قامـه
هَيْما وفي جيلانهـا تسعـة هِيـام
ما يظهر الماء يِحْمي أقصى غمامه
خطـرٍ علـى جيلانهـا بتـهـدام
حنـا شـوي وحاميتنـا القرامـه
قطاعةٍ ننطـح ولـو كملـوا يـام
أرماحنا وسـط المدينـة علامـة
مع الصحابة حاربوا ذيـك الايـام
ثم رد عليه ابن هادي بقصيدة وهي رسالة تهديد ووعيد واعلان حرب على
العجمان ومنها هذه الابيات :
لي لابـةٍ حَدَّرتهـا مـن تهامـة
وسلاحها صنع الافرنجـي والاروام
الاروام: جــمــع رومـــــي
ولا بد من يـوم يثـور عسامـه
إما على العتبان واما علـى يـام
ويا ذا البهم والله إن تباري الجهامة
إلين تنزل بين صفـوى والاوجـام
صفوى والاوجام : مناطق في الاحساء
حنـا كمـا سيـلٍ يطـم العدامـة
حول على طاش البحر لـه تِلِطـام
العدامه: هو كثبـان رملـي مرتفـع.
هذا على عـودٍ وصلنـا سلامـه
اللـي غَثانـا بِالبكـا والتِّظـيـام
فلما سمع الشيخ راكان قصيدة ابن هادي ردَّ عليه بهذه الابيات ويقول فيها:
يـا راكـبٍ حــرٍ تــذرب سنـامـه
نَيَّـه جديـدٍ فـوق نَّيـه مـن الـعـام
مـا صـك لِحْيَـه فـي ليالـي فِطامـه
ومدلهـن يشـرب لبـن كـل مــرزام
إلـيـا ورد عــدٍ يِطَـيِّـرْ حـمـامـه
جالـه صريـمٍ مـن إلحِيَّـه تقـصـام
الـعــد: هـــو بـئــر الــمــاء.
ملفـاك ابـن هـادي كبيـر العمـامـه
شيخٍ ورمحه مع أهـل الخيـل مرسـام
مــرٍ يواعـدنـا بـحـرب وقـوامـه
ومـرٍ يجينـا مـن هــرج وتـسـلام
حـي الكـلام وحـي منـهـو كـلامـه
اللـي لفانـا مـن هــرج التـوهـام
وش الجزا يا شـوق زاهـي الوشامـه
لِسَّابق إللـي مـا عرفنـا لهـا أوقـام
أهديـت لـك نـور السلـف والجهامـه
باغيـه ذخـرٍ فـي مقابـيـل الايــام
وغديـت أنـا ويـاك مـثـل النعـامـة
جاهـا بَلاهـا مـن ثقيـلات الاقــدام
إن كـان تبغـي سابـقـك والسـلامـه
خلـوا ضعاينكـم مـع العتـش خــرام
العتش: شعيب في وادي العرمه جنوب الدهناء
حِـــرِّم عـلـيــك النوط فكت إبلامه
ما دام حيٍ واحدٍ من ضنا يام
معنـا الطويـل اللـي تجيكـم عـلامـه
مثل العِديم اللـي علـى الجـول صـرام
الطويل : هو فـارس ال حبيـش المشهـور
التـرك قبلـك زارِنـا بــه زعـامـه
قد عافنـا وِعْتـاض عنـا اهـل الشـام
الـتـرك : هــم الـدولـة العثمـانـيـة
وان كـان تطـري حِدْرتـك بالجهامـه
لمـا توصـل بـك إلـى ذيـك الارجـام
ذي ديـرة الحـاكـم كبـيـر العمـامـه
إللـي نحـى عنـهـا طوابـيـر الاروام
قـدامـك شـيـخٍ رفـيـعٍ مـقـامـه
الخيـل قِـرَّح وأبيـض الـخـد قــدام
وإن رادهـا غيـره ضربـنـا لثـامـه
عــودٍ يـبـدل هـفـوتـه بـتـنـدام
يالله عسى الفـردوس ملقـى إعظامـه
