عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 3 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: الروايات والقصائد الشعبية من روافد تاريخ القبائل في الجزيرة العربية

كُتب : [ 16 - 01 - 2009 ]

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خيَّال الغلباء مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

مقال نشر بجريدة الجزيرة العدد 12087 بتاريخ 20 رمضان 1426هـ للكاتب / محمد بن حميد الجحدلي الحربي

الروايات والقصائد الشعبية من روافد تاريخ القبائل في الجزيرة العربية

كان لقلة تدوين التاريخ والحوادث المتعلِّقة بالقبائل في الجزيرة العربية ، وقدم العهد على زمن بعض الحوادث ، الأثر الأكبر في ضياع الكثير من حقائق الوقائع والأحداث المهمة في تاريخ قبائل الجزيرة العربية . وأصبح المصدر الوحيد لتلك الأحداث هم الرواة الشعبيين والقصائد الشعبية كشواهد على تلك الحوادث .

في كل رواية شعبية لأي حادثة بين قبيلتين من قبائل الجزيرة العربية ، تجد فيها اختلافاً قد يكون جذرياً بين رواة كل قبيلة من تينك القبيلتين عن الحادثة ، يتمثَّل في سبب الحادثة وتاريخها وتفاصيلها ونتائجها وزعمائها وفرسانها .

من الأمور التي أضحت مألوفة في هذا العصر ، التسليم بصحة الرواية الشعبية لدى البعض دون تحقيق وتدقيق وتمحيص لتلك الروايات الشعبية التي قد تصل في بعض تفاصيلها إلى حد الأسطورة الشعبية وقصص الخيال الشعبي . وعدم مقارنة تلك الرواية التي تصف الحادثة مع المصادر التاريخية المعاصرة لتلك الأحداث أو المتأخرة عنها قليلاً . وغالباً ما يتم الاعتماد على رواة قبيلة واحدة فقط دون الأخذ بما لدى رواة القبيلة الأخرى عن تلك الحادثة ، ومن ثم المقارنة بين الروايتين وتنقيح الرواية لتصبح أقرب ما تكون إلى الحقيقة .

رغم أن القصائد الشعبية المعاصرة للأحداث تعتبر من الشواهد التاريخية لبعض الوقائع والأحداث المهمة في تاريخ قبائل الجزيرة العربية . ولكن لقلة التدوين وقدم العهد على زمن بعض الحوادث ، يطرأ الكثير من التغيير على أبيات القصائد الشعبية . فتجد بعض الاختلاف في ترتيب أبيات القصيدة ، أو في بعض المفردات ، أو في عدد الأبيات بين الرواة الشعبيين .

وقد تتداخل بعض الأبيات لقصيدة أخرى متشابهة في الوزن والقافية مع أبيات القصيدة الأصلية التي تصف الحادثة ، وتعد تلك الأبيات من ضمن أبيات القصيدة الأصلية التي تصف الحادثة ، وربما ما تتحدث عنه تلك الأبيات التي أُدخلت على القصيدة الأصلية للحادثة إما متقدِّماً كثيراً عن زمن الحادثة ، وإما متأخراً كثيراً عن زمن الحادثة مما يفسد الشاهد .

ويجد المهتمون بالشعر الشعبي عدداً من القصائد المتشابهة في الوزن والقافية لعدد من الشعراء ، تداخلت أبيات قصائدهم ، حتى أضحت قصيدة واحدة ، وأصبح الفصل بين أبيات تلك القصائد ، أو نسبة كل قصيدة لصاحبها محل اختلاف ، ومن أمثلة ذلك قصيدة بصري الوضيحي الشمري وقصيدة / مسعود عبد ابن هذال المتشابهتان في الوزن والقافية ، ومنها البيت التالي :

من طاوع الثنتين يصبر على اللوم
= يصبر على فرقا الأهل والعمامي

فبعض الرواة ينسبون هذا البيت إلى / بصري الوضيحي الشمري ، والكثير من الرواة ينسبونه إلى / مسعود عبد ابن هذال .

من أجمل مناهج المحققين للروايات الشعبية المتعلقة بالأحداث التاريخية القبلية في هذا الوقت المنهج الذي اعتمد عليه المؤرخ الأستاذ / فايز بن موسى البدراني الحربي في العديد من الكتب التي قام بتأليفها والتي يكون مصدر الخبر لديه عن تلك الحوادث هو الرواية الشعبية فقط ، وهو منهج يعتمد على تدوين سبب الحادثة وتاريخها وخلاصة الخبر دون الخوض في التفاصيل الجانبية .

حبذا لو تم اعتماد هذا النهج والأسلوب من قبل المؤلفين عند تدوين الحوادث التاريخية للقبائل في الجزيرة العربية في مؤلفاتهم حفاظاً على الموروث التاريخي لأبناء القبائل في الجزيرة العربية من الضياع ، وتجنباً للخوض في التفاصيل الجانبية لبعض الروايات والتي تصل إلى حد المبالغة .

http://www.suhuf.net.sa/2005jaz/oct/23/wo5.htm
بسم الله الرحمن الرحيم

= :: (( الشعر الجاهلي مصدرا تاريخيا مهما للتاريخ )) :: =

الشعر الجاهلي مصدر تاريخي مهمل د / عبدالعزيز بن سعود الغزي :