اللي بعـث ديـن النبـي ديـن الاسـلام
مثـل الدويـش اللـي يِقَـدي الجهامـه
عِقـرت جـواده فـوق رجلـه والاقـدام
وإن كـان حَـدَّر لابـةٍ مـن تهـامـه
حنـا لهـم فـي مقطـع الصلـب قـدام
الـصـلـب: هـــو وادي الـعـجـمـان
اقبـل وحنـا لـك نـسـوي كـرامـه
شِلـفٍ علـى قـبٍ سريعـات ألــولام
شِلف: جمع شَلفه وهي أصغر مـن الرمـح
قـــب : هـــي صـفــة للـخـيـل
تسعيـن رمـحٍ كسـرت فـي عـدامـه
عشرين مِنْهِـن بيـن فـوران وحـزام
كـم ثـار عنـد إركابنـا مـن كِتامـه
ياما هلك من ضدنـا مـن سبـب يـام
كـم مـن حريـبٍ دارج الـدم دامــه
يشبع بهـا السرحـان والطيـر لا حـام
الـسـرحــان: لــقــب الــذيــب
حنـا كمـا سـيـلٍ تَنـاحـا غمـامـه
حامـل بَـردهـا بالفرنـجـي والاروام
سيله يقـزي مـا نحـى مـن عدامـه
ورعودهـا منهـا المِـدَلَـه تقـصـام
وان كانكـم سـيـلٍ يِـطْـم العـدامـه
حنـا زبـارٍ يشـرب السيـل لا عــام
وان كانكـم ضـلـع كبـيـر حَجـامـه
حنـا كمـا نجـمٍ علـى الضلـع هـدام
وان كانكـم مثـل الـرعـد بِنْقِصـامـه
فـإن الرعـد ينبـت زبيـدي بـرضـام
كـم سيـف هنـديٍ فِظَخْـنـا لِجـامـه
بأيمانِنـا كِـنـه مقابـيـس الاظــلام
نـروي مـن إرقـاب السِّكـارا حَيامـه
فـي هيـةٍ يشبـع بهـا كـل حــوام
الــهـــيـــة: الــــحــــرب
قطعـا لعيـنٍ اللـي عريـضٍ سَنامـه
شقـحٍ مفاليـهـا مباكـيـر الاوســام
وان كـان وِدك عندنـا لــك كـرامـه
تدري بضيفتنـا أهـل الشـرق والشـام
أقبـل علينـا حـي سـوق المسـامـه
وعاداتنـا نغلـي جلـب كــل ســوام
حريبـنـا تصـبـح بكـبـده نـدامـه
وبرايـة الله نجعلـه حــذو الاقــدام
نرجـي مهاشـيـل تـعـدى تهـامـه
لا سـاق كالله والقـدر نـاحـرٍ يــام
وصـلاة ربـي عـد منشـى غمـامـه
علـى نبـيٍ خــص هالله بـالاكـرام
فاراد الشيخ راكان ان يبعث برسالة فعلية الى ابن هادي قبل المعركة ليعرف
بها قوته فنادى بالعجمان فقال من اللي يشوف لي ابن هادي وربعه ورد لي
خبرهم فبرز من بين الصفوف واحد من شباب ال حبيش وعمره 15 سنة فجاء الى
قحطان ورأى بيوتهم مبنيه بين الدهناء والصلب متوجهين الى العجمان فسأل
الجنود وهم لا يدرون انه عجمي أين بيت ابن قرمله ( وهو محمد بن هادي )
فقالوا له بيت الشعر الذي يتوسط البيوت هناك فجاء الشاب فوقف على بيت ابن
هادي وركز الشلفه فوقعت بينه وبين نار الدلال رسالة تهديد الى ابن هادي
مفادها اني بمقدوري ان اقتلك وهرب الحبيشي فاسرع فرسان قحطان بطلبه
ولكن لم يدركوه فايقن ابن هادي بقوة العجمان فرجع ادراجه الى ديرته ولم
يحارب العجمان.
(منقول)