الشعر الجاهلي أحد المصادر المهمة لدراسة تاريخ العهود القديمة ، وبخاصة تلك التي تسبق ظهور الإسلام بقرنين أو ثلاثة من الزمان ، والوقت المذكور هو وقت توقف النقوش القديمة ذات المحتويات التاريخية الجيدة باستثناء بضعة إن لم تكن أقل ، تلك النقوش التي خلفتها الدول مثل سبأ ومعين ودادان .. الخ التي سادت وبادت في أجزاء الجزيرة العربية المختلفة . وإلى جانب الشعر الجاهلي هناك دراسات آثارية ميدانية للآثار الثابتة والمنقولة والنقوش المكتوبة . وبالإضافة إلى ذلك يوجد في المصادر التاريخية المتنوعة مثل اليونانية والرومانية والبيزنطية والإسلامية كمّ من المعلومات إلا أنه لا يعطي الصورة التاريخية لأي كيان قديم في الجزيرة العربية . ولذا يكاد الشعر الجاهلي أن يكون هو المصدر الوحيد لكتابة تاريخ القرنين السابقين على ظهور الإسلام ، ليس لأنه لا يوجد غيره ، ولكن لعدم تفعيل غيره من المصادر وتحديداً الدراسات الآثارية على اختلاف أنواعها والتي لا تزال في مرحلة تقديم المادة أكثر من كونها في مرحلة استقرائها وبناء التاريخ منها ؛ وسنبقى وقتا قد يطول بحاجة إلى تقديم المعلومات الميدانية لتتراكم ثم يصبح استقراؤها أكثر فائدة .

لم يدرس الشعر الجاهلي من حيث الاستيطان والحياة السياسية في وسط الجزيرة العربية على وجه الخصوص . وأقول وسط الجزيرة العربية لأن أغلب الشعراء الجاهليين وبخاصة أصحاب المعلقات ينتمون إلى هذا الجزء . لا أدري لماذا ؟ ولكن قد يكون من بين الأسباب ارتباط الشعر بعالم البادية ، وربما أن للكثافة البشرية دورا في وجود عدد كبير من الشعراء . فعلى سبيل المثال نجد أن شعراء المعلقات العشر من وسط الجزيرة العربية ، فامرؤ القيس الكندي من عالية نجد ، وعنترة بن شداد العبسي من شمال الوسط ، والنابغة الجعدي من وسط الوسط ، ولبيد بن ربيعة العامري من وسط الوسط ، والنابغية الذبياني من شمال غربي الوسط ، وطرفة بن العبد من غربي وسط الوسط ، وعمرو بن كلثوم من شمال غربي وسط الوسط ، وأعشى قيس من قلب الوسط .

وإذا أخذنا شعر عنترة بن شداد العبسي مثالاً على شعر معاصريه وسابقيه لوجدنا أن عنترة يميل في شعره الحديث عن الذات والإفتخار بالشجاعة ومكارم الأخلاق والوجد على محبوبته عبلة بنت مالك على خلاف غيره من الشعراء الذين يميلون في شعرهم إلى أغراض أخرى . ومع وجود تلك الأغراض يبقى شعر عنترة العبسي مصدراً لتاريخ وسط الجزيرة العربية إذ يكثر فيه الحديث عن المعارك التي يذكرها بأسمائها والتي لم يسبق أن قرأت عنها في الكتب التي تعنى بأيام العرب في الجاهلية وذلك مثل يوم الشِّباك الذي يرد ذكره في الأبيات الآتية ، كما يذكر عدداً من القبائل التي كانت لها حروب مع قبيلته بأسمائها وفي الأبيات الآتية عدد منها على سبيل المثال . يقول عنترة :

وسلي بنا عُكا وخشعم تُخبري
= وسلي الملوك وطيئ الأجيال

أو آل ضبة بالشباك إذ أسلمت
= بكر حلائلها ورهط عقال

وبني صباح قد تركنا منهم
= جزراً بذات الرمث فوق أثال

زيداً وسوداً والمقطع أقصدت
= أرماحنا ومجاشع بن حلال

رعناهم بالخيل تردي بالقنا
= وبكل أبيض صارم فصال

يوم الشِّباك فأسلموا أبنائهم
= ونواعماً كالربرب الأطفال

من مثل قومي حين تختلف القنا
= وإذا تزول مقادم الأبطال

في الأبيات الواردة أعلاه نجد أن عنترة قد ذكر من القبائل عك وخشعم والملوك وطيء وآل ضبة وبكر وبني صباح . كما ذكر يومين من أيام العرب الأول هو يوم الشِّباك الذي لا يرد له ذكر في مكان آخر ، والثاني يوم أثال . والواضح من أسماء القبائل التي ذكر أن هناك كثافة بشرية كبيرة في الجزيرة العربية قبيل ظهور الإسلام ، فقبيلة خثعم تقيم في الجنوب بينما تقيم طيء في شمال الوسط وبينهما كانت تقيم قبيلة عبس التي ينتمي إليها عنترة وهو فارسها على الإطلاق ، فهذه الحروب التي شنتها عبس فهاجمت طيء الواقعة إلى الشمال منها ، وهاجمت خشعم الواقعة إلى الجنوب منها ليدل على وجود كيان سياسي لعبس في الجزيرة العربية نعرف القليل عنه ، ولن نعرف الكثير إلا أن عرفنا مستوطنات الأمة العبسية التي توجد في أماكن كثيرة من الجزيرة العربية ومنطقة القصيم هي مقرها الرئيس وفيها يجب أن يبدأ البحث الميداني . انتهى كلامه . وأقول أن ما ينطبق على الشعر الجاهلي ينطبق على شعر النبط في القرنين الماضيين ومعاركهما بين القبائل منقول مع خالص التحية وأطيب الامنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس